الذكاء الاصطناعي يتنبأ بحالات «كورونا» الخطيرة

يمكن توظيفه في تحديد أولويات منح اللقاحات

تصوير وجوه الحاضرين في مؤتمر الذكاء الاصطناعي بشنغهاي في أغسطس 2019 (أ.ف.ب)
تصوير وجوه الحاضرين في مؤتمر الذكاء الاصطناعي بشنغهاي في أغسطس 2019 (أ.ف.ب)
TT

الذكاء الاصطناعي يتنبأ بحالات «كورونا» الخطيرة

تصوير وجوه الحاضرين في مؤتمر الذكاء الاصطناعي بشنغهاي في أغسطس 2019 (أ.ف.ب)
تصوير وجوه الحاضرين في مؤتمر الذكاء الاصطناعي بشنغهاي في أغسطس 2019 (أ.ف.ب)

الذكاء الاصطناعي قادر على التنبؤ بالأشخاص المرجح أن يلقوا حتفهم إذا أصيبوا بفيروس «كورونا»، وبسبب ذلك، يمكنه أيضاً أن يساعد في تحديد الأولويات بشأن الفئات الأكثر حاجة للقاحات. كانت هذه النتيجة من دراسة نشرت بالعدد الأخير بدورية «ساينفيك ريبوتيز» لباحثين في قسم علوم الكومبيوتر بجامعة كوبنهاغن الدنماركية؛ حيث عمل الباحثون منذ الموجة الأولى لـ«كوفيد 19» على تطوير نماذج كومبيوتر يمكنها التنبؤ بمدى تأثر الناس بالمرض، بناء على تاريخ المرض والبيانات الصحية.
واستناداً إلى بيانات المرضى من منطقة العاصمة الدنماركية ومنطقة زيلندا، تُظهر نتائج الدراسة أن الذكاء الاصطناعي يمكنه مع ما يصل إلى 90 في المائة من اليقين، تحديد ما إذا كان الشخص غير المصاب بعدُ يمكن أن يلقى حتفه بسبب «كوفيد 19»، إذا أصيب بالفيروس المسبب للمرض، كما يمكن أن يتنبأ بدقة 80 في المائة، بما إذا كان الشخص سيحتاج إلى جهاز تنفس.
وأوضح الدكتور مادس نيلسن، من قسم علوم الكومبيوتر بجامعة كوبنهاغن، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للجامعة في 5 فبراير (شباط) الحالي: «لقد بدأنا العمل على نماذج الذكاء الاصطناعي لمساعدة المستشفيات، لأنه خلال الموجة الأولى، كانوا يخشون عدم وجود أجهزة تنفس كافية لمرضى العناية المركزة، ويمكن أيضاً استخدام نتائجنا الجديدة لتحديد من يحتاج إلى لقاح بشكل عاجل». وقام الباحثون بتغذية برنامج كومبيوتر ببيانات صحية من 3 آلاف و944 مريضاً دنماركياً بـ«كوفيد 19». وأدى ذلك إلى تدريب الكومبيوتر على التعرف على الأنماط والارتباطات بين الأمراض السابقة للمرضى ومعاناتهم الجديدة مع مرض «كوفيد 19».
ووفق نيلسن: «تُظهر نتائجنا أن العمر ومؤشر كتلة الجسم هما أهم العوامل الحاسمة لمدى شدة تأثر الشخص بالفيروس المسبب لمرض (كوفيد 19). لكن احتمال الموت أو الاحتياج إلى جهاز التنفس الصناعي يزداد إذا كنت ذكراً، ولديك ضغط الدم أو مرض عصبي». والأمراض والعوامل الصحية التي لها التأثير الأكبر على ما إذا كان المريض ينتهي بجهاز التنفس الصناعي بعد إصابته بـ«كوفيد 19» هي مرتبة حسب الأولوية؛ مؤشر كتلة الجسم، العمر، ارتفاع ضغط الدم، الانسداد الرئوي المزمن، الربو، السكري، أمراض القلب. وأضاف نيلسن: «بالنسبة لأولئك المتأثرين بواحد أو أكثر من هذه المعايير، فقد وجدنا أنه قد يكون من المنطقي إعطاؤهم أولوية للحصول على اللقاح، لتجنب خطر أن يصابوا وينتهي بهم الأمر في نهاية المطاف على جهاز التنفس الصناعي».
ويعمل الباحثون حالياً مع منطقة العاصمة الدنماركية للاستفادة من هذه المجموعة الجديدة من النتائج في الممارسة العملية، فهم يأملون أن يتمكن الذكاء الاصطناعي قريباً من مساعدة مستشفيات الدولة من خلال التنبؤ المستمر بالحاجة إلى أجهزة التنفس الصناعي. وأكد نيلسن «نحن نأمل أن نكون قادرين على التنبؤ بالحاجة إلى أجهزة التنفس قبل 5 أيام من خلال منح الكومبيوتر إمكانية الوصول إلى البيانات الصحية حول جميع الحالات الإيجابية لفيروس كورونا في المنطقة»، مضيفاً: «هذا لا يعني أن الكومبيوتر يغني عن دور الطبيب، ولكنه يمكن أن يساعد الأطباء والمستشفيات على رؤية كثير من المرضى المصابين بـ(كوفيد 19) في وقت واحد، وتحديد الأولويات المستمرة».


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.