عمومية «الأهلي» و«سامبا» توافق على بدء عمليات أكبر مصرف سعودي الشهر المقبل

الكيان الجديد يؤكد قدرته على تعزيز التدفقات النقدية إلى المملكة عبر الأسواق الإقليمية والعالمية

موافقة المساهمين على اندماج مصرفي باسم «البنك الأهلي السعودي» يبدأ في أبريل المقبل (رويترز)
موافقة المساهمين على اندماج مصرفي باسم «البنك الأهلي السعودي» يبدأ في أبريل المقبل (رويترز)
TT

عمومية «الأهلي» و«سامبا» توافق على بدء عمليات أكبر مصرف سعودي الشهر المقبل

موافقة المساهمين على اندماج مصرفي باسم «البنك الأهلي السعودي» يبدأ في أبريل المقبل (رويترز)
موافقة المساهمين على اندماج مصرفي باسم «البنك الأهلي السعودي» يبدأ في أبريل المقبل (رويترز)

بعد أن صوت مساهمو «البنك الأهلي التجاري» و«مجموعة سامبا المالية» في السعودية، أمس، بالموافقة على عملية الاندماج التاريخية لتأسيس عملاق مصرفي وطني سيمثل قوة مالية إقليمية، ينتظر أن يكون مطلع أبريل (نيسان) المقبل موعداً لتدشين عملياته تحت الاسم الجديد «البنك الأهلي السعودي»، والذي سيحظى بحصة سوقية تقدر بنحو 30 في المائة من القطاع المصرفي السعودي.
يأتي ذلك بعد أن شهدت السوق السعودية قبل عامين عملية دمج بين «البنك السعودي البريطاني (ساب)» و«البنك الأول» في خطوة نحو تكوين قطاع بنكي أقوى للخدمات المصرفية، ليكون الكيان الجديد أكبر المؤسسات المالية في المملكة من حيث حجم الإيرادات وعدد العملاء.
وجاء تصويت المساهمين؛ بعد اكتمال النصاب النظامي خلال اجتماع الجمعية العامة غير العادية لكل من البنكين أول من أمس، بأغلبية كبيرة بالموافقة على عملية الاندماج، بعد الحصول على جميع الموافقات التنظيمية اللازمة؛ منها من البنك المركزي السعودي، وعدم ممانعة «الهيئة العامة للمنافسة» وموافقة «هيئة السوق المالية»، بالإضافة إلى موافقة «السوق المالية السعودية (تداول)».
ويسهم الاندماج في تحقيق قيمة كبيرة كلك المعنيين؛ من مساهمين وعملاء وموظفين، فضلاً عن تعزيز إسهام القطاع المصرفي في دعم التنمية الاجتماعية والاقتصادية تماشياً مع «رؤية المملكة 2030».
ويتمتع البنك الجديد بإمكانات أكبر لتسهيل التجارة وتعزيز التدفقات النقدية من وإلى المملكة عبر الأسواق الإقليمية والعالمية، كما سيدعم توحيد أعمال البنكين نطاق أعمال أوسع، ومشاركة أكبر لأفضل الممارسات في المجال، وتنمية غير محدودة للكفاءات والمواهب الوطنية.
وبين رئيس مجلس إدارة «البنك الأهلي التجاري»، سعيد الغامدي، أن نتائج تصويت اجتماع الجمعية العامة غير العادية تعكس مدى جاذبية الفوائد والمزايا التي سيقدمها اندماج البنكين؛ «إذ سيحقق قيمة كبيرة للمساهمين والعملاء والموظفين وللمملكة بصفة عامة»، مفيداً بأنه «بفضل المكانة المالية للبنك الجديد وقدراته التمويلية، سيرتقي بالقطاع المصرفي السعودي إلى آفاق جديدة تحت مظلة (رؤية المملكة 2030)».
من جهته، قال رئيس مجلس إدارة «مجموعة سامبا المالية»، عمار الخضيري، في بيان صدر أمس: «يعكس تصويت المساهمين بالموافقة على الاندماج ثقتهم بالأهداف الاستراتيجية والتجارية»، مضيفاً أن «هذه الخطوة تمثل علامة فارقة في تاريخ القطاع المصرفي السعودي».
ويستفيد «البنك الأهلي السعودي» من ريادة البنكين في مجال الخدمات المصرفية للأفراد، ومكانته بوصفه أكبر مموّل مؤسسي، مدعوماً بميزانية قوية ونموذج أعمال متوازن ذي مستوى عالمي وسيولة كبيرة تعزز من قدرته التنافسية على الصعيدين المحلي والإقليمي.
وسيقود «البنك الأهلي السعودي» فريق ذو خبرة كبيرة في مجال المصرفية لما من شأنه تحقيق الأهداف الاستراتيجية، وسيكون عمار الخضيري رئيس مجلس الإدارة، وسعيد الغامدي العضو المنتدب والرئيس التنفيذي للمجموعة.
وحصل «البنك الأهلي التجاري» على موافقة «هيئة السوق المالية» لزيادة رأسماله من 30 مليار ريال إلى 44.7 مليار ريال (11.9 مليار دولار) لإصدار أسهم جديدة لمساهمي «مجموعة سامبا المالية» بناءً على معامل مبادلة قدره 0.7 من أسهم «البنك الأهلي» العادية لكل سهم من «مجموعة سامبا المالية» العادية عند إتمام عملية الاندماج، وسيُلغى إدراج أسهم «المجموعة» من «السوق المالية السعودية (تداول)» بعد إتمام عملية الاندماج لنقل جميع أصولها والتزاماتها إلى البنك الجديد.


مقالات ذات صلة

«الربط الجوي» السعودي يستعرض تطورات الطيران في هونغ كونغ

الاقتصاد المدير التنفيذي لبرنامج الربط الجوي ماجد خان خلال إحدى الجلسات الحوارية (الشرق الأوسط)

«الربط الجوي» السعودي يستعرض تطورات الطيران في هونغ كونغ

شارك برنامج الربط الجوي، اليوم الأربعاء، في أعمال مؤتمر كابا آسيا «CAPA» بمدينة هونغ كونغ الصينية؛ أحد أهم المؤتمرات لالتقاء قادة مجال الطيران.

«الشرق الأوسط» (هونغ كونغ)
الاقتصاد قرر مجلس إدارة «أرامكو» توزيع أرباح بقيمة إجمالية 31.05 مليار دولار (رويترز)

«أرامكو» تحافظ على أكبر توزيعات أرباح في العالم

أبقت شركة «أرامكو السعودية» على توزيعاتها ربع السنوية بقيمة 31.05 مليار دولار، محافظةً بذلك على التوزيعات الأكبر في العالم. كما حققت دخلاً صافياً بقيمة 27.6.

عبير حمدي (الرياض)
الاقتصاد وزير التجارة السعودي متحدثاً للحضور في منتدى الأعمال التركي - السعودي (الشرق الأوسط)

السعودية تؤكد أهمية توسيع التكامل الاقتصادي بين دول «الكومسيك»

أكَّد وزير التجارة، الدكتور ماجد القصبي، أهمية مضاعفة الجهود لتوسيع آفاق التعاون المشترك، وتحقيق التكامل الاقتصادي بين الدول الأعضاء بمنظمة «الكومسيك».

«الشرق الأوسط» (إسطنبول)
الاقتصاد جناح «أرامكو» في مؤتمر «مبادرة مستقبل الاستثمار العالمي» المقام في الرياض (المؤتمر)

«أرامكو» تحافظ على توزيعات بقيمة 31 مليار دولار رغم تراجع أرباحها

احتفظت «أرامكو السعودية» بأكبر توزيعات في العالم، على الرغم من تراجع أرباحها في الربع الثالث من 2024 بنسبة 15 في المائة، نتيجة ضعف الطلب العالمي على النفط.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد المركز السعودي للأعمال (الشرق الأوسط)

110 تشريعات تعزز البيئة التجارية في السعودية

تمكنت السعودية من إصدار وتطوير أكثر من 110 تشريعات خلال الأعوام الثمانية الأخيرة، التي عززت الثقة في البيئة التجارية وسهلت إجراءات بدء وممارسة الأعمال.

بندر مسلم (الرياض)

منطقة اليورو مهددة بركود اقتصادي بعد فوز ترمب

سفينة حاويات تُفرغ حمولتها في ميناء هامبورغ الألماني (رويترز)
سفينة حاويات تُفرغ حمولتها في ميناء هامبورغ الألماني (رويترز)
TT

منطقة اليورو مهددة بركود اقتصادي بعد فوز ترمب

سفينة حاويات تُفرغ حمولتها في ميناء هامبورغ الألماني (رويترز)
سفينة حاويات تُفرغ حمولتها في ميناء هامبورغ الألماني (رويترز)

مع تحول «ترمب 2.0» إلى واقع، أصبحت أوروبا على استعداد لنزول مستنقع جيوسياسي وتجاري جديد مع أكبر شركائها التجاريين.

وقد يلحق فوز ترمب في الانتخابات الرئاسية الأميركية الضرر بالاقتصاد الأوروبي، فالرسوم الجمركية الأميركية المقترحة بنسبة 10 في المائة قد تؤثر على الصادرات الأوروبية، مثل السيارات والمواد الكيميائية، مما يؤدي إلى تآكل الناتج المحلي الإجمالي الأوروبي بنسبة تصل إلى 1.5 في المائة أو نحو 260 مليار يورو.

ويحذر المحللون من خفض «البنك المركزي الأوروبي» أسعار الفائدة، وضعف اليورو، وخطر الركود.

وفق كثير من التحليلات الاقتصادية، هناك اتفاق واسع النطاق على أن التعريفات الجمركية الشاملة التي اقترحها ترمب بنسبة 10 في المائة على جميع الواردات الأميركية، قد تعطل النمو الأوروبي بشكل كبير، وتزيد من حدة التباين في السياسة النقدية، وتفرض ضغوطاً على القطاعات الرئيسية المعتمدة على التجارة، مثل السيارات والمواد الكيميائية.

وقد تكون التأثيرات طويلة الأجل على مرونة الاقتصاد الأوروبي أكثر أهمية؛ إذا كانت التعريفات الجمركية أدت إلى صراعات تجارية مطولة، مما دفع «البنك المركزي الأوروبي» إلى الاستجابة بخفض أسعار الفائدة بشكل كبير لتخفيف التأثير، وفق «يورو نيوز».

والرسوم الجمركية التي اقترحها ترمب على الواردات، بما فيها تلك الآتية من أوروبا، قد تؤثر بشكل عميق على قطاعات تعتمد بشكل كبير على الصادرات إلى أميركا.

وتظهر بيانات «المفوضية الأوروبية» أن «الاتحاد الأوروبي» صدّر سلعاً بقيمة 502.3 مليار يورو إلى الولايات المتحدة في عام 2023، وهو ما يمثل خُمس إجمالي الصادرات غير الأوروبية.

وتتصدر الصادراتِ الأوروبية إلى الولايات المتحدة الآلاتُ والمركباتُ (207.6 مليار يورو)، والمواد الكيميائية (137.4 مليار يورو)، والسلع المصنَّعة الأخرى (103.7 مليار يورو)، وتشكل معاً نحو 90 في المائة من صادرات الكتلة عبر المحيط الأطلسي.

ويحذر محللون في بنك «إيه بي إن أمرو» بأن الرسوم الجمركية «ستتسبب في انهيار الصادرات إلى الولايات المتحدة»، حيث من المرجح أن تكون الاقتصادات المعتمدة على التجارة، مثل ألمانيا وهولندا، الأكثر تضرراً.

ووفق «البنك المركزي الهولندي»، فإن الرسوم الجمركية المتوقعة من شأنها أن تخفض النمو الأوروبي بنحو 1.5 نقطة مئوية، وهو ما يعني خسارة اقتصادية محتملة قدرها 260 مليار يورو، استناداً إلى الناتج المحلي الإجمالي المقدر لأوروبا في عام 2024 بنحو 17.4 تريليون يورو.

وإذا تعثر نمو أوروبا تحت وطأة هذه الرسوم الجمركية المقترحة، فقد يضطر «البنك المركزي الأوروبي» إلى الرد بقوة، وخفض أسعار الفائدة إلى نحو الصفر بحلول عام 2025.

وفي المقابل، قد يستمر «بنك الاحتياطي الفيدرالي» الأميركي في رفع أسعار الفائدة، مما يؤدي إلى «أحد أكبر وأطول الاختلافات في السياسة النقدية» بين «البنك المركزي الأوروبي» و«الاحتياطي الفيدرالي» منذ إنشاء اليورو في عام 1999.

يرى ديرك شوماخر، رئيس أبحاث الاقتصاد الكلي الأوروبي في مؤسسة «ناتيكسيس كوربوريت» الألمانية، أن زيادة التعريفات بنسبة 10 في المائة قد تقلل الناتج المحلي الإجمالي بنحو 0.5 في المائة بألمانيا، و0.3 في المائة بفرنسا، و0.4 في المائة بإيطاليا، و0.2 في المائة بإسبانيا.

ويحذر شوماخر بأن «منطقة اليورو قد تنزلق إلى الركود بتأثير التعريفات الجمركية الأعلى».

كما أن أرباح الشركات الأوروبية والاستثمارات في خطر، فوفقاً لخبراء الاقتصاد في «غولدمان ساكس»، فمن المرجح أن تؤدي التعريفات الجمركية واسعة النطاق إلى تآكل الناتج المحلي الإجمالي لمنطقة اليورو بنحو واحد في المائة.

ويتوقع الخبراء أن تؤدي خسارة واحد في المائة من الناتج المحلي الإجمالي إلى ضربة لأرباح سهم «EPS» للشركات الأوروبية بنسبة بين 6 و7 نقاط مئوية، وهذا سيكون كافياً لمحو نمو ربح السهم المتوقع لعام 2025.