المفوضية الأوروبية تعتذر عن خطأ الإفراط في الثقة بشركات اللقاح

جلسة البرلمان الأوروبي (إ.ب.أ)
جلسة البرلمان الأوروبي (إ.ب.أ)
TT

المفوضية الأوروبية تعتذر عن خطأ الإفراط في الثقة بشركات اللقاح

جلسة البرلمان الأوروبي (إ.ب.أ)
جلسة البرلمان الأوروبي (إ.ب.أ)

أعربت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون در لاين، عن أسفها للتأخير المتراكم خلال الشهر الأول من حملات التلقيح ضد «كوفيد – 19» في بلدان الاتحاد الأوروبي، معترفة بأنها أفرطت في ثقتها بشركات الأدوية عند توقيع الاتفاقات التي تحدد الجداول الزمنية لتسليم الجرعات.
ووجّهت فون در لاين اتهامات مباشرة إلى الشركات، التي قالت إنها بالغت في تقدير قدراتها الإنتاجية. وطالبتها بأن توضح بشكل نهائي وبسرعة الكميات التي ستسلمها لكل دولة، ومواقيت تسليمها.
وكانت رئيسة المفوضية تتحدث أمام البرلمان الأوروبي خلال جلسة مخصصة لمناقشة أزمة اللقاحات، هي الثانية منذ أن بدأت حملات التلقيح في بلدان الاتحاد الأوروبي أواخر ديسمبر (كانون الأول) الفائت. وتجدر الإشارة إلى أنه بينما لم تتجاوز نسبة سكان الاتحاد الأوروبي الذين تلقوا اللقاح حتى الآن 2 في المائة، بلغت هذه النسبة 20 في المائة في المملكة المتحدة، و12 في المائة في الولايات المتحدة. وكانت المفوضية قد وقّعت عقوداً مع ست شركات لشراء 2300 مليون جرعة لقاح، لكن بعد 50 يوماً على انطلاق حملات التطعيم لم يتسلّم الاتحاد الأوروبي من الشركات الثلاث الكبرى، «فايزر» و«موديرنا» و«أسترازينيكا»، سوى 50 مليون جرعة ليست كافية لتغطية احتياجات الدول خلال المرحلة الأولى.
وقالت الوزيرة البرتغالية للشؤن الأوروبي آنا بالو زكريّا، التي تتولّى بلادها الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي «إن المعلومات التي أعطتنا إياها الشركات حول قدراتها الإنتاجية لم تكن دقيقة، وهي من المفترض أن تعرف بأن الكميات خلال المرحلة الأولى ستكون محدودة. لكن علينا التحرك بسرعة والإصرار على مطالبتها باحترام الاتفاقات المعقودة».
وتجدر الإشارة إلى أن الانتكاسة الأولى جاءت عندما أعلنت شركة «فايزر» الشهر الماضي أنها ستتأخر في تسليم الكميات الموعودة خلال هذه الشهر بسبب من تعديلات ضرورية على آليّة الإنتاج، ثم عادت بعد أيام وصرّحت بأنها ستعوّض التأخير قبل نهاية الشهر الحالي. لكن الانتكاسة الكبرى وقعت عندما أعلنت شركة «أسترازينيكا» التي تعوّل دول عديدة على لقاحها كركيزة لحملات التطعيم ضد «كوفيد – 19»، أنها ستخفّض بنسبة 60 في المائة الكميات التي ستسلمها إلى الاتحاد الأوروبي خلال الفصل الأول من هذا العام.
واعترفت فون در لاين بأن المفوضية تراخت بعد توقيع الاتفاقات، وكان مفترضاً أن تتابع عن كثب أكثر موضوع الإنتاج، وقالت معتذرة «ركّزنا جهودنا على تطوير اللقاحات، لكننا قلّلنا من شأن الصعوبة في إنتاج الكميات اللازمة».
وكررت رئيسة المفوضية دفاعها عن استراتيجية شراء اللقاحات بالنيابة عن جميع الدول الأعضاء وقالت «لا أريد أن أتخيّل ما الذي كان سيحصل لو أن حفنة من الدول الكبرى في الاتحاد تفاوضت وحدها مع الشركات لتأمين احتياجاتها من اللقاحات تاركة الدول الأخرى لمصيرها... أعتقد أن تلك كانت ستكون بداية نهاية الاتحاد».
وكان لافتاً أن معظم الانتقادات التي وجّهت إلى رئيسة المفوضية جاءت من أعضاء ألمان في البرلمان الأوروبي، علماً بأنها ألمانية ومقرّبة من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي كانت تتولّى حقيبة الدفاع في حكومتها قبل انتخابها رئيسة للمفوضية. ورجّح مراقبون أن معظم هذه الانتقادات كانت مرتبطة بدوافع الصراع الدائر في ألمانيا حول خلافة ميركل.
ومن جهته، دعا رئيس الحزب الشعبي الأوروبي في البرلمان مانفريد ويبير إلى وضع خطة استثمارية بقيمة 10 مليارات يورو لزيادة البنى التحتية لإنتاج اللقاحات في الاتحاد الأوروبي تحسبّاً للجائحات المقبلة.
وقالت أورسولا فون در لاين، إن المفوضية قد استخلصت العبر من تجربة التنسيق الصحي غير المسبوقة في تاريخ أوروبا، وأعلنت أنها ستقدّم في الأسابيع المقبلة اقتراحاً لإقامة شبكة أوروبية للتجارب تتيح للشركات تقاسم بياناتها بسرعة مع الوكالة الأوروبية للأدوية؛ بهدف الإسراع في الموافقة على استخدام اللقاحات والعلاجات. وكشفت عن أنها شكّلت فريق عمل برئاسة المفوّض تييري ليبون كلفته التواصل مع القطاع الصناعي لتعزيز القدرات الإنتاجية، وقالت «من الواضح أن العلوم سبقت الصناعة بأشواط في هذه الأزمة، وعلى قطاع الصناعة أن يحثّ الخطى لمواكبة التطورات العلمية».


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.