نتائج الأعمال تدفع الأسواق للانتعاش

«وول ستريت» تفتح عند ارتفاعات غير مسبوقة

ارتفعت غالبية أسواق الأسهم الكبرى مع نتائج أعمال تفوق التوقعات (أ.ب)
ارتفعت غالبية أسواق الأسهم الكبرى مع نتائج أعمال تفوق التوقعات (أ.ب)
TT

نتائج الأعمال تدفع الأسواق للانتعاش

ارتفعت غالبية أسواق الأسهم الكبرى مع نتائج أعمال تفوق التوقعات (أ.ب)
ارتفعت غالبية أسواق الأسهم الكبرى مع نتائج أعمال تفوق التوقعات (أ.ب)

فتحت مؤشرات الأسهم الرئيسية في وول ستريت عند مرتفعات غير مسبوقة الأربعاء، مدعومة بنتائج أعمال إيجابية، في حين كانت أنظار المستثمرين تتجه إلى كلمة يلقيها رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول لاستقاء مؤشرات بشأن مسار التعافي الاقتصادي.
وصعد المؤشر داو جونز الصناعي 52.2 نقطة، بما يعادل 0.17 في المائة، إلى 31428.02 نقطة، وفتح المؤشر ستاندرد آند بورز 500 مرتفعا 9.6 نقطة، أو 0.24 في المائة، إلى 3920.78 نقطة، وزاد المؤشر ناسداك المجمع 85.6 نقطة، أو 0.61 في المائة، إلى 14093.347 نقطة.
وفي أوروبا، ارتفعت الأسهم إذ دعمت مجموعة من تقارير الأرباح الفصلية الإيجابية من شركات بينها سوسيتيه جنرال التفاؤل المحيط بتعاف اقتصادي أسرع وتيرة مدفوع باللقاح في العام الحالي. وربح سهم سوسيتيه جنرال الفرنسي 2.9 في المائة بعد أن فاقت أرباحه التوقعات في الربع الرابع، إذ جاءت الرسوم المرتبطة بجائحة كوفيد - 19 أقل من المتوقع.
وزاد المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.3 في المائة، فيما قادت الأسهم المرتبطة بالسلع الأولية وأسهم البنوك المكاسب. وصعدت معظم المؤشرات الأوروبية في التعاملات المبكرة. وانخفض سهم البنك الهولندي إيه.بي.إن أمرو 1.3 في المائة حتى بعد أن أعلن عن صافي ربح أفضل من المتوقع للربع الرابع من العام الماضي.
وأضاف سهم تيسن كورب الألمانية العملاقة 5.8 في المائة بعد أن رفعت توقعاتها للعام بالكامل مشيرة إلى تحسن في الطلب، بينما زاد سهم دليفري هيرو لتوصيل الطعام عبر الإنترنت 0.3 في المائة بعد أن أعلنت عن زيادة 95 في المائة في إيرادات العام بالكامل.
وزاد المؤشر داكس الألماني 0.1 في المائة. وانخفض سهم أكبر شركة شحن حاويات في العالم ميرسك 5.6 في المائة، بعد أن قالت إن ارتفاع الطلب على شحن الحاويات سيعزز الأرباح في الربع الأول من العام.
وفي آسيا، أغلقت الأسهم اليابانية على ارتفاع في معاملات متقلبة. وصعد المؤشر نيكي القياسي 0.19 في المائة إلى 29562.93 نقطة، فيما قادت أسهم القطاع الاستهلاكي المرتبطة بالدورة الاقتصادية والتكنولوجيا المكاسب. وزاد المؤشر توبكس الأوسع نطاقا 0.27 في المائة إلى 1930.82 نقطة.
وهذا العام، ارتفع نيكي ما يزيد على سبعة في المائة لأعلى مستوياته منذ 1990، إذ اشترى المستثمرون أسهم شركات التصدير اليابانية التي من المتوقع أن تستفيد مع تعافي الاقتصاد العالمي من جائحة كوفيد - 19.
وقال ماساهيرو ياماغوتشي رئيس أبحاث الاستثمار لدى إس.إم.بي.سي ترست بنك: «كثير من المستثمرين يشترون عند الانخفاض، مما يظهر أن الأجواء إيجابية. تعافي الاقتصاد العالمي سيصبح أكثر رسوخا مع مضي العام، مما يفيد الشركات اليابانية الشديدة التأثر بالنمو العالمي».
وأغلق سهم تويوتا موتورز مرتفعا 1.7 في المائة بعد أن لامس لفترة وجيزة أعلى مستوياته في أكثر من خمسة أعوام، إذ أعلنت الشركة عن زيادة تفوق التوقعات في الأرباح ورفعت توقعاتها. وكانت هوندا موتورز رابحا بارزا آخر إذ صعد سهمها 5.14 في المائة بعد أن رفعت توقعاتها للأرباح.
وتذيل سهم جابان توباكو المؤشر نيكي إذ نزل 7.46 في المائة بعد أن خفضت الشركة توزيعات الأرباح وأعلنت عن إعادة هيكلة. وتقدم 116 سهما على المؤشر نيكي مقابل تراجع 102.


مقالات ذات صلة

«كوب 29» في ساعاته الأخيرة... مقترح يظهر استمرار الفجوة الواسعة بشأن تمويل المناخ

الاقتصاد مفوض الاتحاد الأوروبي للعمل المناخي فوبكي هوكسترا في مؤتمر صحافي على هامش «كوب 29» (رويترز)

«كوب 29» في ساعاته الأخيرة... مقترح يظهر استمرار الفجوة الواسعة بشأن تمويل المناخ

تتواصل المفاوضات بشكل مكثّف في الكواليس للتوصل إلى تسوية نهائية بين الدول الغنية والنامية رغم تباعد المواقف في مؤتمر المناخ الخميس.

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد أشخاص يقومون بتعديل لافتة خارج مكان انعقاد قمة المناخ التابعة للأمم المتحدة (أ.ب)

أذربيجان تحذر: «كوب 29» لن ينجح دون دعم «مجموعة العشرين»

استؤنفت محادثات المناخ التابعة للأمم المتحدة (كوب 29)، يوم الاثنين، مع حث المفاوضين على إحراز تقدم بشأن الاتفاق المتعثر.

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد سفينة شحن في نهر ماين أمام أفق مدينة فرنكفورت الألمانية (رويترز)

«المركزي الألماني»: خطط ترمب الجمركية نقطة تحول في التجارة العالمية

أعرب رئيس البنك المركزي الألماني عن خشيته من حدوث اضطرابات في التجارة العالمية إذا نفّذ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب خططه الخاصة بالتعريفات الجمركية.

«الشرق الأوسط» (برلين)
الاقتصاد لافتة للبنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)

ناغل من «المركزي الأوروبي»: تفكك الاقتصاد العالمي يهدد بتحديات تضخمية جديدة

قال عضو مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي، يواخيم ناغل، إن هناك تهديداً متزايداً بتفكك الاقتصاد العالمي، وهو ما قد يضع البنوك المركزية أمام تحديات تضخمية جديدة.

«الشرق الأوسط» (فرنكفورت)
الاقتصاد يقف المشاركون وموظفو الأمن خارج مكان انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ في باكو (إ.ب.أ)

الدول في «كوب 29» لا تزال بعيدة عن هدفها بشأن التمويل المناخي

كانت عوامل التشتيت أكبر من الصفقات في الأسبوع الأول من محادثات المناخ التابعة للأمم المتحدة (كوب 29)، الأمر الذي ترك الكثير مما يتعين القيام به.

«الشرق الأوسط» (باكو)

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
TT

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)

سجلت شركات البتروكيميائيات المدرجة في السوق المالية السعودية (تداول) تحولاً كبيراً نتائجها المالية خلال الربع الثالث من 2024، مقارنةً بالربع المماثل من العام السابق، لتتحول إلى الربحية وبنسبة نمو تجاوزت 200 في المائة.إذ وصلت أرباحها إلى نحو 525 مليون دولار (1.97 مليار ريال) مقارنةً بتسجيلها خسائر في العام السابق وصلت إلى 516 مليون دولار (1.93 مليار ريال).

ويأتي هذا التحول للربحية في النتائج المالية لشركات القطاع، وتحقيقها لقفزة كبيرة في الأرباح، بفعل ارتفاع الإيرادات ودخل العمليات والهامش الربحي وزيادة الكميات والمنتجات المبيعة.

ومن بين 11 شركة تعمل في مجال البتروكيميائيات مدرجة في «تداول»، حققت 8 شركات ربحاً صافياً، وهي: «سابك»، و«سابك للمغذيات»، و«ينساب»، و«سبكيم»، و«المجموعة السعودية»، و«التصنيع»، و«المتقدمة»، و«اللجين»، في حين واصلت 3 شركات خسائرها مع تراجع بسيط في الخسائر مقارنةً بالربع المماثل من العام السابق، وهي: «كيمانول»، و«نماء»، و«كيان».

وبحسب إعلاناتها لنتائجها المالية في «السوق المالية السعودية»، حققت شركة «سابك» أعلى أرباح بين شركات القطاع والتي بلغت مليار ريال، مقارنةً بتحقيقها خسائر بلغت 2.88 مليار ريال للعام السابق، وبنسبة نمو تجاوزت 134 في المائة.

وحلت «سابك للمغذيات» في المركز الثاني من حيث أعلى الأرباح، رغم تراجع أرباحها بنسبة 21 في المائة، وحققت أرباحاً بقيمة 827 مليون ريال خلال الربع الثالث 2024، مقابل تسجيلها لأرباح بـ1.05 مليار ريال في الربع المماثل من العام السابق.

وفي المقابل، حققت «اللجين»، أعلى نسبة نمو بين الشركات الرابحة، وقفزت أرباحها بنسبة 1936 في المائة، بعد أن سجلت صافي أرباح بلغ 45.8 مليون ريال في الربع الثالث لعام 2024، مقابل أرباح بلغت 2.25 مليون ريال في العام السابق.

مصنع تابع لشركة كيميائيات الميثانول (كيمانول) (موقع الشركة)

توقعات استمرار التحسن

وفي تعليق على نتائج شركات القطاع، توقع المستشار المالي في «المتداول العربي» محمد الميموني خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن تستمر حالة التحسن في أرباح شركات قطاع البتروكيميائيات خلال الربعين المقبلين، بفعل حالة ترقب التحسن في الاقتصاد الصيني الذي يعد من أهم وأكبر المستهلكين لمنتجات شركات البتروكيميكال، والاستقرار المتوقع في الأوضاع الجيوسياسية، مضيفاً أن تلك العوامل ستعمل على بدء انفراج في أسعار منتجات البتروكيميكال، وتجاوزها للمرحلة الماضية في تدني وانخفاض أسعارها. وقال «لا أتوقع أن يكون هناك مزيد من التراجع، ومن المتوقع أن يبدأ الاستقرار في أسعار منتجات البتروكيميائيات خلال الربعين المقبلين، وهو مرهون بتحسن أسعار النفط، وتحسن الطلب على المنتجات».

وأشار الميموني إلى أن أسباب تراجع أرباح بعض شركات القطاع أو استمرار خسائرها يعود إلى انخفاض متوسط أسعار مبيعات منتجات البتروكيميكال نتيجة لاتجاه السوق والأسعار نحو الانخفاض بالإضافة إلى فترة الصيانة الدورية لعدد من مصانع شركات القطاع، وكذلك ارتفاع تكلفة وقود الديزل في الفترة منذ بداية يناير (كانون الثاني) 2024 وارتفاع تكلفة الشحن بسبب الاضطرابات الجيوسياسية التي أثرت على مسار الشحن من خلال مسار البحر الأحمر، وارتفاع تكاليف التمويل، ورغم اتجاه أسعار الفائدة نحو الانخفاض منذ سبتمبر (أيلول) الماضي، فإنه لم ينعكس بشكل جيد على وضع نتائج شركات البتروكيميكال حتى الآن، مجدِّداً توقعه بتحسن النتائج المالية لشركات القطاع خلال الربعين المقبلين.

تحسن الكفاءة التشغيلية

من جهته، قال المحلل المالي طارق العتيق، خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» إن شركات القطاع أظهرت منذ بداية السنة تحسناً في الكفاءة التشغيلية لجميع عملياتها وأدائها، وارتفاع في أعداد الكميات المنتجة والمبيعة، وتكيّف شركات القطاع مع تغير ظروف السوق. وقابل ذلك تحسّن ظروف السوق وزيادة الطلب على المنتجات البتروكيماوية، وتحسّن الهوامش الربحية ومتوسط الأسعار لبعض منتجات البتروكيميائيات الرئيسة.

وعّد العتيق تسجيل 8 شركات من أصل 11 شركة تعمل في القطاع، أرباحاً صافية خلال الربع الثالث، أنه مؤشر مهم على تحسن عمليات وأداء شركات القطاع، ومواكبتها لتغير الطلب واحتياج السوق، مضيفاً أن القطاع حساس جداً في التأثر بالظروف الخارجية المحيطة بالسوق وأبرزها: تذبذب أسعار النفط، والظروف والنمو الاقتصادي في الدول المستهلكة لمنتجات البتروكيميائيات وأهمها السوق الصينية، والأحداث الجيوسياسية في المنطقة وتأثيرها على حركة النقل والخدمات اللوجستية، لافتاً إلى أن تلك الظروف تؤثر في الطلب والتكاليف التشغيلية لمنتجات البتروكيميائيات، إلا أنها قد تتجه في الفترة الراهنة باتجاه إيجابي نحو تحسن السوق والطلب على منتجات البتروكيميائيات.