جراحة ورم المخيخ للطفل

جراحة ورم المخيخ للطفل
TT

جراحة ورم المخيخ للطفل

جراحة ورم المخيخ للطفل

> طفلي عمره 13 سنة، تمت إزالة ورم في المخيخ لديه، وحصل ماء في الرأس، وتم إجراء عمليتين له بسبب ذلك خلال شهر. هل سيؤثر ذلك على نفسيته وحياته؟
حمود آدم –الجزائر، بريد إلكتروني

- هذا ملخص أسئلتك في رسالتك. وبداية لاحظ معي أربعة جوانب:
> المخيخ هو الجزء السفلي الخلفي من الدماغ. ويتدخل المخيخ في ضبط التناسق العضلي، والتوازن، والحركة.
> هناك «السائل الدماغي – الشوكي» (بحجم حوالي 130 مليلترا) الذي يحيط بالدماغ وبحبل النخاع الشوكي لكي يحميهما كوسادة. وهذا السائل يتم إنتاجه وامتصاصه ليتجدد طوال الوقت. ويتم كل يوم إنتاج حوالي نصف لتر منه، للحفاظ على حجم 130 مليلترا منه طوال الوقت. وعندما تزيد كمية هذا السائل، يرتفع الضغط داخل الجمجمة وداخل التجويف في سلسلة فقرات الظهر. وهو ما يؤثر بالضغط على الدماغ والمخيخ وعلى حبل النخاع الشوكي. ومن أسباب هذا الارتفاع في ضغط هذا السائل: نمو ورم داخل تجويف الجمجمة أو داخل تجويف سلسلة فقرات الظهر، أو حصول إعاقة لخروج هذا السائل من تجويف الدماغ إلى تجويف سلسلة فقرات الظهر، وخاصةً في المنطقة القريبة جداً من المخيخ.
> هناك عدة أنواع من الأورام التي تنشأ في منطقة المخيخ لدى الأطفال. وكبر حجم نمو الورم في تلك المنطقة بالذات (أي المخيخ)، يعيق دورة السائل الدماغي – الشوكي الذي يحيط بالدماغ (في الجمجمة) وحبل النخاع الشوكي (في سلسلة فقرات الظهر). وتحديداً يعوق خروجه من حول الدماغ إلى ما حول حبل النخاع الشوكي، لأنه يقع بالقرب من الفتحة فيما بين تجويف الجمجمة وتجويف سلسلة فقرات الظهر.
> قد تشمل علامات وأعراض الإصابة بالورم في منطقة المخيخ: الصداع، والغثيان، والقيء، والإرهاق، والدوخة، والرؤية المزدوجة، وسوء التنسيق، وتزعزع المشي، وأعراض أخرى. وقد تكون هذه الأعراض بسبب الورم نفسه أو قد تحصل بسبب تزايد الضغط داخل تجويف الجمجمة. ومن رسالتك لم يتضح: ما نوع الورم السرطاني الذي في المخيخ لدى طفلك، وحجمه وموقعه داخل منطقة المخيخ، والأعراض الذي تسبب فيها. كما لم يتضح: ما هو الداعي العلاجي للعملية الجراحية، أي هل هو استئصال الورم أم هو العمل على تخفيف ضغط تراكم السوائل المحيطة بالدماغ.
ومع ذلك لاحظ معي أنه عادة ما تتضمن معالجة الورم في منطقة المخيخ: استئصال الورم جراحياً إن أمكن، ثم استخدام العلاج الإشعاعي أو العلاج الكيميائي أو كليهما. وهناك عدة عوامل تحدد خطوات المعالجة تلك، مثل الحالة الصحية العامة للطفل، والضرر الذي تسبب فيه الورم، ودرجة الورم، ونوعية الخلايا في الورم، والمرحلة التي وصل إليها، وغيرها من العوامل. ولذا تكون الجراحة إما من أجل:
- تخفيف تأثير الزيادة في ضغط تراكم السائل داخل تجويف الجمجمة، عبر إنشاء مسار آخر لتدفق هذا السائل (الذي يتكون طوال الوقت) إلى خارج الدماغ.
- إزالة كتلة الورم السرطاني بدقة.
أو من أجل تحقيق هاتين الغايتين معا. ثم يتم تقديم علاجات إضافية (العلاج الإشعاعي أو الكيميائي) بعد الجراحة لاستهداف أي خلايا سرطانية متبقية.
ولذا فإن خطوات مرحلة نقاهة ما بعد العملية الجراحية ومرحلة إعادة التأهيل، ليست عامة تتوافق مع كل المرضى، بل هي مخصصة لكل مريض على حدة، وكلها تعتمد على تلك المعلومات عن الورم ومدى الضرر الذي تسبب فيه ودواعي الجراحة. وهي التي يمكن سؤال الطبيب عنها بشكل مباشر، وتلقي إجابات محددة منه فيما يخص نفس المريض، وما تقدم من توضيح يعين في ذلك.

- استشاري باطنية وقلب
- مركز الأمير سلطان للقلب في الرياض
- الرجاء إرسال الأسئلة إلى العنوان الإلكتروني الجديد: [email protected]


مقالات ذات صلة

دراسة: نصف النساء في أفريقيا سيعانين من السمنة بحلول عام 2030

صحتك السمنة تزيد مخاطر السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب (جامعة ولاية واشنطن)

دراسة: نصف النساء في أفريقيا سيعانين من السمنة بحلول عام 2030

قالت صحيفة «الغارديان» البريطانية إن دراسة حديثة أجراها الاتحاد العالمي للسمنة خلصت إلى أن ما يقرب من نصف النساء في أفريقيا سيعانين من السمنة أو زيادة الوزن.

صحتك 7 حقائق عن غازات البطن

7 حقائق عن غازات البطن

قد يستغرب البعض، لكنها حقيقة تُؤكدها المصادر الطبية، وهي أن عدد مرات إخراج الغازات يتراوح ما بين 12 إلى 25 مرة في اليوم لدى الإنسان «الطبيعي»

د. عبير مبارك (الرياض)
صحتك هل يصبح ارتفاع ضغط الدم ظاهرة منتشرة لدى الأطفال؟

هل يصبح ارتفاع ضغط الدم ظاهرة منتشرة لدى الأطفال؟

على الرغم من أن ارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال pediatric hypertension لا يُعد من الأمراض الشائعة في مرحلة الطفولة، فإنه في ازدياد مستمر.

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
صحتك أغذية خالية من الغلوتين وغنية بالألياف

أغذية خالية من الغلوتين وغنية بالألياف

ترتبط الأنظمة الغذائية الغنية بالألياف بانخفاض خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.

جولي كورليس (كمبردج - ولاية ماساتشوستس الأميركية)
صحتك «الحزَّاز المسطَّح»... علاجات موجهة واعدة

«الحزَّاز المسطَّح»... علاجات موجهة واعدة

يُعد الحزَّاز المسطح (Lichen Planus) من الأمراض الجلدية الالتهابية المزمنة ذات الطبيعة المناعية الذاتية، التي تؤثر في الجلد والأغشية المخاطية

د. عبد الحفيظ يحيى خوجة (جدة)

هل يصبح ارتفاع ضغط الدم ظاهرة منتشرة لدى الأطفال؟

هل يصبح ارتفاع ضغط الدم ظاهرة منتشرة لدى الأطفال؟
TT

هل يصبح ارتفاع ضغط الدم ظاهرة منتشرة لدى الأطفال؟

هل يصبح ارتفاع ضغط الدم ظاهرة منتشرة لدى الأطفال؟

على الرغم من أن ارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال pediatric hypertension لا يُعد من الأمراض الشائعة في مرحلة الطفولة، فإنه في ازدياد مستمر.

وخلال الثلاثين عاماً الماضية تضاعف عدد الأطفال المصابين بذلك في الولايات المتحدة أربع مرات. وحالياً هناك نسبة من الأطفال الأميركيين تبلغ 4.5 في المائة يعانون من ارتفاع ضغط الدم. وحسب الإحصاءات الأخيرة لجمعية القلب الأميركية AHA هناك نسبة تبلغ 15 في المائة من المراهقين يعانون من ارتفاع ضغط الدم.

إيقاف عوامل الخطر

حسب التوصيات الحديثة يمكن الحفاظ على ضغط الدم في معدلاته الصحية في مرحلة الطفولة من خلال الوقاية الأولية بمعنى إيقاف عوامل الخطر قبل ظهورها سواء العوامل الوراثية، مثل إصابة أحد الوالدين بالمرض، أو العوامل البيئية المتعلقة بطبيعة الطعام والمقبلات المستخدمة، أو ما يتعلق بالضغوط العصبية، والعادات الضارة مثل التدخين.

نظراً لخطورة الأمر هناك اهتمام عالمي بالمشكلة وتعاون بين الجهات الصحية في العالم كله. وهناك شبكة كاملة لعمل أبحاث تتعلق بضغط الدم في الأطفال والمراهقين (HyperChildNET) تُعد الأولى من نوعها في أوروبا لدراسة كل ما يتعلق بارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال، سواء الأسباب أو طرق التشخيص أو أنواع العلاج.

وقام علماء الشبكة بوضع استراتيجية تهدف إلى السيطرة على ارتفاع الضغط لدى الأطفال من خلال خطوات معينة، أولها التأكد من دقة التشخيص عن طريق زيادة كفاءة أجهزة قياس الضغط المصنعة خصيصاً للأطفال سواء الأجهزة الزئبقية العادية أو الإلكترونية لتقليل نسبة الخطأ بين طريقة قياس وأخرى، وحتى يمكن متابعة الضغط في فترات مختلفة من اليوم. ثم قاموا ببناء أكبر قاعدة بيانات في أوروبا بمعلومات جُمعت من 39 ألف طفل في ثماني دول ما ساعدهم على فهم كيفية اختلاف ضغط الدم في الفئات السكانية المختلفة.

وأظهرت النتائج أن القراءات التي يتم أخذها أثناء زيارات الطبيب غالباً ما تختلف عن نتائج المراقبة على مدار 24 ساعة ما يدل على أن كلا النوعين من القياس يوفر معلومات قيّمة ولكنها مختلفة. وعلى سبيل المثال بعض الأطفال تكون قراءات الضغط الخاصة بهم طبيعية في عيادة الطبيب ولكن لديهم ارتفاع في ضغط الدم طوال اليوم وهو ما يسمى (ارتفاع ضغط الدم المقنَّع masked hypertension) بينما هناك أطفال آخرون تكون قراءة ضغطهم طبيعية في المنزل ولكن ترتفع بشكل كبير أثناء زيارة الطبيب نتيجة للتوتر والخوف، وهو ما يسمى ارتفاع ضغط الدم نتيجة للمعطف الأبيض white coat hypertension (كناية عن الخوف من الأطباء)

شبكة لدراسة ضغط الأطفال

قامت الشبكة بتطوير برامج إلكترونية مجانية عبر الإنترنت لتجعل طريقة القياس أكثر دقة بحيث يكون هناك رابط بيانات بين الأجهزة المختلفة التي ترصد ضغط الدم من خلال ربط الجهاز المستخدم لقياس ضغط الدم في عيادة الأطفال، والجهاز الذي يلازم الطفل أثناء التجول على مدار اليوم، وأخيراً الجهاز المستخدم للقياس في المنزل.

وتأخذ هذه البرامج في الاعتبار العوامل التي يمكن أن تلعب دوراً في ارتفاع وانخفاض مستويات الضغط، مثل عمر الطفل وجنسه وطوله عند تقييم الضغط للوصول إلى قياس حقيقي.

أوضح العلماء أن هذه التقنيات غيّرت بالفعل من الطريقة التي يعمل بها مقدمو الرعاية الصحية، حيث يستخدمها أكثر من 10 آلاف متخصص في الرعاية الصحية من الأطباء والممرضين في جميع أنحاء العالم لتقييم القراءات بسرعة وتتبع تقدم العلاج.

وعلى الرغم من تقدم هذه التقنيات فلا يزال الأطباء بحاجة إلى تأكيد ارتفاع ضغط الدم نتيجة لثلاثة قياسات منفصلة قبل تشخيص المرض. ذلك لأن ارتفاع ضغط الدم في كثير من الأحيان يكون مجرد رد فعل للتوتر العصبي كما أنه في بعض الأحيان الأخرى يكون عرضاً ثانوياً لمرض آخر، مثل أمراض الكلى أو بعض الأورام.

وقامت الشبكة بنشر معلومات خاصة بارتفاع الضغط عند الأطفال في جميع أنحاء أوروبا وخارجها من خلال مواد تعليمية جذابة ومتعددة اللغات بشكل مبسط وسهل تتعلق بالمخاطر المترتبة على الارتفاع وطريقة القياس والأعراض وطرق الوقاية، مثل لعب الرياضة باستمرار، والتقليل من استخدام ملح الطعام، والبُعد عن التوتر، وهذه المعلومات أسهمت في نشر الوعي بمعظم دول العالم.

ونصح الباحثون الآباء بضرورة قياس الضغط لأطفالهم بشكل دوري حتى لو كان الطفل لا يعاني من أي أعراض. وفي الأغلب لا يسبب ارتفاع ضغط الدم أعراضاً واضحة، مثل الصداع، أو خلل في الرؤية. ويؤدي ارتفاع الضغط على المدى الطويل إلى عواقب وخيمة، إذ وعلى وجه التقريب فإن 20 في المائة من الأطفال الذين يعانون من الارتفاع يصابون بتضخم في عضلة القلب، ولاحقاً يمكن أن يتسبب ذلك في حدوث سكتة دماغية في عمر مبكر.

وأكد العلماء أن ارتفاع ضغط الدم قابل للعلاج والسيطرة عليه خاصة في العمر الصغير، ولا داعي للمخاوف المتعلقة بتأثير الأعراض الجانبية للأدوية على صحة الطفل؛ لأن الجرعات التي يتم وصفها للأطفال تكون محسوبة بدقة، بحيث تحافظ على المستويات المطلوبة لكل مرحلة عمرية من دون أن تُسبب أعراضاً جانبية عنيفة، خاصة أن هذه الأدوية تكون من النوعية التي تتحملها أجهزة الجسم بسهولة. وحذّر العلماء من زيادة الوزن أو السمنة لدى الأطفال؛ لأن ذلك يجعلهم أكثر عُرضة للإصابة، بالإضافة لذلك في بعض الأحيان زيادة الوزن تكون هي السبب الوحيد لارتفاع الضغط لدى الأطفال والمراهقين.

*استشاري طب الأطفال