عيد الحب في لبنان «خليك بقلبي خليك بالبيت»

اللقاح الصيني يخترق هدايا المناسبة هذه السنة

عيد الحب في لبنان «خليك بقلبي خليك بالبيت»
TT

عيد الحب في لبنان «خليك بقلبي خليك بالبيت»

عيد الحب في لبنان «خليك بقلبي خليك بالبيت»

في عام 2016، عندما دعا وزير الصحة آنذاك وائل بو فاعور، اللبنانيين، للتخفيف من تبادل القبلات، كتدبير احترازي لمنع انتقال فيروس إنفلونزا الخنازير، أثار حالة جدل. يومها لم يستوعب أحد تدخل الوزير في عادات الناس وتقاليدهم.
اليوم وفي مناسبة عيد الحب يستذكر بعض اللبنانيين دعوة الوزير بو فاعور في ظل تطبيق التباعد الاجتماعي. فزمن وباء «كوفيد - 19»، فرض عليهم أسلوب حياة أقسى من أي وقت سبق. والدولة اللبنانية تطبق قرارات الإقفال التام وعدم الاختلاط الاجتماعي تحت طائلة المسؤولية، والناس يترحمون على زمن تمنى عليهم فيه أحد المسؤولين، فقط، التخفيف من القبلات.
تغيب عن عيد الحب هذا العام كل المظاهر المعروفة التي كانت ترافقه للاحتفاء به. ففي ظل إقفال المطاعم ومنع إحياء الحفلات، التي كانت تشكل خير عنوان للأحباء في هذه المناسبة، اقتصرت لغة التعبير على رسائل إلكترونية وهدايا افتراضية.
وحده اللقاح الصيني ضد وباء «كورونا» اخترق لائحة هدايا العيد. فتقديمه للمقربين من قبل أشخاص حملوه معهم من رحلة سفر، شكلت أحد أهم وأكثر الهدايا قيمة في هذه المناسبة. ويشير رئيس لجنة الصحة النيابية عاصم عراجي، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن اللقاح الصيني يمكن حمله من بلد إلى آخر بسهولة. ويتابع: «طريقة حفظه على درجة تتراوح ما بين 2 و8 درجات تسمح بذلك».
ويرى دكتور عراجي أن اللقاح يجب أن يكون مستوفياً الشروط اللازمة لحقنه. ولذلك انحصرت عملية مراقبة اللقاحات الواصلة إلى لبنان من قبل الوزارات المختصة كي لا تترك أي إمكانية للتزوير أو الغش فيها.
من ناحية ثانية أخذت بعض محلات بيع الأدوات الكهربائية وهدايا أخرى ترتبط بهذه المناسبة، الترويج لمنتجاتها وتأمين إيصالها بواسطة خدمة «الدليفري» إلى العنوان المطلوب عبر صفحاتها الإلكترونية. وتحت عناوين «يللي بحب بيحمي اللي بحبن» و«خليك بقلبي خليك بالبيت» و«أسواق هدايا الحب» و«تناول قهوتك بحب» وغيرها، تحاول هذه المحلات جذب انتباه زبائنها. وتطبق متاجر بيع الزهور القاعدة نفسها، وتقترح على زبائنها تبادل الورود الحمراء تحت عنوان «حبنا سيقاوم قرار اللوك داون». فالموعد السنوي للاحتفال بعيد الحب، الواقع في 14 فبراير (شباط) من كل عام، يفتقد هذه السنة في لبنان رهجته وبريقه على أرض الواقع.
ويشير داني صاحب أحد محلات الزهور في منطقة الأشرفية، أن أسعار الورود الحمراء تشهد ارتفاعاً ملحوظاً. فسعر الدزينة الواحدة منها يتجاوز الـ150 ألف ليرة إذا كان مصدره كينيا الأفريقية. فيما يصل سعره إلى نحو 100 ألف ليرة إذا كان هندي المنشأ. ويضيف في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «سنعمل على إيصال باقات الورد إلى العنوان المطلوب، من خلال اتصالات مباشرة مع الزبون. نلتقي به في أقرب نقطة ممكنة على طريق معين، لاختصار مسافات التجول. أما أهالي الحي فسنتمكن من إيصال طلبياتهم إلى بيوتهم حسب رغبتهم».
شريحة من اللبنانيين انكبت على البحث عبر صفحات إلكترونية، عن أفكار هدايا في إمكانهم صنعها يدوياً. فيما نسبة أخرى رأت في علب الشوكولاته وجاتوهات المناسبة والقلوب البلاستيكية ولعب الدببة من الفرو وأكواب القهوة والشاي وغيرها من صناديق صغيرة تحمل رسومات ترمز للعيد، خير هدية يقدمونها لأحبائهم عن طريق الدليفري.
أفراد العائلة الواحدة، الذين مضى وقت طويل لم يتسن لهم الالتقاء خلاله، عمدوا إلى أفكار أخرى. فالأمهات بدأن التحضير لحلويات وأطباق يحبها أولادهن، الذين يمرون ويأخذونها من أمام باب منزل العائلة. أما الأحفاد فراحوا يسجلون مقاطع أغاني بأصواتهم، يتوجهون بها إلى أجدادهم وجداتهم، لتكون بمثابة معايدة مباشرة لهم.
من ناحية ثانية سجلت الحجوزات في المنتجعات السياحية أرقاماً مرتفعة، إذ تصدرت هدايا هذه المناسبة. فهي ورغم ارتفاع كلفتها، بقيت الخيار الأفضل لكثير من اللبنانيين. ويشير فارس أحد أصحاب هذه المنتجعات في فاريا أن عيد الحب أعاد الحركة إلى الموسم السياحي في البلدة. ويضيف: «وضعنا أسعاراً مقبولة تصل إلى 500 ألف ليرة للغرفة الخاصة بشخصين. ولكننا نمتنع عن تقديم أي خدمات من فطور وعشاء ملتزمين بقرار الإقفال التام». أما في منتجع آخر في منطقة فقرا، فتشير برناديت مديرة المبيعات فيه، إلى أن كلفة تمضية شخصين ليلة العيد تبلغ 800 ألف ليرة مع تأمين وجبة الفطور الصباحية.
وفي أحد منتجعات بلدة إهدن في شمال لبنان، تشير نيللي إحدى المسؤولات فيه لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الحجوزات شبه مكتملة، وتبلغ كلفتها مليوناً و500 ألف ليرة للشخصين، مع وجبتي العشاء والفطور، وخدمات سياحية أخرى يؤمنها المنتجع.
كارولين حجزت لها ولزوجها في منطقة دوما للاحتفال بالمناسبة. وتقول في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «لم تكن عملية إيجاد غرفة لنا بالأمر السهل. فقد اتصلنا بأكثر من منتجع، وأكد لنا أن حجوزاته كاملة. ولكن في النهاية اخترنا بلدة دوما التي حجزنا في أحد منتجعاتها. وطلب منا أن ندخل الغرفة (check in) في الثالثة بعد الظهر ونخرج منها (check out) عند ظهر اليوم التالي، والخدمة المؤمنة هي وجبة الفطور فقط».
ويرى بطرس، وهو سائق شاحنة، أنه ينوي استخدامها ليسهر وزوجته على سطحها المكشوف، التي ستحضر له باقة من أطباق المازة اللبنانية. ويقول في حديث لـ«الشرق الأوسط»، «سنمضي معاً عيد حب بسيطاً كي لا تغيب هذه المناسبة عن أيامنا الزوجية. ففي شهر مارس (آذار) المقبل نحتفل بعيد زواجنا العشرين. كما سنجري اتصال (فيديو كول) بأولادنا في المهجر لتكتمل فرحتنا».
أما القنوات التلفزيونية، فاكتفت بتلوين برامجها الأسبوعية المعروفة بموضوعات ترتبط بالمناسبة. وكما «لهون وبس» و«المواجهة» و«في مايل» على «إل بي سي آي»، كذلك برنامج «ع غير كوكب» على قناة «إم تي في». وتستضيف هذه البرامج فنانين معروفين بأغانيهم الرومانسية.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.