عرب وعجم

عرب وعجم
TT

عرب وعجم

عرب وعجم

عبد العزيز بن علي الصقر، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى تونس، التقى أول من أمس، بمدير عام المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «ألكسو» محمد ولد أعمر، وقدَّم مدير عام المنظمة التهنئة للسفير، متمنياً له التوفيق والنجاح في مهامه الجديدة، كما قدَّم لمحة عن الأنشطة التي تقوم بها المنظمة في مجالات اختصاصها، وثمّن مسيرة التعاون المشترك بين المنظمة والمملكة العربية السعودية، مشيراً إلى أن المملكة استضافت عدداً من المؤتمرات والدورات التدريبية المتخصّصة.
> ميثاء بنت سالم الشامسي، وزيرة دولة بالإمارات، التقت أول من أمس، بالسفير التونسي لدى دولة الإمارات المعز بن عبد الستار بنميم، وجرى خلال اللقاء استعراض العلاقات بين البلدين وسبل دعمها من خلال تبادل التجارب والخبرات، خاصة في مجال المرأة ورعاية الأسرة، معبرين عن أملهما في مواصلة التعاون المشترك البناء بين الطرفين بما يحقق الأهداف المشتركة بين البلدين الشقيقين. من جانبه، أشاد السفير بالإنجازات التي حققتها دولة الإمارات في كافة المجالات التنموية.
> خوسيه أوكتابيو تريب، سفير المكسيك في القاهرة، استقبله أول من أمس، محمد منار، وزير الطيران المدني المصري، لمناقشة الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، وأكد الوزير على أن الوزارة تولي اهتماماً كبيراً بالتعاون المستمر، وفتح آفاق جديدة بين مصر ومختلف الدول فيما يخص مجال الطيران المدني. فيما أعرب السفير عن تطلع بلاده للتعاون المشترك بين البلدين في مختلف المجالات خاصة قطاع الطيران المدني، وذلك في ظل العلاقات الاستراتيجية والاقتصادية بين البلدين، والعمل على تنشيط الحركة السياحية بين مصر والمكسيك.
> الدكتور إسماعيل عبد الغفار، رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، التابعة لجامعة الدول العربية، استقبل أول من أمس، بمقر الأكاديمية بالإسكندرية سفير جمهورية كينيا في القاهرة أوتيانو جوف ماكووينجا، واستعرض رئيس الأكاديمية أثناء اللقاء شراكات الأكاديمية مع كبريات الجامعات العالمية، مبيناً أن لديها أيضاً شهادات معتمدة من أهم جهات الاعتماد الدولية. وتفقد السفير المقر الرئيسي للأكاديمية وشاهد مجمع المحاكيات المتكامل، ومركز القبة السماوية، ومعهد السلامة البحرية، وقام بزيارة لسكن الطلاب وكذلك الورش الهندسية بمجمع خدمة الصناعة.
> كمال رزيق، وزير التجارة الجزائري، استقبل أول من أمس، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الجزائر، عبد العزيز بن إبراهيم العميريني، والسفير الإيطالي في الجزائر جیوفاني بیقلیاس، في اجتماعين منفصلين، حيث استعرض «رزيق» مع السفير السعودي العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وسبل تعزيزها، وفي اللقاء بالسفير الإيطالي رفقة الوزير المنتدب المكلف بالتجارة الخارجیة، عیسى بكاي، تطرق الطرفان إلى سبل تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين، وكذا طرق الاستثمار.
> أسعد بن طارق آل سعيد، نائب رئيس الوزراء العُماني لشؤون العلاقات والتعاون الدولي والممثل الخاص لسلطان عمان، استقبل أول من أمس، في مكتبه، سفير موريتانيا في مسقط محمد فال ولد أحمد أباه، وجرى خلال اللقاء تبادل الأحاديث الودّية، واستعراض العلاقات الثنائية بين السلطنة والجمهورية الإسلامية الموريتانية، وأوجه التعاون القائم بينهما في العديد من المجالات، وسبل تنميتها وتطويرها، بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين، بالإضافة إلى القضايا ذات الاهتمام المشترك.
> محمد أحمد مرسي، وزير الدولة للإنتاج الحربي بمصر، استقبل أول من أمس، سفير بولندا في القاهرة ميهاو وابيندا، ووفد شركة «PGZ S.A» لبحث سبل تعزيز التعاون بين الجانبين، وأكد الوزير على التعاون مع الشركات العالمية لنقل وتوطين التكنولوجيات الحديثة في مختلف المجالات بشركات ووحدات الإنتاج الحربي لتعميق التصنيع المحلي. وأوضح السفير أنه تم خلال اللقاء مناقشة كيفية تعزيز التعاون المشترك لزيادة حجم التبادل التجاري بين الجانبين، وسبل فتح أسواق جديدة لمنتجات شركات الإنتاج الحربي بالسوق البولندية.
> تشانغ تاو، السفير الصيني في بغداد، استقبله أول من أمس، وكيل وزارة الخارجية العراقية نزار الخير الله، لبحث التعاون المشترك في مختلف المجالات الاقتصادية والعلمية والثقافية، كما تطرّقا للجهود المشتركة في مكافحة فيروس «كورونا»، والتعاون والتنسيق المُتبادل في المحافل الدولية، فضلاً عن تفعيل مذكرات التفاهم الموقعة بين البلدين الصديقين، وأكد وكيل الوزارة أن الصين تُعَد شريكاً مهماً للعراق.



رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».