فتوى تمنع المصافحة باليد خوفاً من عدوى الفيروس

الكنيسة المصرية تتوعد بـ«تعليق الصلاة» حال مخالفة إجراءات الوقاية

فحص «كورونا» في مصر (الصحة المصرية)
فحص «كورونا» في مصر (الصحة المصرية)
TT

فتوى تمنع المصافحة باليد خوفاً من عدوى الفيروس

فحص «كورونا» في مصر (الصحة المصرية)
فحص «كورونا» في مصر (الصحة المصرية)

فيما توعدت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مصر بـ«تعليق الصلاة» لمدة 15 يوماً في أي كنيسة لا تلتزم بالإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس «كوفيد - 19»، أجازت فتوى لدار الإفتاء المصرية «منع المصافحة باليد خوفاً من عدوى الفيروس».
يأتي هذا في وقت أعلنت وزارة الصحة المصرية تسجيل 669 حالة جديدة ثبتت إيجابية تحاليلها معملياً للفيروس، وذلك ضمن إجراءات الترصد والتقصي والفحوصات اللازمة التي تجريها الوزارة وفقاً لإرشادات منظمة الصحة العالمية، و53 حالة وفاة جديدة. وأشارت «الصحة» في بيان أمس (الثلاثاء) إلى أن «إجمالي العدد الذي تم تسجيله في مصر بالفيروس، حتى مساء أول من أمس، هو 162486 حالة، من ضمنهم 127001 حالة تم شفاؤها، و9012 حالة وفاة».
وأعلنت الصفحة الرسمية للمتحدث الرسمي باسم الكنيسة القبطية في مصر، أمس، إجراءات جديدة تتعلق بصلوات القداسات والخدمات الكنسية، والتي من المقرر بدأ العمل بها، نهاية يناير (كانون الثاني) الجاري، وشملت إقامة القداسات والتسبحة بمعدل فرد واحد بكل مقعد، وإقامة القداسات في أي يوم من أيام الأسبوع، واستمرار تعليق خدمة مدارس الأحد والاجتماعات وكل الأنشطة والخدمات، أما صلوات الأكاليل والجنازات فيسمح بالمشاركة فيها بمعدل فرد بكل مقعد، فضلاً عن استئناف الدراسة في الإكليريكيات والمعاهد والمراكز التعليمية إلكترونياً.
وحول حكم الامتناع عن المصافحة خوفاً من الإصابة بعدوى «كورونا»، قالت دار الإفتاء المصرية، أمس، إن «الشريعة الإسلامية سبقت إلى نظم الوقاية من الأمراض المعدية والاحتراز من تفشيها وانتشارها؛ منعاً للضرر، ودفعاً للأذى، فيدخل تحت هذا النهي كل ما يحصل به الأذى أو تنتقل به العدوى»، مشيرة إلى «أنه من ذلك، النهي عن مصافحة المصاب بمرض معدٍ، كالمجذوم والأبرص ونحوهما، صيانة للأرواح، وأخذاً بأسباب النجاة»، لافتة إلى أنه «يزداد النهي ويتأكد في حالات الوباء التي انتشر فيها المرض وتفشيه، كفيروس (كورونا)، لأن دفع الضرر ودرء الخطر عن الأنفس، واجب شرعي ومقصد مرعيّ».
وأشارت «الإفتاء» إلى أنه «ينبغي في هذه الآونة التي اجتاح فيها الفيروس معظم الأنحاء، ترك المصافحة باليد بين المسلمين، خوفاً من الإصابة بالعدوى، لما ثبت من سرعة انتقاله بين الأشخاص عن طريق العدوى والمخالطة، خوفاً من انتقال هذا الفيروس، واجتناباً للعدوى، وحفاظاً على الأرواح، وأخذاً بأسباب النجاة، ويُكتفى حينئذ بالتحية قولاً؛ وهو القدر المأمور به شرعاً لتحقق السلام وإفشائه بين العالمين».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.