نحو أربعة عقود مرت على قصة تأسيس حواسيب (صخر) التي رافقت الأجيال العربية الماضية في بداية عهدهم ببرامج الحاسوب، وهي قصة تعود للذاكرة اليوم بعد منح رجل الأعمال الكويتي محمد الشارخ، جائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام لعام 2021، وذلك نظير جهوده في تعريب وإنتاج برامج الحاسوب منذ عام 1982.
وأسس الشارخ، شركة (صخر)، ويُنسب له الفضل في إدخال اللغة العربية إلى الحواسيب لأول مرة في التاريخ.
محمد الشارخ يتحدث لـ«الشرق الأوسط» بعد إعلان فوزه بجائزة الملك فيصل العالمية، ويحكي أن قصة البداية لا يمكن وصفها بكلمات محدودة، مضيفاً «بدأنا أولاً بحاسوب شخصي، وتابعنا بعد ذلك التطورات الخاصة بهذا المنتج، وطورنا أعمالنا من جهاز صغير كان اسمه (صخر إم إس إكس) إلى منتجات أخرى».
ويوضح أن الانطلاقة كانت في البرامج التعليمية للناشئة العربية، وتزامن ذلك مع تأليف الكتب المتعلقة بتعليم البرمجة وتدريب المدربين عليها.
ويتابع «صنعنا بيئة تقنية متطورة في المجتمع»، مشيراً إلى أن البرامج لم تكن كافية آنذاك بلا تدريب وتأليف الكتب وتهيئة المدربين، وهو ما عمل عليه الشارخ لسنوات طويلة، إلى أن خلق بيئة متكاملة لتعليم النشء أسس البرمجيات، واليوم توقف عن بيع الأجهزة والبرامج، واتجه للعمل على أنظمة شاملة على الإنترنت، لمواكبة التطور التقني في العالم.
ويكشف الشارخ أن شركته تركز حالياً على ما ليس متوفراً في السوق، وتحديداً الأدوات التي يحتاجها المستخدم للكتابة العربية السليمة. قائلاً «هناك حوالي 250 مليون عربي يعملون على الإنترنت اليوم، ولو أن واحدا في المائة منهم يهتم باللغة العربية فهذا سوف يحتاج إلى أدوات متطورة للأجهزة الإلكترونية، كي يحافظوا على سلامة لغتهم».
ويلمح الشارخ إلى صعوبة حفظ قواعد اللغة العربية على الأجيال القادمة مع ضرورة إعطائهم وسيلة تساعدهم على التصحيح اللغوي، دون الحاجة لأن يتعلموا أسس الإعراب والنحو، مضيفاً «نحن سنوفر 3 منتجات لازمة لسلامة اللغة العربية وهي: المصحح الآمن، التشكيل الإلزامي، معجم معاصر».
ويصف الشارخ جهوده هذه بالقول: «أنا لا أرى أحداً غير (صخر) مهتمة طيلة الوقت بتطوير هذه التقنيات وتعريبها»، مفيداً أن هذه الأسباب أهلته للحصول على هذه الجائزة الرفيعة، التي يقول عنها: «هي تعطينا دفعة في أنه خلال آخر النهار هناك مؤسسة كبيرة ستقدر أعمال القطاع الخاص في هذا المجال».
جدير بالذكر أن الشارخ ولد في الكويت عام 1942، وحصل على درجة البكالوريوس في الاقتصاد والعلوم السياسية من جامعة القاهرة عام 1965، وعلى درجة الماجستير في التخصص نفسه من جامعة ويليامز كولج في ولاية ماساتشوستس، الولايات المتحدة الأميركية. عمل نائباً للمدير العام للصندوق الكويتي للتنمية، وعضواً في مجلس إدارة البنك الدولي في واشنطن، وأسس ورأس مجلس إدارة بنك الكويت.
إلى جانب ذلك، أسس الشركة العالمية للإلكترونيات في الكويت والسعودية، وأسس في الكويت مشروع صخر لتعريب الكومبيوتر، وبعد ذلك تم تطوير القارئ الآلي والترجمة الآلية والنطق الآلي.
كما تم تطوير أكثر من 90 برنامجاً تعليمياً وتثقيفياً للناشئة وتعلم البرمجة ونشر كتب لتعليم الكومبيوتر وتدريب المدرسين، قام تطوير برنامج القرآن الكريم للكومبيوتر وأرشيف المعلومات الإسلامية، وأسس معهدا لتعليم برمجة الكومبيوتر، وساهم في تأسيس العديد من مراكز التدريب في الدول العربية.
وقام بإنتاج أول برنامج حاسوبي للقرآن الكريم وكتب الحديث التسعة باللغة الإنجليزية، وتحديث أرشيف المعلومات الإسلامية الذي يضم بالإضافة للقرآن الكريم، موسوعة الحديث الشريف، وموسوعة الفقه الإسلامي، وبرامج، وقواعد معلومات إسلامية أخرى. هذا إلى جانب تطوير الشارخ، العديد من البرامج الثقافية، والتعليمية للناشئين، والخاصة بالثقافة الإسلامية، واللغة العربية، وإنشاء مراكز للتدريب والبرمجة منذ ثمانينات القرن الماضي، وأرشفة المجلات العربية منذ أواخر القرن التاسع عشر بما يزيد على مليوني صفحة وإتاحتها للجميع.
«صخر»... علامة التقنية العربية تعود للحاضر بتكريم عالمي
«صخر»... علامة التقنية العربية تعود للحاضر بتكريم عالمي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة