«سبيس إكس» لأصحاب الحظوظ فقط

رحلة قادمة توفر مقعدين لأغراض خيرية

صاروخ {سبيس إكس 9} في مركز كينيدي لأبحاث الفضاء في فلوريدا في فبراير 2019 (نيويورك تايمز)
صاروخ {سبيس إكس 9} في مركز كينيدي لأبحاث الفضاء في فلوريدا في فبراير 2019 (نيويورك تايمز)
TT

«سبيس إكس» لأصحاب الحظوظ فقط

صاروخ {سبيس إكس 9} في مركز كينيدي لأبحاث الفضاء في فلوريدا في فبراير 2019 (نيويورك تايمز)
صاروخ {سبيس إكس 9} في مركز كينيدي لأبحاث الفضاء في فلوريدا في فبراير 2019 (نيويورك تايمز)

العالم بصدد حقبة جديدة تفتح فيه رحلات الفضاء الأفق لمستقبل يمكن فيه لأي شخص يمتلك عشرات الملايين من الدولارات شراء تذكرة سفر في رحلة صاروخية لرؤية الأرض من ارتفاع بضع مئات من الأميال.
وقد أعلن جاريد إيزاكمان، الملياردير البالغ من العمر 37 عاماً الاثنين أنه قد استأجر صاروخاً ومركبة فضائية من شركة «سبيس إكس» التي أطلقها إيلون ماسك، في رحلة إلى الفضاء تستغرق ثلاثة أو أربعة أيام.
من المقرر انطلاق الرحلة في أكتوبر (تشرين الأول) في أول مهمة تدور في مدار فضائي من دون رائد فضاء محترف من «ناسا» أو أي وكالة فضاء حكومية أخرى.
يأتي إعلان إيزاكمان بعد تقرير صدر الأسبوع الماضي عن مهمة خاصة، أيضاً على متن سفينة «سبيس إكس»، إلى محطة الفضاء الدولية. يدفع ثلاثة عملاء 55 مليون دولار لكل منهم مقابل إقامة لمدة ثمانية أيام في يناير (كانون الثاني) المقبل.
وفي مقابلة صحافية، قال إيزاكمان: «نريد العمل من أجل عالم شبيه بجيتسون». وإيزاكمان هو المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة «شيفت فور بايمنتس»، وهي متخصصة في بيع محطات تصنيع بطاقات الائتمان وأنظمة نقاط البيع للمطاعم والشركات.
يمكن أن تكون أنت أحد الأشخاص الذين سيذهبون في الرحلة التي ستحمل اسم «إنسبريشنال 4»، حيث تتوافر أربعة مقاعد في كبسولات «سبيس إكس كرو دراغون»، ويبحث إيزاكمان عن زملاء يسافرون في الرحلة ذاتها، ولا يشترط أن يكونوا من الأثرياء.
وفي هذا الإطار، قرر إيزاكمان منح اثنين من المقاعد لمستشفى «سانت جود» لأبحاث الأطفال في ممفيس، والذي يعالج الأطفال مجاناً ويطور علاجات لسرطانات الأطفال وغيرها من الأمراض. وللمزيد من الدقة، سيذهب أحد هذه المقاعد إلى عامل رعاية صحية في الخطوط الأمامية في سانت جود، حيث علق السيد إيزاكمان بقوله، إن المسافر المنضم إلى الرحلة هو «في الواقع، أحد الناجين السابقين من السرطان والذي عولج في سانت جود وعاد وهو موظف هناك اليوم». ولم يذكر مسؤولو المستشفى اسم موظف سانت جود.
وبالنسبة للمقعد الأخير، سيجري عمل قرعة لشخص ما بشكل عشوائي بهدف جمع 200 مليون دولار على الأقل لـ«سانت جود». ولا تحتاج إلى التبرع للحصول على فرصة في رحلة إلى الفضاء لكن كل دولار يتم التبرع به يمنح عشر فرص، ويمكن للمشارك الواحد الحصول على 10 آلاف فرصة. يمكن فقط لمواطني الولايات المتحدة والمقيمين الدائمين الشرعيين الذين يبلغون من العمر 18 عاماً أو أكثر دخول السحب، ويجب أن يكون الشخص الذي يجري اختياره للرحلة أقل من 6 أقدام و6 بوصات طولا ووزنه أقل من 250 رطلاً، وأن يجتاز الاختبارات النفسية والجسدية.
وفي مؤتمر صحافي عقد الاثنين، قال ماسك: «إذا كان بإمكانك الذهاب في رحلة على اللعبة «الأفعوانية»، فلا بأس من الطيران على دراجون».
وقال إيزاكمان إنه تعهد شخصياً بالتبرع بمبلغ 100 مليون دولار، مضيفا «إذا كنت ستحقق كل هذه الأشياء العظيمة في الفضاء وإنجاز كل هذا التقدم، فأنت ملزم بعمل بعض الخير هنا على الأرض، مثل العمل على قهر سرطان الأطفال إلى الأبد».
ومن المقرر أن يذهب المقعد الرابع في كبسولة «كرو دراغون» إلى رجل أعمال في مسابقة شبيهة بـ«شارك تانك» التي تديرها شركة «سيفت فور»، حيث يتم نشر تفاصيل مسابقة ريادة الأعمال على موقعها الإلكتروني. سيجري اختيار الفائزين بمسابقتي يانصيب «سينت جود»، و«سيفت فور» في غضون شهر تقريباً، وبعدها سيجري تجهيز أفراد الطاقم لارتداء بدلات الفضاء والبدء في التدريب.
سيتم إطلاق «كرو دراغون» على قمة صاروخ «فالكون 9» من مركز كينيدي للفضاء التابع لناسا في فلوريدا، وسوف يدور حول الأرض لعدة أيام قبل أن يسقط قبالة ساحل فلوريدا. لن تكون تلك الرحلة هي الوحيدة التي تصطحب رواد فضاء خاصين إلى المدار في الأشهر المقبلة، حيث ستشهد مهمة عمل تديرها شركة «أكسيوم سبيس أوف هيوستن» نقل ثلاثة رجال إلى محطة الفضاء الدولية. وتقوم «أكسيوم» أيضاً ببناء وحدة تجارية لإضافتها إلى المحطة الفضائية، وتهدف في النهاية إلى تشغيل نقاط استيطانية تجارية خاصة بها.
الجدير بالذكر أن الفترة ما بين عامي 2000 و2009 شهدت سفر مواطنين عاديين إلى محطة الفضاء، لكن تلك الرحلات تم ترتيبها من قبل شركة «سبيس أدفنتشرز» التي تديرها وكالة الفضاء الروسية، حيث توفر مقاعد فردية في كبسولات «سوايز» بجانب رواد فضاء محترفين. لم يكن مسؤولو «ناسا» في ذلك الوقت يرحبون كثيرا بزيارات السياح الأثرياء لمحطة الفضاء، لكن هذا الوضع تغير بعد أن بدأت الوكالة في تشجيع المزيد من المساعي التجارية خلال إدارة ترمب.
في عام 2019 أعلنت وكالة «ناسا» عن سياسات جديدة لتشجيع النشاطات في محطة الفضاء، بما في ذلك فرض رسوم قدرها 35 ألف دولار في الليلة على الزائرين للبقاء هناك، لتغطية تكلفة وسائل الراحة مثل الماء والهواء والاتصال بالإنترنت ودورات المياه.
تعتبر «أكسيوم» أول شركة تستفيد من أماكن الإقامة لدى وكالة «ناسا». وأول عملائها هم لاري كونور، الشريك الإداري لـ«مجموعة كونور»، وهي شركة في دايتون بولاية أوهايو تمتلك وتدير شققاً فاخرة، ومارك باثي، الرئيس التنفيذي لشركة «مافريك»، وهي شركة استثمارية كندية، وإيتان ستيب، مستثمر وطيار سابق في سلاح الجو الإسرائيلي. اللافت أن الثلاثة لم يلتقوا أو يعرفوا بعضهم البعض من قبل. في السياق ذاته، أعلنت شركة «سبيس أدفنتشرز» العام الماضي أنها أبرمت أيضاً اتفاقية مع شركة «سبيس إكس» لإطلاق كبسولة «كرو دراغون» لنقل السياح في رحلة في مدار حول الأرض، لكنها لم تقدم المزيد من التفاصيل حول موعد انطلاق المهمة.
كما استأنفت بيع الرحلات السياحية إلى المحطة الفضائية بصواريخ «سويوز» الروسية. ومن المقرر إطلاق اثنين من العملاء في رحلة في وقت لاحق من هذا العام.
كما قام يوساكو مايزاوا، رائد أعمال ياباني في مجال الأزياء، بالتسجيل في رحلة «سبيس إكس» السياحية، لكنها ستكون رحلة حول القمر بعد عدة سنوات من الآن، على صاروخ عملاق يسمى «ستارشيب» لا يزال قيد التطوير.
سيكون أمام أولئك الذين لا يستطيعون تحمل تكلفة رحلة مدارية قريباً فرص وخيارات أرخص، في النطاق السعري لمئات الآلاف من الدولارات، للرحلات القصيرة صعوداً وهبوطاً إلى حافة الفضاء والعودة، حيث يمكنهم تجربة انعدام الوزن لبضع دقائق.
الجدير بالذكر أن شركة «فريجين غالتيك» التي أسسها ريتشارد برانسون، قد أكملت العديد من الرحلات المأهولة بمركباتها الفضائية، وتم تحديد موعد الاختبار التالي في منتصف الشهر الجاري.
* خدمة «نيويورك تايمز»



رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».