البرلمان المصري لتعديل قانون «الشهر العقاري» بعد جدل واعتراضات

TT

البرلمان المصري لتعديل قانون «الشهر العقاري» بعد جدل واعتراضات

عقب جدل واعتراضات شعبية وبرلمانية بشأن التعديل التشريعي الجديد لقانون «الشهر العقاري»، الخاص بتسجيل العقارات والوحدات السكنية في مصر، أكد حزب «مستقبل وطن»، صاحب الأغلبية البرلمانية في مجلس النواب (البرلمان)، «إعداد هيئته البرلمانية تعديلاً تشريعياً على القوانين المرتبطة بالتسجيل والقيد بـ(الشهر العقاري)». فيما قال النائب طارق الخولي، عضو مجلس النواب عن «تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين»، لـ«الشرق الأوسط» أمس، إن «تنسيقية شباب الأحزاب تسعى لإجراء حوار بين مختلف الأطراف للوصول لأفضل صيغة تشريعية وتنفيذية، تُمكن الدولة المصرية من حصر المجتمع العقاري؛ لكن دون أن يشكّل ذلك أي أعباء مالية أو إجرائية على المواطن».
كان الشارع المصري وصفحات التواصل الاجتماعي قد شهدا جدلاً واسعاً طيلة الأيام الماضية، وسط مطالب شعبية للحكومة بـ«ضرورة مراجعة قانون (الشهر العقاري)، وتخفيف إجراءات تسجيل الوحدات السكنية».
ووفق بيان لحزب «مستقبل وطن»، مساء أول من أمس، فإنه «تابع ردود الأفعال الواسعة والجدل المثار على مواقع التواصل بشأن تسجيل العقارات، والقيد بـ(الشهر العقاري)، واتساقاً مع مبادئ الحزب، أعلن اعتزامه التقدم بتعديل على قوانين (الشهر العقاري)، مستهدفاً التيسير على المواطن».
من جانبه، قال النائب الخولي إنه «على مدار الأيام الماضية تابع نواب (تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين)، سواء كانوا من مجلس النواب (الغرفة الأولى للبرلمان)، أو مجلس الشيوخ (الغرفة الثانية للبرلمان)، ردود أفعال المواطنين على قانون (الشهر العقاري)، وتم رصد الآراء المتعددة للشارع المصري إزاء هذا الأمر، وأصدرت (تنسيقية شباب الأحزاب) بياناً أعلنت فيه السعي نحو وجود لجنة استماع للاطلاع على الآراء المختلفة إزاء هذا الأمر، والقدرة على تفنيد كل عناصر الموضوع، بدايةً ممّا تم رصده بأن الحكومة أشارت إلى أن التسجيل في (الشهر العقاري) ليس إجبارياً، في حين أنه تم ربط إدخال المرافق المختلفة، سواء كانت كهرباء أو مياهاً بالتسجيل في الشهر العقاري، وهو ما رآه كثير من المواطنين يشكّل إلزاماً من ناحية أخرى للتسجيل في الشهر العقاري». وأضاف النائب طارق الخولي موضحاً أن «عناصر أخرى دفعت بأن هناك عبئاً إجرائياً ومالياً على المواطنين في التسجيل بالشهر العقاري، من خلال نسب الرسوم»، لافتاً إلى أنه من «خلال العناصر التي تم رصدها ومتابعتها، فقد قررت (تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين) إجراء حوار بين مختلف الأطراف، بهدف الوصول لأفضل صيغة تشريعية وتنفيذية، تمكّننا من تنفيذ ما تسعى إليه الدولة المصرية من حصر المجتمع العقاري، وهو أمر في غاية الأهمية. لكن دونما يشكّل ذلك أي أعباء مالية أو إجرائية على المواطن، الذي مر بعملية إصلاح اقتصادي صعبة، وبالتالي يجب ألا يتكلف أي أعباء مالية، أو إجرائية في هذه المرحلة».
كان «مجلس الوزراء المصري» قد أكد في بيان رسمي أن «التعديل التشريعي الجديد لقانون (الشهر العقاري) لا يتضمن نهائياً نزع ملكية أي من الوحدات السكنية من أصحابها، بل ينص على أنه في حالة بيع الوحدة السكنية، فإنه يتعين على المشتري تسجيلها، سواء ببيع رضائي في الشهر العقاري، أو بتسجيل الحكم الصادر في الدعاوى العينية العقارية».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.