قابلية المخاطرة تزداد مع مستويات قياسية للأسهم

أدنى سيولة بمحافظ المستثمرين منذ 2013

سجلت المؤشرات الرئيسية في بورصة وول ستريت مستويات قياسية مرتفعة بفعل آمال بمزيد من الدعم المالي (رويترز)
سجلت المؤشرات الرئيسية في بورصة وول ستريت مستويات قياسية مرتفعة بفعل آمال بمزيد من الدعم المالي (رويترز)
TT

قابلية المخاطرة تزداد مع مستويات قياسية للأسهم

سجلت المؤشرات الرئيسية في بورصة وول ستريت مستويات قياسية مرتفعة بفعل آمال بمزيد من الدعم المالي (رويترز)
سجلت المؤشرات الرئيسية في بورصة وول ستريت مستويات قياسية مرتفعة بفعل آمال بمزيد من الدعم المالي (رويترز)

خلص مسح بنك أوف أميركا لمديري الصناديق في فبراير (شباط) إلى أن مستويات السيولة في محافظ الاستثمار هي الأدنى منذ قبيل الفورة في عوائد سندات الخزانة الأميركية في 2013، كما أظهر أن التفاؤل سيسود بين الغالبية العظمى من المستثمرين بشأن التوقعات الاقتصادية.
ويتوالى بلوغ الأسهم العالمية مرتفعات غير مسبوقة في 2021 وسط استمرار دعم البنوك المركزية وضخ الحكومات للأموال في النظام لجعل الاقتصادات تتحرك بالسرعة المطلوبة بعد الضرر الناجم عن «كوفيد - 19»، ويتوقع 91 في المائة منهم بشكل صاف اقتصاداً أقوى، وهي أفضل قراءة على الإطلاق في مسح البنك الذي نُشر الثلاثاء، والذي شمل 225 من مديري الصناديق يديرون أصولاً تبلغ 645 مليار دولار.
وأبدى المستثمرون، أن لديهم قابلية لزيادة المخاطرة؛ مما يقلص مستويات السيولة إلى 3.8 في المائة، وهي الأدنى منذ مارس (آذار) 2013، أي قبيل إثارة مجلس الاحتياطي الفيدرالي فورة بالسوق بالتلويح بنيته تقليص حجم برنامج شراء السندات الذي أطلقه إبان أزمة 2008.
وخلال تعاملات الثلاثاء في الأسواق، سجلت المؤشرات الرئيسية في بورصة وول ستريت مستويات قياسية مرتفعة في بداية جلسة التداول مع إقبال المستثمرين على شراء الأسهم الحساسة للدورة الاقتصادية بفعل آمال بمزيد من الدعم المالي لانتشال أكبر اقتصاد في العالم من كساد أثارته جائحة فيروس كورونا.
وارتفع المؤشر داو جونز الصناعي 0.04 في المائة عند الفتح إلى 31472.08 نقطة، في حين صعد المؤشر ستاندرد آند بورز 500 القياسي 0.12 في المائة إلى 3939.61 نقطة، وقفز المؤشر ناسداك المجمع 0.40 في المائة إلى 14152.22 نقطة.
وفي أوروبا، حامت الأسهم قرب أعلى مستوياتها في عام، بينما تصدرت غلينكور صعوداً بين أسهم شركات التعدين عقب تحديث إيجابي. وصعد المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.2 في المائة بحلول الساعة 0802 بتوقيت غرينتش، بعد أن قفز 1.3 في المائة في الجلسة السابقة لأعلى مستوياته منذ فبراير 2020، والمؤشر منخفض 14 في المائة عن أعلى مستوياته على الإطلاق.
وقفز سهم غلينكور 3.3 في المائة بعد أن استأنفت الشركة توزيعات أرباحها، بينما صعد سهم مجموعة «بي إتش بي» 0.3 في المائة؛ إذ حققت أكبر شركة تعدين مدرجة في العالم أفضل أرباح للنصف الأول في سبع سنوات، وأعلنت عن توزيع أرباح قياسي مؤقت. وقفز مؤشر قطاع التعدين الأوروبي 1.5 في المائة ليبلغ أعلى مستوياته منذ يوليو (تموز) 2011.
وفي آسيا، ارتفعت الأسهم اليابانية لأعلى مستوى في 30 عاماً؛ إذ عزز إحراز تقدم في توزيع اللقاحات المضادة لفيروس كورونا التوقعات بأن الاقتصاد العالمي بصدد تعافٍ قوي.
وصعد المؤشر نيكي القياسي 1.28 في المائة إلى 30467.75 نقطة، ليغلق عند أعلى مستوياته منذ أغسطس (آب) 1990، وارتفع المؤشر توبكس الأوسع نطاقاً 0.57 في المائة إلى 1965.08 وبلغ خلال الجلسة أعلى مستوياته منذ يونيو (حزيران) 1991.
واقتفت الأسهم اليابانية أثر صعود أسواق الأسهم العالمية في موجة صعود سريعة؛ إذ يتدفق المال إلى الأصول العالية المخاطر ترقباً لتحسن سريع في النمو الاقتصادي وأرباح الشركات، لكن محللين يبدون قلقهم من أن المكاسب الأخيرة لن تستمر.
وقال كيوشي إشيجاني، رئيس إدارة الصناديق لدى «ميتسوبيشي يو إف جيه كوكساي» لإدارة الأصول «ثمة أسباب جوهرية تدعم الأسهم، لكن الناس يشعرون بالقلق بشأن سرعة الصعود منذ أن بلغ نيكي 29 ألف نقطة... لكن لا يبدو أنها تظهر مؤشرات على التوقف».
وجاءت أحدث إعلانات لأرباح الشركات مواتية، ومن المتوقع أن تبدأ اليابان التطعيم بلقاحات مضادة لفيروس كورونا هذا الأسبوع. علاوة على ذلك، قال هاروهيكو كورودا، محافظ بنك اليابان المركزي، الثلاثاء، إن الارتفاع الأحدث للأسهم انعكاس للتوقعات العالمية، متجاهلاً وجهات نظر تقول، إن سياسة البنك النقدية تغذي فقاعة.
وتصدر سهم مجموعة سوفت بنك قائمة الأسهم الرابحة بين 30 سهماً أساسياً على المؤشر توبكس مرتفعاً 4.15 في المائة، وتلاه سهم هويا كورب الذي صعد 3.79 في المائة. وكان أقل الأسهم أداء سهم تويوتا موتورز الذي انخفض 1.81 في المائة، وتلاه سهم داي - إيتشي سانكيو الذي تراجع 0.56 في المائة. وتقدم 129 سهماً على المؤشر نيكي مقابل تراجع 91 سهماً.


مقالات ذات صلة

«مؤتمر العُلا»… تعاون بين الأسواق الناشئة لمواجهة حالة عدم اليقين العالمية

الاقتصاد مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا ووزير المالية السعودي محمد الجدعان (مؤتمر العُلا)

«مؤتمر العُلا»… تعاون بين الأسواق الناشئة لمواجهة حالة عدم اليقين العالمية

فرضت حالة عدم اليقين التي يواجهها الاقتصاد العالمي نفسها على «مؤتمر العلا لاقتصادات الأسواق الناشئة» الذي جمع مجموعة من وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية.

هلا صغبيني (العُلا)
الاقتصاد محافظ بنك الشعب الصيني بان جونغشنغ يتحدث خلال «مؤتمر العلا لاقتصادات الأسواق الناشئة» (الشرق الأوسط)

محافظ بنك الشعب الصيني يكشف من العلا عن 4 تحديات تواجه الأسواق الناشئة

أشار محافظ بنك الشعب الصيني، بان جونغشنغ، إلى أن الأسواق الناشئة قد عززت قدرتها على الصمود في السنوات الأخيرة، كاشفاً عن 4 تحديات رئيسية تواجه هذه الأسواق.

«الشرق الأوسط» (العلا)
الاقتصاد وزير المالية السعودي محمد الجدعان في افتتاح مؤتمر العلا لاقتصادات الأسواق الناشئة (الشرق الأوسط) play-circle

الجدعان: ضرورة تبني رؤية طويلة المدى لتحسين الظروف الاقتصادية في الأسواق الناشئة

أكد وزير المالية السعودي، محمد الجدعان، أنه لا بد أن تكون هناك رؤية طويلة المدى لتحسين الظروف الاقتصادية للأسواق الناشئة وإيجاد حلول للديون السيادية.

«الشرق الأوسط» (العلا)
الاقتصاد دونالد ترمب خلال تجمع انتخابي بإنديانا في بنسلفانيا (رويترز)

حرب التجارة تشتعل... من يدفع ثمن رسوم ترمب الجمركية؟

منذ توليه منصبه هدد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بفرض تعريفات جمركية على عدد من الشركاء التجاريين بما في ذلك المكسيك وكندا وأوروبا وكولومبيا والهند

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
الاقتصاد رئيس «بنك فرنسا» فرنسوا فيليروي دي غالهاو خلال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس يناير 2024 (رويترز)

رئيس «بنك فرنسا»: سياسات ترمب الحمائية تهدّد الاقتصاد العالمي ومنطقة اليورو

أكد رئيس «بنك فرنسا»، فرنسوا فيليروي دي غالهاو، أن السياسات الحمائية والتعريفات الجمركية التي ينتهجها دونالد ترمب من المرجح أن يكون لها تأثير سلبي.

«الشرق الأوسط» (باريس)

عُمان: السيادة وحرية الملاحة لا تتحققان بالسياسات العدائية

المشاركون في المؤتمر الثامن للمحيط الهندي بمسقط (العمانية)
المشاركون في المؤتمر الثامن للمحيط الهندي بمسقط (العمانية)
TT

عُمان: السيادة وحرية الملاحة لا تتحققان بالسياسات العدائية

المشاركون في المؤتمر الثامن للمحيط الهندي بمسقط (العمانية)
المشاركون في المؤتمر الثامن للمحيط الهندي بمسقط (العمانية)

افتتحت سلطنة عمان أعمال المؤتمر الثامن للمحيط الهندي، الذي يعقد تحت شعار «رحلة نحو آفاق جديدة من الشراكة البحرية»، بحضور عدد من الوزراء والمسؤولين والخبراء والمختصين في الشؤون البحرية والاقتصادية والدبلوماسية من مختلف دول العالم وممثلين من 60 دولة ومنظمة دولية.

وقال بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي وزير الخارجية العماني في كلمته الافتتاحية، إن الشراكة بين دول المحيط الهندي لا تقتصر على القضايا البحرية فقط، بل تمتد إلى مجالات الطاقة والتكنولوجيا والتنمية المستدامة، مشيراً إلى أن سلطنة عمان تُؤمن بسياسة تعزيز الحوار، واحترام التعددية، والبحث عن نقاط الالتقاء بدلاً من الاختلاف.

وأكد أن الشراكة هي السبيل الوحيد لضمان أمن وازدهار المحيط الهندي، مشدداً على أن السيادة البحرية وحرية الملاحة لا يمكن تحقيقها من خلال السياسات العدائية أو القوة العسكرية، بل من خلال التعاون والانخراط البناء. وأضاف أن دول الجنوب بحاجة إلى التحدث بصوت واحد لتعزيز الأمن البحري، ومعالجة التحديات المشتركة مثل القرصنة، والصيد غير القانوني، والجريمة العابرة للحدود.

ويأتي هذا المؤتمر بتنظيم من وزارة الخارجية وبالتعاون مع مؤسسة الهند، وبدعم من كلية «إس راجاراتنام للدراسات الدولية» في سنغافورة، حيث يهدف إلى مناقشة الفرص والتحديات التي تواجه دول المحيط الهندي، وتعزيز التعاون الإقليمي في المجالات البحرية والاقتصادية والأمنية.

وأكد وزير الخارجية العماني أن «المحيط الهندي ليس مجرد مساحة مائية، بل هو شريان للحياة الاقتصادية، ومنصة للتبادل، وجسر للتواصل والصداقة، ونحن أمام مسؤولية مشتركة لمعالجة قضايا مثل حماية البيئة البحرية، وضمان حرية الملاحة، وتعزيز قدرة المجتمعات الساحلية على مواجهة تغير المناخ، كما أن هذا المؤتمر يمثل فرصة لاستكشاف الإمكانات غير المستغلة لمحيطنا».

وأوضح أن الرؤية الاقتصادية لسلطنة عُمان ترتكز على تحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي والحفاظ على البيئة، خصوصاً في قطاعات الاقتصاد الأزرق، والبنية الأساسية للمواني، والخدمات اللوجيستية، معرباً عن أمله أن يعمل المؤتمر على تطوير استراتيجيات مستدامة ومفيدة للجميع.

كما أكد البوسعيدي أن سلطنة عمان تنظر إلى جميع الدول بوصفها شركاء في الأمن والازدهار المشترك، مشدداً على التزام السلطنة بتعزيز شراكة شاملة في المحيط الهندي، تضمن نصيباً عادلاً للجميع، سواء في الشمال أو الجنوب.

وسيناقش المؤتمر على مدار يومين الفرص والتحديات التي تواجه دول المحيط الهندي، مع التركيز على التعاون في مجالات التجارة البحرية، والطاقة المتجددة، والأمن البحري، والابتكار التكنولوجي.