المنفي يتعهد توحيد المؤسسات الليبية وتهيئة الظروف لإجراء الانتخابات

سرية عسكرية تمشّط الطريق بين سرت ومصراتة تمهيداً لإعادة فتحها

سرية تابعة لـ«الوطني الليبي» تمشط الطريق بين سرت ومصراتة تمهيداً لإعادة افتتاحها (شعبة الإعلام الحربي)
سرية تابعة لـ«الوطني الليبي» تمشط الطريق بين سرت ومصراتة تمهيداً لإعادة افتتاحها (شعبة الإعلام الحربي)
TT

المنفي يتعهد توحيد المؤسسات الليبية وتهيئة الظروف لإجراء الانتخابات

سرية تابعة لـ«الوطني الليبي» تمشط الطريق بين سرت ومصراتة تمهيداً لإعادة افتتاحها (شعبة الإعلام الحربي)
سرية تابعة لـ«الوطني الليبي» تمشط الطريق بين سرت ومصراتة تمهيداً لإعادة افتتاحها (شعبة الإعلام الحربي)

تعهد رئيس المجلس الرئاسي الليبي الجديد محمد المنفي، توحيد جميع مؤسسات الدولة، وتهيئة الظروف كافة للمواطنين من أجل الانتخابات ودعم المصالحة الوطنية.
ووصف المنفي لدى وصوله إلى مدينة طبرق، أمس، مهمته التي قال إن هدفها الوصول إلى الانتخابات قبل نهاية العام المقبل بـ«الصعبة»، مؤكداً دعمه مسار اللجنة العسكرية المشتركة «5+5» الذي ترعاه الأمم المتحدة ويحظى باهتمام دولي.
وكان اجتماع المنفي مع القائد العام لـ«الجيش الوطني» المشير خليفة حفتر، أول من أمس، أثار حفيظة معسكر حكومة «الوفاق» التي يترأسها فائز السراج في العاصمة طرابلس. واستخدم رئيس مجلس الدولة المنتهية ولايته خالد المشري، أحد أبرز قيادات «الإخوان»، حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي للإعراب عن رفضه للقاء المنفي مع حفتر، واعتبر أن «أول القصيدة كفر». وقال: «نرفض ونستهجن البداية غير الموفقة للمنفي وقبل تسلم مهامه بشكل رسمي بزيارته لحفتر»، وعدها «رسالة سلبية لليبيين لا علاقة لها بالتوافق وجمع الوطن بعد كل ما تسبب فيه من دمار ومآسٍ».
وكان المشري ناقش هاتفياً مع الرئيس الجديد للبعثة الأممية في ليبيا يان كوبيش، ما وصفه بـ«صعوبات تشكيل الحكومة ومنح الثقة لها، وسبل المضي قدماً لضمان انتقال سلس إلى السلطة التنفيذية الموحدة الجديدة وتذليل الصعاب أمامها».
وتعهد المشري تقديم مجلسه «الدعم اللازم للسلطة الجديدة لتكون قادرة على معالجة القضايا الأكثر إلحاحاً في ليبيا، بما في ذلك تقديم الخدمات للشعب على أساس عادل ومنصف وتحقيق المصالحة الوطنية».
وفى تدليل على حفاوة «الجيش الوطني» بالسلطة الجديدة، كان رئيس الأركان العامة للجيش الفريق عبد الرازق الناظوري، ومدير مكتب حفتر اللواء خيري التميمي، ووفد من أعيان المنطقة الشرقية، في استقبال المنفي لحظة وصوله إلى مطار بنينا الدولي في مدينة بنغازي، وفقاً لبيان للجيش، مساء أول من أمس.
ورغم تحذير المفوضية العليا للانتخابات من احتمال عدم قدرتها على الوفاء بإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة نهاية العام الحالي، فإن وفدي مجلسي النواب والدولة اتفقا في اجتماع اللجنة الدستورية بمنتجع الغردقة المصري برعاية بعثة الأمم المتحدة، على إجراء الاستفتاء على الدستور مرتين في حال كانت نتيجة المرة الأولى بالرفض.
ونقلت وسائل إعلام محلية عن عضو اللجنة الدستورية عمر بوشاح قوله: «اتفقنا على قاعدة دستورية تنص على انتخابات برلمانية ورئاسية، حال تعذّر إجراء الاستفتاء على الدستور»، مشيراً إلى أنه «سيتم تقديم مشروع تعديل دستوري لمجلس النواب يقضي بالاستفتاء على مشروع الدستور مرتين، وفي حال رفضه يتم اعتماد القاعدة الدستورية التي تم الاتفاق عليها» من دون أن يقدم مزيداً من التفاصيل.
ولم تعلن اللجنة بيانها الختامي، لكن أعضاءها قالوا إن اجتماعها خلص إلى إجراء الانتخابات في موعدها المحدد بحلول 24 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، وإزالة العراقيل المتعلقة بقانون الانتخابات، وإقرار النظام الدستوري المنظم لعمل السلطة التنفيذية.
من جهة أخرى، يستعد عدد من أعضاء مجلس النواب لعقد جلسة تمهيدية بمدينة صبراتة (غرب ليبيا)، الاثنين المقبل، للتحضير لجلسة منح الثقة للحكومة الجديدة، حيث وقع مائة عضو على عقد الجلسة التي ستدرس آلية اعتماد السلطة الجديدة، وما إذا كانت بالتصويت المباشر وفي جلسة عامة، أو عبر دائرة تلفزيونية مغلقة.
وبدأت الاستعدادات الفنية واللوجيستية لعقد هذه الجلسة التمهيدية، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء الليبية الموالية لحكومة «الوفاق» عن مصادر قالت إن المجتمعين سيناقشون شكل إدارة ورئاسة الجلسة، في حال اتفقوا على عقد جلسة عامة.
وأشارت إلى تداول مقترحات عدة لعقد الجلسة من دون حضور رئيس المجلس المستشار عقيلة صالح، وعقدها برئاسة كل من النائبين الأولين للمجلس في طرابلس وطبرق، أو بالعضو الأكبر سناً في مجلس النواب، وأن يكون المُقرّر العام للجلسة أصغر النواب سناً.
وتلقى رئيس الحكومة الجديدة عبد الحميد دبيبة، أمس، أول اتصال هاتفي من رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، جدد خلاله الأخير دعم بلاده للعملية السياسية في ليبيا. وقال بيان لوزارة الخارجية البريطانية إن جونسون أكد أيضاً دعم جهود حكومة الوحدة الوطنية في سعيها لتطبيق وقف إطلاق النار وتحسين الخدمات العامة.
بدوره، أعلن «الجيش الوطني» أن سرية الهندسة العسكرية التابعة لغرفة عمليات سرت، باشرت عملية تمشيط واسعة للطريق الرابطة بين مدينتي سرت ومصراتة، لإزالة الألغام ومخلفات الحروب الموجودة في تلك المنطقة.
وقالت شعبة الإعلام الحربي بالجيش، أمس، إن عناصر هذه السرية تقوم بعملها تحت إشراف مباشر من اللواء أحمد سالم، تمهيداً لإعادة فتح الطريق وفقاً للمادة السادسة من اتفاق لجنة «5+5».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.