«كوب 16» يختتم أعماله بالموافقة على 35 قراراً لتعزيز جهود مكافحة التصحر

رئيس المؤتمر: السعودية ملتزمة بمواصلة جهودها للمحافظة على النظم البيئية وتوطيد التعاون الدولي

صورة جماعية للمشاركين في مؤتمر «كوب 16» في اختتام أعماله (واس)
صورة جماعية للمشاركين في مؤتمر «كوب 16» في اختتام أعماله (واس)
TT

«كوب 16» يختتم أعماله بالموافقة على 35 قراراً لتعزيز جهود مكافحة التصحر

صورة جماعية للمشاركين في مؤتمر «كوب 16» في اختتام أعماله (واس)
صورة جماعية للمشاركين في مؤتمر «كوب 16» في اختتام أعماله (واس)

أنتج مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (كوب 16) الذي عقد في الرياض، 35 قراراً حول مواضيع محورية شملت الحد من تدهور الأراضي والجفاف، والهجرة، والعواصف الترابية والرملية، وتعزيز دور العلوم والبحث والابتكار، وتفعيل دور المرأة والشباب والمجتمع المدني، والسكان الأصليين لمواجهة التحديات البيئية، بالإضافة إلى الموافقة على مواضيع جديدة ستدرج ضمن نشاطات الاتفاقية مثل المراعي، ونظم الأغذية الزراعية المستدامة.

هذا ما أعلنه وزير البيئة والمياه والزراعة رئيس الدورة الـ16 لمؤتمر الأطراف، المهندس عبد الرحمن الفضلي، في كلمة بختام أعمال المؤتمر، مؤكداً التزام المملكة بمواصلة جهودها للمحافظة على النظم البيئية، وتعزيز التعاون الدولي لمكافحة التصحر وتدهور الأراضي، والتصدي للجفاف، خلال فترة رئاستها للدورة الحالية للمؤتمر.

وكان مؤتمر «كوب 16» الذي استضافته المملكة بين 2 و13 ديسمبر (كانون الأول)، هو الأول في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ما يؤكد دور المملكة الريادي في حماية البيئة على المستويين الإقليمي والدولي.

أعلام الدول المشارِكة في «كوب 16» (واس)

وشهد المؤتمر الإعلان عن مجموعة من الشراكات الدولية الكبرى لتعزيز جهود استعادة الأراضي والقدرة على الصمود في مواجهة الجفاف، مع تضخيم الوعي الدولي بالأزمات العالمية الناجمة عن استمرار تدهور الأراضي. ونجح في تأمين أكثر من 12 مليار دولار من تعهدات التمويل من المنظمات الدولية الكبرى، مما أدى إلى تعزيز دور المؤسسات المالية ودور القطاع الخاص في مكافحة تدهور الأراضي والتصحر والجفاف.

ورفع الفضلي الشكر لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده على دعمهما غير المحدود لاستضافة المملكة لهذا المؤتمر الدولي المهم، الذي يأتي امتداداً لاهتمامهما بقضايا البيئة والتنمية المستدامة، والعمل على مواجهة التحديات البيئية، خصوصاً التصحر، وتدهور الأراضي، والجفاف، مشيراً إلى النجاح الكبير الذي حققته المملكة في استضافة هذه الدورة، حيث شهدت مشاركة فاعلة لأكثر من 85 ألف مشارك، من ممثلي المنظمات الدولية، والقطاع الخاص، ومؤسسات المجتمع المدني، ومراكز الأبحاث، والشعوب الأصلية، وقد نظم خلال المؤتمر أكثر من 900 فعالية في المنطقتين الزرقاء، والخضراء؛ مما يجعل من هذه الدورة للمؤتمر، نقطة تحول تاريخية في حشد الزخم الدولي لتعزيز تحقيق مستهدفات الاتفاقية على أرض الواقع، للحد من تدهور الأراضي وآثار الجفاف.

خارج مقر انعقاد المؤتمر في الرياض (واس)

وأوضح الفضلي أن المملكة أطلقت خلال أعمال المؤتمر، 3 مبادرات بيئية مهمة، شملت: مبادرة الإنذار المبكر من العواصف الغبارية والرملية، ومبادرة شراكة الرياض العالمية لتعزيز الصمود في مواجهة الجفاف، والموجهة لدعم 80 دولة من الدول الأكثر عُرضة لأخطار الجفاف، بالإضافة إلى مبادرة قطاع الأعمال من أجل الأرض، التي تهدف إلى تعزيز دور القطاع الخاص في جميع أنحاء العالم للمشاركة في جهود المحافظة على الأراضي والحد من تدهورها، وتبني مفاهيم الإدارة المستدامة. كما أطلق عدد من الحكومات، وجهات القطاع الخاص، ومنظمات المجتمع المدني، وغيرها من الجهات المشاركة في المؤتمر، كثيراً من المبادرات الأخرى.

وثمّن الفضلي إعلان المانحين الإقليميين تخصيص 12 مليار دولار لدعم مشروعات الحد من تدهور الأراضي وآثار الجفاف؛ داعياً القطاع الخاص، ومؤسسات التمويل الدولية، لاتخاذ خطوات مماثلة؛ «حتى نتمكن جميعاً من مواجهة التحديات العالمية، التي تؤثر في البيئة، والأمن المائي والغذائي، للمجتمعات في مختلف القارات».

وأعرب عن تطلُّع المملكة في أن تُسهم مخرجات هذه الدورة لمؤتمر الأطراف السادس عشر، في إحداث نقلة نوعية تعزّز الجهود المبذولة للمحافظة على الأراضي، والحد من تدهورها، إضافةً إلى بناء القدرات لمواجهة الجفاف، والإسهام في رفاهية المجتمعات بمختلف أنحاء العالم، مؤكداً التزام المملكة بالعمل الدولي المشترك مع جميع الأطراف المعنية؛ لمواجهة التحديات البيئية، وإيجاد حلول مبتكرة ومستدامة لتدهور الأراضي والتصحر والجفاف، والاستثمار في زيادة الرقعة الخضراء، إلى جانب التعاون على نقل التجارب والتقنيات الحديثة، وتبني مبادرات وبرامج لتعزيز الشراكات بين الحكومات، والقطاع الخاص، والمجتمعات المحلية، ومؤسسات التمويل، والمنظمات غير الحكومية، والتوافق حول آليات تعزز العمل الدولي المشترك.


مقالات ذات صلة

«هندسة الطاقة الشمسية» للمساعدة في تبريد الكوكب

علوم «هندسة الطاقة الشمسية» للمساعدة في تبريد الكوكب

«هندسة الطاقة الشمسية» للمساعدة في تبريد الكوكب

مخاوف من نتائج تلاعب الهندسة الجيولوجية المناخية بأنظمة الطقس على الأرض.

جيسيكا هولينغر (واشنطن)
تحليل إخباري بعض الأضرار التي لحقت بمنشآت ساحلية بالإسكندرية (أ.ف.ب)

تحليل إخباري خبراء يتوقعون تكرار «عاصفة الإسكندرية» بفعل التغيرات المناخية

توقع خبراء مصريون تكرار «عاصفة الإسكندرية» وغيرها من الظواهر الجوية والمناخية المتطرفة.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
شمال افريقيا وقوع لافتات نتيجة الأمطار الرعدية في أحد شوارع الإسكندرية (إكس)

عاصفة غير مسبوقة تضرب محافظة الإسكندرية بمصر (صور وفيديو)

شهدت محافظة الإسكندرية هطول أمطار رعدية مصحوبة بعواصف شديدة ما أثار حالة من القلق بين المواطنين.

يسرا سلامة (القاهرة)
يوميات الشرق تذوب ببطء… وتُنذر بكارثة (أ.ف.ب)

نداء أخير قبل ذوبان 76 % من الأنهر الجليدية

أظهرت دراسة حديثة أنّ الأنهر الجليدية أكثر عرضة للتغيُّر المناخي مما كان يُعتقد سابقاً، مُحذِّرةً من احتمال اختفاء ثلاثة أرباع كتلتها خلال القرون المقبلة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
بيئة أشخاص يبرّدون أجسادهم في البحر أثناء موجة من الحر في كراتشي - باكستان 24 مايو 2025 (إ.ب.أ)

شهر إضافي من الحر الشديد لـ«نصف» سكان العالم بسبب التغيّر المناخي

يقول العلماء إن 4 ملايين شخص، أي نصف سكان الأرض تقريباً، شهدوا شهراً إضافيا على الأقل من درجات الحرارة المرتفعة بسبب التغير المناخي من مايو (أيار) 2024 إلى مايو

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

«الأونكتاد»: تخفيضات «مؤلمة» تُهدد قدرتنا على دعم الدول النامية

ريبيكا غرينسبان الأمينة العامة لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أ.ف.ب)
ريبيكا غرينسبان الأمينة العامة لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أ.ف.ب)
TT

«الأونكتاد»: تخفيضات «مؤلمة» تُهدد قدرتنا على دعم الدول النامية

ريبيكا غرينسبان الأمينة العامة لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أ.ف.ب)
ريبيكا غرينسبان الأمينة العامة لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أ.ف.ب)

حذَّرت ريبيكا غرينسبان، الأمينة العامة لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد)، من أن المنظمة تواجه تخفيضات «مؤلمة» في إطار إصلاحات واسعة النطاق، مدفوعة بتراجع تمويل المانحين العالميين، ما يُهدد قدرتها على دعم الدول النامية في الوصول إلى الاقتصاد العالمي.

وفي مقابلة مع «رويترز»، أعربت ريبيكا غرينسبان عن قلقها من أن تتعثر مهام «الأونكتاد»، في وقت يشهد ارتفاعاً في الطلب على خدماتها، خصوصاً مع سعي الدول لفهم تداعيات الرسوم الجمركية الشاملة التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

وفيما يخص موازنة عام 2026، كشفت ريبيكا غرينسبان عن أن المنظمة اقترحت إلغاء 70 وظيفة من إجمالي نحو 500، مشيرة إلى أن «هذا أمر مؤلم للغاية. لم نضطر من قبل إلى تقليص هذا العدد من الوظائف ضمن موازنة واحدة»، وأضافت: «سيُقيد ذلك فعلياً قدرة المنظمة على أداء مهامها».

وتواجه وكالات الأمم المتحدة، وعلى رأسها «الأونكتاد»، ضغوطاً مالية خانقة، تعود جزئياً إلى تقليص التمويل من الولايات المتحدة -التي تُسهم بنحو ربع الميزانية العامة للأمم المتحدة- إلى جانب مشكلات سيولة متراكمة.

وقالت ريبيكا غرينسبان: «ما يُثير قلقي الأكبر هو قدرتنا على الاستجابة السريعة لاحتياجات الدول النامية».

وريبيكا غرينسبان هي أيضاً عضو في فريق العمل المعني بإصلاحات الأمم المتحدة (UN80) الرامية إلى تعزيز الكفاءة وتقليص التكاليف. وأشارت إلى أنها شاركت في مناقشات حول إعادة توزيع المهام بشكل أكثر فاعلية بين وكالات التنمية الأممية من خلال التعاون والتنسيق.

وتستعد الأمانة العامة للأمم المتحدة، وهي الذراع التنفيذية للمنظمة، لتقليص ميزانيتها البالغة 3.7 مليار دولار بنسبة تصل إلى 20 في المائة. وقد طُلب من نحو 75 وكالة وإدارة تقديم مقترحات لخفض الإنفاق بحلول 13 يونيو (حزيران). ومن بين الإجراءات المقترحة، دراسة مغادرة قصر ويلسون التاريخي في جنيف، الذي يضم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان.

ومن المقرر اتخاذ القرار النهائي بشأن موازنة «الأونكتاد» في شهر سبتمبر (أيلول) من قِبل الأمانة العامة والدول الأعضاء.