تصريحات مسؤولة في الإدارة السورية الجديدة حول المرأة تثير جدلاً

وانتقادات من المجتمع المدني

امرأة شابة تلتقط صورة بعلم «الثورة» السورية في دمشق (أ.ب)
امرأة شابة تلتقط صورة بعلم «الثورة» السورية في دمشق (أ.ب)
TT
20

تصريحات مسؤولة في الإدارة السورية الجديدة حول المرأة تثير جدلاً

امرأة شابة تلتقط صورة بعلم «الثورة» السورية في دمشق (أ.ب)
امرأة شابة تلتقط صورة بعلم «الثورة» السورية في دمشق (أ.ب)

أثارت تصريحات أدلت بها مديرة مكتب شؤون المرأة في الإدارة السورية الجديدة، عائشة الدبس، حول النساء جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي في سوريا وانتقادات من المجتمع المدني، الأحد، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية┌.

وسئلت الدبس خلال مقابلة هذا الأسبوع مع تلفزيون «تي آر تي» التركي باللغة العربية عن المساحة التي ستمنح للمنظمات النسوية في سوريا مستقبلاً.

وأجابت الدبس أنه ينبغي لعمل هذه المنظمات أن «يدعم النموذج الذي نحن بصدد بنائه... لن أفتح المجال لمن يختلف معي بالفكر».

ودعت الدبس في الوقت نفسه النساء السوريات اللواتي في الخارج إلى العودة و«النساء في الداخل للاجتماع على طاولة واحدة... وسندرس الرؤية والنموذج معاً».

وأضافت: «لماذا أنا أتبنى النموذج العلماني أو المدني؟ أنا سأصنع نموذجاً خاصاً بالمجتمع السوري... سنصنع نموذجاً متفرداً يناسب واقعنا... المرأة السورية هي من ستصنع النموذج».

وأكّدت أن كل النساء السوريات من كل الطوائف، سنّيات ودرزيات ومسيحيات، «متساويات»، داعية من «تمتلك الشهادات وتمتلك الخبرات أن تتوجه إلى المؤسسات الحكومية لأن المؤسسات الآن فيها فراغ كبير».

لكنها دعت المرأة أيضاً إلى عدم «تجاوز أولويات فطرتها التي فطرها الله وهي دورها التربوي في أسرتها».

وأثارت هذه التصريحات انتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي. وكتبت بتراء أبو الجدايل على «فيسبوك»: «تكلمي بفكرك المقصي هذا في بيتك، ولا تلزمينا بفكرك الذي يريدنا أن نبقى في بيوتنا».

وأضافت: «لا لمكتب شؤون المرأة نحن لسنا غنماً بحاجة إلى رعاية».

وقالت من جهتها، الممثلة علياء سعيد، في فيديو نشرته على منصة «إكس»: «من أعطاكِ الحق لكي تقولي ما يسمح لنا وما لا يسمح لنا؟ اعتقلنا كي نقول رأياً، وتهجّرنا وتكسّرت منازلنا، ليس من أجل أن تقولي في النهاية ما تسمحي وما لا تسمحي لنا».

وفي منشور على «إكس»، كتب وزير الخارجية في الإدارة السورية الجديدة أسعد الشيباني، الأحد، «سنعمل على الوقوف إلى جانب قضايا المرأة وندعم حقوقها كاملة».

وأضاف: «نؤمن بدور المرأة السورية الفاعل بالمجتمع ونثق بقدراتها ومهاراتها، فالمرأة امتداد لأجيال من البذل والعطاء».


مقالات ذات صلة

إردوغان يعتزم زيارة سوريا

المشرق العربي الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (يمين) يصافح نظيره السوري أحمد الشرع على هامش منتدى أنطاليا (إ.ب.أ) play-circle

إردوغان يعتزم زيارة سوريا

قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، الأحد، إن الرئيس رجب طيب إردوغان يعتزم زيارة سوريا، مشيراً إلى أن العمل يجري لتحديد موعد ملائم لهذه الزيارة.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
المشرق العربي عناصر من إدارة الأمن العام السوري (إ.ب.أ)

سوريا: الأمن العام يعلن حظر التجول بمدينة بصرى الشام في درعا

قال تلفزيون سوريا، السبت، إن الأمن العام أعلن حظر التجول في مدينة بصرى الشام حتى صباح الغد، وذلك عقب دخول قوات من وزارة الدفاع وإدارة الأمن العام للمدينة.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية جندي إسرائيلي يقف عند نقطة مراقبة في مرتفعات الجولان المحتلة والمطلة على جنوب سوريا في 25 مارس (أ.ف.ب)

ما تأثير التنافس التركي - الإسرائيلي على العملية الانتقالية ومستقبل سوريا؟

يشكك باحثون أميركيون في أن يكون لدى واشنطن استراتيجية واضحة لحل الخلاف بين إسرائيل وتركيا رغم أن لديها القدرة على ذلك، أو حتى سياسة واضحة تجاه مستقبل سوريا.

إيلي يوسف (واشنطن)
المشرق العربي الشرع وقَّع اتفاقاً مع عبدي بدمشق يوم 10 مارس لدمج «قسد» في مؤسسات الدولة السورية (أ.ب)

وفد الحكومة السورية يبحث مع قائد «قسد» خفض التصعيد

قالت «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) إن قائدها العام، مظلوم عبدي، بحث مع وفد من الحكومة السورية إتمام بنود اتفاق دمج المؤسسات واستمرار خفض التصعيد.

المشرق العربي بركة ماء توشك على الجفاف (الشرق الأوسط)

الأسوأ منذ 55 عاماً... الجفاف يضرب «السلة الغذائية» في شمال شرقي سوريا

يتجول مزارعو مناطق شمال شرقي سوريا وأبناؤها في أراضيهم الزراعية والحقول الخالية من محاصيل القمح والشعير، وأعينهم تترقب بحسرة سقوط بعض الأمطار الربيعية.

كمال شيخو (القامشلي)

ممثل فصيل عراقي في إيران: واشنطن تسعى لتهميش «الحشد»

صورة متداولة لأحد عناصر الفصائل العراقية المسلحة
صورة متداولة لأحد عناصر الفصائل العراقية المسلحة
TT
20

ممثل فصيل عراقي في إيران: واشنطن تسعى لتهميش «الحشد»

صورة متداولة لأحد عناصر الفصائل العراقية المسلحة
صورة متداولة لأحد عناصر الفصائل العراقية المسلحة

بينما رحبت قوى سياسية عراقية -ولا سيما تلك القريبة من طهران- ببدء المفاوضات الأميركية- الإيرانية، خرج ممثل فصيل «النجباء» في إيران، عباس الموسوي، متهماً الولايات المتحدة الأميركية، اليوم (الأحد) بممارسة ضغوط على الحكومة العراقية، بهدف تهميش «الحشد الشعبي».

وكانت وزارة الخارجية العراقية قد أكدت في بيان لها، عشية انتهاء جولة المفاوضات الأولى بين طهران وواشنطن، موقف العراق الثابت والداعم لـ«الدبلوماسية والحلول التفاوضية»، بوصفها السبيل الأمثل لـ«حل الخلافات وتعزيز الاستقرار على الصعيدين الإقليمي والدولي».

الموسوي في تصريحات له نقلتها وسائل الإعلام الإيرانية، قال إن «قوات (الحشد الشعبي) كانت ولا تزال جزءاً لا يتجزأ من القوات المسلحة العراقية».

وأضاف: «(الحشد) مؤسسة رسمية ومستقلة، بإشراف رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة العراقية، منذ تأسيسها وحتى اليوم»، مردفاً بالقول إنه «مع صدور القانون الجديد، فإن قوات (الحشد) سوف تتمتع باستقلال نسبي، وسوف تستمر في الخضوع لإشراف رئيس مجلس الوزراء العراقي، وليس الجيش».

وتابع الموسوي القول: «لقد أصبحت قوات (الحشد الشعبي) التي تشكلت من الشباب العراقي المتحمس، معقلاً للشعب العراقي، ولهذا السبب تمارس الولايات المتحدة ضغوطاً كبيرة على الحكومة العراقية لتهميش هذه المجموعة».

يُذكَر أن قضية الضغوط الأميركية على الحكومة العراقية بشأن «الحشد الشعبي» ليست جديدة؛ لكنها لم تكن تذكر من قبل الفصائل المسلحة بعد الهدنة التي أبرمها العراق على خلفية تهديدات إسرائيلية بتوجيه ضربات إلى مواقع هذه الفصائل المسلحة وقياداتها.

ففي شهر رمضان الماضي، كرر السفير الإيراني في بغداد، محمد آل صادق، في حوار مع التلفزيون الرسمي العراقي هذه الاتهامات، قائلاً إن «رسالة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإيران تضمنت طلباً بحل (الحشد الشعبي) أو دمجه في الأجهزة الأمنية العراقية»، مؤكداً أن «(الحشد) مؤسسة عراقية لا دخل بها لإيران»، وزاد: «(الحشد) اليوم مؤسسة رسمية، وأدت دوراً كبيراً في الحرب ضد (داعش)، وتمتلك قوة وقدرة وخبرة، وهي ضمن المؤسسة الأمنية في العراق».

وبينما استمر السفير الإيراني يتحدث نيابة عن العراقيين في شأن عراقي، فإن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني تولى الرد على مزاعم آل صادق، مؤكداً في حوار متلفز هو أيضاً في شهر رمضان، على عدم وجود أي طلب أميركي بشأن «الحشد». موضحاً في الوقت ذاته أن «حل الفصائل مرتبط بإنهاء وجود التحالف الدولي في العراق».

ونفى السوداني أن تكون هناك «ضغوط دولية على مشروعات الطاقة في العراق، كما نفى وجود وصاية أميركية على الأموال العراقية»، مبيناً أن «كل الدول المصدرة للنفط لديها حسابات في البنك الفيدرالي الأميركي، والعراق لديه حساب أيضاً، ونحن مَن نتحكم في حساباتنا هناك».