فوز فيلمي «نومادلاند» و«بورات» ومسلسل «ذا كراون» بجوائز «غولدن غلوب»

الممثلة إيما كورين عبر الفيديو أثناء إعلان فوزرها بجائزة أفضل ممثلة تلفزيونية عن مسلسل The Crown (رويترز)
الممثلة إيما كورين عبر الفيديو أثناء إعلان فوزرها بجائزة أفضل ممثلة تلفزيونية عن مسلسل The Crown (رويترز)
TT

فوز فيلمي «نومادلاند» و«بورات» ومسلسل «ذا كراون» بجوائز «غولدن غلوب»

الممثلة إيما كورين عبر الفيديو أثناء إعلان فوزرها بجائزة أفضل ممثلة تلفزيونية عن مسلسل The Crown (رويترز)
الممثلة إيما كورين عبر الفيديو أثناء إعلان فوزرها بجائزة أفضل ممثلة تلفزيونية عن مسلسل The Crown (رويترز)

فاز فيلما «نومادلاند» و«بورات» بجائزتي «غولدن غلوب» أفضل فيلم درامي وأفضل فيلم كوميدي على الترتيب أمس الأحد في حفل أقيمت معظم فقراته عن بعد، وخيمت عليه ظروف الوباء ودعوات بالمزيد من التنوع.
ونال «نومادلاند» أيضاً جائزة أفضل إخراج وحصلت عليها المخرجة المولودة في الصين كلوي تشاو.

واختير ساشا بارون كوهين أفضل ممثل كوميدي عن الجزء الثاني من «بورات» بينما فازت روزاموند بايك بجائزة أفضل ممثلة كوميدية عن فيلم «آي كير ألوت».
وحصلت أندرا دي على لقب أفضل ممثلة درامية عن دورها في فيلم «يونايتد ستيتس فيرساس بيلي هوليدي»، وفاز الراحل تشادويك بوزمان بجائزة أفضل ممثل درامي عن دوره في فيلم «ما رينيز بلاك بوتوم».
وتفوق بوزمان الذي توفي في أغسطس (آب) الفائت جرّاء إصابته بالسرطان، على اسمين من العيار الثقيل هما غاري أولدمان وأنتوني هوبكينز الذي رشح ثماني مرات لم يفز بأي منها.

وفاز أسود آخر هو البريطاني دانيال كالويا بجائزة أفضل ممثل في دور مساعد عن دوره في «جوداس أند ذي بلاك ميسايا»، حيث أدى دور فريد هامبتون، زعيم الحركة الثورية السوداء الذي قتل في ديسمبر (كانون الأول) 1969 في عملية دهم نفذتها الشرطة.
ويتمحور الفيلم على جهود هامبتون، زعيم «بلاك بانترز»، للتعبئة ضد عنف الشرطة الذي استهدف السود في ستينات القرن العشرين، وهو موضوع لا يزال مطروحاً بقوة بعد الاحتجاجات الواسعة التي هزت الولايات المتحدة العام المنصرم.
وقال الممثل عن فريد هامبتون: «آمل في أن يتمكن الناس بعد أجيال عدة من أن يروا كيف حارب ببراعة وتحدث ببراعة».
وفاز مسلسل «ذا كراون» الدرامي البريطاني ومسلسل «شيتس كريج»، وكذلك «ذا كوين جامبت» بجوائز الأعمال التلفزيونية.

وحصلت إيما كورين، التي جسدت دور الأميرة ديانا، وجوش أوكونور الذي لعب دور الأمير تشارلز، وجيليان أندرسون التي أدت شخصية مارغريت ثاتشر في (ذا كراون) على جوائز التمثيل التلفزيوني.
وكان الممثلان البريطانيان دانيال كالويا وجون بوييجا وفيلم الرسوم المتحركة «سول» من بين الفائزين العديدين الذين اختارتهم رابطة هوليوود للصحافة الأجنبية التي تعرضت لانتقادات لعدم وجود أي سود بين أعضائها البالغ عددهم 87 فرداً.
وتتميز جوائز «غولدن غلوب» بكونها تميز بين «الأفلام الدرامية» وتلك «الكوميدية» خلافاً للجوائز الأخرى كالأوسكار.
وإذا كان ساشا بارون كوهين أخفق في الحصول على جائزة أفضل ممثل مساعد في فيلم درامي عن دوره في «ذي ترايل أوف ذي شيكاغو سفن»، فهو فاز بجائزة أفضل ممثل في فيلم غنائي أو كوميدي عن «بورات سابسيكوينت موفي فيلم» الذي نال أيضاً جائزة أفضل فيلم في هذه الفئة.
وقد صوّر هذا الفيلم في ظروف صعبة، في خضمّ جائحة «كوفيد - 19». ويتولى فيه الممثل دور صحافي كازاخستاني خيالي ووقح لتسليط الضوء بشكل أفضل على واقع المجتمع الأميركي.
أما عند الممثلات، فمُنحَت الجائزة إلى مواطنته روزموند بايك عن دورها في «آي كير إيه لات».
وقالت بايك ساخرة: «اضطررت للخروج وأنا أسبح من سيارة كانت تغرق. لكني أظن أني أفضل ذلك على أن أجد نفسي في غرفة واحدة مع رودي جولياني»، في إشارة إلى محامي دونالد ترمب الذي يصوره فيلم «بورات سابسيكوينت موفي فيلم» في وضع محرج مع الممثلة ماريا باكالوفا التي تؤدي دور الابنة القاصر لبورات، وكانت مرشحة لنيل جائزة «غولدن غلوب».
ونالت الأميركية جودي فوستر جائزة أفضل ممثلة في دور مساعد عن «ذي موريشن»، حيث تؤدي دور محامية شرسة تتولى الدفاع عن موريتاني اتهمته الولايات المتحدة ظلماً بالإرهاب واعتقلته على مدى 14 عاماً في غوانتانامو.

وفاز «ميناري» للمخرج الأميركي لي أيزك تشانغ بجائزة أفضل فيلم بلغة أجنبية، وهو يتناول قصة عائلة أميركية من أصل كوري تنتقل إلى الريف. وكان كثر يرون أن هذا الفيلم يفترض أن يُدرج ضمن الفئات الرئيسية لا ضمن فئة الأفلام باللغة الأجنبية.
وهيمن «ذي كراون» على الفئات التلفزيونية هذا العام مع أربع جوائز. وقد حصدت «نتفليكس» مكافآت أخرى خلال الحفل خصوصاً بفضل أنا تايلور - جوي في «ذي كوينز غامبيت».
وأقيم الاحتفال بإعلان الجوائز بالصيغة الافتراضية بالكامل بسبب جائحة «كوفيد - 19»، التي تأثر بها جنوب كاليفورنيا بشكل كبير. وللمرة الأول في تاريخ «غولدن غلوب»، نظّم الاحتفال في موقعين هما مكانه المعتاد أي بيفرلي هيلز في كاليفورنيا، وقاعة «رينبو روم» في نيويورك.


مقالات ذات صلة

ديمي مور «في حالة صدمة» بعد فوزها بأول جائزة تمثيل خلال مسيرتها

ثقافة وفنون مور مع جائزة «غولدن غلوب» (أ.ف.ب)

ديمي مور «في حالة صدمة» بعد فوزها بأول جائزة تمثيل خلال مسيرتها

حصلت الممثلة ديمي مور على جائزة «غولدن غلوب» أفضل ممثلة في فئة الأفلام الغنائية والكوميدية عن فيلم «ذا سابستانس» الذي يدور حول ممثلة يخفت نجمها.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
سينما الممثلة ليلي غلادستون تمسك بجائزتها كأفضل ممثلة في حفل «غولدن غلوب» (رويترز)

ماذا قالت أول أميركية من السكان الأصليين تفوز بجائزة «غولدن غلوب»؟

أصبحت الممثلة ليلي غلادستون أول شخص من السكان الأصليين يحصل على جائزة «غولدن غلوب» بعد حصولها على جائزة أفضل ممثلة في فيلم «كيلرز أوف ذي فلاور مون».

يسرا سلامة (القاهرة)
يوميات الشرق الممثل الكوميدي جو كوي مقدم حفل جوائز «غولدن غلوب» (أ.ب)

بسبب نكاته التي طالت عدداً من النجوم... انتقادات حادة لمقدم حفل «غولدن غلوب»

واجه مقدم حفل جوائز «غولدن غلوب»، الممثل الكوميدي جو كوي انتقادات حادة من قبل المشاهير والجمهور ومستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب مزحاته بالحفل.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
سينما كيليان مورفي وروبرت داوني جونيور بعد حصولهما على جائزة أفضل ممثل وأفضل ممثل مساعد (أ.ب)

«أوبنهايمر» يكتسح جوائز «غولدن غلوب»... وليلي غلادستون «أفضل ممثلة»

فاز الفيلم الأميركي «أوبنهايمر» (Oppenheimer)، بجائزة «غولدن غلوب» لأفضل فيلم درامي، وهو فيلم سيرة ذاتية ودراما من كتابة وإخراج كريستوفر نولان.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
يوميات الشرق مارغوت روبي في دور «باربي» وكيليان بطل «أوبنهايمر»

«باربي» و«أوبنهايمر» الأوفر حظاً في جوائز «غولدن غلوب»

يعتبر فيلما «باربي» و«أوبنهايمر» اللذان يتطرقان إلى عالمين مختلفين جدا الأوفر حظا بالفوز اليوم الأحد بجوائز غولدن غلوب.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«الحواس الخمس» تميط اللثام عن جهود سعودية في الحرمين الشريفين

الحواس الخمس رحلة تكشف جهوداً خفية تسبق خطوات الحاج  والمعتمر (الهيئة العامة للعناية بشؤون الحرمين)
الحواس الخمس رحلة تكشف جهوداً خفية تسبق خطوات الحاج والمعتمر (الهيئة العامة للعناية بشؤون الحرمين)
TT

«الحواس الخمس» تميط اللثام عن جهود سعودية في الحرمين الشريفين

الحواس الخمس رحلة تكشف جهوداً خفية تسبق خطوات الحاج  والمعتمر (الهيئة العامة للعناية بشؤون الحرمين)
الحواس الخمس رحلة تكشف جهوداً خفية تسبق خطوات الحاج والمعتمر (الهيئة العامة للعناية بشؤون الحرمين)

لا شيء يشبه اللحظة التي يدخل فيها قاصدو الحرمين الشريفين رحابهما للمرة الأولى؛ لحظة تتداخل فيها مشاعر الدهشة والسكينة، ويغمرهم فيها إحساس لا يُنسى، يمر عبر بوابة الحواس قبل العقل. فالصوت الذي يملأ المكان، والضياء المنعكس على الحجر، ورائحة البخور التي تستقبلهم عند المداخل، ولمسة الرخام البارد تحت أقدامهم، كلها تفاصيل تنسج معاً تجربة روحية يصعب وصفها.

مجسم يوضح الكعبة المشرفة من الداخل (الشرق الأوسط)

ومع كل هذا الجمال الذي يعيشونه، نادراً ما يتوقف أحد ليسأل: كيف تصل هذه التجربة بهذا الكمال؟ كيف يبقى الصوت واضحاً مهما ابتعد؟ ولماذا يظل الرخام بارداً تحت حرارة الشمس؟ وكيف تُنسج الكسوة، ويُخلط الطيب، ويُضبط الإيقاع اليومي للحرمين بهذا القدر من الدقة؟ هذه الأسئلة كانت تُطرح دائماً.

حتى كشفت الهيئة العامة للعناية في شؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي جانباً من هذا العالم الخفي، في جناحها الذي حصل على جائزة أفضل الأجنحة المشاركة، ضمن الجهات الحكومية، في مؤتمر ومعرض الحج والعمرة بنسخته الخامسة؛ حيث تقدم للزوار جولة استثنائية عبر الحواس الخمس تكشف ما وراء المشهد، وما خلف قدسية التجربة التي يعيشونها في كل زيارة.

خالد الثبيتي يشرح لوزير الحج والعمرة تفاصيل تجربة الحواس الخمس (الهيئة العامة للعناية بشؤون الحرمين)

السمع... هكذا يُصنع الصوت الذي يلامس ملايين القلوب

من حاسة السمع تبدأ الرحلة. في هذا الركن يكشف حامد الثبيتي، ممثل جناح الهيئة العامة للعناية بشؤون الحرمين الشريفين، تفاصيل المنظومة الصوتية الأكبر من نوعها في العالم الإسلامي. يعتمد الحرم المكي والنبوي على 3 أنظمة صوتية متكاملة: النظام الإحساسي، والنظام الاحتياطي، ونظام الطوارئ، تعمل بتناغم لضمان وصول صوت الأئمة والمؤذنين بصفاء تام.

النظام الصوتي في الحرمين الشريفين (الهيئة العامة للعناية بشؤون الحرمين)

تكشف الأرقام ضخامتها: 8 آلاف سماعة في المسجد الحرام، و6 آلاف سماعة في المسجد النبوي، و22 ميكروفوناً في الحرم المكي، و21 ميكروفوناً في الحرم النبوي، و170 مهندس صوت في مكة، و106 مهندسين في المدينة. ويشرح الثبيتي أن لكل إمام ومؤذن «خامة صوتية» خاصة تُضبط عبر موازنة دقيقة للطبقة الصوتية.

وفي الركن التفاعلي، يستمع الزائر عبر سماعات رأس لتلاوات وأذانات من الحرمين، ثم يدخل إلى استوديو صغير يتيح له تسجيل الأذان أو الإقامة أو قراءة قصيرة من القرآن، ليصل التسجيل إلى هاتفه، ويبقى ذكرى شخصية.

مفتاح الكعبة (الشرق الأوسط)

في حاسة اللمس، ينتقل الزائر إلى مجموعة من القطع الأصلية المرتبطة بصناعة كسوة الكعبة المشرفة. يعرض الجناح خيوط الحرير الخام قبل صباغتها بالألوان التي تغيّرت عبر التاريخ: الأحمر، والأخضر، فالأسود المعتمد اليوم.

تُبرز الكتابات على الكسوة عبر عملية «الدباجة»، باستخدام خيوط من الفضة المطلية بماء الذهب. وتُستخدم سنوياً 100 كيلوغرام من الذهب و120 كيلوغراماً من الفضة في التطريز.

كما يعرّف الجناح الزوار بملمس رخام «تاسوس» المستخدم في أرضيات الحرمين، وهو رخام يتميز بقدرته على امتصاص البرودة ليظل بارداً طوال اليوم.

ويُعرض أيضاً سجّاد الحرمين المصنوع محلياً، الذي انتقل من اللون الأحمر إلى الأخضر منذ عام 1434هـ، مع طبقة نانو مقاومة للبكتيريا.

ويطّلع الزوار على نسخة من مصحف برايل المخصَّص لأصحاب الإعاقة البصرية، إلى جانب تجربة تفاعلية للطباعة على نماذج من قناديل وحزام الكسوة، ليحمل الزائر تذكاراً يدوياً يحاكي الزخارف الأصلية للكعبة.

تجربة «VR» (الهيئة العامة للعناية بشؤون الحرمين)

البصر... تجربة ثلاثية الأبعاد داخل مراسم الكسوة

في محطة البصر، يدخل الزائر إلى عالم بصري غامر عبر نظارات «VR» التي تنقله إلى مراسم تغيير كسوة الكعبة المشرفة بتقنية 360 درجة. حيث يشاهد التفاصيل الدقيقة كما لو أنه يقف في منتصف الفريق، ويرى عمليات تعطير الحجر الأسود والركن اليماني والملتزم، إضافة إلى مشاهد تبخير الحرم المكي، في محاكاة واقعية لم يكن الوصول إليها ممكناً من قبل.

خالد الأمير يشرح طريقة عمل محلول غسل الكعبة (الشرق الأوسط)

الشم... أسرار الطيب

تأخذ الرحلة منحى مختلفاً عند حاسة الشم؛ حيث يكشف خالد الأمير من الهيئة العامة للعناية في شؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي أسرار الطيب المستخدم في غسل الكعبة المشرفة وتعطير الحرمين الشريفين.

يوضح الأمير أن الطيب المستخدم يتكون من ماء زمزم، ودهن الورد ودهن العود، وهي خلطة خاصة تُحضَّر بنسب دقيقة يشرف عليها فريق متخصص.

ويشير إلى أن التطييب يتم خمس مرات يومياً قبل الصلوات، في حين يتراوح استهلاك البخور بين 800 غرام وكيلوغرام يومياً، ويصل في يوم الجمعة إلى نحو كيلوغرامين، مع مضاعفة الكميات في المواسم تحديداً في شهر رمضان وموسم الحج.

التبخير في الحرمين الشريفين (الشرق الأوسط)

ويعرّف الجناح الزوار بالأدوات التقليدية والحديثة المستخدمة في التعطير، وبكيفية الحفاظ على نقاء الخلطات، والطريقة المخصصة لكل من الحجر الأسود، والركن اليماني، والملتزم، وسائر أرجاء المسجد الحرام.

تُختتم الجولة بحاسة التذوق، عبر التعريف بخدمتين ارتبطتا بضيافة الحرمين الشريفين: ماء زمزم في مكة، وتمر العجوة في المسجد النبوي.

ويكشف الجناح تفاصيل دقيقة عن بئر زمزم: عمق البئر 30.5 متر، والعيون الرئيسية عند عمق 12.8 متر، وخطوط الشفط عند 8 أمتار، والإنتاجية بين 11 و18 لتراً في الثانية، والمسافة بين البئر والكعبة 21 متراً.

بئر زمزم (الشرق الأوسط)

ويتعرّف الزائر إلى رحلة الماء من البئر إلى منطقة كُدي، ثم إلى مصنع الملك عبد الله لعبوات زمزم؛ حيث تُعبّأ العبوة ذات الـ330 مل عبر خطوط تشغيل متواصلة على مدار الساعة.

أما إلى المسجد النبوي، فيُنقل زمزم عبر شاحنات مخصصة لا تُفتح حمولتها إلا داخل الحرم النبوي من قبل فرق مختصة، حفاظاً على نقاء الماء وجودته.

محراب المسجد النبوي ثلاثي الأبعاد (الشرق الأوسط)

خلال هذه الجولة، يدرك الزائر أن ما يعيشه في الحرمين من انسجام روحاني وراحة حسية ليس وليد المصادفة، بل ثمرة عمل عميق ودقيق يمتد عبر الزمن. إنها تجربة لا تكشف الحواس فقط بل تكشف ما وراء الحرمين، وما يقف خلف قدسية المكان من جهد بشري وهندسي ومعرفي يجعل الرحلة الروحية أكثر اكتمالاً وجمالاً.


الكشف عن سعر قلعة بريطانية عمرها 700 عام

قلعة «ريبلي» القريبة من مدينة هاروغيت البريطانية (شاترستوك)
قلعة «ريبلي» القريبة من مدينة هاروغيت البريطانية (شاترستوك)
TT

الكشف عن سعر قلعة بريطانية عمرها 700 عام

قلعة «ريبلي» القريبة من مدينة هاروغيت البريطانية (شاترستوك)
قلعة «ريبلي» القريبة من مدينة هاروغيت البريطانية (شاترستوك)

إذا كان «منزل كل إنجليزي هو قلعته»، وفق المثل الشهير، فإن الفرصة سانحة لتحقيق هذا الحلم مع قلعة «ريبلي» القريبة من مدينة هاروغيت، شمال شرقي إنجلترا، التي تُعدّ المقرّ التاريخي لعائلة إنغيلبي طوال القرون الـ7 الماضية. وقد طُرحت القلعة للبيع في يناير (كانون الثاني) الماضي بسعر 21 مليون جنيه إسترليني، وفق موقع «الحياة الريفية البريطانية للعقارات».

وربما لا يكون من المستغرب أن تود العائلة، بالنظر إلى مساحة هذا الملك العقاري التي تبلغ 445 فداناً وما تتسم به من تنوع، تقسيمه إلى أجزاء، لكن الجزء الأكبر من السعر المطلوب وقدره 15 مليون جنيه إسترليني يأتي مقابل القلعة نفسها، بما في ذلك أرض المتنزه وأرض الغابة والبحيرات والمعبد الصغير. مع ذلك، خُفض السعر المطلوب لتلك القلعة المميزة، التي تعود إلى القرن الـ14، بمقدار 7.5 مليون جنيه إسترليني، في خطوة أثارت القلق والريبة، خصوصاً بعد تأكيد الخبراء أن التخفيض «يعود أساساً إلى ظروف السوق»، وفق ما أوضح مارك غرينجر، المستشار في شركة «كارتر جوناس» للاستشارات العقارية.

وفي المقابل، نالت الأجزاء الـ8 الأخرى التابعة للقلعة، ومنها حانة ومتجر للقرية وأرض غابة وملعب كريكيت، اهتماماً واسعاً من المشترين وبأسعار تقترب من التقديرات الأولية أو تتجاوزها.

إذن ما سبب التخفيض الكبير في سعر القلعة الرئيسية؟ يتعلق ذلك بالسوق بدرجة كبيرة، فالأدلة تشير إلى تباطؤ الطلب على المنازل الريفية، وميل المشترين إلى الانتقائية الشديدة. وقال جوناثان هاندفورد، المدير التنفيذي لشركة «فاين آند كانتري (Fine & Country)»: «في عام 2025 شهد أكثر من 43 في المائة من العقارات المعروضة للبيع من بين المنازل، التي يزيد سعرها على 3 ملايين جنيه إسترليني، تخفيضات في الأسعار، والآن تزيد بـ3 أمثال احتماليةُ سحب العقار من السوق على فرصة العثور على مشترٍ». وأضاف: «لم يحدث انهيار في السوق، لكنها أصبحت انتقائية بدرجة كبيرة». ومنذ ذلك الحين، خُفّض السعر المطلوب للقلعة بمقدار 7.5 مليون جنيه إسترليني، وهو أمر يثير الريبة، خصوصاً أنه يُعزى في الأساس إلى «ظروف السوق»، وفق ما أوضح مارك غرينجر.


«شكوى 713317»... فيلم مصري يعالج القضايا الاجتماعية بالسخرية

مشهد من الفيلم للزوجين وبينهما الثلاجة (الشركة المنتجة)
مشهد من الفيلم للزوجين وبينهما الثلاجة (الشركة المنتجة)
TT

«شكوى 713317»... فيلم مصري يعالج القضايا الاجتماعية بالسخرية

مشهد من الفيلم للزوجين وبينهما الثلاجة (الشركة المنتجة)
مشهد من الفيلم للزوجين وبينهما الثلاجة (الشركة المنتجة)

موجات متواصلة من الضحك تتابعت خلال عرض الفيلم المصري «شكوى 713317» ضمن أفلام مسابقة «آفاق السينما العربية»، وهو العمل الروائي الطويل الأول للمخرج ياسر شفيعي، بعد أن أخرج عدداً من الأفلام القصيرة من بينها «حلم المشهد»، و«التدريبات القصوى لتحسين الأداء»، و«الراجل اللي بلع الراديو».

وتنطلق أحداث الفيلم عبر مواقف كوميدية ساخرة، منتقداً أوضاعاً اجتماعية من خلال موقف بسيط يواجهه زوجان متقاعدان هما «مجدي» و«سما»، اللذان يؤدي دورهما محمود حميدة وشيرين، ويعيشان حياة هادئة تماثل هدوء حي المعادي الذي يقطنان به، لكن يحدث أن تتعطل ثلاجتهما العتيقة بعد محاولة الزوج إزالة الثلج الذي تراكم عليها، حيث تثير هذه المشكلة البسيطة أزمة كبيرة في حياتهما ويواجهان كثيراً من البيروقراطية مع شركة صيانة مشبوهة، مما يؤدي لتوتر الأجواء بينهما، لتشهد حياتهما تصدعات تهدد استقرارها.

ويبدأ الفيلم باحتفال بلوغ الزوجة سن التقاعد، تدعو فيه صديقاتها وجيرانها وتعد لهم الحلوى التي تجيد صنعها، وتفكر صاحباتها في كيفية استثمار مكافأة التقاعد، ويقترحن عليها إنشاء مشروع لإعداد الأطعمة في المنزل وتسويقها، ويغيب الابن الوحيد لهما ويكتفي بإرسال مقطع فيديو، ويعتقد الجميع أنه مسافر خارج مصر، لكن الأم تسخر قائلة: «مسافر في الشيخ زايد»، فهو يسكن بعيداً عنهما وينشغل بحياته ويتعلل بانشغاله الدائم.

جانب من فريق عمل الفيلم على «الرد كاربت» (مهرجان القاهرة السينمائي)

ويأتي تعطل الثلاجة العتيقة ليقلب حياتهما رأساً على عقب مع تلاعب شركة الصيانة، حيث يكتشف الزوج تعرضه لعملية نصب فمع كل مرة يستدعيهم يكتشف تلاعبهم واستمرار تعطلها، فيتقدم بشكوى لـ«جهاز حماية المستهلك»، الذي يسجل شكوته ويعطيه رقمها، وهي التي يحمل الفيلم عنوانها «شكوى 713317» ليواجه البيروقرطية، إذ تمر الأيام والشهور دون حل، بينما يتعارك وزوجته ويتبادلان الاتهامات وتصل علاقتهما إلى حافة الانهيار.

وتطل الفنانة الكبيرة إنعام سالوسة عبر مشاهد معدودة مؤدية شخصية صاحبة شركة الصيانة التي تراوغ الزوجين، وتؤدي مشاهد كوميدية مع الفنان محمد رضوان الذي يؤدي دور عامل الصيانة عديم الأمانة، فيما تلعب هنا شيحة شخصية جارة الزوجين التي تواجه أزمة مع زوجها تدفعها لإقامة قضية خلع.

وأهدى المخرج فيلمه إلي المخرج داوود عبد السيد، مؤكداً أن المخرج الكبير يمثل له الكثير، وقد عمل معه في فيلم «قدرات غير عادية» وتعلَّم منه الكثير، كما وجّه شكراً في مقدمة الفيلم للفنان أنسي أبو سيف المدير الفني للفيلم.

وكشف المخرج الشاب خلال ندوة عقب عرض الفيلم عن أنه كان صاحب الشكوى في الواقع، حيث تعرض لموقف مماثل وظل محتفظاً برقم الشكوى حتى بنى عليه سيناريو الفيلم، وتحدث عن التصوير في مكان واحد، مشيراً إلى أنهم ظلّوا يعملون على تفاصيل المكان لأربعة أشهر حتى يكون مناسباً للكادرات، وأنه تعمد عدم الخروج من الموقع ليظل المتفرج منشغلاً بعالم أبطال القصة.

وعدّ الفنان محمود حميدة العمل بالفيلم تجربة مثيرة بالنسبة له، وقال إن «أجواء الفيلم اتسمت بروح التعاون»، مشيداً بجهود المخرج، فيما روت الفنانة شيرين أنه طوال عملها السينمائي لم تقم ببروفات بهذا الشكل حيث حرص المخرج على إجراء بروفات متعددة لكل المشاهد، وتحدثت عن تعرضها لإصابة كبيرة في قدمها وأنها اعتذرت عن العمل، لكن الفنان محمود حميدة أكد لها أنهم سينتظرونها حتى تشفى، وذكرت هنا شيحة أنها أعجبت بالقصة والعمل مع الفنان محمود حميدة، وأشار محمد رضوان إلى أن الشخصية التي أداها كانت محملة بكل أزمات الفيلم.

الملصق الدعائي للفيلم (مهرجان القاهرة السينمائي)

فيما أشادت الفنانة إلهام شاهين بالفيلم، ووصفته بأنه «عمل رائع»، وأن الممثلين أجادوا تأدية أدوارهم، ووصفت محمود حميدة بأنه ممثل عالمي، مؤكدة على رسالة الفيلم لأن يتمسك كل منا بحقه، وقالت المخرجة ليالي بدر إن «الفيلم يعمل على تفاصيل مهمة في ظل الضغط اليومي الذي يواجهه كل منا»، مشيدة بعمل المخرج وحماس شركات الإنتاج، والفيلم من إنتاج كل من «ريد ستار» و«أفلام مصر العالمية» و«فيلم سكوير» و«فيلمولوجي».

فيما وصف الناقد المصري، أندرو محسن، الفيلم بأنه «لطيف وذكي ومصري جداً، وبه قوة من المخرج الذي استطاع التحكم في موقع تصوير واحد واستغلاله للمساحات بشكل جيد، وفي ظل عدد محدود من الشخصيات»، وقال في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «الفيلم به أكثر من مستوى منها كيف تصنع كوميديا ذكية ومختلفة من موقف بسيط جداً، ومن ناحية أخرى ممكن التحدث عن نظرة الرجل لنفسه أو فكرة الذكورة التي تجعله يقوم بعمل ما يرضيه وليس الحل الأفضل».

وأشاد محسن بالممثلين، مؤكداً أنهم «برعوا في أدوارهم»، وعدّ «محمد رضوان إضافة كبيرة للفيلم، كما أن اختيار إنعام سالوسة بحضورها القوي حتى بصوتها فقط إضافة مهمة للفيلم، كما أن موسيقى خالد كمار تشبه كوميديا الفيلم»، على حد تعبيره.