4 فتيات عربيات يدرسن الطب في القطب الشمالي

من أسرة عراقية هاجرت إلى النرويج

الأخوات الأربع أمام بوابة المستشفى الجامعي
الأخوات الأربع أمام بوابة المستشفى الجامعي
TT

4 فتيات عربيات يدرسن الطب في القطب الشمالي

الأخوات الأربع أمام بوابة المستشفى الجامعي
الأخوات الأربع أمام بوابة المستشفى الجامعي

وضعت أسرة عراقية مهاجرة تسكن في مدينة ترومزو النرويجية التي تقع في دائرة القطب الشمالي، رقمها القياسي الخاص، بعد أن دخل كل أفرادها في ميدان الطب، فالأب زياد العاني اخصائي التداخل الجراحي بالاشعة، والأم رشا نعمان طبيبة في النسائية، لديهما أربع بنات دخلن كلهن في كلية الطب في جامعة أركتيسكا (الجامعة القطبية) في المدينة.
الأسرة الصغيرة المتكونة من الأب والأم هجرت بغداد بعد الزواج بسبب ظروف الحصار المرير في سنوات التسعينات من القرن الماضي نحو اليمن قرب خط الاستواء، ثم وصلت بداية القرن الحالي إلى النرويج حيث أنهى الأطفال: شيماء وأسماء وجومانة وأخيرا ريمة، سنوات الدراسة الابتدائية والإعدادية بتفوق. وقد دفع تفوق ريمة أيضاً إلى دخولها الطب رغم حبها الشديد للفنون.
البنت الكبيرة شيماء أولى أخواتها التي دخلت الجامعة، تقول إنها تهوى العمل الطبي، إذ تساعد في أعمال دور رعاية المسنين وفي المهمات الطبية البسيطة مثل تخطيط القلب الكهربائي داخل المستشفى، بينما تحب أختها الثانية أسماء ممارسة الرياضة، خصوصاً كرة اليد وركوب الدراجة الهوائية، إضافة إلى طهو الطعام. أما جومانة فهي عاشقة للرياضيات والرياضة أيضاً، إلا أن تفوقها العلمي قادها إلى الطب. وقد زارت الأختان مكة أخيراً في رحلة عمرة عامرة بالإيمان... أما الرابعة ريمة فإنها تقود، وبعض من أخواتها، سيارة الأسرة رباعية الدفع في صقيع القطب.
وتدرس الأخوات الأربع الطب في جائحة «كورونا» عن طريق التعليم الإلكتروني مع حضورهن بعض الصفوف العملية داخل الجامعة. وفي هذا الزمن تغيرت الدراسة من الحضور الجامعي إلى التدريس عن بُعد، ما قلل من فرص التعلم المباشر والتطبيقي، خصوصاً قلة الساعات التعليمية في المستشفى. ورغم ذلك نجحن في الامتحانات.
ومنذ بداية إقامتها في المدينة، نظمت الأسرة مع أسر أخرى دروساً لتعليم العربية ومبادئ الدين لأطفال المسلمين في القطب. وهي تمارس بكل أفرادها صيام رمضان في أجواء القطب الشمالي، ما أدى إلى تنافر آراء الأب والأم حول وقت الفطور، خصوصاً أوقات الصيف حيث ينعدم الليل في القطب. واستقر أمرهم أخيراً على توقيت صيام مكة المكرمة.


مقالات ذات صلة

رابطة العالم الإسلامي تطلق مبادرة دولية لتعليم الفتيات

الخليج المبادرة تمثّل تحوّلاً نوعيّاً في الانتصار لتعليم الفتيات (واس)

رابطة العالم الإسلامي تطلق مبادرة دولية لتعليم الفتيات

أطلقت رابطة العالم الإسلامي مبادرتها الدولية لـ«تعليم الفتيات في المجتمعات المسلمة»، التي ترعاها الحكومة الباكستانية، وذلك خلال مؤتمر في إسلام آباد.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
العالم الأخت سيمونا برامبيلا التي عيّنها البابا فرنسيس لتولي مسؤولية المكتب الذي يُشرف على الإرشادات الدينية الكاثوليكية في العالم (متداولة)

البابا فرنسيس يعيّن أول امرأة لرئاسة دائرة كبيرة في الفاتيكان

عيّن البابا فرنسيس أول امرأة لقيادة إحدى الدوائر الرئيسية في الفاتيكان، وهي راهبة إيطالية ستتولى مكتباً يُشرف على الإرشادات الدينية الكاثوليكية في العالم.

«الشرق الأوسط» (الفاتيكان)
المشرق العربي محسنة المحيثاوي (متداولة)

محسنة المحيثاوي... أول امرأة ترأس محافظة السويداء السورية

عيّنت الإدارة الجديدة في سوريا محسنة المحيثاوي محافظاً لمحافظة السويداء جنوب البلاد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي مصرف سوريا المركزي (متداولة)

سوريا: تكليف امرأة بمنصب حاكم المصرف المركزي لأول مرة

أكدت مصادر سورية، اليوم الاثنين، تكليف ميساء صابرين لتكون أول امرأة بمنصب حاكم مصرف سوريا المركزي، في خطوة تُعد سابقة بتاريخ المصرف.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي امرأة شابة تلتقط صورة بعلم «الثورة» السورية في دمشق (أ.ب)

تصريحات مسؤولة في الإدارة السورية الجديدة حول المرأة تثير جدلاً

أثارت تصريحات أدلت بها مديرة مكتب شؤون المرأة في الإدارة السورية الجديدة حول النساء جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي وانتقادات من المجتمع المدني.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

علماء يستخرجون نواة جليدية عمرها أكثر من مليون سنة

أشخاص يعملون في كهف تخزين في موقع يُدعى «ليتل دوم سي» في القارة القطبية الجنوبية (أ.ب)
أشخاص يعملون في كهف تخزين في موقع يُدعى «ليتل دوم سي» في القارة القطبية الجنوبية (أ.ب)
TT

علماء يستخرجون نواة جليدية عمرها أكثر من مليون سنة

أشخاص يعملون في كهف تخزين في موقع يُدعى «ليتل دوم سي» في القارة القطبية الجنوبية (أ.ب)
أشخاص يعملون في كهف تخزين في موقع يُدعى «ليتل دوم سي» في القارة القطبية الجنوبية (أ.ب)

أعلن فريق دولي من العلماء، اليوم الخميس، أنهم نجحوا في حفر واحدة من أعمق الحفر الجليدية حتى الآن، بعمق ميلين (2.8 كيلومتر) للوصول لطبقة جليدية في القارة القطبية الجنوبية يرجح أن يبلغ عمرها على الأقل 1.2 مليون سنة.

ويقول العلماء، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، إنهم بتحليل القطعة الجليدية من المتوقع أن يظهر كيف تطور الغلاف الجوي والمناخ على كوكب الأرض، وكذلك توفير رؤى حول كيفية تغير دورات العصور الجليدية، والمساعدة في فهم كيف أثر الكربون في الغلاف الجوي على المناخ.

قال كارلو باربانتي، عالم الجليد الإيطالي ومنسق مشروع «بيوند إيبيكا» للحصول على النواة الجليدية: «بفضل نواة الجليد، سنفهم ما الذي تغير من حيث غازات الدفيئة والمواد الكيميائية والغبار في الغلاف الجوي».

نواة جليدية استخرجت من موقع يُدعى «ليتل دوم سي» في القارة القطبية الجنوبية (أ.ب)

سبق واستخرج الفريق نفسه نواة جليدية عمرها نحو 800 ألف سنة. وقد وصلت عملية الحفر الأخيرة إلى عمق 2.8 كيلومتر (نحو 1.7 ميل)، حيث عمل فريق مكون من 16 عالماً وموظفي دعم، كل صيف على مدى أربع سنوات في درجات حرارة تبلغ نحو 35 درجة مئوية تحت الصفر.

وشارك الباحث الإيطالي فيديريكو سكوتو في إكمال عمليات الحفر في بداية يناير (كانون الثاني) في موقع يُدعى «ليتل دوم سي»، بالقرب من محطة أبحاث كونكورديا.

وقال سكوتو: «كانت لحظة رائعة بالنسبة لنا عندما وصلنا إلى الصخور الأساسية». وأشار إلى أن تحليل النظائر أظهر أن عمر النواة الجليدية لا يقل عن 1.2 مليون سنة.

الموقع «ليتل دوم سي» في القارة القطبية الجنوبية (أ.ب)

وأضاف كل من باربانتي وسكوتو أنه بفضل تحليل نواة الجليد من حملة «إيبيكا» السابقة، ظهر أن تركيزات غازات الدفيئة، مثل ثاني أكسيد الكربون والميثان، حتى خلال أدفأ الفترات في الـ800 ألف سنة الماضية، لم تتجاوز المستويات التي تم رصدها منذ بدء الثورة الصناعية في العصر الحديث.

وأوضح باربانتي: «اليوم نشهد مستويات من ثاني أكسيد الكربون تزيد بنسبة 50% عن أعلى المستويات التي شهدناها خلال الـ800 ألف سنة الماضية».

تم تمويل مشروع «بيوند إيبيكا»، وهو اختصار لعبارة: المشروع الأوروبي لحفر الجليد في القارة القطبية الجنوبية، من قبل الاتحاد الأوروبي بدعم من دول عبر القارة، وتقوم إيطاليا بتنسيق المشروع.

أشخاص يعملون في كهف تخزين في موقع يُدعى «ليتل دوم سي» في القارة القطبية الجنوبية (أ.ب)

وأعرب ريتشارد ألي، عالم المناخ في جامعة ولاية بنسلفانيا، الذي لم يكن منخرطاً في المشروع والذي حصل مؤخراً على ميدالية العلوم الوطنية تقديراً لمسيرته في دراسة الصفائح الجليدية، عن سعادته بالاكتشاف الجديد، وقال: «التقدم في دراسة أنوية الجليد مهم لأنه يساعد العلماء على فهم أفضل لظروف المناخ في الماضي ويعزز فهمهم لمساهمات البشر في تغير المناخ في الحاضر».