التضخم المصري ينخفض دون توقعات البنك المركزي

تراجعت أسعار الخضراوات على أساس سنوي في يناير 13.8 % نتيجة انخفاض أسعار البطاطس والطماطم (رويترز)
تراجعت أسعار الخضراوات على أساس سنوي في يناير 13.8 % نتيجة انخفاض أسعار البطاطس والطماطم (رويترز)
TT

التضخم المصري ينخفض دون توقعات البنك المركزي

تراجعت أسعار الخضراوات على أساس سنوي في يناير 13.8 % نتيجة انخفاض أسعار البطاطس والطماطم (رويترز)
تراجعت أسعار الخضراوات على أساس سنوي في يناير 13.8 % نتيجة انخفاض أسعار البطاطس والطماطم (رويترز)

أظهرت بيانات الجهاز المركزي المصري للتعبئة العامة والإحصاء الأربعاء، أن تضخم أسعار المستهلكين بالمدن تراجع إلى 4.3 في المائة على أساس سنوي في يناير (كانون الثاني) من 5.4 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) لينزل عن المستويات المستهدفة للبنك المركزي عند 7 في المائة تزيد نقطتين مئويتين أو تنقصها.
وانخفض مؤشر الأسعار 0.4 نقطة مئوية عن الشهر السابق. وأظهرت بيانات الجهاز أن أسعار مجموعة الخضراوات تراجعت على أساس سنوي في يناير «13.8 في المائة نتيجة انخفاض أسعار البطاطس 45 في المائة والطماطم 26.6 في المائة».
وقالت رضوى السويفي من بنك الاستثمار فاروس، وفق «رويترز»: «أرقام التضخم لشهر يناير جاءت أقل من المتوقع للشهر الثاني على التوالي... مستويات التضخم الحالية وتراجعها قد تشجع البنك المركزي على خفض أسعار الفائدة في اجتماعه المقبل في 18 مارس (آذار) قد يخفض نصف نقطة مئوية».
وأبقى البنك المركزي المصري الخميس الماضي أسعار الفائدة الرئيسية دون تغيير، قائلا إن التضخم دون المستهدف وإن مؤشرات رئيسية تُظهر أن الاقتصاد تعافى في الربع الأخير من 2020.
وانخفض معدل الفقر في مصر إلى 29.7 في المائة في السنة المالية 2019 - 2020 من 32.5 في المائة في 2017 - 2018، وارتفع متوسط الدخل السنوي الصافي للأسرة على مستوى الجمهورية 14.4 في المائة إلى 69.1 ألف جنيه في 2019 - 2020 من 60.4 ألف جنيه في 2017 - 2018 وفقا لبيانات حكومية.
كان البنك المركزي المصري قال أمس إن معدل التضخم الأساسي تراجع إلى 3.637 في المائة في يناير من 3.803 في المائة في ديسمبر. ولا يشمل حساب التضخم الأساسي أسعار السلع شديدة التقلب مثل المواد الغذائية.
تتوقع المجموعة المالية هيرميس، في هذا الصدد، أن يبلغ معدل التضخم في المتوسط 4.7 في المائة خلال العام المالي 2020 - 2021، و5.5 في المائة في العام المالي 2021 - 2022.
كما توقعت نمو الناتج المحلي الإجمالي نحو 5 في المائة في العام المالي 2021 - 2022، بينما يتوقع بنك الاستثمار أن يصل النمو إلى 3.2 في المائة بنهاية العام المالي الحالي. لذا قالت هيرميس إن الاقتصاد المصري بحاجة إلى مزيد من سياسات التحفيز.
وأوضحت هيرميس في تقريرها السنوي، أنه رغم نجاح برنامج الإصلاح الاقتصادي، وتخفيفه لتبعات «كوفيد - 19»، فإن هناك حاجة ملحة للتحفيز الاقتصادي، يشمل «مزيجا من سياسات الاقتصاد الكلي والجزئي التي من شأنها أن تحفز النمو»، كأن تسهل ممارسة الأعمال، وتحفز الإنتاجية، وتفتح الطريق أمام «المضي قدما نحو الخصخصة».
وعن البورصة المصرية، قالت هيرميس، إن تسعير الأسهم غير مرتفع والاستثمار بها منخفض، وإن الموجة البيعية علاوة على تخفيضات الفائدة التي أجراها البنك المركزي، جعلت أسعار الأسهم جاذبة للغاية للمستثمرين، مع ارتفاع معدل ربحية الأسهم.
وأوضح تقرير هيرميس، أن المستثمرين الأفراد يقودون اتجاه البورصة حاليا، مشيرة إلى ارتفاع متوسط التداولات اليومية في البورصة المصرية بأكثر من الضعف ليبلغ 61 مليون دولار في النصف الثاني من 2020، مقارنة بالنصف الأول.
بلغت نسبة النمو السنوي للبورصة المصرية، بالجنيه المصري، 8.4 في المائة فقط على مدى الأربع سنوات مع تحقيق البورصة المصرية، بشكل عام، عائدات مخيبة للآمال منذ تعويم الجنيه في نوفمبر (تشرين الثاني) 2016. وذلك، وفق هيرميس، لأن مستثمري المؤسسات يحققون أرباحا أعلى من استثمارات الدخل الثابت، لأن سعر الفائدة الحقيقي في مصر من بين الأعلى في العالم، (وهذا هو السبب وراء تفضيلهم مصر في مجال تجارة الفائدة).


مقالات ذات صلة

«إكسون موبيل» تستعد لحفر بئر جديدة للتنقيب عن الغاز في مصر

الاقتصاد اجتماع وزير البترول  والثروة المعدنية المصري كريم بدوي بمسؤولي شركة «إكسون موبيل» (وزارة البترول والثروة المعدنية)

«إكسون موبيل» تستعد لحفر بئر جديدة للتنقيب عن الغاز في مصر

ستبدأ شركة «إكسون موبيل» المتخصصة في أعمال التنقيب عن البترول وصناعة البتروكيماويات يوم 15 ديسمبر (كانون الأول) المقبل بأنشطة الحفر البحري للتنقيب عن الغاز.

«الشرق الأوسط» (لندن )
العالم العربي مصريون يلجأون للمعارض لشراء احتياجاتهم مع ارتفاع الأسعار (الغرفة التجارية المصرية بالإسكندرية)

الغلاء يُخلخل الطبقة الوسطى في مصر... رغم «التنازلات»

دخلت الطبقة الوسطى في مصر مرحلة إعادة ترتيب الأولويات، بعدما لم يعد تقليص الرفاهيات كافياً لاستيعاب الزيادات المستمرة في الأسعار، فتبدلت معيشتها.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي خلال استقباله الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس وزراء قطر في العاصمة الإدارية الجديدة (مجلس الوزراء المصري)

مصر وقطر ستتعاونان في مشروع عقاري «مهم للغاية» بالساحل الشمالي

قال مجلس الوزراء المصري، الأربعاء، إن مصر وقطر ستتعاونان خلال المرحلة المقبلة في مشروع استثماري عقاري «مهم للغاية» في منطقة الساحل الشمالي المصرية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد أبراج وشركات وبنوك على نيل القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

تقرير أممي يحذّر من تضخم الدين العام في المنطقة العربية

حذّر تقرير أممي من زيادة نسبة خدمة الدين الخارجي في البلدان العربية، بعد أن تضخّم الدين العام المستحق من عام 2010 إلى 2023، بمقدار 880 مليار دولار في المنطقة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الاقتصاد مقر البنك المركزي المصري بالعاصمة الإدارية الجديدة (رويترز)

تحويلات المصريين بالخارج زادت بأكثر من 100 % في سبتمبر

أظهرت بيانات البنك المركزي المصري، اليوم الاثنين، أن تحويلات المصريين بالخارج ارتفعت لأكثر من مثليها على أساس سنوي في سبتمبر (أيلول) الماضي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
TT

الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)

على مدار الأسبوعين الماضيين، اجتمع قادة الدول والمنظمات الدولية، والمستثمرون، والقطاع الخاص، في العاصمة السعودية الرياض، لمناقشة قضايا المناخ، والتصحر، وتدهور الأراضي، وندرة المياه، وسط «مزاج جيد ونيات حسنة»، وفق الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر إبراهيم ثياو، خلال مؤتمر صحافي عُقد مساء الخميس.

وجرى جمع 12 مليار دولار تعهدات تمويل من المنظمات الدولية الكبرى. وفي المقابل، تُقدَّر الاستثمارات المطلوبة لتحقيق أهداف مكافحة التصحر وتدهور الأراضي بين 2025 و2030 بنحو 355 مليار دولار سنوياً، مما يعني أن هناك فجوة تمويلية ضخمة تُقدَّر بـ278 مليار دولار سنوياً، وهو ما يشكل عقبة كبيرة أمام تحقيق الأهداف البيئية المطلوبة.

وحتى كتابة هذا الخبر، كانت المفاوضات لا تزال جارية. وكان من المرتقب إعلان النتائج في مؤتمر صحافي عصر اليوم، إلا أنه أُلغي، و«تقرَّر إصدار بيان صحافي يوضح نتائج المؤتمر فور انتهاء الاجتماع، وذلك بدلاً من عقد المؤتمر الصحافي الذي كان مخططاً له في السابق»، وفق ما أرسلته الأمم المتحدة لممثلي وسائل الإعلام عبر البريد الإلكتروني.

التمويل

وقد تعهدت «مجموعة التنسيق العربية» بـ10 مليارات دولار، في حين قدَّم كل من «صندوق أوبك» و«البنك الإسلامي للتنمية» مليار دولار، ليصبح بذلك إجمالي التمويل 12 مليار دولار، وهو ما جرى الإعلان عنه يوم الخميس.

وكانت السعودية قد أطلقت، في أول أيام المؤتمر، «شراكة الرياض العالمية للتصدي للجفاف»، بتخصيص 150 مليون دولار على مدى السنوات العشر المقبلة.

وأشار تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إلى وجود فجوة تمويلية تبلغ 278 مليار دولار سنوياً، تهدد قدرة الدول على تحقيق أهداف مكافحة هذه الظواهر بحلول عام 2030، ما يشكل عقبة أمام استعادة الأراضي المتدهورة التي تُقدَّر مساحتها بمليار هكتار.

وتبلغ الاستثمارات المطلوبة لتحقيق هذه الأهداف بين 2025 و2030، نحو 355 مليار دولار سنوياً، في حين أن الاستثمارات المتوقعة لا تتجاوز 77 ملياراً، مما يترك فجوة تمويلية ضخمة تصل إلى 278 مليار دولار، وفق تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، الذي أصدرته في اليوم الثاني من المؤتمر. وفي وقت تواجه الأرض تحديات بيئية تتعلق بتدهور الأراضي والتصحر، إذ أشارت التقارير التي جرى استعراضها، خلال المؤتمر، إلى أن 40 في المائة من أراضي العالم تعرضت للتدهور، مما يؤثر على نصف سكان العالم ويتسبب في عواقب وخيمة على المناخ والتنوع البيولوجي وسُبل العيش.

وفي الوقت نفسه، يفقد العالم أراضيه الخصبة بمعدلات مثيرة للقلق، وزادت حالات الجفاف بنسبة 29 في المائة منذ عام 2000، متأثرة بالتغير المناخي، وسوء إدارة الأراضي، مما أدى إلى معاناة ربع سكان العالم من موجات الجفاف، ومن المتوقع أن يواجه ثلاثة من كل أربعة أشخاص في العالم ندرة كبيرة في المياه بحلول عام 2050، وفقاً لبيانات اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر. وقد ارتفع الجفاف الحاد بنسبة 233 في المائة خلال خمسين عاماً، وفق آخِر تقارير «البنك الدولي».

وفي ظل هذه الظروف، جاء مؤتمر الرياض «كوب 16» لمناقشة أهمية التعاون الدولي والاستجابة الفعّالة لمجابهة هذه التحديات، وليسلّط الضوء على ضرورة استعادة 1.5 مليار هكتار من الأراضي بحلول عام 2030 لتحقيق الاستدامة البيئية.

يُذكر أن «مؤتمر كوب 16» هو الأول من نوعه الذي يُعقَد في منطقة الشرق الأوسط، وأكبر مؤتمر متعدد الأطراف تستضيفه المملكة على الإطلاق. وصادف انعقاده الذكرى الثلاثين لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إحدى المعاهدات البيئية الثلاث الرئيسية المعروفة باسم «اتفاقيات ريو»، إلى جانب تغير المناخ والتنوع البيولوجي.