الذكاء الاصطناعي قادر على التنبؤ بالأشخاص المرجح أن يلقوا حتفهم إذا أصيبوا بفيروس «كورونا»، وبسبب ذلك، يمكنه أيضاً أن يساعد في تحديد الأولويات بشأن الفئات الأكثر حاجة للقاحات. كانت هذه النتيجة من دراسة نشرت بالعدد الأخير بدورية «ساينفيك ريبوتيز» لباحثين في قسم علوم الكومبيوتر بجامعة كوبنهاغن الدنماركية؛ حيث عمل الباحثون منذ الموجة الأولى لـ«كوفيد 19» على تطوير نماذج كومبيوتر يمكنها التنبؤ بمدى تأثر الناس بالمرض، بناء على تاريخ المرض والبيانات الصحية.
واستناداً إلى بيانات المرضى من منطقة العاصمة الدنماركية ومنطقة زيلندا، تُظهر نتائج الدراسة أن الذكاء الاصطناعي يمكنه مع ما يصل إلى 90 في المائة من اليقين، تحديد ما إذا كان الشخص غير المصاب بعدُ يمكن أن يلقى حتفه بسبب «كوفيد 19»، إذا أصيب بالفيروس المسبب للمرض، كما يمكن أن يتنبأ بدقة 80 في المائة، بما إذا كان الشخص سيحتاج إلى جهاز تنفس.
وأوضح الدكتور مادس نيلسن، من قسم علوم الكومبيوتر بجامعة كوبنهاغن، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للجامعة في 5 فبراير (شباط) الحالي: «لقد بدأنا العمل على نماذج الذكاء الاصطناعي لمساعدة المستشفيات، لأنه خلال الموجة الأولى، كانوا يخشون عدم وجود أجهزة تنفس كافية لمرضى العناية المركزة، ويمكن أيضاً استخدام نتائجنا الجديدة لتحديد من يحتاج إلى لقاح بشكل عاجل». وقام الباحثون بتغذية برنامج كومبيوتر ببيانات صحية من 3 آلاف و944 مريضاً دنماركياً بـ«كوفيد 19». وأدى ذلك إلى تدريب الكومبيوتر على التعرف على الأنماط والارتباطات بين الأمراض السابقة للمرضى ومعاناتهم الجديدة مع مرض «كوفيد 19».
ووفق نيلسن: «تُظهر نتائجنا أن العمر ومؤشر كتلة الجسم هما أهم العوامل الحاسمة لمدى شدة تأثر الشخص بالفيروس المسبب لمرض (كوفيد 19). لكن احتمال الموت أو الاحتياج إلى جهاز التنفس الصناعي يزداد إذا كنت ذكراً، ولديك ضغط الدم أو مرض عصبي». والأمراض والعوامل الصحية التي لها التأثير الأكبر على ما إذا كان المريض ينتهي بجهاز التنفس الصناعي بعد إصابته بـ«كوفيد 19» هي مرتبة حسب الأولوية؛ مؤشر كتلة الجسم، العمر، ارتفاع ضغط الدم، الانسداد الرئوي المزمن، الربو، السكري، أمراض القلب. وأضاف نيلسن: «بالنسبة لأولئك المتأثرين بواحد أو أكثر من هذه المعايير، فقد وجدنا أنه قد يكون من المنطقي إعطاؤهم أولوية للحصول على اللقاح، لتجنب خطر أن يصابوا وينتهي بهم الأمر في نهاية المطاف على جهاز التنفس الصناعي».
ويعمل الباحثون حالياً مع منطقة العاصمة الدنماركية للاستفادة من هذه المجموعة الجديدة من النتائج في الممارسة العملية، فهم يأملون أن يتمكن الذكاء الاصطناعي قريباً من مساعدة مستشفيات الدولة من خلال التنبؤ المستمر بالحاجة إلى أجهزة التنفس الصناعي. وأكد نيلسن «نحن نأمل أن نكون قادرين على التنبؤ بالحاجة إلى أجهزة التنفس قبل 5 أيام من خلال منح الكومبيوتر إمكانية الوصول إلى البيانات الصحية حول جميع الحالات الإيجابية لفيروس كورونا في المنطقة»، مضيفاً: «هذا لا يعني أن الكومبيوتر يغني عن دور الطبيب، ولكنه يمكن أن يساعد الأطباء والمستشفيات على رؤية كثير من المرضى المصابين بـ(كوفيد 19) في وقت واحد، وتحديد الأولويات المستمرة».
الذكاء الاصطناعي يتنبأ بحالات «كورونا» الخطيرة
يمكن توظيفه في تحديد أولويات منح اللقاحات
الذكاء الاصطناعي يتنبأ بحالات «كورونا» الخطيرة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة