تحركات فلسطينية وعربية أممياً لعقد اجتماع «الرباعية»

الفلسطينيون أكثر أملاً في إطلاق مؤتمر دولي للسلام

فلسطينيون أمام معبر قلنديا لتلقي لقاح كورونا أرسلته إسرائيل أمس (إ ف ب)
فلسطينيون أمام معبر قلنديا لتلقي لقاح كورونا أرسلته إسرائيل أمس (إ ف ب)
TT
20

تحركات فلسطينية وعربية أممياً لعقد اجتماع «الرباعية»

فلسطينيون أمام معبر قلنديا لتلقي لقاح كورونا أرسلته إسرائيل أمس (إ ف ب)
فلسطينيون أمام معبر قلنديا لتلقي لقاح كورونا أرسلته إسرائيل أمس (إ ف ب)

كشف المندوب الدائم لدولة فلسطين المراقبة لدى الأمم المتحدة، رياض منصور لـ«الشرق الأوسط»، عن أن المجموعة العربية في المنظمة الدولية، بدأت مشاورات مكثفة مع ممثلي الدول الفاعلة، من أجل عقد اجتماع جديد لـ«الرباعية الدولية»، تكون مهمته تيسير مؤتمر السلام الدولي، الذي يطالب به الرئيس محمود عباس بدعم من جامعة الدول العربية؛ بغية العودة إلى حل الدولتين، فلسطين وإسرائيل، على أساس حدود 4 يونيو (حزيران) 1967.
واستهلت المجموعة، المشاورات، بلقاء مع المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، ويرتقب أن تتوج يوم الجمعة المقبل، باجتماع مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، مروراً بممثلي الدول الأخرى الأعضاء في مجلس الأمن، ورئيس الجمعية العامة، طبقاً لما أوضحه منصور الذي أشار في الوقت ذاته، إلى انتظار مجيء المندوبة الأميركية الجديدة ليندا توماس - غرينفيلد، إلى نيويورك، للتشاور معها في هذا الملف. وأشاد منصور أيضاً بالملاحظات التي أدلى بها وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، خلال اتصاله الهاتفي الأخير مع نظيره الإسرائيلي غابي أشكنازي، وعرضه «نهج» الولايات المتحدة في اتجاه «مستقبل أكثر سلاماً وأماناً وازدهاراً للإسرائيليين والفلسطينيين، والشرق الأوسط الكبير».
وكانت هذه هي المرة الأولى التي يتحدث فيها مسؤول كبير في إدارة الرئيس بايدن، عن نهجها لمستقبل السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، في سياق تعبير «الشرق الأوسط الكبير».
وأفاد الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركي، نيد برايس، بأن الوزير بلينكن شدد على أن إدارة الرئيس جو بايدن «تعتقد أن حل الدولتين هي الطريقة الفضلى لضمان مستقبل إسرائيل، كدولة يهودية وديمقراطية تعيش بسلام إلى جانب دولة فلسطينية ديمقراطية قابلة للحياة». وأشار بلينكن إلى أن الولايات المتحدة «لا تزال تلتزم معارضة الإجراءات غير العادلة والمتحيزة ضد إسرائيل في الساحة المتعددة الأطراف».
وأبدى الفلسطينيون الكثير من الأمل بإمكانية إطلاق مؤتمر دولي للسلام، بعد إعادة الولايات المتحدة طرح خطة حل الدولتين، وعودتها إلى الرباعية الدولية.
وعلق عزام الأحمد، عضو اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة «فتح»، بأن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، لعبت دوراً أساسياً في عودة وضع حل الدولتين على الطاولة، وعادت لحضور اجتماعات الرباعية الدولية، بعد مقاطعة الإدارة السابقة. وأكد للتلفزيون الفلسطيني الرسمي، أن «كل شيء بعد رحيل إدارة ترمب تغير واختلف في العالم كله، وحتى داخل أميركا. بايدن لعب دوراً في تبني طرف أميركي لقضية حل الدولتين، ونحن نريد أن نبني على هذا التغيير».
وشدد المسؤول الفلسطيني، على أن «الفلسطينيين يريدون إضافة دول إلى جانب الرباعية، من أجل رعاية مفاوضات السلام إذا ما حصل تقدم حقيقي، مثل مصر الأردن والسعودية، إذا أمكن، وأيضاً دول غير عربية مثل ألمانيا والصين». ويأمل الفلسطينيون أن توافق الولايات المتحدة على هذا الطرح الذي يلقى قبولاً لدى أطراف الرباعية الأخرى.
ويمثل التركيز على حل الدولتين انقلاباً على موقف إدارة ترمب بشأن هذه المسألة. وفي المكالمة مع أشكنازي، أشار بلينكن أيضاً إلى التزام الولايات المتحدة بـ«معارضة الإجراءات غير العادلة والمتحيزة ضد إسرائيل في الساحة متعددة الأطراف»، في إشارة كما يبدو إلى الحكم الصادر هذا الشهر عن الدائرة التمهيدية للمحكمة الجنائية الدولية، والذي أعطى المحكمة حرية فتح تحقيق جنائي ضد إسرائيل والفلسطينيين في جرائم حرب.
وطالب وزير الخارجية الأميركي، إسرائيل، بضرورة التعاون مع الجانب الفلسطيني في مكافحة جائحة كورونا، لا سيما فيما يتعلق بتقديم ونقل اللقاحات إلى الضفة الغربية وقطاع غزة. وتعتقد إدارة بايدن أن الكفاح المشترك في مجال وباء كورونا، يمكن أن يكون أساساً لتحسين العلاقات بين إسرائيل والفلسطينيين. وتأتي المطالبة الأميركية عقب الاتهامات الفلسطينية والدولية، لإسرائيل بعدم تقديم المساعدة للفلسطينيين؛ كونها قوة محتلة مسؤولة دولياً عن تقديم تلك المساعدات للشعب الواقع تحت الاحتلال.
ولم تعقب الحكومة الإسرائيلية على موقف الولايات المتحدة من حل الدولتين، لكن منافس نتنياهو جدعون ساعر المنشق عن حزب الليكود، رئيس حزب «الأمل الجديد»، أكد أنه يعارض «حل الدولتين لشعبين»، وفقاً لما أوردته هيئة البث الإسرائيلية الرسمية (مكان). وقال ساعر في مؤتمر عبر شبكة الإنترنت نظمه من واشنطن معهد «بروكينغز» للبحوث في مجال العلوم الاجتماعية «الفلسطينيون رفضوا كل الاقتراحات من هذا النوع في الماضي، وذلك يعود إلى رغبتهم في إبادة إسرائيل بدلاً من إنهاء الصراع معها».
كشف المندوب الدائم لدولة فلسطين المراقبة لدى الأمم المتحدة، رياض منصور لـ«الشرق الأوسط»، عن أن المجموعة العربية في المنظمة الدولية، بدأت مشاورات مكثفة مع ممثلي الدول الفاعلة، من أجل عقد اجتماع جديد لـ«الرباعية الدولية»، تكون مهمته تيسير مؤتمر السلام الدولي، الذي يطالب به الرئيس محمود عباس بدعم من جامعة الدول العربية.



مصر: أمن البحر الأحمر مرتبط بحل الأزمة اليمنية وتثبيت «اتفاق غزة»

مصر تعلن نجاحها في قطْر ناقلة نفط هاجمتها جماعة «الحوثي» اليمنية بالبحر الأحمر العام الماضي (هيئة قناة السويس)
مصر تعلن نجاحها في قطْر ناقلة نفط هاجمتها جماعة «الحوثي» اليمنية بالبحر الأحمر العام الماضي (هيئة قناة السويس)
TT
20

مصر: أمن البحر الأحمر مرتبط بحل الأزمة اليمنية وتثبيت «اتفاق غزة»

مصر تعلن نجاحها في قطْر ناقلة نفط هاجمتها جماعة «الحوثي» اليمنية بالبحر الأحمر العام الماضي (هيئة قناة السويس)
مصر تعلن نجاحها في قطْر ناقلة نفط هاجمتها جماعة «الحوثي» اليمنية بالبحر الأحمر العام الماضي (هيئة قناة السويس)

تزامناً مع إعلان هيئة قناة السويس المصرية نجاحها في قطر ناقلة نفط تعرضت لهجوم «حوثي» قبل نحو 7 أشهر، أكدت مصر، الاثنين، أن تحقيق أمن البحر الأحمر مرتبط بحل الأزمة اليمنية وتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.

وقال نائب وزير الخارجية والهجرة المصري السفير أبو بكر حفني، إن «أمن البحر الأحمر وثيق الصلة بالأزمات التي تشهدها المنطقة»، مُشيراً إلى «أهمية التوصل إلى حل عادل للأزمة اليمنية، والعمل على تثبيت وقف إطلاق النار في غزة، بالإضافة إلى تسوية الأزمة السودانية».

جاء ذلك في افتتاح البرنامج التدريبي الذي ينظمه «مركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام»، بدعم من الحكومة اليابانية، بعنوان «مكافحة التهديدات العابرة للحدود: نحو تعزيز الأمن البحري في منطقة البحر الأحمر».

ويشارك في البرنامج التدريبي عدد من الكوادر المدنية والأمنية المعنية بالدول المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن، ومنها السعودية، واليمن، وجيبوتي، والسودان، والصومال، والأردن، ومصر، وفق الإفادة.

وأشار حفني، في كلمته خلال مراسم افتتاح البرنامج التدريبي، إلى «تداعيات العدوان الإسرائيلي على غزة على استقرار منطقة البحر الأحمر وتصاعد التوتر بها على نحو غير مسبوق». وقال إن «الحفاظ على أمن البحر الأحمر وحرية الملاحة فيه، مسؤولية جماعية تتطلب تعاوناً دولياً وإقليمياً مكثفاً»، وأضاف: «مصر تؤكد دوماً محورية إدماج الدول العربية والأفريقية المشاطئة للبحر الأحمر وخليج عدن في أي مبادرات تُعنى بالمنطقة».

وشدد نائب وزير الخارجية المصري على «أهمية تفعيل مجلس الدول العربية والأفريقية المُطلة على البحر الأحمر وخليج عدن، باعتباره إطاراً إقليمياً ضرورياً لتعزيز التعاون والتنسيق بين الدول المشاطئة».

تشكو مصر من تراجع إيرادات قناة السويس بسبب توترات البحر الأحمر (هيئة قناة السويس)
تشكو مصر من تراجع إيرادات قناة السويس بسبب توترات البحر الأحمر (هيئة قناة السويس)

ومنذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، غيرت شركات شحن عالمية مسارها، متجنبة المرور في البحر الأحمر، إثر استهداف جماعة «الحوثي» اليمنية، السفن المارة بالممر الملاحي، «رداً على الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزة».

وسبق أن أشارت مصر مراراً إلى تأثر حركة الملاحة بقناة السويس بالتوترات الإقليمية. وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أخيراً، إن إيرادات قناة السويس تراجعت نحو من 40 إلى 50 في المائة، بسبب «الأزمات» على حدود البلاد المختلفة، بعد أن كانت تدرّ نحو 10 مليارات دولار سنوياً.

في سياق متصل، قال أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس المصرية، في إفادة رسمية، الاثنين، إن ناقلة النفط «سونيون» المسجلة في اليونان، والتي هاجمتها جماعة «الحوثي» اليمنية العام الماضي، جرى قطرها بنجاح عبر القناة بعد إنقاذها من البحر الأحمر.

ووفق البيان، «جرت عملية القطر بواسطة 4 قاطرات تابعة للهيئة في رحلتها عبر قناة السويس ضمن قافلة الجنوب، مقبلة من البحر الأحمر ومتجهةً إلى اليونان».

وأوضح رئيس الهيئة أن «تجهيزات عملية قطْر الناقلة استلزمت اتخاذ إجراءات معقدة على مدار عدة أشهر لتفريغ حمولة الناقلة البالغة 150 ألف طن من البترول الخام قبل السماح بعبورها القناة، وذلك لخطورة وضع الناقلة بعد تعرضها لهجوم بالبحر الأحمر في أغسطس (آب) الماضي، أسفر عن حريق هائل بغرفة القيادة، وغرفة الماكينات، وغرف الإعاشة، وتعطل أجهزة التحكم والسيطرة، بشكل يصعب معه إبحار الناقلة وتزداد معه مخاطر حدوث التلوث والانسكاب البترولي أو الانفجار».

ناقلة النفط «سونيون» المسجلة في اليونان (هيئة قناة السويس)
ناقلة النفط «سونيون» المسجلة في اليونان (هيئة قناة السويس)

وأضاف ربيع أن «عملية تفريغ الحمولة في منطقة غاطس السويس خضعت لإجراءات معقَّدة قامت بها شركتا الإنقاذ AMBERY وMEGA TUGS المعينتين من مُلَّاك الناقلة، حيث عملتا من خلال خطة عمل مشتركة، بالتعاون وتحت إشراف كامل من فريق الإنقاذ البحري التابع للهيئة، على تفريغ الحمولة بناقلة أخرى مماثلة، وفق معدلات تفريغ وحسابات دقيقة منعاً لحدوث أي تضرر أو انقسام في بدن الناقلة».

وأوضح أن «عملية القطْر استغرقت نحو 24 ساعة، بمشاركة 13 مرشداً في مناطق الغاطس والقناة، وجرت على عدة مراحل».

وأكد ربيع «جاهزية قناة السويس للتعامل مع حالات العبور الخاصة وغير التقليدية من خلال منظومة عمل متكاملة»، مشيراً إلى «ما تتيحه الهيئة من حزمة متنوعة من الخدمات البحرية والملاحية التي تلائم متطلبات العملاء المختلفة في الظروف الاعتيادية والطارئة».

وتعد قناة السويس أحد المصادر الرئيسية للعملة الصعبة في مصر، وتراجعت إيرادات قناة السويس من 9.4 مليار دولار خلال العام المالي 2022 - 2023، إلى 7.2 مليار دولار خلال 2023 - 2024، بحسب التصريحات الرسمية في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

بدوره، قال خبير الشؤون الأفريقية اللواء محمد عبد الواحد لـ«الشرق الأوسط»، إن «ما يحدث في البحر الأحمر يجب النظر إليه من منظور جيوسياسي، لا سيما أن ما يحدث فيه يؤثر في دول عدة حول العالم، كونه أحد ممرات الملاحة العالمية التي كانت ولا تزال محل تنافس عالمي»، وأشار إلى «أهمية تعاون الدول المشاطئة لحماية أمن البحر الأحمر واستقراره». وأضاف: «إنهاء الصراعات في المنطقة أحد أهم شروط استعادة استقرار البحر الأحمر».

ووفق تقرير للبنك الدولي الشهر الماضي، «أدى تعطيل النقل البحري في البحر الأحمر إلى زيادة كبيرة في تكاليف الشحن العالمية بنسبة 141 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، مقارنةً بما قبل الأزمة».

كما شهدت قناة السويس ومضيق باب المندب انخفاضاً حاداً في حركة السفن، حيث تراجعت بنسبة تصل إلى 75 في المائة بحلول أواخر ديسمبر (كانون الأول) 2024، مقارنةً بانخفاض 50 في المائة تم توثيقه في مايو (أيار) 2024، وفق التقرير.