التقى المسؤول الفلسطيني حسين الشيخ، المقرب من الرئيس محمود عباس، الأسير مروان البرغوثي في سجنه الإسرائيلي، أمس، في زيارة استثنائية سمحت بها إسرائيل؛ لمناقشة الانتخابات التشريعية والرئاسية القريبة.
ووافقت إسرائيل على الزيارة بعد طلب رسمي تقدم به الشيخ، وهو وزير الشؤون المدنية، وعضو اللجنة المركزية لـ«فتح». وقالت وسائل إعلام إسرائيلية، إن الموافقة كانت استثنائية في ظل الظروف الأمنية والصحية، مضيفة، أن الشيخ سيحاول إقناع البرغوثي، وهو عضو مركزية في «فتح» كذلك، بعدم الترشح في انتخابات الرئاسة المقررة أواخر يوليو (تموز)، بعد أن قال مقربون من البرغوثي، مؤخراً، إنه ينوي الترشح للرئاسة، في مواجهة مرشح حركة «فتح» المتوقع أن يكون الرئيس الحالي محمود عباس.
وعلى الرغم من أن البرغوثي لم يعلن موقفاً صريحاً وواضحاً بشأن ترشحه في الانتخابات، لكن تجربة الحركة في الانتخابات الرئاسية الفلسطينية الأخيرة، عام 2005، عندما رشح نفسه من السجن مقابل عباس، آنذاك، قبل أن ينسحب لاحقاً تحت الضغوط، إضافة إلى تصريحات مقربين منه بأنه ينوي الترشح هذه المرة؛ لأنه «أحق»، أو أنها الطريق الوحيدة لخروجه من السجن، استوجب هذا التحرك من قبل حركة «فتح» ممثلاً بالشيخ.
وعملياً، فإن لا أحد في حركة «فتح» قد يشكل صداعاً لعباس إذا ما نوى الترشح للرئاسة مجدداً، بقدر البرغوثي الذي يحظى بشعبية كبيرة داخل الحركة، خصوصاً بين الشباب الذين أعطوه في مؤتمرات الحركة، أعلى الأصوات، ويرى كثيرون أنه يستحق هذا المنصب. والبرغوثي (63 عاماً)، من قرية كوبر شمال غربي رام الله وسط الضفة الغربية، معتقل منذ 2002 في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وحُكم عليه بالسجن لمدة خمسة مؤبدات وأربعين عاماً، بتهمة قيادة كتائب «شهداء الأقصى»، الذراع العسكرية لحركة «فتح»، المسؤولة عن قتل إسرائيليين خلال انتفاضة الأقصى الثانية التي اندلعت عام 2000.
وتسعى مركزية «فتح» التي يترأسها عباس، إلى الاتفاق مع البرغوثي حول كل شيء يخص الانتخابات، ويشكل ذلك اعترافاً أيضاً بأهمية الرجل.
ويقول مسؤولون في الحركة، إن انتخاب معتقل في السجون الإسرائيلية ليس بالأمر العملي نهائياً، بغض النظر عن الأهمية التي يحظى بها الشخص داخل الحركة؛ ولذلك يتوقع أن تعرض الحركة على البرغوثي أن يكون رئيس قائمتها في انتخابات المجلس التشريعي، وربما يشارك في صناعة هذه القائمة مقابل تخليه عن فكرة الترشح للرئاسة.
وتخشى الحركة من حصول البرغوثي إذا ما ترشح، على دعم من داخل «فتح» نفسها ومعارضيها كذلك، مثل «حماس» وفصائل في المنظمة. وستحتاج حركة «فتح» إلى حسم كل ذلك، في ظل أنها ستكون مطمئنة لنتيجة الانتخابات الرئاسية مع غياب «حماس». وحتى الآن، لا تنوي «حماس» التنافس على منصب الرئيس؛ بسبب التعقيدات السياسية الداخلية وفي الإقليم والعالم. وتدرك حركة «حماس» أنه لا يمكن لأي مسؤول من الحركة، التي تصنفها إسرائيل والولايات المتحدة، إرهابية، أن يشغل منصب رئيس السلطة.
وحاصرت إسرائيل والعالم، الحكومة التي شكلتها «حماس» بعد الانتخابات التشريعية عام 2006؛ بسبب أن الحركة لا تعترف بإسرائيل ولا تسعى للسلام.
واستبعد مشير المصري، المسؤول في «حماس»، احتمال خوض الحركة الانتخابات الرئاسية للسلطة الفلسطينية، بالقول، إنه من المرجح أن تدعم «حماس» مرشحاً من غير الحركة أو تتوصل إلى اتفاق مع الفصائل الفلسطينية الأخرى، على مرشح متفق عليه؛ لأن مرشح «حمـاس» سيؤدي إلى «تعقيد سياسي». وينسحب ذلك على منصب رئيس الوزراء الذي عهدت به «حماس» بالاتفاق مع «فتح»، مرات عدة، لمستقلين أو محسوبين على «فتح» لسحب البساط من تحت اعتراض إسرائيل.
وينتظر الفلسطينيون إجراء أول انتخابات فلسطينية عامة في الأراضي الفلسطينية منذ عام 2006، في 22 من مايو (أيار) المقبل للتشريعي، وفي 31 يوليو للرئاسة، على أن تعتبر نتائج انتخابات المجلس التشريعي، المرحلة الأولى في تشكيل المجلس الوطني الفلسطيني، وعلى أن يتم استكمال المجلس الوطني في نهاية أغسطس (آب) المقبل، وفق النظام الأساسي لمنظمة التحرير الفلسطينية والتفاهمات الوطنية، بحيث تجرى انتخابات المجلس الوطني حيثما أمكن.
الشيخ يزور البرغوثي في سجنه لتجنب «مفاجآت انتخابية»
عرض للأسير الفلسطيني بتشكيل «قائمة فتح» مقابل التخلي عن الترشح للرئاسة
الشيخ يزور البرغوثي في سجنه لتجنب «مفاجآت انتخابية»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة