الحكومة المصرية تؤكد استمرار تقديم دعم السلع لمواطنيها

TT
20

الحكومة المصرية تؤكد استمرار تقديم دعم السلع لمواطنيها

أكدت الحكومة المصرية «الانتظام في تقديم الدعم التمويني لمواطنيها»، نافية «ما تردد في بعض المواقع الإلكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي بشأن حذف 14 مليون مواطن من مستحقي الدعم التمويني و(منظومة الخبز المدعم)». وأشار «المركز الإعلامي لمجلس الوزراء» المصري، أمس، إلى «استمرار مستحقي الدعم التمويني ومنظومة الخبز في صرف جميع مقرراتهم بشكل طبيعي ومنتظم»، لافتاً إلى أنه قام بالتواصل مع وزارة التموين والتجارة الداخلية، التي شددت على أن «عملية الحذف والاستبعاد تتم وفق معايير محددة ودقيقة، وأن ما تم حذفه، هو غير المستحقين للدعم مثل، الأسماء المكررة، والأرقام القومية الخاطئة، وكذلك الوفيات، وقد تم توفير احتياجات 71 مليون مواطن يستفيدون من (منظومة الخبز المدعم)، وكذلك 64 مليون مواطن يستفيدون من المقررات التموينية».
وذكر «مجلس الوزراء» أنه «تم إصدار ما يقرب من 568 ألف بطاقة تموينية جديدة للأسر (الأكثر احتياجاً) خلال الفترة السابقة، كما يتم وفقاً للقواعد إضافة مواليد هذه الأسر بحد أقصى 4 أفراد لأي بطاقة تموينية جديدة يتم إصدارها، أو إضافة أفراد على بطاقات تموينية قائمة بالفعل».
ونفت الحكومة في وقت سابق إشاعة تعلقت بـ«رفع الدعم عن رغيف الخبز»، مؤكدة حينها أنها «مستمرة في توصيل رغيف الخبز المدعم للمواطنين على بطاقات التموين، وذلك للتيسير على المواطنين ومراعاة محدودي الدخل». وجددت الحكومة المصرية تحذيرها، أمس، من أنباء، قالت إنها «نقلت عبر بعض المواقع الإلكترونية وصفحات التواصل تتعلق بالدعم». وناشدت «بتحري الدقة والموضوعية في نشر الأخبار، والتواصل مع الجهات المعنية، للتأكد قبل نشر معلومات، لا تستند إلى أي حقائق».
ونفى «المركز الإعلامي لمجلس الوزراء» المصري، أمس، «تطبيق غرامة مالية تقدر بنحو 50 ألف جنيه على من يقوم بالتصوير داخل النوادي العامة». وأوضحت وزارة الشباب والرياضة، أن «التصوير في الأماكن العامة، غير مخالف للقانون، طالما أنه لم يتناف مع الآداب العامة»، مشددة في الوقت ذاته على «ضرورة الالتزام بالحفاظ على حرمة الحياة الخاصة للمواطنين أثناء التصوير، باعتبار الاعتداء عليها جريمة يعاقب عليها القانون».
في سياق آخر، أكدت وزارة التنمية المحلية «أهمية (التحول الرقمي) في المحافظات المصرية للارتقاء بمنظومة العمل والخدمات، بما يساهم في رفع مستوى الأداء، خاصة أن مصر الرقمية، هي رؤية وطنية تسعى لتحقيق مستهدفات (رؤية مصر 2030) وتقديم الأفضل للمواطنين». وأشار وزير التنمية المحلية، محمود شعراوي، أمس، إلى أن «(التحول الرقمي) في المحافظات المصرية، أولوية فرضتها المتغيرات التكنولوجية الجديدة، وهو ليس نوعاً من الترف، إنما أسلوب حياة لا سيما مع جائحة (كوفيد - 19)»، لافتاً إلى أن «(التحول الرقمي) وسيلة لتقديم خدمات متميزة للمواطنين بجودة أعلى في وقت أقل».



تجدد القتال في «سول»... هل يفاقم الصراع بين «أرض الصومال» و«بونتلاند»؟

رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
TT
20

تجدد القتال في «سول»... هل يفاقم الصراع بين «أرض الصومال» و«بونتلاند»؟

رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)

تجدد القتال في «إقليم سول» يُحيي نزاعاً يعود عمره لأكثر من عقدين بين إقليمي «أرض الصومال» الانفصالي و«بونتلاند»، وسط مخاوف من تفاقم الصراع بين الجانبين؛ ما يزيد من تعقيدات منطقة القرن الأفريقي.

وبادر رئيس أرض الصومال، عبد الرحمن عرو، بالتعهد بـ«الدفاع عن الإقليم بيد ويد أخرى تحمل السلام»، وهو ما يراه خبراء في الشأن الأفريقي، لن يحمل فرصاً قريبة لإنهاء الأزمة، وسط توقعات بتفاقم النزاع، خصوصاً مع عدم وجود «نية حسنة»، وتشكك الأطراف في بعضها، وإصرار كل طرف على أحقيته بالسيطرة على الإقليم.

وأدان «عرو» القتال الذي اندلع، يوم الجمعة الماضي، بين قوات إدارتي أرض الصومال وإدارة خاتمة في منطقة بوقداركاين بإقليم سول، قائلاً: «نأسف للهجوم العدواني على منطقة سلمية، وسنعمل على الدفاع عن أرض الصومال بيد، بينما نسعى لتحقيق السلام بيد أخرى»، حسبما أورده موقع الصومال الجديد الإخباري، الأحد.

وجاءت تصريحات «عرو» بعد «معارك عنيفة تجددت بين الجانبين اللذين لهما تاريخ طويل من الصراع في المنطقة، حيث تبادلا الاتهامات حول الجهة التي بدأت القتال»، وفق المصدر نفسه.

ويعيد القتال الحالي سنوات طويلة من النزاع، آخرها في فبراير (شباط) 2023، عقب اندلاع قتال عنيف بين قوات إدارتي أرض الصومال وخاتمة في منطقة «بسيق»، وفي سبتمبر (أيلول) من العام نفسه، نشرت إدارة أرض الصومال مزيداً من قواتها على خط المواجهة الشرقي لإقليم سول، بعد توتر بين قوات ولايتي بونتلاند وأرض الصومال في «سول» في أغسطس (آب) 2022.

كما أودت اشتباكات في عام 2018 في الإقليم نفسه، بحياة عشرات الضحايا والمصابين والمشردين، قبل أن يتوصل المتنازعان لاتفاق أواخر العام لوقف إطلاق النار، وسط تأكيد ولاية بونتلاند على عزمها استعادة أراضيها التي تحتلها أرض الصومال بالإقليم.

ويوضح المحلل السياسي الصومالي، عبد الولي جامع بري، أن «النزاع في إقليم سول بين أرض الصومال وبونتلاند يعود إلى عام 2002، مع تصاعد الاشتباكات في 2007 عندما سيطرت أرض الصومال على لاسعانود (عاصمة الإقليم)»، لافتاً إلى أنه «في فبراير (شباط) 2023، تفاقم القتال بعد رفض زعماء العشائر المحلية حكم أرض الصومال، وسعيهم للانضمام إلى الحكومة الفيدرالية الصومالية؛ ما أدى إلى مئات القتلى، ونزوح أكثر من 185 ألف شخص».

ويرى الأكاديمي المختص في منطقة القرن الأفريقي، الدكتور علي محمود كلني، أن «الحرب المتجددة في منطقة سول والمناطق المحيطة بها هي جزء من الصراعات الصومالية، خصوصاً الصراع بين شعب إدارة خاتمة الجديدة، وإدارة أرض الصومال، ولا يوجد حتى الآن حل لسبب الصراع في المقام الأول»، لافتاً إلى أن «الكثير من الدماء والعنف السيئ الذي مارسه أهل خاتمة ضد إدارة هرجيسا وجميع الأشخاص الذين ينحدرون منها لا يزال عائقاً أمام الحل».

ولم تكن دعوة «عرو» للسلام هي الأولى؛ إذ كانت خياراً له منذ ترشحه قبل شهور للرئاسة، وقال في تصريحات نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي إن «سكان أرض الصومال وإقليم سول إخوة، ويجب حل الخلافات القائمة على مائدة المفاوضات».

وسبق أن دعا شركاء الصومال الدوليون عقب تصعيد 2023، جميع الأطراف لاتفاق لوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، ووقتها أكد رئيس أرض الصومال الأسبق، موسى بيحي عبدي، أن جيشه لن يغادر إقليم سول، مؤكداً أن إدارته مستعدة للتعامل مع أي موقف بطريقة أخوية لاستعادة السلام في المنطقة.

كما أطلقت إدارة خاتمة التي تشكلت في عام 2012، دعوة في 2016، إلى تسوية الخلافات القائمة في إقليم سول، وسط اتهامات متواصلة من بونتلاند لأرض الصومال بتأجيج الصراعات في إقليم سول.

ويرى بري أن «التصعيد الحالي يزيد من التوترات في المنطقة رغم جهود الوساطة من إثيوبيا وقطر وتركيا ودول غربية»، لافتاً إلى أن «زعماء العشائر يتعهدون عادة بالدفاع عن الإقليم مع التمسك بالسلام، لكن نجاح المفاوضات يعتمد على استعداد الأطراف للحوار، والتوصل إلى حلول توافقية».

وباعتقاد كلني، فإنه «إذا اشتدت هذه المواجهات ولم يتم التوصل إلى حل فوري، فمن الممكن أن يؤدي ذلك إلى حدوث اشتباك بين قوات إدارتي أرض الصومال وبونتلاند، الذين يشككون بالفعل في بعضهم البعض، ولديهم العديد من الاتهامات المتبادلة، وسيشتد الصراع بين الجانبين في منطقة سناغ التي تحكمها الإدارتان، حيث يوجد العديد من القبائل المنحدرين من كلا الجانبين».

ويستدرك: «لكن قد يكون من الممكن الذهاب إلى جانب السلام والمحادثات المفتوحة، مع تقديم رئيس أرض الصومال عدداً من المناشدات من أجل إنهاء الأزمة»، لافتاً إلى أن تلك الدعوة تواجَه بتشكيك حالياً من الجانب الآخر، ولكن لا بديل عنها.