«كورونا» يتوغل في ليبيا وسط تجاهل الإجراءات الاحترازية

وفاة قيادي كبير في قطاع النفط متأثراً بـ«كوفيد ـ 19»

عدد من الأطباء العاملين في قسم العزل بمركز بنغازي الطبي (المركز)
عدد من الأطباء العاملين في قسم العزل بمركز بنغازي الطبي (المركز)
TT

«كورونا» يتوغل في ليبيا وسط تجاهل الإجراءات الاحترازية

عدد من الأطباء العاملين في قسم العزل بمركز بنغازي الطبي (المركز)
عدد من الأطباء العاملين في قسم العزل بمركز بنغازي الطبي (المركز)

يتصاعد منحنى الإصابات بفيروس «كوفيد - 19» في ليبيا بشكل يومي مخلّفاً إصابات جديدة في عموم البلاد، في وقت يشتكي المسؤولون عن القطاع الطبي من تجاهل قطاعات عديدة من المواطنين للإجراءات الاحترازية، بما فيها ارتداء الكمامات.
وسجل المركز الوطني لمكافحة الأمراض، أمس، أكثر من 700 إصابة جديدة، ليتجاوز العدد التراكمي 118 ألف حالة في 37 مدينة في عموم ليبيا. وأوقع الفيروس ضحايا في أوساط عديدة بالبلاد؛ ونعت المؤسسة الوطنية للنفط، في مدنية طرابلس، مدير عام الإدارة العامة للشؤون الإدارية والخدمات بالمؤسسة عبد المحسن الديلاوي، الذي قضى متأثراً بإصابته بفيروس «كورونا».
وقالت المؤسسة في بيانها مساء أول من أمس، إن الديلاوي ساهم في إحداث نقلة نوعية، وتطور غير مسبوق في الإجراءات الإدارية بالشركة، كما أشرف على إعادة بناء المقر الرئيسي للمؤسسة بعد «الهجوم الإرهابي» الذي تعرضت له في سبتمبر (أيلول) عام 2018.
وألقى مسؤولون بالقطاع الطبي باللائمة على قطاع كبير من المواطنين لتجاهلهم ارتداء الكمامات، والحرص على التجمع بأعداد كبيرة في الأفراح والمآتم والأسواق. يأتي ذلك فيما تتواصل مبادرة «حماية» التي أطلقها المركز الوطني لرعاية المسنين بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية والخدمات الصحية، تحت شعار (خدمات خاصة لفئات خاصة في ظروف استثنائية). وتتضمن المبادرة، التي تم تفعيلها نهاية الأسبوع الماضي، على ورشة عمل تدريبية عديدة لفرق التمريض حول كيفية التعامل مع حالات مصابة بـ«كورونا» وتقييم الحالة وإعطاء الأدوية وتركيب أسطوانات الأكسجين، بالإضافة إلى طريقة أخذ المسحة من الحالات المشتبه بها، وإجراءات العزل، وكيفية منع انتقال العدوى بين المسنين.
ونوّه المركز الوطني إلى أنه دعم المبادرة بعيادة متنقلة يشرف عليها أطقم طبية لأخذ مسحات للعاملين على رعاية المسنين والملاصقين لهم، مع التوعية بطرق انتقال العدوى وطرق الوقاية منها.
وكانت اللجنة الطبية الاستشارية في شرق ليبيا برئاسة الفريق عبد الرازق الناظوري رئيس أركان «الجيش الوطني» الليبي، وعضوية المستشار إبراهيم بوشناف وزير الداخلية والدكتور سعد عقوب وزير الصحة بالحكومة المؤقتة، أوصت بإغلاق صالات المناسبات الاجتماعية والمقاهي لمدة أسبوعين، مع استمرار فتح المساجد بشرط الالتزام بالتباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات.
كما قررت اللجنة العليا البدء في تنفيذ غرامات مالية على المواطنين وأصحاب الأنشطة التجارية عقاباً على عدم ارتداء الكمامات، مشيرة إلى أنه سيتم الإعلان عن حجم هذه الغرامات في وسائل الإعلام قريباً.


مقالات ذات صلة

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد- 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)

قرار يمنع وزارة الصحة في ولاية إيداهو الأميركية من تقديم لقاح «كوفيد»

قرر قسم الصحة العامة الإقليمي في ولاية إيداهو الأميركية، بأغلبية ضئيلة، التوقف عن تقديم لقاحات فيروس «كوفيد-19» للسكان في ست مقاطعات.

«الشرق الأوسط» (أيداهو)
أوروبا أحد العاملين في المجال الطبي يحمل جرعة من لقاح «كورونا» في نيويورك (أ.ب)

انتشر في 29 دولة... ماذا نعرف عن متحوّر «كورونا» الجديد «XEC»؟

اكتشف خبراء الصحة في المملكة المتحدة سلالة جديدة من فيروس «كورونا» المستجد، تُعرف باسم «إكس إي سي»، وذلك استعداداً لفصل الشتاء، حيث تميل الحالات إلى الزيادة.

يسرا سلامة (القاهرة)
صحتك طفل يخضع لاختبار الكشف عن فيروس كورونا (أرشيفية - أ.ب)

دراسة: «كورونا» يزيد من خطر إصابة الأطفال والمراهقين بالسكري

كشفت دراسة جديدة عن أن عدوى فيروس كورونا تزيد من خطر إصابة الأطفال والمراهقين بمرض السكري من النوع الثاني مقارنة بعدوى أمراض الجهاز التنفسي الأخرى.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

إشهار تكتل واسع للقوى اليمنية لمواجهة الانقلاب الحوثي

جانب من ممثلي القوى اليمنية المشاركين في بلورة التكتل الحزبي الجديد (إكس)
جانب من ممثلي القوى اليمنية المشاركين في بلورة التكتل الحزبي الجديد (إكس)
TT

إشهار تكتل واسع للقوى اليمنية لمواجهة الانقلاب الحوثي

جانب من ممثلي القوى اليمنية المشاركين في بلورة التكتل الحزبي الجديد (إكس)
جانب من ممثلي القوى اليمنية المشاركين في بلورة التكتل الحزبي الجديد (إكس)

بهدف توحيد الصف اليمني ومساندة الشرعية في بسط نفوذها على التراب الوطني كله، أعلن 22 حزباً ومكوناً سياسياً يمنياً تشكيل تكتل سياسي جديد في البلاد، هدفه استعادة الدولة وتوحيد القوى ضد التمرد، وإنهاء الانقلاب، وحل القضية الجنوبية بوصفها قضيةً رئيسيةً، ووضع إطار خاص لها في الحل النهائي، والحفاظ على النظام الجمهوري في إطار دولة اتحادية.

إعلان التكتل واختيار نائب رئيس حزب «المؤتمر الشعبي» ورئيس مجلس الشورى أحمد عبيد بن دغر رئيساً له، كان حصيلة لقاءات عدة لمختلف الأحزاب والقوى السياسية - قبل مقاطعة المجلس الانتقالي الجنوبي - برعاية «المعهد الوطني الديمقراطي الأميركي»، حيث نصَّ الإعلان على قيام تكتل سياسي وطني طوعي للأحزاب والمكونات السياسية اليمنية، يسعى إلى تحقيق أهدافه الوطنية.

القوى السياسية الموقعة على التكتل اليمني الجديد الداعم للشرعية (إعلام محلي)

ووفق اللائحة التنظيمية للتكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية، ستكون للمجلس قيادة عليا تُسمى «المجلس الأعلى للتكتل» تتبعه الهيئة التنفيذية وسكرتارية المجلس، على أن يكون المقر الرئيسي له في مدينة عدن، العاصمة المؤقتة للبلاد، وتكون له فروع في بقية المحافظات.

وبحسب اللائحة التنظيمية للتكتل، فإن الأسس والمبادئ التي سيقوم عليها هي الدستور والقوانين النافذة والمرجعيات المتفق عليها وطنياً وإقليمياً ودولياً، والتعددية السياسية، والتداول السلمي للسلطة، والعدالة، والمواطنة المتساوية، والتوافق والشراكة، والشفافية، والتسامح.

ونصَّ الباب الثالث من اللائحة التنظيمية على أن «يسعى التكتل إلى الحفاظ على سيادة الجمهورية واستقلالها وسلامة أراضيها، والتوافق على رؤية مشتركة لعملية السلام، ودعم سلطات الدولة لتوحيد قرارها وبسط نفوذها على كافة التراب الوطني، وتعزيز علاقة اليمن بدول الجوار، ومحيطه العربي والمجتمع الدولي».

وكان المجلس الانتقالي الجنوبي، الشريك في السلطة الشرعية، شارك في اللقاء التأسيسي للتكتل الجديد، لكنه عاد وقاطعه. وأكد المتحدث الرسمي باسمه، سالم ثابت العولقي، أن المجلس الانتقالي الجنوبي يتابع نشاط التكتل الذي تعمل عليه مجموعة من الأطراف لإعلانه، ويؤكد عدم مشاركته في هذا التكتل أو الأنشطة الخاصة به، وأنه سيوضح لاحقاً موقفه من مخرجات هذا التكتل.

ومن المقرر أن يحل التكتل الجديد محل «تحالف الأحزاب الداعمة للشرعية»، الذي تأسس منذ سنوات عدة؛ بهدف دعم الحكومة الشرعية في المعركة مع جماعة الحوثي الانقلابية.

ويختلف التكتل الجديد عن سابقه في عدد القوى والأطراف المكونة له، حيث انضم إليه «المكتب السياسي للمقاومة الوطنية» بقيادة العميد طارق صالح عضو مجلس القيادة الرئاسي، و«مؤتمر حضرموت الجامع»، وغيرهما من القوى التي لم تكن في إطار التحالف السابق.

ووقَّع على الإعلان كل من حزب «المؤتمر الشعبي العام»، وحزب «التجمع اليمني للإصلاح»، و«الحزب الاشتراكي اليمني»، و«التنظيم الناصري»، و«المكتب السياسي للمقاومة الوطنية»، و«الحراك الجنوبي السلمي»، وحزب «الرشاد اليمني»، وحزب «العدالة والبناء».

كما وقَّع عليه «الائتلاف الوطني الجنوبي»، و«حركة النهضة للتغيير السلمي»، وحزب «التضامن الوطني»، و«الحراك الثوري الجنوبي»، وحزب «التجمع الوحدوي»، و«اتحاد القوى الشعبية»، و«مؤتمر حضرموت الجامع»، وحزب «السلم والتنمية»، وحزب «البعث الاشتراكي»، وحزب «البعث القومي»، وحزب «الشعب الديمقراطي»، و«مجلس شبوة الوطني»، و«الحزب الجمهوري»، وحزب «جبهة التحرير».

وذكرت مصادر قيادية في التكتل اليمني الجديد أن قيادته ستكون بالتناوب بين ممثلي القوى السياسية المُشكِّلة للتكتل، كما ستُشكَّل هيئة تنفيذية من مختلف هذه القوى إلى جانب سكرتارية عامة؛ لمتابعة النشاط اليومي في المقر الرئيسي وفي بقية فروعه في المحافظات، على أن يتم تلافي القصور الذي صاحب عمل «تحالف الأحزاب الداعمة للشرعية»، الذي تحوَّل إلى إطار لا يؤثر في أي قرار، ويكتفي بإعلان مواقف في المناسبات فقط.

بن دغر مُطالَب بتقديم نموذج مختلف بعد إخفاق التحالفات اليمنية السابقة (إعلام حكومي)

ووفق مراقبين، فإن نجاح التكتل الجديد سيكون مرهوناً بقدرته على تجاوز مرحلة البيانات وإعلان المواقف، والعمل الفعلي على توحيد مواقف القوى السياسية اليمنية والانفتاح على المعارضين له، وتعزيز سلطة الحكومة الشرعية، ومكافحة الفساد، وتصحيح التقاسم الحزبي للمواقع والوظائف على حساب الكفاءات، والتوصل إلى رؤية موحدة بشأن عملية السلام مع الجماعة الحوثية.