على غرار البالغين... الأطفال «الملونون» الأكثر تأثراً بـ«كورونا»

معلمة تقيس درجة حرارة طالبة في ظل انتشار فيروس كورونا (أرشيفية-رويترز)
معلمة تقيس درجة حرارة طالبة في ظل انتشار فيروس كورونا (أرشيفية-رويترز)
TT

على غرار البالغين... الأطفال «الملونون» الأكثر تأثراً بـ«كورونا»

معلمة تقيس درجة حرارة طالبة في ظل انتشار فيروس كورونا (أرشيفية-رويترز)
معلمة تقيس درجة حرارة طالبة في ظل انتشار فيروس كورونا (أرشيفية-رويترز)

منذ بداية جائحة فيروس «كورونا»، أصبحت التفاوتات الصحية في البلاد أكثر وضوحًا، حيث يعاني الملايين من الأميركيين «الملونين»، السود واللاتينيين على وجه الخصوص، من أعراض أكثر شدة ونسب وفيات أعلى ترتبط بـ«كوفيد - 19»، مقارنة بالأميركيين البيض، وفقاً لشبكة «إيه بي سي نيوز».
وتكشف البيانات الجديدة الآن أن نفس الفوارق العرقية والإثنية التي أثرت على البالغين طوال الوباء، تمتد أيضًا إلى الأطفال الملونين. وتأثر الأطفال السود واللاتينيون بالمرض، حيث سجلت لديهم وفيات أكثر من الأطفال الآخرين.
تم اختبار أكثر من 3.1 مليون طفل لفيروس «كورونا» منذ ظهور الوباء، وهو ما يمثل حوالي 13.1 في المائة من جميع الإصابات في الولايات التي أبلغت عن حالات حسب العمر، وفقًا لتقرير أسبوعي صادر عن الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال ورابطة مستشفيات الأطفال.
في هذا الوقت، لا تزال الأعراض الشديدة الناجمة عن الفيروس نادرة بين الأطفال. ودخل ما بين 0.1 في المائة و2.2 في المائة من جميع الأطفال المصابين بـ«كورونا» إلى المستشفى، ويمثل الأطفال حاليًا صفر في المائة - 0.25 في المائة من جميع وفيات الفيروس.
*التباينات العرقية
مع ذلك، فإن البيانات الديموغرافية الجديدة الصادرة عن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها توفر أول تحليل عرقي شامل لحالات «كورونا» والوفيات عند الأطفال.
في الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و17 عامًا، يمثل اللاتينيون حاليًا 26.9 في المائة من الحالات، ويمثل الأطفال السود غير اللاتينيين 11.2 في المائة.
وبالمثل، يمثل اللاتينيون حاليًا 25.3 في المائة من الوفيات المرتبطة بفيروس «كورونا» بين الأطفال، ويمثل الأطفال السود من غير ذوي الأصول الإسبانية 15.9 في المائة من الوفيات.
وقال الدكتور جون براونشتاين، كبير مسؤولي الابتكار في مستشفى بوسطن للأطفال: «تبرز هذه البيانات بوضوح أن التباينات المذهلة التي شهدناها خلال هذا الوباء متسقة عبر جميع الفئات العمرية».
وأضاف: «يعكس تأثير (كورونا) في مجموعات الأطفال التباينات العرقية في السكان البالغين، حيث تتم مشاهدة كل من الحالات والوفيات بشكل متكرر بين الأطفال السود واللاتينيين».
بالإضافة إلى ذلك، تم أيضًا تشخيص ما لا يقل عن 2.060 طفلًا في الولايات المتحدة بمتلازمة الالتهاب متعدد الأنظمة عند الأطفال. وترتبط استجابة الجهاز المناعي النادرة بفيروس «كورونا»، وقتلت 30 شخصًا على الأقل حتى 8 فبراير (شباط)، وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض.
وحدثت 69 في المائة على الأقل من الإصابات بالمتلازمة المبلغ عنها لدى الأطفال السود أو آخرين من أصل لاتيني.
*العوامل المؤثرة
وهناك مجموعة واسعة من العوامل التي تؤدي إلى التفاوتات العرقية والإثنية المرتبطة بتأثير الفيروس على الأطفال.
وتأتي غالبية الحالات عند الأطفال الملونين من التعرض للفيروس داخل منازلهم أو مجتمعاتهم، وفقًا للدكتورة كريستين موفيت، اختصاصية الأمراض المعدية في مستشفى بوسطن للأطفال.
وبالتالي، فإن «معدل الحالات المرتفعة بشكل غير متناسب لدى الأطفال السود واللاتينيين تعكس إلى حد كبير كيف أثر الفيروس على حياة البالغين. ومن المرجح أن تشمل العائلات المتضررة العمال الأساسيين الذين اضطروا إلى المخاطرة بالتعرض للفيروس من أجل أداء وظائفهم. ومن المرجح أن يعيش هؤلاء الأطفال في منازل متعددة الأجيال أو في ظروف أكثر ازدحامًا تجعل التباعد أو العزلة أمرًا صعبًا».
علاوة على ذلك، من المرجح أن تواجه المجتمعات الملونة حواجز أمام الرعاية الصحية عالية الجودة والخضوع لاختبارات الكشف عن الفيروس، حيث قد يكون هناك تحديات ثقافية أو لغوية في الوصول إلى هذه الرعاية الصحية، كما يقول الخبراء.
*ضرورة التحرك الفوري
قال براونشتاين أن الظروف الصحية المزمنة الكامنة التي تحدث بين شباب الأقليات يمكن أن تؤدي إلى تفاقم مسار عدوى «كوفيد - 19».
ورغم الإبلاغ عن 71 ألف حالة إصابة بفيروس «كورونا» لدى الأطفال الأسبوع الماضي، فكان هذا الأسبوع الخامس على التوالي الذي يسجل انخفاضاً في الحالات الجديدة بين لأطفال.
ومع ذلك، تحذر كل من الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال ورابطة مستشفيات الأطفال من أن هناك حاجة ملحة لجمع المزيد من البيانات حول الآثار طويلة المدى للوباء على الأطفال، بما في ذلك الطرق التي قد يضر بها الفيروس بالصحة البدنية طويلة المدى للأطفال المصابين، وآثاره النفسية والعقلية.
وأفاد الخبراء أيضًا أنه من الملح بشكل متزايد ترخيص لقاح مضاد لـ«كورونا» للأطفال، في محاولة للحد من الإصابات.


مقالات ذات صلة

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد- 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)

قرار يمنع وزارة الصحة في ولاية إيداهو الأميركية من تقديم لقاح «كوفيد»

قرر قسم الصحة العامة الإقليمي في ولاية إيداهو الأميركية، بأغلبية ضئيلة، التوقف عن تقديم لقاحات فيروس «كوفيد-19» للسكان في ست مقاطعات.

«الشرق الأوسط» (أيداهو)
أوروبا أحد العاملين في المجال الطبي يحمل جرعة من لقاح «كورونا» في نيويورك (أ.ب)

انتشر في 29 دولة... ماذا نعرف عن متحوّر «كورونا» الجديد «XEC»؟

اكتشف خبراء الصحة في المملكة المتحدة سلالة جديدة من فيروس «كورونا» المستجد، تُعرف باسم «إكس إي سي»، وذلك استعداداً لفصل الشتاء، حيث تميل الحالات إلى الزيادة.

يسرا سلامة (القاهرة)

سلوفينية تبلغ 12 عاماً تُنقذ مشروعاً لإعادة «الزيز» إلى بريطانيا

أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)
أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)
TT

سلوفينية تبلغ 12 عاماً تُنقذ مشروعاً لإعادة «الزيز» إلى بريطانيا

أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)
أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)

عندما سافر علماء بيئة بريطانيون إلى سلوفينيا هذا الصيف على أمل التقاط ما يكفي من صراصير «الزيز» المغرِّدة لإعادة إدخال هذا النوع إلى غابة «نيو فورست» في بريطانيا، كانت تلك الحشرات صعبة المنال تطير بسرعة كبيرة على ارتفاع بين الأشجار. لكنَّ فتاة تبلغ 12 عاماً قدَّمت عرضاً لا يُفوَّت.

وذكرت «الغارديان» أنّ كريستينا كيندا، ابنة الموظّف في شركة «إير بي إن بي»؛ الموقع الذي يتيح للأشخاص تأجير واستئجار أماكن السكن، والذي وفَّر الإقامة لمدير مشروع «صندوق استعادة الأنواع» دوم برايس، ومسؤول الحفاظ على البيئة هولي ستانوورث، هذا الصيف؛ اقترحت أن تضع شِباكاً لالتقاط ما يكفي من صراصير «الزيز» لإعادتها إلى بريطانيا.

قالت: «سعيدة للمساعدة في هذا المشروع. أحبّ الطبيعة والحيوانات البرّية. الصراصير جزء من الصيف في سلوفينيا، وسيكون جيّداً أن أساعد في جَعْلها جزءاً من الصيف في إنجلترا أيضاً».

كان صرصار «نيو فورست» الأسود والبرتقالي هو النوع الوحيد من الصراصير الذي وُجِد في بريطانيا. في الصيف، يصدح الذكور بأغنية عالية النغمات لجذب الإناث التي تضع بيضها في الأشجار. وعندما يفقس الصغار، تسقط إلى أرض الغابة وتحفر في التربة، حيث تنمو ببطء تحت الأرض لمدّة 6 إلى 8 سنوات قبل ظهورها على شكل كائنات بالغة.

صرصار «نيو فورست» الأسود والبرتقالي (صندوق استعادة الأنواع)

اختفى هذا النوع من الحشرات من غابة «نيو فورست»، فبدأ «صندوق استعادة الأنواع» مشروعاً بقيمة 28 ألف جنيه إسترليني لإعادته.

نصَّت الخطة على جمع 5 ذكور و5 إناث من متنزه «إيدريا جيوبارك» في سلوفينيا بتصريح رسمي، وإدخالها في حضانة صراصير «الزيز» التي تضمّ نباتات محاطة في أوعية أنشأها موظّفو حديقة الحيوانات في متنزه «بولتون بارك» القريب من الغابة.

ورغم عدم تمكُّن برايس وستانوورث من التقاط صراصير «الزيز» البالغة، فقد عثرا على مئات أكوام الطين الصغيرة التي صنعها صغار «الزيز» وهي تخرج من الأرض بالقرب من مكان إقامتهما، وتوصّلا إلى أنه إذا كانا يستطيعان نصب خيمة شبكية على المنطقة قبل ظهور صراصير «الزيز» في العام المقبل، فيمكنهما إذن التقاط ما يكفي منها لإعادتها إلى بريطانيا. لكنهما أخفقا في ترك الشِّباك طوال فصل الشتاء؛ إذ كانت عرضة للتلف، كما أنهما لم يتمكنا من تحمُّل تكلفة رحلة إضافية إلى سلوفينيا.

لذلك، عرضت كريستينا، ابنة مضيفيهما كاتارينا وميتشا، تولّي مهمّة نصب الشِّباك في الربيع والتأكد من تأمينها. كما وافقت على مراقبة المنطقة خلال الشتاء لرصد أي علامات على النشاط.

قال برايس: «ممتنون لها ولعائلتها. قد يكون المشروع مستحيلاً لولا دعمهم الكبير. إذا نجحت هذه الطريقة، فيمكننا إعادة أحد الأنواع الخاصة في بريطانيا، وهو الصرصار الوحيد لدينا وأيقونة غابة (نيو فورست) التي يمكن للسكان والزوار الاستمتاع بها إلى الأبد».

يأمل الفريق جمع شحنته الثمينة من الصراصير الحية. الخطة هي أن تضع تلك البالغة بيضها على النباتات في الأوعية، بحيث يحفر الصغار في تربتها، ثم تُزرع النباتات والتربة في مواقع سرّية في غابة «نيو فورست»، وتُراقب، على أمل أن يظهر عدد كافٍ من النسل لإعادة إحياء هذا النوع من الحشرات.

سيستغرق الأمر 6 سنوات لمعرفة ما إذا كانت الصغار تعيش تحت الأرض لتصبح أول جيل جديد من صراصير «نيو فورست» في بريطانيا.