نقل جلسة منح الثقة للحكومة الليبية من بنغازي إلى طبرق

ليبيون يتابعون عرضاً للمهارات في قيادة السيارات بمدينة بنغازي أمس (أ.ف.ب)
ليبيون يتابعون عرضاً للمهارات في قيادة السيارات بمدينة بنغازي أمس (أ.ف.ب)
TT

نقل جلسة منح الثقة للحكومة الليبية من بنغازي إلى طبرق

ليبيون يتابعون عرضاً للمهارات في قيادة السيارات بمدينة بنغازي أمس (أ.ف.ب)
ليبيون يتابعون عرضاً للمهارات في قيادة السيارات بمدينة بنغازي أمس (أ.ف.ب)

أعلن مجلس النواب الليبي، أمس، اختياره مدينة طبرق بأقصى شرقي البلاد مقراً لأداء حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد دبيبة اليمين الدستورية، الاثنين المقبل، بدلاً من مدينة بنغازي، إيذاناً ببدء مهام عملها الرسمي.
وقال عبد الله بليحق، المتحدث باسم المجلس، إن جلسة البرلمان التي كانت مقررة في مدينة بنغازي لتنصيب الحكومة، ستعقد بالمقر المؤقت لمجلس النواب بمدينة طبرق في الموعد نفسه، نافياً وجود أسباب أمنية وراء هذا التغيير المفاجئ.
وقال بلحيق، في بيان له أمس، إن بنغازي، كبرى مدن شرق البلاد، «آمنة»، لكنه أرجع نقل انعقاد البرلمان إلى طبرق لما وصفها بأسباب «تنظيمية ولوجيستية»، لافتاً إلى أن المجلس يعقد جلساته سواء بالمقر الدستوري ببنغازي أو المؤقت في طبرق.
وتابع: «لا صحة لما يُشاع من هجوم مجموعة مسلحة على مقر المجلس أو ديوانه، وما يتم تداوله حول هجوم على مبنى (الدعوة الإسلامية) الذي لم نباشر عملنا به ولا يوجد به موظفون»، موضحاً أن مقر البرلمان في بنغازي «قيد الصيانة». وأضاف: «شخص واحد فقط في غير وعيه دخل منذ أيام على عمال الصيانة بالمبنى وتهجم عليهم لفظياً فقط وغادر المكان دون أن يمس أحداً أو يخرب شيئاً في المكان».
وكان عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب، أعلن عقب منح الثقة لحكومة دبيبة في مدينة سرت، أنها ستؤدي اليمين في مقر البرلمان بمدينة بنغازي.
ولم تعلق حكومة دبيبة على هذا التغيير، لكن محمد حمودة الناطق باسمها أعلن لوكالة «الأناضول» التركية في تصريحات أمس، أن الحكومة «ستتسلم مهامها خلال الأسبوع المقبل»، لكنه لم يحدد موعداً رسمياً لذلك.
ولفت إلى أن الحكومة خاطبت رسمياً المجلس الرئاسي لحكومة «الوفاق» المنتهية ولايتها في العاصمة طرابلس برئاسة فائز السراج لبدء التسليم والتسلم.
وفي أول ممارسة لمهام عمله، انتقد رئيس حكومة عبد الحميد دبيبة الميزانيات التي تم إنفاقها بدعوى التعامل مع جائحة «كورونا» دون وجود نتائج فعلية على الأرض. وأوضح دبيبة أن «إدارة الأزمة بهذه الطريقة لن تكون مقبولة بعد اليوم»، معبراً بذلك عن استيائه، بعدما ناقش في اجتماع عقده مساء أول من أمس، مع مسؤولين مختصين في الملف الصحي، الخطة الوطنية للتطعيم ضد فيروس «كورونا» والآليات المعتمدة لتوزيع اللقاح وتقييم الاحتياجات المادية واللوجيستية المطلوبة لتوفير الكميات الضرورية ولضمان وصول اللقاح إلى كل المواطنين في جميع أنحاء البلاد.
وأضاف دبيبة في بيان لمكتبه الإعلامي أنه تلقى مساء أول من أمس، اتصالاً من رئيس وزراء الأردن بشر الخصاونة هنأه بنيل حكومته ثقة مجلس النواب الليبي، كما أعرب عن تطلع الأردن بقيادة الملك عبد الله الثاني لعودة ليبيا إلى دورها ومكانتها على كل المستويات العربية والإقليمية والدولية، وأن تنصب كل الجهود لهذه الغاية بنجاح العملية السياسية والتأكيد على وحدة وأمن واستقرار ليبيا.
في شأن آخر، رصد فجر أمس إطلاق نار وانفجارات في منطقة تاغوراء شرق طرابلس، بينما قال سكان محليون إن ما حدث هو «تعبير عن الاحتفال بانتهاء المشكلة التي نشبت بين كتيبتين مواليتين لحكومة (الوفاق)».



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.