بعد «ظلام» 2020... لقاحات «كورونا» تمنح المسنين أملاً في 2021

مسنّة تتلقى اللقاح المضاد لفيروس «كورونا» في دار لرعاية المسنين بمدريد (رويترز)
مسنّة تتلقى اللقاح المضاد لفيروس «كورونا» في دار لرعاية المسنين بمدريد (رويترز)
TT

بعد «ظلام» 2020... لقاحات «كورونا» تمنح المسنين أملاً في 2021

مسنّة تتلقى اللقاح المضاد لفيروس «كورونا» في دار لرعاية المسنين بمدريد (رويترز)
مسنّة تتلقى اللقاح المضاد لفيروس «كورونا» في دار لرعاية المسنين بمدريد (رويترز)

بعد أكثر من 11 شهراً من العزلة، امتلأت غرفة الطعام في قرية جون نوكس بالضحك والفرح الأسبوع الماضي. لعب سكان دار التمريض التي تضم 430 سريراً في إحدى ضواحي مدينة كانساس سيتي الأميركية -الذين شعروا أخيراً بتراجع خطر جائحة فيروس «كورونا»- لعبة البنغو وتناولوا الطعام معاً.
وقال أنتوني كولومباتو، مدير الدار: «إنها نسمة من الهواء النقي... المرور عبر غرفة الطعام الرئيسية ورؤية الناس يستمتعون بالحصول على القليل من الحياة الطبيعية يعد أمراً رائعاً... الأشياء الصغيرة التي لم نعرف أهميتها في الماضي ضرورية جداً»، وفقاً لتقرير لشبكة «إيه بي سي نيوز».
وتُعد دار رعاية «نوكس» من بين آلاف مرافق الرعاية طويلة الأجل التي تعيد ببطء تقديم الأنشطة المجتمعية وتسمح لبعض الزوار بالدخول إليها. على الرغم من أن القيود لا تزال تختلف من ولاية إلى أخرى، فإن هناك انخفاضاً كبيراً في الوفيات وحالات الإصابة في جميع أنحاء البلاد.
وتشهد مرافق الرعاية طويلة الأجل تحسن الظروف بشكل أسرع من الدولة بشكل عام. يقول الخبراء إن الأرقام تشير إلى أن جهود التطعيم، التي أعطت الأولوية للمسنين، تعطي نتائج جيدة. تتراجع الوفيات في مرافق الرعاية طويلة الأجل ليس فقط بالأرقام المطلقة، ولكن كنسبة من وفيات «كوفيد - 19» في جميع أنحاء البلاد.
وقال مايك واسرمان، الرئيس السابق لجمعية كاليفورنيا لطب الرعاية طويلة الأمد وعضو اللجنة الاستشارية للقاحات في كاليفورنيا: «هناك أدلة في جميع أنحاء البلاد على أنه بمجرد تلقيح سكان دور الرعاية، تنخفض حالات الإصابة والوفيات... منذ البداية، كانت هذه المجموعة الأكثر تعرضاً للخطر، وكان تلقيح كبار السن أمراً بالغ الأهمية. إنها الخطوة الأخيرة في حماية هذه المجموعة الضعيفة للغاية».
وتعد مرافق التمريض موطناً لبعض الفئات السكانية الأكثر عُرضة للإصابة بـ«كورونا»، كبار السن والمرضى. منذ بداية الوباء، توفي أكثر من 160 ألفاً من المقيمين والموظفين في دور رعاية المسنين، وفقاً لتحليل أجرته الرابطة الأميركية للمتقاعدين. ويعيش ما يقرب من 1.4 مليون شخص في دور الرعاية التمريضية في الولايات المتحدة.
وقال تيري فولمر، رئيس مؤسسة «جون هارتفورد» غير الربحية: «كانت الخسائر المدمِّرة للوباء في دور رعاية المسنين كابوساً مليئاً بالعزلة والخوف بالنسبة للسكان والموظفين، لكننا نشهد يقظة أمل جديد».
وتابع: «يبدو أن حملات التطعيم في دور رعاية المسنين تقلل بشكل كبير حالات الإصابة بـ(كورونا) والوفيات بسبب الفيروس، ونعلم أن الانخفاض في انتشار العدوى في المجتمع يلعب أيضاً دوراً في تقليل خطر العدوى في المرافق».
وفي دار المسنين «غود شيفارد» في ويست فيرجينيا، وهي واحدة من أولى الولايات التي أكملت عملية التطعيم في جميع أماكن رعاية المسنين، يمكن للمقيمين «الحصول على بعض الهواء النقي أخيراً» وكذلك حضور النشاطات الدينية، كما قال مورغان مورفي، مساعد مدير الدار.
وأوضح مورفي لشبكة «إيه بي سي نيوز»: «الثلاثاء كان أول يوم تفتح فيه دار (غود شيفارد) أبوابها للزيارات... لقد كان الأمر مثيراً للغاية لسكاننا وعائلاتهم».
وقال الدكتور ساشين جاين، طبيب الطب الباطني، إن الخبر السار هو أنه مع انخفاض خطر الفيروس، يمكن لكثير من المقيمين في دور الرعاية طويلة الأجل أن يتطلعوا أخيراً إلى رؤية أحبائهم.
وأضاف: «ظل كثير من كبار السن بمفردهم لمدة عام تقريباً... مع انتشار اللقاحات، يجب علينا جميعاً أن نضع أولوية لإنهاء عزلتهم، والتي ثبت أن لها آثاراً صحية سلبية وخطيرة».


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

عُدي رشيد لـ«الشرق الأوسط»: لم أقرأ نصاً لغيري يستفزني مخرجاً

المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)
المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)
TT

عُدي رشيد لـ«الشرق الأوسط»: لم أقرأ نصاً لغيري يستفزني مخرجاً

المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)
المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)

قال المخرج العراقي عُدي رشيد المتوج فيلمه «أناشيد آدم» بجائزة «اليسر» لأفضل سيناريو من مهرجان «البحر الأحمر» إن الأفلام تعكس كثيراً من ذواتنا، فتلامس بصدقها الآخرين، مؤكداً في حواره مع «الشرق الأوسط» أن الفيلم يروي جانباً من طفولته، وأن فكرة توقف الزمن التي طرحها عبر أحداثه هي فكرة سومرية بامتياز، قائلاً إنه «يشعر بالامتنان لمهرجان البحر الأحمر الذي دعم الفيلم في البداية، ومن ثَمّ اختاره ليشارك بالمسابقة، وهو تقدير أسعده كثيراً، وجاء فوز الفيلم بجائزة السيناريو ليتوج كل ذلك، لافتاً إلى أنه يكتب أفلامه لأنه لم يقرأ سيناريو كتبه غيره يستفزه مخرجاً».

بوستر الفيلم يتصدره الصبي آدم (الشركة المنتجة)

ويُعدّ الفيلم إنتاجاً مشتركاً بين كل من العراق وهولندا والسعودية، وهو من بطولة عدد كبير من الممثلين العراقيين من بينهم، عزام أحمد علي، وعبد الجبار حسن، وآلاء نجم، وعلي الكرخي، وأسامة عزام.

تنطلق أحداث فيلم «أناشيد آدم» عام 1946 حين يموت الجد، وفي ظل أوامر الأب الصارمة، يُجبر الصبي «آدم» شقيقه الأصغر «علي» لحضور غُسل جثمان جدهما، حيث تؤثر رؤية الجثة بشكل عميق على «آدم» الذي يقول إنه لا يريد أن يكبر، ومنذ تلك اللحظة يتوقف «آدم» عن التّقدم في السن ويقف عند 12 عاماً، بينما يكبر كل من حوله، ويُشيع أهل القرية أن لعنة قد حلت على الصبي، لكن «إيمان» ابنة عمه، وصديق «آدم» المقرب «انكي» يريان وحدهما أن «آدم» يحظى بنعمة كبيرة؛ إذ حافظ على نقاء الطفل وبراءته داخله، ويتحوّل هذا الصبي إلى شاهدٍ على المتغيرات التي وقعت في العراق؛ إذ إن الفيلم يرصد 8 عقود من الزمان صاخبة بالأحداث والوقائع.

وقال المخرج عُدي رشيد إن فوز الفيلم بجائزة السيناريو مثّل له فرحة كبيرة، كما أن اختياره لمسابقة «البحر الأحمر» في حد ذاته تقدير يعتز به، يضاف إلى تقديره لدعم «صندوق البحر الأحمر» للفيلم، ولولا ذلك ما استكمل العمل، معبراً عن سعادته باستضافة مدينة جدة التاريخية القديمة للمهرجان.

يطرح الفيلم فكرة خيالية عن «توقف الزمن»، وعن جذور هذه الفكرة يقول رشيد إنها رافدية سومرية بامتياز، ولا تخلو من تأثير فرعوني، مضيفاً أن الفيلم بمنزلة «بحث شخصي منه ما بين طفولته وهو ينظر إلى أبيه، ثم وهو كبير ينظر إلى ابنته، متسائلاً: أين تكمن الحقيقة؟».

المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)

ويعترف المخرج العراقي بأن سنوات طفولة البطل تلامس سنوات طفولته الشخصية، وأنه عرف صدمة الموت مثله، حسبما يروي: «كان عمري 9 سنوات حين توفي جدي الذي كنت مقرباً منه ومتعلقاً به ونعيش في منزل واحد، وحين رحل بقي ليلة كاملة في فراشه، وبقيت بجواره، وكأنه في حالة نوم عميق، وكانت هذه أول علاقة مباشرة لي مع الموت»، مشيراً إلى أن «الأفلام تعكس قدراً من ذواتنا، فيصل صدقها إلى الآخرين ليشعروا بها ويتفاعلوا معها».

اعتاد رشيد على أن يكتب أفلامه، ويبرّر تمسكه بذلك قائلاً: «لأنني لم أقرأ نصاً كتبه غيري يستفز المخرج داخلي، ربما أكون لست محظوظاً رغم انفتاحي على ذلك».

يبحث عُدي رشيد عند اختيار أبطاله عن الموهبة أولاً مثلما يقول: «أستكشف بعدها مدى استعداد الممثل لفهم ما يجب أن يفعله، وقدر صدقه مع نفسه، أيضاً وجود كيمياء بيني وبينه وقدر من التواصل والتفاهم»، ويضرب المثل بعزام الذي يؤدي شخصية «آدم» بإتقان لافت: «حين التقيته بدأنا نتدرب وندرس ونحكي عبر حوارات عدة، حتى قبل التصوير بدقائق كنت أُغير من حوار الفيلم؛ لأن هناك أفكاراً تطرأ فجأة قد يوحي بها المكان».

صُوّر الفيلم في 36 يوماً بغرب العراق بعد تحضيرٍ استمر نحو عام، واختار المخرج تصويره في محافظة الأنبار وضواحي مدينة هيت التي يخترقها نهر الفرات، بعدما تأكد من تفَهم أهلها لفكرة التصوير.

لقطة من الفيلم (الشركة المنتجة)

وأخرج رشيد فيلمه الروائي الطويل الأول «غير صالح»، وكان أول فيلم يجري تصويره خلال الاحتلال الأميركي للعراق، ومن ثَمّ فيلم «كرنتينة» عام 2010، وقد هاجر بعدها للولايات المتحدة الأميركية.

يُتابع عُدي رشيد السينما العراقية ويرى أنها تقطع خطوات جيدة ومواهب لافتة وتستعيد مكانتها، وأن أفلاماً مهمة تنطلق منها، لكن المشكلة كما يقول في عزوف الجمهور عن ارتياد السينما مكتفياً بالتلفزيون، وهي مشكلة كبيرة، مؤكداً أنه «يبحث عن الجهة التي يمكن أن تتبناه توزيعياً ليعرض فيلمه في بلاده».