السياحة الداخلية تُنعش الفنادق المصرية

مبادرة حكومية رفعت الإشغال إلى 25 % من طاقة العمل

TT

السياحة الداخلية تُنعش الفنادق المصرية

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية عن «نجاح» المبادرة التي أطلقتها لتنشيط السياحة الداخلية منتصف يناير (كانون الثاني) الماضي، في زيادة نسبة الإشغال في الفنادق إلى 25%، من الطاقة الاستيعابية للفنادق، رغم استمرار جائحة «كورونا».
وقال عبد الفتاح العاصي، مساعد وزير السياحة والآثار للرقابة على المنشآت الفندقية والسياحية، في بيان صحافي مساء أول من أمس، إن «مبادرة (شتّي في مصر) التي أطلقتها وزارتا السياحة والآثار والطيران المدني بالتعاون مع غرفة المنشآت الفندقية لتنشيط حركة السياحة الداخلية، رفعت نسبة إشغال الفنادق الثابتة والعائمة المشاركة في المبادرة إلى 50% من الطاقة الاستيعابية المسموح بها خلال الفترة الحالية (50% من طاقة كل فندق) بسبب الضوابط الصحية المرتبطة بالجائحة».
وأوضح العاصي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «نسبة الإشغال في الفنادق كانت لا تتجاوز 10% قبل المبادرة، رغم أن الوزارة تسمح بنسبة إشغال تصل إلى 50%»، مشيراً إلى أن «المبادرة نجحت في زيادة نسبة الإشغال لتصل إلى 50% من النسبة المسموح بها، أي ما يعادل 25% من الطاقة الكلية للفندق».
ورغم الإعلان عن نجاح المبادرة فإن العاصي أكد أن «ما حققته المبادرة كان أقل من المتوقع»، وقال: «كنا نأمل أن نحقق أكثر من ذلك لكنّ ظروف الجائحة ومخاوف الناس، إضافة إلى طبيعة إجازة نصف العام أثّرت على المبادرة».
على الجانب الآخر أكد الخبير السياحي أحمد عبد العزيز، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «هذه التصريحات للاستهلاك الإعلامي، ففكرة المبادرة خاطئة من الأساس وكان الأولى بوزارة السياحة والآثار دعم المنشآت السياحية بتخفيض الأعباء الضريبية في ظل ظروف الجائحة»، موضحاً أن «المبادرة وضعت الفنادق في منافسة مع شركات السياحة، حيث أعلنت الفنادق عن أسعارها وعروضها للجمهور مباشرةً دون الاستعانة بشركات السياحة، مما زاد من أعباء الشركات البالغ عددها 2600 شركة».
وأُطلقت مبادرة «شتّي في مصر» في الفترة من 15 يناير الماضي، إلى 28 فبراير (شباط) الجاري، وتهدف إلى تنشيط حركة السياحة الداخلية، عبر توحيد سعر تذاكر الطيران الداخلي للمصريين والأجانب إلى محافظات الأقصر وأسوان وشرم الشيخ وطابا والغردقة ومرسى علم، ليتراوح ما بين 1500 و2000 جنيه شاملة الضرائب، وتخفيض أسعار الفنادق المشاركة في المبادرة، وتخفيض أسعار تذاكر زيارة المتاحف والمناطق الأثرية بنسبة 50%.
لكنّ العاصي قال إن «المبادرة تعد دعاية إيجابية للسياحة المصرية، حيث تعطي مؤشراً للعالم بأن المنشآت الفندقية والمناطق السياحية في مصر آمنة رغم الجائحة»، مشيراً إلى أن «الوزارة تعتزم تنفيذ مبادرات أخرى في فترات الإجازات سواء الأعياد أو العطلات الصيفية، بهدف تنشيط السياحة الداخلية ودعم الفنادق والمنشآت السياحية لحين عودة السياحة الخارجية بعد انتهاء الجائحة».
بينما يرى عبد العزيز أن «مثل هذه المبادرات تعد إهداراً للمال العام»، موضحاً أن «استمرار المنشآت السياحية والفنادق في دفع الضرائب وفواتير المياه والكهرباء بالأسعار التجارية في ظل نسبة إشغال لا تتجاوز 25%، لا يعد دعماً للسياحة، بل على العكس يؤثر على الخدمات التي تقدمها»، وقال إن «الفنادق أُجبرت على تخفيض تكاليف التشغيل، مما أثر على جودة الخدمات التي تقدمها، ووصل إلينا الكثير من الشكاوى خلال الفترة الماضية من سوء الخدمات، وتراجع نوعيات الطعام المقدَّمة في فنادق الخمس نجوم».
وأكد عبد العزيز أن «الحل في رفع الأعباء الضريبية عن الفنادق، وإعطائها مساحة من الحرية للتعامل في السوق التي تعاني كثيراً بسبب الجائحة».
وفي سياق متصل، قالت وزارة السياحة والآثار في بيان صحافي أمس، إن «مصر تحتل المرتبة الأولى كأفضل وجهة سياحية للسائح التشيكي، حسب تقرير نشرته الصفحة الرسمية لمحطة الإذاعة التشيكية، كما أن موقع «CNN Travel» اختار مصر من أفضل 21 وجهة سياحية آمنة للسفر في عام 2021.
وحصدت مصر المرتبة الأولى عالمياً بين الوجهات السياحية الأكثر طلباً خلال الفترة الحالية وذلك وفقاً لاستقصاء الرأي الذي أجرته مجلة «Travel Inside» السويسرية المتخصصة في الشأن السياحي، واختارتها جريدة «التلغراف» البريطانية كأفضل الوجهات السياحية التي يمكن السفر إليها بعد رفع سياسة الإغلاق العام في المملكة المتحدة.
في سياق مختلف، بدأت وزارة السياحة والآثار مشروع فك ونقل مشهد آل طباطبا وإنشاء سياج حول البيت الطولوني والحمام الفاطمي وأعمال الصيانة اللازمة ضمن خطة الدولة لتطوير منطقتي عين الصيرة والمدابغ بوسط القاهرة، ويوجد مشهد آل طباطبا في قرافة الإمام الشافعي، وهو الأثر الوحيد المتبقي من الدولة الإخشيدية (934 - 969 ميلادية)، وهو نموذج لعمارة الأضرحة الإسلامية في القرن الرابع الهجري.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».