«ضامنو آستانة» يستعدون لـ«مناقشات جدية» لمواجهة مماطلة دمشق

بوغدانوف وبيدرسن بحثا نتائج «الدستورية» والمعارضة تريد «جدولاً زمنياً»

TT

«ضامنو آستانة» يستعدون لـ«مناقشات جدية» لمواجهة مماطلة دمشق

أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن نائب الوزير، ميخائيل بوغدانوف، بحث مع المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، غير بيدرسن، نتائج الدورة الخامسة من جولة اجتماعات اللجنة الدستورية السورية في جنيف، في وقت برز فيه استياء في موسكو بسبب فشل الاجتماعات، وحملت أطراف في روسيا دمشق مسؤولية التعثر، وألمحت إلى «تدابير أكثر جدية» قد تتخذها أطراف لقاء «مجموعة آستانة» خلال اجتماعها المقبل في سوتشي.
وبدت خيبة الأمل الروسية واضحة من نتائج الاجتماع الأخير للجنة الدستورية، رغم أن موسكو كانت قد خفضت في وقت سابق التوقعات، وقالت إنها «لا تتوقع اختراقات كبرى»، وفقاً لتعبير وزير الخارجية، سيرغي لافروف. ومع ذلك، بدا واضحاً أن «موسكو كانت تفضل تحقيق أي تقدم، وليس الانتهاء بإعلان فشل اللقاء»، حسب قول مصادر دبلوماسية روسية أمس.
وجاءت محادثات بوغدانوف مع المبعوث الدولي لتضع أطراً للتنسيق لاحقاً بين خطوات الجانبين، على خلفية استعداد بيدرسن لتقديم إحاطة إلى مجلس الأمن في التاسع من الشهر الحالي. ويحاول بيدرسن، وفقاً لمصادر روسية، الذهاب إلى دمشق أو أن يرسل ممثلاً عنه قبل هذا الموعد.
وتولي موسكو أهمية خاصة لتحركات بيدرسن المنتظرة، خصوصاً مع احتمال أن يحدد الأطراف المسؤولة عن عرقلة إحراز تقدم. كما أن إحاطة بيدرسن تأتي قبل اجتماع «ضامني آستانة» المقرر في 16 من الشهر الحالي في سوتشي، وبدا أن موسكو تستعد لما وصف بأنه «مناقشات جدية» في هذا الاجتماع، وفقاً لتعبير مصدر روسي، بهدف حمل دمشق على إبداء قدر أكبر من المرونة في التعامل مع استحقاق الإصلاحات الدستورية.
إلى ذلك، أبلغ «الشرق الأوسط» الدبلوماسي رامي الشاعر، المقرب من الخارجية الروسية، بأنه «بعد فشل الجولة الخامسة لاجتماع الهيئة المصغرة للجنة الدستورية في جنيف، أصبح جلياً للعيان عدم تجاوب القيادة في دمشق مع نصائح الأصدقاء، والإصرار على المضي قدماً، واتباع النهج نفسه الذي تصر عليه، تحت عنوان الدفاع عن وحدة الأراضي السورية، واستئصال الإرهاب منها، والدفاع عن سيادتها ووحدتها».
وزاد أن «سلوك الوفود التي حضرت من دمشق، سواء في أثناء لقاءات موسكو بين المعارضة والنظام أو في أثناء مؤتمر سوتشي للحوار السوري، وخلال كل اجتماعات اللجنة الدستورية في جنيف، كان جامداً لا يتغير».
ولفت إلى أن «عدم تجاوب دمشق مع جهود موسكو وجهود هيئة الأمم المتحدة للبدء في تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم (2254) يعكس -كما يبدو- قناعة لدى القيادة في دمشق بأن روسيا مضطرة إلى الاستمرار بدعم ومساعدة النظام السوري، ولا تملك أي خيارات أخرى».
وفي إشارة لافتة، قال الدبلوماسي إن «بعض المقربين من القيادة في دمشق ذهبوا إلى أبعد من ذلك، عبر الترويج لقناعة بأن وضع دمشق أصبح أفضل بقدوم الإدارة الأميركية الجديدة، والرهان على أن إشارة بسيطة من دمشق قد تقلب العلاقات الأميركية - السورية إلى دعم للنظام والحفاظ عليه، مقابل إنهاء دور روسيا، وإبعادها عن الشرق الأوسط، وليس من المستغرب في هذا السياق أن تتسرب أنباء عن محاولات اتصالات سرية أمنية بين دمشق وواشنطن وتل أبيب، بواسطة وسطاء مشبوهين».
وتساءل الدبلوماسي: «إن كان ذلك الرهان يفسر سلوك النظام الحالي، وهل يعني ذلك أننا بصدد ظهور هنري كيسنجر جديد في الإدارة الأميركية يغازل ساداتاً جديداً (في إشارة إلى الرئيس المصري الأسبق أنور السادات) في دمشق؟ وهل يمكن أن يكون كل ذلك تكراراً لفكرة أن 99 في المائة من أوراق اللعب في أيدي أميركا؟».وأضاف أنه «يجب أن تدرك دمشق أن كل القضايا الأخرى التي يتذرع بها النظام بخصوص الوجود التركي أو الأميركي أو مصير إدلب لا يمكن أن تحل سوى من خلال عملية الانتقال السياسي، وفقاً لقرار مجلس الأمن (...) وقد انتهى زمن الألاعيب السياسية والتحايل والمماطلة كسباً للوقت».
وقال إن المجتمع الدولي «بانتظار مضمون التقرير الذي سيرفعه بيدرسن إلى الأمين العام لهيئة الأمم المتحدة في التاسع من الشهر الحالي، وأتمنى أن يكون واضحاً صريحاً بخصوص من يتحمل المسؤولية في إفشال أي تقدم في مسار صياغة الدستور، وأن يطالب بإجراءات جدية».
وفي غضون ذلك، أكد هادي البحرة، رئيس وفد المعارضة في اللجنة الدستورية السورية، ضرورة توصل بيدرسن إلى جدول زمني لعمل اللجنة الدستورية السورية، ومنهجية لإدارة النقاش كي يكون مثمراً، بعد 5 جولات عقدت بجنيف دون أي نتائج.
ودعا البحرة المبعوث الأممي إلى «وضع مجلس الأمن الدولي بصورة الوقائع المثبتة لمجريات اجتماعات اللجنة الدستورية بشكل عام، وبشكل خاص تفاصيل الدورة الخامسة الأخيرة، كما شرحها في كلمته الختامية للجنة».



«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
TT

«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)

رحبت حركة «حماس»، اليوم (الخميس)، بإصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، معتبرة أنه خطوة «تاريخية مهمة».

وقالت الحركة في بيان إنها «خطوة ... تشكل سابقة تاريخيّة مهمة، وتصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا»، من دون الإشارة إلى مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة بحق محمد الضيف، قائد الجناح المسلح لـ«حماس».

ودعت الحركة في بيان «محكمة الجنايات الدولية إلى توسيع دائرة استهدافها بالمحاسبة، لكل قادة الاحتلال».

وعدّت «حماس» القرار «سابقة تاريخية مهمة»، وقالت إن هذه الخطوة تمثل «تصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا، وحالة التغاضي المريب عن انتهاكات بشعة يتعرض لها طيلة 46 عاماً من الاحتلال».

كما حثت الحركة الفلسطينية كل دول العالم على التعاون مع المحكمة الجنائية في جلب نتنياهو وغالانت، «والعمل فوراً لوقف جرائم الإبادة بحق المدنيين العزل في قطاع غزة».

وفي وقت سابق اليوم، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت؛ لتورطهما في «جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب»، منذ الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وقال القيادي بحركة «حماس»، عزت الرشق، لوكالة «رويترز» للأنباء، إن أمر الجنائية الدولية يصب في المصلحة الفلسطينية.

وعدّ أن أمر «الجنائية الدولية» باعتقال نتنياهو وغالانت يكشف عن «أن العدالة الدولية معنا، وأنها ضد الكيان الصهيوني».

من الجانب الإسرائيلي، قال رئيس الوزراء السابق، نفتالي بينيت، إن قرار المحكمة بإصدار أمري اعتقال بحق نتنياهو وغالانت «وصمة عار» للمحكمة. وندد زعيم المعارضة في إسرائيل، يائير لابيد، أيضاً بخطوة المحكمة، ووصفها بأنها «مكافأة للإرهاب».

ونفى المسؤولان الإسرائيليان الاتهامات بارتكاب جرائم حرب. ولا تمتلك المحكمة قوة شرطة خاصة بها لتنفيذ أوامر الاعتقال، وتعتمد في ذلك على الدول الأعضاء بها.