دعوة لإطلاق صندوق تنموي ينهض باستثمارات القطاع التعليمي السعودي

«لجنة وطنية» تدرس مقترحات تسهم في تخفيف آثار الجائحة خلال العامين المقبلين

التعليم الأهلي يتطلع لصندوق حكومي تنموي (الشرق الأوسط)
التعليم الأهلي يتطلع لصندوق حكومي تنموي (الشرق الأوسط)
TT

دعوة لإطلاق صندوق تنموي ينهض باستثمارات القطاع التعليمي السعودي

التعليم الأهلي يتطلع لصندوق حكومي تنموي (الشرق الأوسط)
التعليم الأهلي يتطلع لصندوق حكومي تنموي (الشرق الأوسط)

يتطلع قطاع التعليم الأهلي السعودي لإطلاق الصندوق التعليمي التنموي، بعد أن رفعت «اللجنة الوطنية للتدريب والتعليم الأهلي» في مجلس الغرف السعودية، التصور والمقترح مدعماً بالمبررات إلى الجهات ذات العلاقة لإنشاء صندوق تعليمي تنموي، يأتي على غرار الصناديق التنموية الأخرى (الزراعي والصناعي والعقاري والسياحي والاجتماعي).
وأوضح عبد العزيز الفهد، رئيس «اللجنة الوطنية للتدريب والتعليم الأهلي»، لـ«الشرق الأوسط»، أن اللجنة رفعت خطاباً قبل أكثر من شهر إلى الجهات المعنية «لأخذ مسار جاد تجاه تأسيس الصندوق التعليمي، بحيث تكون هناك تهيئة من أصحاب العلاقة إلى أن يتم اعتماده من قِبل وزارة المالية»، مؤكداً أن «هذا الصندوق يمثل مساراً استراتيجياً للقطاع».
من جهته، أبان الدكتور عبد العزيز العواد، نائب رئيس «اللجنة الوطنية للتدريب والتعليم والأهلي»، خلال لقاء موسع للقطاع أقامته الغرفة التجارية الصناعية بالشرقية، أمس، أن خطة عمل اللجنة للأعوام من 2021 إلى 2024 تتضمن مبادرة استحداث هيئة مستقلة للإشراف على التدريب والتعليم الأهلي، «تهدف إلى دعم وتطوير مكتسبات قطاع التدريب والتعليم الأهلي، من خلال تأمين بيئة تنافسية تكاملية، وحمايته من المنافسة غير العادلة».
وأفاد العواد بأن اللجنة بادرت بمراجعة الأنظمة واللوائح والقرارات ذات العلاقة الصادرة عن مختلف الجهات ذات الأثر التشريعي للقطاع، وتحسين أنظمة ولوائح وزارة الموارد البشرية ذات الصلة لتتواءم مع خصوصية القطاع، إلى جانب تقديم مبادرة الالتزام بتوطين الوظائف، مبيناً أن ذلك يهدف لتمكين القطاع من النمو للوصول إلى النسبة المأمولة 25 في المائة، والتزام القطاع بتوطين الوظائف.
وأشار نائب رئيس «اللجنة الوطنية للتدريب والتعليم والأهلي» إلى أن اللجنة تعمل حالياً على استحداث وتطوير برامج تمويلية تراعي طبيعة وخصوصية القطاع من قبل البنوك والجهات الحكومية. وأضاف: «نحاول كسب التأييد من قبل الجهات ذات العلاقة والبنوك لاستحداث منتجات تمويلية آمنة؛ تراعي احتياجات المستثمرين للتوسع».
وكشف العواد حول الخصخصة عن تحرك اللجنة للبدء في برامج خصخصة التعليم ومنح الفرصة للقطاع الخاص بالمشاركة في تشغيل المدارس الحكومية، مشيراً إلى مبادرة «ساعد» لتخفيض آثار الجائحة على القطاع خلال العامين المقبلين (المقابل المالي - ساند - قروض تشغيلية - دعم هدف... وغيرها)، وهو ما يأتي ضمن إدارة الأزمات، في المطالبة بتخفيض آثار الجائحة على القطاع.
وأكد العواد أن جائحة «كورونا» ألقت بظلالها على التعليم، «حيث بلغت نسبة أولياء الأمور المنسحبين من المدارس الأهلية والعالمية إلى التعليم الحكومي هذا العام ما بين 40 و45 في المائة، وهي نسبة تختلف باختلاف الأنشطة». وأوضح أن الضرر الأكبر يقع على مدارس رياض الأطفال، حيث وصلت نسبة الانسحابات لنحو 90 في المائة، مضيفاً: «العمل جار مع الجهات ذات العلاقة من أجل البحث عن دعم لهذه المنشآت؛ كي لا تخرج من السوق».
وعاد رئيس «اللجنة الوطنية للتدريب والتعليم الأهلي» ليؤكد أن «المصاريف لم تقل على المدارس الأهلية كما هو مُتوقع»، مبيناً أن «هذه المدارس لم تُهيأ لتكون افتراضية، ولديها تكاليف تأجيرية وإهلاكية والتزامات قروض بنكية، إلى جانب حافلات النقل وسائقيها، نتيجة التوقع في كل فترة أن تعود الدراسة الحضورية»، مشيراً إلى أن هذا «التزام بلا مردود، وبتكاليف ضاغطة على المدارس».
وخلص اللقاء الموسع لقطاع التدريب والتعليم إلى ضرورة توجه المستثمرين في التدريب إلى الاندماج في الفترة المقبلة، حيث تضم البلاد حالياً نحو 1600 منشأة تدريبية، في حين ترى اللجنة أن 300 عدد كاف، على أن تكون هذه المنشآت قوية وقادرة على مواجهة التحديات والعواصف المحتملة.


مقالات ذات صلة

السعودية الأولى عربياً والـ20 عالمياً في مؤشر «البنية التحتية للجودة للتنمية المستدامة»

الاقتصاد منظر عام للعاصمة السعودية الرياض (أ.ف.ب)

السعودية الأولى عربياً والـ20 عالمياً في مؤشر «البنية التحتية للجودة للتنمية المستدامة»

حققت السعودية المركز الأول على المستوى العربي ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والمركز الـ20 عالمياً، وفق مؤشر البنية التحتية للجودة للتنمية المستدامة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد خلال لقاء الوزير الخطيب عدداً من المستثمرين ورواد الأعمال في الأحساء (حساب الوزير على منصة إكس)

دعم السياحة في محافظة الأحساء السعودية بمشاريع تتجاوز 932 مليون دولار

أعلن وزير السياحة السعودي أحمد الخطيب دعم السياحة بمحافظة الأحساء، شرق المملكة، بـ17 مشروعاً تتجاوز قيمتها 3.5 مليار ريال وتوفر أكثر من 1800 غرفة فندقية.

«الشرق الأوسط» (الأحساء)
الاقتصاد جلسة سابقة لمجلس الوزراء السعودي (واس)

السعودية تعلن الميزانية العامة للدولة لعام 2025

يعقد مجلس الوزراء السعودي غداً جلسة مخصصة للميزانية العامة للدولة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد المهندس خالد الفالح خلال كلمته الافتتاحية بمؤتمر الاستثمار العالمي في نسخته الثامنة والعشرين المنعقد بالرياض (الشرق الأوسط) play-circle 01:10

الاستثمارات الأجنبية تتضاعف في السعودية... واستفادة 1200 مستثمر من «الإقامة المميزة»

تمكنت السعودية من مضاعفة حجم الاستثمارات 3 أضعاف والمستثمرين بواقع 10 مرات منذ إطلاق «رؤية 2030»

عبير حمدي (الرياض) زينب علي (الرياض)
الاقتصاد محمد يعقوب متحدثاً لـ«الشرق الأوسط» خلال المؤتمر السنوي العالمي الثامن والعشرين للاستثمار في الرياض (الشرق الأوسط) play-circle 00:56

مسؤول في «هيئة تشجيع الاستثمار الأجنبي»: 4 سنوات لربط الكويت بالسعودية سككياً

قال مساعد المدير العام لشؤون تطوير الأعمال في «هيئة تشجيع الاستثمار الأجنبي المباشر» بالكويت محمد يعقوب لـ«الشرق الأوسط»، إن بلاده تعمل على تعزيز الاستثمارات.

عبير حمدي (الرياض)

بيسنت يدفع «وول ستريت» نحو مكاسب تاريخية

متداولون يعملون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)
متداولون يعملون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)
TT

بيسنت يدفع «وول ستريت» نحو مكاسب تاريخية

متداولون يعملون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)
متداولون يعملون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)

ارتفعت الأسهم الأميركية إلى مستويات قياسية، مما أضاف إلى المكاسب التي حققتها الأسبوع الماضي. فقد حقق المؤشر القياسي «ستاندرد آند بورز 500»، ومؤشر «داو جونز» الصناعي مستويات قياسية جديدة خلال تعاملات يوم الاثنين، بينما شهد أيضاً مؤشر «ناسداك» ارتفاعاً ملحوظاً، مدعوماً بترشيح سكوت بيسنت وزيراً للخزانة في إدارة ترمب المقبلة، مما عزز معنويات المستثمرين بشكل كبير.

وارتفع مؤشر «داو جونز» الصناعي 459.25 نقطة، أو بنسبة 1.03 في المائة، ليصل إلى 44,753.77 نقطة، وزاد مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بمقدار 43.12 نقطة، أو بنسبة 0.72 في المائة، ليصل إلى 6,012.50 نقطة، بينما سجل مؤشر «ناسداك» المركب قفزة قدرها 153.88 نقطة، أو بنسبة 0.81 في المائة، ليصل إلى 19,157.53 نقطة. كما شهد مؤشر «راسل 2000»، الذي يتتبع أسهم الشركات الصغيرة المحلية، زيادة بنسبة 1.5 في المائة، مقترباً من أعلى مستوى له على الإطلاق، وفق «رويترز».

وانخفضت عائدات الخزانة أيضاً في سوق السندات وسط ما وصفه بعض المحللين بـ«انتعاش بيسنت». وانخفضت عوائد السندات الحكومية الأميركية لأجل 10 سنوات بنحو 10 نقاط أساس، بينما تراجعت عوائد السندات لأجل عامين بنحو 5 نقاط، مما أدى إلى انقلاب منحنى العوائد بين العائدين على هذين الاستحقاقين.

وقد أدت التوقعات باتساع عجز الموازنة نتيجة لتخفيضات الضرائب في ظل إدارة ترمب الجمهورية إلى ارتفاع عائدات السندات في الأسابيع الأخيرة. ومع ذلك، رأى المستثمرون أن اختيار بيسنت قد يخفف من التأثير السلبي المتوقع لسياسات ترمب على الصحة المالية للولايات المتحدة، ومن المتوقع أيضاً أن يحد من الزيادات المتوقعة في التعريفات الجمركية.

وكان بيسنت قد دعا إلى تقليص عجز الحكومة الأميركية، وهو الفارق بين ما تنفقه الحكومة وما تحصل عليه من الضرائب والإيرادات الأخرى. ويُعتقد بأن هذا النهج قد يساعد في تقليل المخاوف التي تراكمت في «وول ستريت» من أن سياسات ترمب قد تؤدي إلى تضخم العجز بشكل كبير، مما قد يضغط على عوائد الخزانة.

وقال المدير العام في مجموعة «ميشلار» المالية، توني فارين: «إنه رجل (وول ستريت)، وهو جيد جداً فيما يفعله. ليس متطرفاً سواء من اليسار أو اليمين، إنه رجل أعمال ذكي ومعقول، وأعتقد بأن السوق تحب ذلك، كما أنه ضد العجز».

وفي التداولات المبكرة، الاثنين، كانت عوائد السندات لأجل 10 سنوات نحو 4.3 في المائة، منخفضة من 4.41 في المائة يوم الجمعة. كما كانت عوائد السندات لأجل عامين، التي تعكس بشكل أكثر دقة توقعات السياسة النقدية، عند نحو 4.31 في المائة، منخفضة من 4.369 في المائة يوم الجمعة.

وأضاف فارين: «كثير من الناس كانوا يعتقدون بأن ترمب سيكون سيئاً للأسعار، وكانوا يراهنون ضد ذلك، وأعتقد بأنهم الآن يتعرضون للعقاب».

وشهد منحنى العوائد بين السندات لأجل عامين و10 سنوات انقلاباً بمقدار 1.3 نقطة أساس بالسالب، حيث كانت العوائد على السندات قصيرة الأجل أعلى من العوائد على السندات طويلة الأجل.

وتابع فارين: «مع وجود ترمب سيكون الاحتياطي الفيدرالي أقل عدوانية، وهذا ما تجلى بوضوح في الفترة الأخيرة، لذلك لا أفاجأ بتسطح منحنى العوائد خلال الأسابيع الماضية».

وكانت عقود الفائدة المستقبلية، الاثنين، تشير إلى احتمال بنسبة 52.5 في المائة لخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس من قبل الاحتياطي الفيدرالي في ديسمبر (كانون الأول)، مقارنة باحتمال 59 في المائة في الأسبوع الماضي، وفقاً لبيانات مجموعة «فيد ووتش».

وقال الاستراتيجيون في «بيمو كابيتال ماركتس» في مذكرة إن منطق انتعاش السندات، الاثنين، كان «بسيطاً نسبياً»، حيث كان يعتمد على رؤية أن بيسنت سيسعى إلى «التحكم في العجز، واتخاذ نهج مدروس بشأن التعريفات الجمركية».

وقال بيسنت في مقابلة مع «وول ستريت جورنال» نُشرت يوم الأحد إنه سيعطي الأولوية لتحقيق وعود تخفيضات الضرائب التي قدمها ترمب أثناء الانتخابات، بينما سيركز أيضاً على تقليص الإنفاق والحفاظ على مكانة الدولار بوصفه عملة احتياطية عالمية.

وأضاف استراتيجيون في «بيمو كابيتال ماركتس»: «بيسنت لن يمنع استخدام التعريفات أو زيادة احتياجات الاقتراض، لكنه ببساطة سيتعامل معهما بطريقة أكثر منهجية مع الالتزام بالسياسة الاقتصادية التقليدية».

أما في الأسواق العالمية، فقد ارتفعت المؤشرات الأوروبية بشكل طفيف بعد أن أنهت الأسواق الآسيوية تداولاتها بشكل مختلط.

وفي سوق العملات المشفرة، تم تداول البتكوين حول 97,000 دولار بعد أن اقتربت من 100,000 دولار في أواخر الأسبوع الماضي لأول مرة.