لم يكن كويكباً... دراسة ترجح سبباً آخر لانقراض الديناصورات

ديناصورات في متحف الدولة للتاريخ الطبيعي في شتوتغارت بألمانيا (أ.ب)
ديناصورات في متحف الدولة للتاريخ الطبيعي في شتوتغارت بألمانيا (أ.ب)
TT
20

لم يكن كويكباً... دراسة ترجح سبباً آخر لانقراض الديناصورات

ديناصورات في متحف الدولة للتاريخ الطبيعي في شتوتغارت بألمانيا (أ.ب)
ديناصورات في متحف الدولة للتاريخ الطبيعي في شتوتغارت بألمانيا (أ.ب)

قبل 66 مليون سنة، اصطدم جسم ضخم بكوكب الأرض، مما تسبب بانقراض كثير من أوجه الحياة عليه، من بينها الديناصورات، وكان الاعتقاد السائد بأن هذا الجسم عبارة عن كويكب، لكنّ نظرية جديدة رجّحت أنه كان في الواقع جزءاً من مذنّب، مصدره أقاصي النظام الشمسي، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وقدّرت دراسة نشرتها دورية «ساينتفك ريبورتس» حجم القطعة الكبيرة بنحو سبعة كيلومترات، مشيرة إلى أنها ناجمة عن انفجار مذنّب من سحابة أورت، وهي «سحابة من الحطام» تقع على مسافة بعيدة جداً من حدود النظام الشمسي.
وقبل أن يصطدم المذنب جزئياً بما يُعرَف اليوم بشبه جزيرة يوكاتان المكسيكية، في تشيكشولوب، اندفع نحو الشمس بفعل جاذبية المشتري، أكبر الكواكب في النظام الشمسي.
وشرح المعدّ الرئيسي للدراسة طالب الفيزياء الفلكية بجامعة هارفارد أمير سراج أن كوكب المشتري يتصرف في هذه الحالة «مثل لعبة الكرة والدبابيس» أو «الفليبر»، ويرسل المذّنبات التي تُوصَف بـ«طويلة المدى» إلى «مدارات تجعلها قريبة جداً من الشمس».
وعند تعرُّض المذّنبات لقوة جاذبية الشمس الهائلة «تنفجر الكبيرة منها وتتفتت إلى أكثر من 1000 شظية».
وأوضح أمير سراج أن كلاً من هذه الشظايا التي يُمكن أن تقذف إحداها باتجاه الأرض «يُحتَمل أن تكون كبيرة بما يكفي للتسبب في حدث كذلك الذي أدى إلى إفناء الديناصورات».
للوصول إلى هذا الاستنتاج، بادر العالمان اللذان أجريا الدراسة إلى محاكاة الجاذبية باستخدام البيانات المتاحة عن سحابة أورت وحركة الكواكب.
وأشار سراج إلى أن «الكويكبات هي صخور جافة في النظام الشمسي تكون أكثر بطئاً من المذنبات التي غالباً ما تُقارن بكرات الثلج المتسخة أو الصخور الجليدية في أطراف النظام الشمسي، وهذا الجليد الذي تدفئه الشمس يشكل ذيول المذنّبات التي يمكن رؤيتها في السماء».
وكانت النظرية الأكثر شيوعاً إلى اليوم أن الجسم الذي أدى إلى الكارثة قبل 66 مليون سنة جاء من حزام الكويكبات الرئيسي الواقع بين المريخ والمشتري.
لكن المعدّ المشارك للدراسة الأستاذ في جامعة هارفارد آفي لوب قال إن وتيرة اصطدام هذه الكويكبات بالأرض «أضعف بعشر مرات على الأقل»، من تلك التي تتيح لها الاصطدام الذي حصل بكوكب الأرض.
ولاحظ أمير سراج أن «وتيرة اصطدام الكويكبات بالأرض أعلى بقليل (من وتيرة المذنبات)، لذا ثمة ميل» إلى أن يُعزى انقراض الديناصورات إليها، إلا أن ما لم يؤخذ في الحسبان هو أن انفجار المذنبات ينتج كمية كبيرة من الشظايا المتطايرة».
وأضاف: «تُظهر نظريتنا أن شظايا مذنبات أكثر ضخامة قد تكون سبباً مقنعاً أكثر لتفسير هذه الوتيرة».
وثمة دليل آخر يصبّ في خانة نظرية العالمين، ومفاده أن فوهة «تشيكشولوب» نتجت، كما هو معروف، عن جسم مكوَّن من كوندريت كربوني.
والمعلوم أن نحو 10 في المائة فحسب من الكويكبات تختزن هذا المكوّن، بينما تشير بعض الأدلة إلى أن أنه متوافر أكثر في المذنّبات.
وكشف البروفسور أن التلسكوب الجديد في مرصد «فيرا روبين»، الذي من المقرر أن يبدأ تشغيله السنة المقبلة في تشيلي، قد يتيح له مراقبة الجاذبية على المذنبات.
وأوضح أن هذا الأمر «سيكون مهما جداً؛ إذ سيمكّن من وضع توقعات للسنوات المائة المقبلة تتيح معرفة ما إذا كان أي شيء سيئ قد يحدث لكوكب الأرض».
وأظهرت حسابات صاحبَي الدراسة أن جزءاً من مذنب يمكن أن يضرب الأرض بوتيرة تصل إلى مئات ملايين السنين، وبالتالي لا يوجد خطر بأن يحصل ذلك على المدى القريب، خصوصاً بالمقارنة مع الكويكبات.
ومع ذلك، شدّد آفي لوب على أن هذه الحسابات تستند على بيانات إحصائية ليس إلا، وبالتالي «لا يمكن أن يُعرَف إطلاقاً» موعد الاصطدام المقبل لشظية مذنّب بكوكب الأرض.


مقالات ذات صلة

إطلاق 25 كائناً فطرياً مهدداً بالانقراض في محمية الإمام تركي بالسعودية

يوميات الشرق شمل الإطلاق 5 من المها العربي المهدد بالانقراض (واس)

إطلاق 25 كائناً فطرياً مهدداً بالانقراض في محمية الإمام تركي بالسعودية

أطلق المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية، بالتعاون مع هيئة تطوير محمية الإمام تركي بن عبد الله الملكية، 25 كائناً فطرياً مهدداً بالانقراض في المحمية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
بيئة أدى تراجع الأمطار قبل 6 آلاف عام إلى تحوّل المنطقة مجدداً لبيئة قاحلة (واس)

«كاوست»: «الربع الخالي» كان موطناً لأنهار ومروج خضراء

كشفت دراسة بحثية علمية حديثة أن «الربع الخالي»، أكبر صحراء رملية متصلة في العالم لم تكن في الماضي كما نعرفها اليوم أرضاً جافة وقاحلة.

«الشرق الأوسط» (جدة)
يوميات الشرق أنجبت بعُمر الـ100 (أ.ب)

سلحفاة تبلغ 100 عام تُرزَق بـ4 مواليد جديدة

وضعت سلحفاة من نوع «غالاباغوس»، المُهدَّد بشدّة بخطر الانقراض، وعمرهما قرابة الـ100 عام، 4 مواليد جديدة.

«الشرق الأوسط» (فيلادلفيا)
يوميات الشرق التوازن يختلّ بنفوقها (أ.ب)

نفوق صادم لمئات ملايين النحل في أميركا

تشهد صناعة تربية النحل في الولايات المتحدة أزمة بسبب النفوق الصادم وغير المبرَّر لمئات الملايين منها خلال الأشهر الـ8 الماضية.

«الشرق الأوسط» (تكساس)
يوميات الشرق الأشجار تُعزِّز جودة الحياة في المدن (المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا في زيوريخ)

التوزيع الجيّد للأشجار في المدن يُقلّل الوفيات

توزيع الأشجار في المدن لا يقل أهمية عن عددها، إذ يمكن لتخطيط المساحات الخضراء بشكل مترابط أن يُسهم في تقليل معدلات الوفيات الناجمة عن الأمراض المزمنة والشيخوخة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

«عرب نيوز» تحتفي بنصف قرن على صدورها

«عرب نيوز» تحتفي بنصف قرن على صدورها
TT
20

«عرب نيوز» تحتفي بنصف قرن على صدورها

«عرب نيوز» تحتفي بنصف قرن على صدورها

تحتفي «عرب نيوز»، الصحيفة السعودية الدولية الرائدة باللغة الإنجليزية، بالذكرى الخمسين على تأسيسها، التي تصادف الأحد 20 أبريل (نيسان).

وقد أعدت الصحيفة للمناسبة عدداً خاصاً من نسختها الورقية، وصفحة إلكترونية، تسترجع تغطيتها لأبرز أحداث النصف عقد الماضي، التي كان لها أثرها على منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وتعود التغطية لأرشيف الصحيفة التي انطلقت إبان اندلاع الحرب الأهلية في لبنان عام 1975، مروراً بأحداث عام 1979 التاريخية مثل سقوط الشاه في إيران، وحادثة جهيمان، والحرب في أفغانستان، واغتيال السادات، والانتفاضة الفلسطينية في الثمانينات، وحرب الخليج في عام 1990، واتفاقية أوسلو، فكامب ديفيد، واتفاقات السلام الإبراهيمية، وصولاً لأحداث «7 أكتوبر».

هذا وتشمل التغطية أيضاً مواقفَ المملكة الراسخة من القضية الفلسطينية منذ مبادرة الملك فهد للسلام، ومبادرة السلام العربية، وصولاً إلى التحالف الدولي لحل الدولتين الذي يتوقع أن يعقد مؤتمر بشأنه في يونيو (حزيران) المقبل تقوده السعودية وفرنسا.

وتؤرخ التغطية لمعركة المملكة ضد الإرهاب، مروراً بتفجيرات الخبر واعتداءات 11-9، وصولاً إلى تكوين التحالف الإسلامي العسكري في الرياض.

كما تتطرق إلى حربي العراق وسقوط «البعث» في العراق، وتداعيات «الربيع العربي» وصولاً إلى التغييرات الأخيرة في سوريا، مع تركيز خاص على انطلاق «رؤية السعودية 2030» عام 2016، وما تلا ذلك من إصلاحات هيكلية وجذرية في مختلف المجالات شهدتها المملكة، ولا تزال تعيش أثرها حتى اليوم.

وتعد التغطية الخاصة جزءاً من سلسلة أكبر من المبادرات والأنشطة التي تخطط لها الصحيفة، التي سيُعلن عنها في وقت لاحق من العام. ويمكن للقراء تحميل العدد الخاص والرجوع إلى الأرشيف عبر زيارة الصفحة الإلكترونية www.arabnews.com/ArabNews50.