صعّدت الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران، أمس، من هجماتها في محافظة الحديدة على الساحل الغربي لليمن وسط صمت من البعثة الأممية الخاصة بدعم اتفاق الحديدة.
وفيما تهدد هذه الهجمات بنسف الهدنة الهشة، أفاد الإعلام العسكري التابع للقوات اليمنية المشتركة بأن الجماعة استهدفت، أمس، «مجمع إخوان ثابت الصناعي والتجاري» في الحديدة وأحياء سكنية بقصف صاروخي خلّف أضراراً بالمباني وأثار الرعب في صفوف السكان والعاملين في المصنع والمجمع التجاري والذي سبق أن تعرض في مرات سابقة لعمليات قصف عنيفة خلّفت عشرات القتلى والجرحى.
وأفادت القوات المشتركة في بلاغ بأنها رصدت 86 خرقاً حوثياً للهدنة الأممية من الميليشيات الحوثية في غضون 8 ساعات فقط في سياق التصعيد المستمر الذي تضمّن عمليات عدائية من خلال قصف واستهداف الأحياء السكنية والقرى الآهلة بالسكان ومزارع المواطنين.
وذكر الإعلام العسكري للقوات المشتركة أن الميليشيات استخدمت الأسلحة المتوسطة والقذائف المدفعية، إلى جانب الطائرات المُسيّرة التي رُصدت في سماء مديرية حيس وبلدة الجبلية التابعة لمديرية التحيتا.
وتركّز القصف الحوثي على مناطق متفرقة من مديرية حيس بكثافة، بالتزامن مع تصعيد مماثل على منطقة الجبلية في مديرية التحيتا، حسب المصادر نفسها.
كانت الميليشيات المدعومة من إيران قد جددت الاثنين الماضي قصفها بقذائف المدافع وصواريخ الكاتيوشا على الأحياء السكنية في مديريات جنوب محافظة الحديدة، حيث استهدفت حي المنظر بمديرية الحوك، وهو ما أسفر عن تدمير خمسة منازل على الأقل.
كما طال القصف الحوثي حي الجروبة في مركز مديرية التحيتا ومنطقة الجبلية التابعة للمديرية نفسها، وفق ما ذكره المركز الإعلامي التابع لألوية العمالقة الحكومية.
وفيما لم تعلق البعثة الأممية التي يقودها الجنرال الهندي أبهيجيت غوها على هذا التصعيد من الجماعة الحوثية، تقول الحكومة الشرعية إن البعثة تخلت عن مسؤوليتها بسبب إصرارها على البقاء رهينة في مناطق سيطرة الميليشيات.
واتهمت مصادر عسكرية يمنية تحدثت في وقت سابق إلى «الشرق الأوسط» الجماعة التي أدرجتها واشنطن أخيراً على قوائم الإرهاب، بالسعي لتوسيع نطاق الهجمات، أملاً في تحقيق أي تقدم عند خطوط التماس بخاصة في شرقي مدينة الحديدة وجنوبها حيث مديرية الدريهمي وفي مديريتي حيس والتحيتا.
وحسب شهود يسكنون على الطرق الواصلة بين محافظة الحديدة والمناطق الأخرى التي تسيطر عليها الجماعة دفعت الأخيرة خلال الأسبوعين الأخيرين بالمئات من عناصرها من محافظتي إب وذمار لتعزيز قواتها على خطوط التماس وبشكل خاص شرق مدينة حيس المتاخمة لحدود محافظة إب المجاورة.
وتحدث الشهود عن مرور العشرات من العربات الحوثية التي تحمل المجندين القادمين من محافظة ذمار عبر طريق مدينة الشرق باتجاه مدينة الحديدة التي تطوّقها القوات المشتركة من الشرق والجنوب منذ 2018، وهو ما يعني -حسب عسكريين- إصراراً من الجماعة على التصعيد لانتهاك الهدنة الأممية الهشة القائمة على «اتفاق استوكهولم».
إلى ذلك، أفادت مصادر في مديرية باجل شمال الحديدة بأن الجماعة الانقلابية استحدثت في الأسابيع الأخيرة معسكرين على الأقل لتدريب المجندين في المديرية على استخدام الصواريخ وزرع الألغام بالتزامن مع نقل خبراء من صنعاء وصعدة للإشراف على عمليات التدريب العسكري والتعبئة الفكرية المصاحبة.
ومنذ سريان الهدنة الأممية في 18 ديسمبر (كانون الأول) 2018، شهدت خطوط التماس بين الميليشيات الحوثية والقوات المشتركة مئات المواجهات، فضلاً عن أعمال القصف المدفعي والصاروخي من الحوثيين التي تسببت بمقتل وجرح مئات المدنيين من النساء والأطفال وتهجير مئات العائلات باتجاه مناطق أكثر أمناً.
وتكتفي البعثة الأممية لدعم اتفاق الحديدة من وقت لآخر بإصدار بيانات تندد بالتصعيد وتدعو لضبط النفس، فيما عجزت عن إحياء مسار المفاوضات في اللجنة المشتركة لتنسيق إعادة الانتشار بموجب اتفاق استوكهولم.
هجمات حوثية متصاعدة في الحديدة وسط صمت أممي
هجمات حوثية متصاعدة في الحديدة وسط صمت أممي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة