«الاستثمارات العامة» لصرف 66 مليار دولار سنوياً على مشروعات سعودية مستحدثة

محافظ الصندوق: مساهمو «أرامكو» قد يدرسون بيع مزيد من الأسهم إذا كانت الظروف ملائمة

محافظ «الاستثمارات العامة» السعودي ياسر الرميان خلال مؤتمر أمس لتسليط الضوء على استراتيجية الصندوق حتى 2025 (الشرق الأوسط)
محافظ «الاستثمارات العامة» السعودي ياسر الرميان خلال مؤتمر أمس لتسليط الضوء على استراتيجية الصندوق حتى 2025 (الشرق الأوسط)
TT

«الاستثمارات العامة» لصرف 66 مليار دولار سنوياً على مشروعات سعودية مستحدثة

محافظ «الاستثمارات العامة» السعودي ياسر الرميان خلال مؤتمر أمس لتسليط الضوء على استراتيجية الصندوق حتى 2025 (الشرق الأوسط)
محافظ «الاستثمارات العامة» السعودي ياسر الرميان خلال مؤتمر أمس لتسليط الضوء على استراتيجية الصندوق حتى 2025 (الشرق الأوسط)

أكد ياسر الرميان، محافظ صندوق الاستثمارات العامة، أمس، أنهم يسعون لاستثمار بين 150 إلى 200 مليار ريال (66 مليار دولار) بشكل سنوي في مشروعات سعودية جديدة، مؤكداً أن الفترة المقبلة ستكون أكثر زخماً، حيث سيتضاعف الإنفاق الرأسمالي على المشروعات الجديدة بشكل كبير.
جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده محافظ صندوق الاستثمارات العامة، أمس (الثلاثاء)، استعرض خلاله استراتيجية الصندوق (2021 – 2025) التي اعتمدها مجلس الإدارة برئاسة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مطلع الأسبوع الحالي.
وشدد الرميان على أن أحد المحافظ الرئيسية في الصندوق ترتكز على تنمية القطاعات، مشيراً إلى تطوير عدة شركات، كشركة الهيلوكوبتر، وشركة إعادة التدوير، وشركات الترفيه، مؤكداً في الوقت ذاته أنهم بصدد النظر في الأجهزة الكهربائية، إلى جانب مشروعات في السيارات، ينظرون إليها حالياً، فيما سيتم البدء فيها خلال العامين المقبلين.
وحول العائد على المواطن من استثمارات الصندوق، قال الرميان إن الصندوق أطلق 10 قطاعات جديدة، و30 شركة جديدة في مختلف القطاعات والمجالات، كان لها تأثير بجذب وافتتاح كثير من المشروعات وتطوير قطاعات أخرى، مشيراً إلى نموذج شركة روشن العقارية، التي تهدف إلى تطوير أحياء سكنية بمعايير عالمية في 9 مدن حول المملكة، كما تهدف إلى المساهمة في رفع نسبة تملك المواطنين للمساكن إلى 70 في المائة، بحلول العام 2030.
وأكد أن الفترة المقبلة ستكون بزخم أكبر للإنفاق الرأسمالي في المشروعات الجديدة حيث ستتضاعف بشكل كبير، إذ سيتم استثمار تريليون ريال (266 مليار دولار) حتى العام 2025.
وحول الـ150 مليار ريال التي سيتم ضخها بشكل متزايد حتى العام 2025 في الاقتصاد المحلي، أشار الرئيس التنفيذي إلى أنه سيتم تمويلها من 4 مصادر للتمويل، هي النقد الموجود لدى الصندوق، والأصول التي تصل الصندوق من الحكومة، إضافة إلى الأرباح التي تأتي من استثمارات الصندوق، ورابعها التمويل؛ حيث بدأوا في ذلك منذ نحو عامين.
ولفت الرميان إلى سعي الصندوق للوصول إلى 4 تريليونات ريال، قائلاً إن صافي الأصول للصندوق زاد 3 مرات؛ حيث يرغبون الآن في الوصول من 1.5 تريليون ريال إلى 4 تريليونات ريال، عبر عدة موارد، بينها الأرباح والأصول وغيرها من المشروعات التي يعملون عليها، موضحاً أن كثيراً من الشركات الضخمة مسجلة في الصندوق بقيمة ريال واحد، ولكن حينما تبدأ عملها التجاري، سترتفع قيمتها بشكل كبير، إضافة إلى بعض الشركات الخاصة التي سيتم إدراجها في الاكتتابات العامة.
وكان الصندوق تخارج من كثير من الصفقات؛ ووفق الرميان: «خروج الصندوق من شركة سابك كان عملاً تكاملياً لفائدة الجميع؛ حيث كان الصندوق بحاجة إلى النقد، في حين كانت (أرامكو) في حاجة إلى عملاق آخر لدمج الشركتين»، مشيراً إلى أن لدى الصندوق مراحل خاصة للاستثمار؛ حيث إن المرحلة الأولى هي الوصول إلى الفرص الاستثمارية، بينما المرحلة الأخيرة هي التخارج.
وقال محافظ صندوق الاستثمارات العامة إن مساهمي «أرامكو السعودية» قد يدرسون بيع مزيد من أسهم الشركة إذا كانت ظروف السوق ملائمة. وحول الاستثمار في «سوفت بانك»، قال إن العائد من الاستثمار فيها ارتفع في العام 2020، وما زال يرتفع.
وحول الكوادر البشرية التي تقود الصندوق، يؤكد الرميان إن 80 في المائة منهم هي قيادات سعودية، مؤكداً أنهم ينظرون بشكل رئيس إلى الأثر الإيجابي الذي سيتحقق من خلال الشخص للوصول إلى المستهدفات.
وتطرق محافظ الصندوق الرميان في حديثه خلال المؤتمر الصحافي للإجابة على أسئلة وسائل الإعلام حول كثير من المحاور والنقاط التي تخص الصندوق، إلى تاريخ المجلس، وأهدافه الاستراتيجية، ومنجزاته في الفترة بين 2018 حتى 2020، والركائز الاستراتيجية للصندوق، والقطاعات ذات الأولوية، وعددها 13 قطاعاً، إضافة إلى المحافظ المحلية والعالمية، وهي محلياً «محفظة الاستثمارات في الشركات السعودية، ومحفظة الاستثمارات الهادفة إلى تطوير القطاعات الواعدة وتنميتها، ومحفظة الاستثمارات في المشروعات العقارية ومشروعات تطوير البنية التحتية السعودية، ومحفظة المشروعات الكبرى - Giga Projects»، في حين العالمية هي «محفظة الاستثمارات العالمية الاستراتيجية، ومحفظة الاستثمارات العالمية المتنوعة».
وتطرق الرميان إلى 13 قطاعاً يعمل عليها الصندوق، مضيفاً أن الفوائد للمواطن ستكون كثيرة، مثل الوظائف وجودة الحياة وخدمات جديدة، وغيرها كثير، شارحاً ذلك بكثير من الشركات في قطاعات مختلفة مثل الترفيه والنقل والطاقة؛ حيث إنهم فقط في البداية، وستكون هناك استثمارات أضخم في الفترة المقبلة.


مقالات ذات صلة

رئيس «تداول»: رفع «موديز» التصنيف الائتماني للسعودية يعزز ثقة المستثمرين

الاقتصاد مستثمر أمام شعار شركة «تداول» السعودية (الشرق الأوسط)

رئيس «تداول»: رفع «موديز» التصنيف الائتماني للسعودية يعزز ثقة المستثمرين

قال الرئيس التنفيذي لمجموعة «تداول» السعودية، المهندس خالد الحصان، إن إعلان وكالة «موديز» رفع التصنيف الائتماني للمملكة إلى «إيه إيه 3» يعزز ثقة المستثمرين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

سجلت شركات البتروكيميائيات المدرجة في السوق المالية السعودية (تداول) تحولاً كبيراً نتائجها المالية خلال الربع الثالث من 2024.

محمد المطيري (الرياض)
الاقتصاد مشهد من العاصمة السعودية وتظهر فيه ناطحات السحاب في مركز الملك عبد الله المالي (كافد) (رويترز)

 «موديز» ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتصاد

رفعت وكالة «موديز» للتصنيف الائتماني تصنيف السعودية إلى «إيه إيه 3» (Aa3) من «إيه 1»، مشيرة إلى جهودها لتنويع اقتصادها بعيداً عن النفط.

«الشرق الأوسط» (نيويورك) «الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

سطرت السعودية التاريخ بعد أن جمعت البلدان الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية المكونة من 193 دولة، للاتفاق على معاهدة الرياض لقانون التصاميم.

بندر مسلم (الرياض)
الاقتصاد العوهلي متحدثاً للحضور في منتدى المحتوى المحلي (الشرق الأوسط)

نسبة توطين الإنفاق العسكري بالسعودية تصل إلى 19.35 %

كشف محافظ الهيئة العامة للصناعات العسكرية المهندس أحمد العوهلي عن وصول نسبة توطين الإنفاق العسكري إلى 19.35 في المائة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
TT

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)

سجلت شركات البتروكيميائيات المدرجة في السوق المالية السعودية (تداول) تحولاً كبيراً نتائجها المالية خلال الربع الثالث من 2024، مقارنةً بالربع المماثل من العام السابق، لتتحول إلى الربحية وبنسبة نمو تجاوزت 200 في المائة.إذ وصلت أرباحها إلى نحو 525 مليون دولار (1.97 مليار ريال) مقارنةً بتسجيلها خسائر في العام السابق وصلت إلى 516 مليون دولار (1.93 مليار ريال).

ويأتي هذا التحول للربحية في النتائج المالية لشركات القطاع، وتحقيقها لقفزة كبيرة في الأرباح، بفعل ارتفاع الإيرادات ودخل العمليات والهامش الربحي وزيادة الكميات والمنتجات المبيعة.

ومن بين 11 شركة تعمل في مجال البتروكيميائيات مدرجة في «تداول»، حققت 8 شركات ربحاً صافياً، وهي: «سابك»، و«سابك للمغذيات»، و«ينساب»، و«سبكيم»، و«المجموعة السعودية»، و«التصنيع»، و«المتقدمة»، و«اللجين»، في حين واصلت 3 شركات خسائرها مع تراجع بسيط في الخسائر مقارنةً بالربع المماثل من العام السابق، وهي: «كيمانول»، و«نماء»، و«كيان».

وبحسب إعلاناتها لنتائجها المالية في «السوق المالية السعودية»، حققت شركة «سابك» أعلى أرباح بين شركات القطاع والتي بلغت مليار ريال، مقارنةً بتحقيقها خسائر بلغت 2.88 مليار ريال للعام السابق، وبنسبة نمو تجاوزت 134 في المائة.

وحلت «سابك للمغذيات» في المركز الثاني من حيث أعلى الأرباح، رغم تراجع أرباحها بنسبة 21 في المائة، وحققت أرباحاً بقيمة 827 مليون ريال خلال الربع الثالث 2024، مقابل تسجيلها لأرباح بـ1.05 مليار ريال في الربع المماثل من العام السابق.

وفي المقابل، حققت «اللجين»، أعلى نسبة نمو بين الشركات الرابحة، وقفزت أرباحها بنسبة 1936 في المائة، بعد أن سجلت صافي أرباح بلغ 45.8 مليون ريال في الربع الثالث لعام 2024، مقابل أرباح بلغت 2.25 مليون ريال في العام السابق.

مصنع تابع لشركة كيميائيات الميثانول (كيمانول) (موقع الشركة)

توقعات استمرار التحسن

وفي تعليق على نتائج شركات القطاع، توقع المستشار المالي في «المتداول العربي» محمد الميموني خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن تستمر حالة التحسن في أرباح شركات قطاع البتروكيميائيات خلال الربعين المقبلين، بفعل حالة ترقب التحسن في الاقتصاد الصيني الذي يعد من أهم وأكبر المستهلكين لمنتجات شركات البتروكيميكال، والاستقرار المتوقع في الأوضاع الجيوسياسية، مضيفاً أن تلك العوامل ستعمل على بدء انفراج في أسعار منتجات البتروكيميكال، وتجاوزها للمرحلة الماضية في تدني وانخفاض أسعارها. وقال «لا أتوقع أن يكون هناك مزيد من التراجع، ومن المتوقع أن يبدأ الاستقرار في أسعار منتجات البتروكيميائيات خلال الربعين المقبلين، وهو مرهون بتحسن أسعار النفط، وتحسن الطلب على المنتجات».

وأشار الميموني إلى أن أسباب تراجع أرباح بعض شركات القطاع أو استمرار خسائرها يعود إلى انخفاض متوسط أسعار مبيعات منتجات البتروكيميكال نتيجة لاتجاه السوق والأسعار نحو الانخفاض بالإضافة إلى فترة الصيانة الدورية لعدد من مصانع شركات القطاع، وكذلك ارتفاع تكلفة وقود الديزل في الفترة منذ بداية يناير (كانون الثاني) 2024 وارتفاع تكلفة الشحن بسبب الاضطرابات الجيوسياسية التي أثرت على مسار الشحن من خلال مسار البحر الأحمر، وارتفاع تكاليف التمويل، ورغم اتجاه أسعار الفائدة نحو الانخفاض منذ سبتمبر (أيلول) الماضي، فإنه لم ينعكس بشكل جيد على وضع نتائج شركات البتروكيميكال حتى الآن، مجدِّداً توقعه بتحسن النتائج المالية لشركات القطاع خلال الربعين المقبلين.

تحسن الكفاءة التشغيلية

من جهته، قال المحلل المالي طارق العتيق، خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» إن شركات القطاع أظهرت منذ بداية السنة تحسناً في الكفاءة التشغيلية لجميع عملياتها وأدائها، وارتفاع في أعداد الكميات المنتجة والمبيعة، وتكيّف شركات القطاع مع تغير ظروف السوق. وقابل ذلك تحسّن ظروف السوق وزيادة الطلب على المنتجات البتروكيماوية، وتحسّن الهوامش الربحية ومتوسط الأسعار لبعض منتجات البتروكيميائيات الرئيسة.

وعّد العتيق تسجيل 8 شركات من أصل 11 شركة تعمل في القطاع، أرباحاً صافية خلال الربع الثالث، أنه مؤشر مهم على تحسن عمليات وأداء شركات القطاع، ومواكبتها لتغير الطلب واحتياج السوق، مضيفاً أن القطاع حساس جداً في التأثر بالظروف الخارجية المحيطة بالسوق وأبرزها: تذبذب أسعار النفط، والظروف والنمو الاقتصادي في الدول المستهلكة لمنتجات البتروكيميائيات وأهمها السوق الصينية، والأحداث الجيوسياسية في المنطقة وتأثيرها على حركة النقل والخدمات اللوجستية، لافتاً إلى أن تلك الظروف تؤثر في الطلب والتكاليف التشغيلية لمنتجات البتروكيميائيات، إلا أنها قد تتجه في الفترة الراهنة باتجاه إيجابي نحو تحسن السوق والطلب على منتجات البتروكيميائيات.