بريطانيا تجري «تجارب سرية» لرصد زيارات المواقع الإلكترونية

شخص يتصفح موقعاً إلكترونياً (أرشيفية - رويترز)
شخص يتصفح موقعاً إلكترونياً (أرشيفية - رويترز)
TT

بريطانيا تجري «تجارب سرية» لرصد زيارات المواقع الإلكترونية

شخص يتصفح موقعاً إلكترونياً (أرشيفية - رويترز)
شخص يتصفح موقعاً إلكترونياً (أرشيفية - رويترز)

تجري وزارة الداخلية البريطانية «تجارب سرية» تشارك فيها شركتان من مزودي خدمات الإنترنت والهواتف، تهدف لجمع البيانات عن المواقع الإلكترونية التي يزورها عملاء الشركتين لمعرفة ما إذا كان نظام «المراقبة الشامل» سيكون مفيداً للأمن القومي وإنفاذ القانون.
وبحسب صحيفة «غارديان» البريطانية، فإن التفاصيل المتاحة عن تلك التجارب محدودة، ما دفع النشطاء إلى التحذير من «افتقارها المذهل إلى الشفافية بشأن البيانات التي سيتم نقلها إلى شبكة مراقبة خاصة بوزارة الداخلية».
وأوضحت الصحيفة أن وزارة الداخلية مع الوكالة الوطنية لمكافحة الجريمة تعملان على جمع المواقع التي يزورها العملاء ومواعيد الزيارات ومقدار البيانات التي قاموا بتحميلها، وهو ما قد يشير إلى الكثير من المعلومات الشخصية حول العميل مثل معلومات عن حالته الصحية أو وضعه المالي عبر زيارات متكررة لمواقع معينة.
وبدأت التجربة الأولى في يوليو (تموز) 2019، بعد موافقة السلطات، وشاركت بها شركة مزودة لخدمة الإنترنت، ثم أجريت تجربة ثانية بمشاركة شركة لخدمات الهواتف في أكتوبر (تشرين الأول) من العام نفسه.
وقالت مجموعة Open Rights Group الحقوقية إن التفاصيل المتاحة بشأن تلك التجربة ليست كافية، وذكرت المسؤولة بالمجموعة هيذر بيرنز: «هذا نقص مذهل بشأن الشفافية حول جمع البيانات والاحتفاظ بها»، وأضافت: «يجب أن يكون لدينا الحق في عدم تحويل كل نقرة نقوم بها عبر الإنترنت إلى شبكة مراقبة بافتراض أنها تحتمل أن تكون نشاطاً إجرامياً».
وقالت مصادر بوزارة الداخلية إنها تستفيد من صلاحيات قانون أقر في عام 2016، يتيح لها إجراء اختبارات بشأن جمع البيانات التي يمكن استخدامها في التحقيقات.
وأكدت الوكالة الوطنية لمكافحة الجريمة أنها تعمل مع الحكومة خلال إجراء تلك التجارب، فيما ذكرت وكالة الشرطة أنها تدعم تلك التجارب.
ولفتت «غارديان» إلى أن إدوارد سنودن، مسرّب المعلومات السرية من وكالة الأمن القومي الأميركية، قد وصف القانون وقتها بأنه «منح الحكومة البريطانية فرض أقصى رقابة في تاريخ الديمقراطية الغربية».
وأضحت أن القانون كان يهدف إلى إضفاء الشرعية، في وقتها، على أدوات تستخدمها أجهزة الأمن البريطانية للتجسس الإلكتروني لم تستخدم في أي دولة أخرى في أوروبا الغربية أو الولايات المتحدة.


مقالات ذات صلة

شؤون إقليمية المحامية والناشطة الإيرانية نسرين ستوده وزوجها رضا خندان (أرشيفية - أ.ف.ب)

إيران توقف زوج المحامية والناشطة نسرين ستوده

أوقفت السلطات الإيرانية، اليوم الجمعة، رضا خندان زوج المحامية والناشطة نسرين ستوده التي اعتُقلت عدة مرات في السنوات الأخيرة، بحسب ابنته ومحاميه.

«الشرق الأوسط» (لندن)
المشرق العربي صورة ملتقطة في 4 ديسمبر 2020 في جنيف بسويسرا تظهر غير بيدرسن المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

مبعوث الأمم المتحدة يندد ﺑ«وحشية لا يمكن تصورها» في سجون نظام الأسد

قال مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا إن الفظاعات التي شهدها سجن «صيدنايا» ومراكز الاحتجاز الأخرى في سوريا، تعكس «الوحشية التي لا يمكن تصورها» التي عاناها السوريون.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
خاص «مهرّب» أرشيف التعذيب السوري يكشف هويته لـ«الشرق الأوسط» play-circle 01:34

خاص «مهرّب» أرشيف التعذيب السوري يكشف هويته لـ«الشرق الأوسط»

«سامي» الذي ارتبط اسمه كالتوأم مع قريبه «قيصر» في تهريب عشرات آلاف صور ضحايا التعذيب في سجون الأسد، يكشف هويته لـ«الشرق الأوسط»، ويوجه رسالة إلى السلطة الجديدة.

كميل الطويل (باريس)
أوروبا نساء أيزيديات يرفعن لافتات خلال مظاهرة تطالب بحقوقهن والإفراج عن المختطفين لدى تنظيم «داعش» المتطرف في الموصل بالعراق... 3 يونيو 2024 (رويترز)

السجن 10 سنوات لهولندية استعبدت امرأة أيزيدية في سوريا

قضت محكمة هولندية بالسجن عشر سنوات بحق امرأة هولندية أدينت بارتكاب جرائم ضد الإنسانية بإبقائها امرأة أيزيدية عبدة في سوريا.

«الشرق الأوسط» (لاهاي)

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.