قال الفنان المصري محمد نجاتي إنه يفضل تقديم كافة الأدوار الفنية ويرفض حصره في نمط واحد، وقال في حواره مع «الشرق الأوسط» إنه لم يتعمد الإساءة لعلماء الدين خلال تصريحاته عن دور ورسائل الفن.
وأوضح أن سيره على نهج كبار الفنانين وفي مقدمتهم الفنان الراحل أحمد زكي، كلفه الكثير، وأشار إلى أنه يطمح في استكمال حلمه بتقديم مسلسل سيرة ذاتية عن الموسيقار المصري الراحل بليغ حمدي، وكشف عن أحدث أعماله السينمائية خلال الفترة المقبلة، مؤكداً أنه ينتظر الوقت المناسب لتقديم البطولة المطلقة للمرة الأولى في مشواره، بعمل جيد يتضمن سيناريو يحقق له طموحه الفني..... وإلى نص الحوار:
> في البداية، ما الذي جذبك لدور «صلاح» في مسلسل «ضربة معلم»؟
- «صلاح» شخصية محورية في العمل، فهو صديق البطل «جابر» الذي يجسده الفنان محمد رجب وظهر ذلك في سياق الأحداث التي أظهرت الكثير من المفاجآت، وأعتقد أن مسلسل «ضربة معلم» حرص على تقديم رسالة مهمة للمجتمع وسلط الضوء علي العلاقات الاجتماعية المتشابكة بداية من علاقة الابن بأمه، وعلاقة الأصدقاء ببعضهم عن طريق قصة واقعية شعبية وهذا ما افتقدناه في الدراما أخيراً.
> وكيف كانت كواليس العمل مع محمد رجب؟
- محمد رجب صديق قديم وتحديداً منذ أيام «شركة مصر العالمية» التي عملنا لصالحها، لكننا التقينا منذ عامين في مسلسل «علامة استفهام» وكنت ضيف شرف بالعمل ولم تجمعنا مشاهد كثيرة لكن «ضربة معلم» كان عاملا رئيسيا للقرب بيني وبينه مرة أخرى وهو من الشخصيات المثقفة ونجم في مجاله.
> ولماذا تميل أحيانا إلى تقديم الأدوار الشعبية؟
- أنا من حي شبرا الشعبي العريق، والأدوار الشعبية تصل سريعا للناس ويفضلونها كثيراً فهي قربيه منهم ومن يومياتهم، وليس من السهل تجسيدها بسهولة فهي من الأدوار الثقيلة المليئة بالتفاصيل، وتلك النوعية من الأدوار سواء كانت شعبية أم لا، فهي تشكل لي عامل جذب قوي لأنها ممتعة وليست مرهقة فالدخول في تفاصيل الشخصية يجعلني أقدمها بحب وعمق.
> أدوار الشر التي جسدتها تركت بصمة قوية لدى الجمهور، ما سر ذلك في تقديرك؟
- أحب التنوع في أدواري، ولا أفضل وضعي في قالب أدوار الشر فقط، رغم أنها تكون بارزة، وتلفت نظر الجمهور، وتعلق بأذهانه بشكل كبير عكس بعض أدوار «الخير» التي تمر مرور الكرام أحيانا كذلك أتمنى تقديم كل شخصية واقعية تمس الجمهور.
> وما هي أهم العناصر التي شجعتك للمشاركة في مسلسل «سكن البنات»؟
- أسباب عدة، لكن الاختلاف والغموض كانا من أبرز العناصر التي حمستني لتجسيد دور رجل أعمال، وأستاذ بكلية الفنون الجميلة وتربطه قصة حب بفتاة تشبه زوجته التي قتلها ولم تكتشف جريمته لوقت طويل، فهذه الشخصية كان بها تفاصيل نفسية كثيرة ممتعة.
> هل تشغلك البطولة المطلقة بعد سنوات طويلة من عملك في الفن؟
- لا أنكر أن البطولة المطلقة تعني لي الكثير فهي مهمة ومطلوبة، لكن لها وقتها والفنان لا يختار هذا الوقت، فإنا أنتظرها في الوقت المناسب مع سيناريو يحقق لي طموحي.
> ظهورك الدرامي يعد قليلاً إلى حد ما، لماذا؟
- حاولت التواجد فنياً باستمرار، وقبول بما يعرض علي، لكنني لم أستطع التخلي عما تعلمته وتربيت عليه، فقد عملت مع عمالقة في الفن لذلك أحاول اختيار الأعمال الجيدة التي تظل في ذاكرة المشاهد العمر كله، وهذا يأتي من اختيار العمل المهم، وأتمنى مواصلة السير على نهج الفنان الراحل أحمد زكي طويلاً، رغم أن ذلك يكلفني الكثير، إذ أنني أعتذر كثيراً عن بعض الأعمال للحفاظ على صورتي أمام الناس، بسبب تربيتي الفنية البعيدة عن قبول الأدوار المبتذلة، فإنا شاركت مع مجموعة كبيرة من الفنانين الكبار في وقت مبكر من التحاقي بالفن وتعلمت منهم كيف أكون فناناً بكل ما تحمله الكلمة من معنى بداية من (محمود عبد العزيز، محمود ياسين، فريد شوقي، كمال الشناوي)، كما تعلمت التركيز والإنصات والاحترام، فكل فنان أخذت منه شيئاً مختلفاً وعلى رأسهم أحمد زكي الذي علمني تقمص أدواري وكيف أكون مختلفاً شكلا ومضموناً بتنوع شخصياتي.
> لكن السينما تقدم أعمالاً تعكس الواقع الذي يعيشه المصريون وبعض المظاهر السلبية؟
- «السينما مرآة الواقع» جملة حقيقية وصحيحة تماماً، لكنها في الوقت نفسه أصبحت مجرد حق يراد به باطل، فلا بد من تناول الواقع بجميع حالاته لأن استغلال جملة السينما مرآة الواقع في عرض كل ما هو رديء وسلبي أمر يضر بالمجتمع كافة، وغير مرغوب فيه.
> قدمت الكثير من الأدوار المميزة في السينما والتلفزيون فما هو الدور الأقرب إليك؟
- أدواري في مسلسلات «مملكة الجبل، حديث الصباح والمساء، والعاصفة» فأنا اعتبرها أدواراً راسخة في عقول الجمهور وهذا سر بصمتي ونجاحي، ومعبرة عن تأثير الفنان على المدى الطويل بشخصيات تظل عالقة بالذاكرة.
> وما هي آخر مستجدات مشروع مسلسل الموسيقار الراحل بليغ حمدي؟
- أتمنى استكمال حلمي المتمثل في تقديم السيرة الذاتية للموسيقار بليغ حمدي فمنذ فترة كبيرة يشغلني هذا المشروع الفني، وأطمح لمواصلة العمل عليه وتنفيذه حتى من دوني لأن الموسيقار بليغ حمدي علامة فنية بارزة ولا بد للأجيال الحالية والقادمة التعرف عليه وعلى عطائه الفني الكبير.
> دخلت في سجال واسع مع عدد من علماء الدين الإسلامي بسبب تصريحاتك الأخيرة عن دور الفنانين في المجتمع، هل تعمدت إثارة الجدل؟
- أنا لم أتعمد الإساءة لأي شخصية سواء رجال الدين أو العلماء فهم فخر لكل مصري وعربي وما قلته تحديداً هو أن الفنان أكثر انتشاراً وقرباً من الأسرة وتأثيره أكبر وأخطر لأنه متابع أكثر، لذلك يجب الحرص وتوخي الحذر من تداعيات رسالته خصوصاً إن كانت تحمل في مضمونها شيئاً سلبياً.
> ومتى سوف تعود للسينما؟
- أعود قريبا عبر فيلم «ليلة في الجحيم» وهو فيلم رعب وإثارة وتشويق، وبدأت تصوير مشاهدي به أخيراً.
> ولماذا لا تتواجد بشكل مكثف بالمهرجانات الفنية المصرية؟
- المهرجانات الفنية لم تعد كما كانت في السابق وخصوصاً بعد ثورة يناير (كانون الثاني) عام 2011، فالاهتمام أصبح أكثر بالظهور على «الرد كاربت» وليس نوعية وجودة وعدد الأفلام المعروضة، وبالتالي فإن الإطلالة على السجادة الحمراء التي تهم الكثير من الممثلين لا تهمني حالياً.