منتدى «دافوس» ينطلق افتراضياً... والوباء و«فيروس انعدام المساواة» على رأس أجندته

مركز مؤتمرات انعقاد المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا (إ.ب.أ)
مركز مؤتمرات انعقاد المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا (إ.ب.أ)
TT

منتدى «دافوس» ينطلق افتراضياً... والوباء و«فيروس انعدام المساواة» على رأس أجندته

مركز مؤتمرات انعقاد المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا (إ.ب.أ)
مركز مؤتمرات انعقاد المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا (إ.ب.أ)

يفتتح المنتدى الاقتصادي العالمي الذي يعقد افتراضياً هذا العام، اليوم (الاثنين) بخطاب الرئيس الصيني شي جينبينغ الذي يبدو أن بلاده قد طوت صفحة فيروس «كورونا» المستجد، أقله من الناحية الاقتصادية.
وعادة ما يعقد هذا المنتدى في دافوس الواقعة في جبال الألب السويسرية، إلا أن جائحة «كوفيد- 19» أجبرت قادة العالم على الاجتماع افتراضياً هذا العام.
وفي وقت لاحق من اليوم، ستناقش رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد إلى جانب وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير ونظيره الألماني بيتر ألتماير والمدير التنفيذي لشركة «غولدمان ساكس»، طريقة «إنعاش النمو الاقتصادي».
وخلال نسخة عام 2020 من المنتدى الاقتصادي العالمي، لم يكن ظهور التهاب رئوي غامض في الصين، والذي لم يكن قد أصبح وباء بعد، يثير قلقاً واسع النطاق. وكانت النخب الاقتصادية المجتمعة في جبال الألب مهتمة بالجدل الحاصل بين دونالد ترمب وغريتا تونبرغ أكثر من اهتمامها بالحجر الصحي المفروض في ووهان، حسبما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية.
بعد مرور عام، ومع مغادرة الملياردير الجمهوري البيت الأبيض على مضض، عادت القارة الآسيوية إلى الواجهة في النسخة الحادية والخمسين من المنتدى التي تحمل عنوان «عام حاسم لإعادة بناء الثقة».
وتضاءلت حدة التفاؤل الذي ساد في نوفمبر (تشرين الثاني) عندما أصبحت اللقاحات واقعاً في بداية العام، مع فرض قيود جديدة في أنحاء العالم لمكافحة الوباء، وظهور نسخ متحورة من فيروس «كورونا».
والشخصيات الكبيرة المشاركة فيه هي المستشارة أنجيلا ميركل، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين.
وأرسلت إدارة بايدن الجديدة التي وعدت بإحياء سياسة خارجية متعددة الأطراف، خبير الأمراض المعدية الطبيب أنطوني فاوتشي وهو المستشار الرئاسي حول الوباء، بالإضافة إلى جون كيري، المبعوث الخاص للمناخ، والذي بالتأكيد سيحظى باستقبال جيد بعد قرار الرئيس الديمقراطي الجديد جو بايدن إعادة الولايات المتحدة إلى اتفاق باريس للمناخ.
وسيمثل آسيا رئيسا الصين وكوريا الجنوبية ورئيسا وزراء الهند واليابان.
وبعد التجمع الافتراضي الأول سينتقل منتدى دافوس في مايو (أيار) إلى سنغافورة، بعيداً عن المنتجع الشتوي السويسري الفخم؛ حيث تواصل انعقاده منذ أسسه البروفسور الألماني كلاوس شفاب عام 1971.
السبب المعلن وراء نقله يتعلق بالمخاوف الصحية، إذ تعتبر هذه المدينة التي سجلت فيها 29 وفاة فقط، أكثر أماناً من جنيف.
ويعكس هذا التركيز على آسيا من جانب منظمي المنتدى الاقتصادي العالمي، نتائج دراسة حديثة أجرتها شركة «يولر هيرميس» للتأمين تظهر أنه بفضل الوباء من المفترض أن يعادل الناتج المحلي الإجمالي الصيني الناتج المحلي الإجمالي الأميركي، بحلول عام 2030، أي قبل عامين مما كان متوقعاً قبل الأزمة.
والصين هي الاقتصاد الرئيسي الوحيد الذي حقق نمواً في عام 2020 بلغت نسبته 2.3 في المائة، كما أنها زادت حصتها في السوق. فقد ازداد فائضها بنسبة 7 في المائة مقارنة بالولايات المتحدة في عام 2020، وهو دليل على فشل سياسة الحرب التجارية التي شنها دونالد ترمب.
ومن المفترض أيضاً التطرق إلى موضوع مهم آخر هذا الأسبوع، هو تفاقم انعدام المساواة، والمخاطر التي يمثلها ذلك على تماسك المجتمعات.
وفي مقالة نشرت منتصف يناير (كانون الثاني) قال شفاب: «مرة أخرى لدينا فرصة لإعادة البناء» داعياً إلى إعادة النظر في الرأسمالية في ضوء جائحة فاقمت انعدام المساواة.
وأعلنت منظمة «أوكسفام» لمكافحة الفقر اليوم (الاثنين) أن أزمة «كوفيد- 19» تفاقم انعدام المساواة في العالم، مع سرعة ازدياد ثروات الأغنياء، وأرجحية أن يحتاج الأكثر فقراً سنوات للخروج من دائرة الفقر.
ونشر التقرير ليتزامن مع بدء منتدى دافوس الذي سيتم خلاله تخصيص أسبوع كامل لمساعدة القادة على ابتكار حلول لكبح الوباء، وإنعاش الاقتصادات بشكل قوي في العام المقبل.
وعالمياً، ازدادت ثروات أصحاب المليارات 3900 مليار بين 18 مارس (آذار) و31 ديسمبر (كانون الأول) 2020، وفق المنظمة التي جددت دعوتها إلى فرض ضرائب على الثروة لمكافحة «فيروس انعدام المساواة».


مقالات ذات صلة

وزير الخارجية السعودي يبحث تعزيز التعاون مع رئيس «دافوس»

الخليج وزير الخارجية يستقبل مؤسس ورئيس المنتدى الاقتصادي العالمي (الشرق الأوسط)

وزير الخارجية السعودي يبحث تعزيز التعاون مع رئيس «دافوس»

 استقبل الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، في مقر الوزارة بالرياض، الاثنين، مؤسس ورئيس المنتدى الاقتصادي العالمي «دافوس» كلاوس شواب.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد 
جانب من انطلاق فعاليات المنتدى العالمي الاقتصادي في الرياض أمس (واس)

مشاركة دولية واسعة في «دافوس الرياض»

انطلقت في العاصمة السعودية الرياض، أمس (الأحد)، أعمال الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي، برعاية الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، وبمشاركة دولية واسعة.

هلا صغبيني ( الرياض) مساعد الزياني ( الرياض )
الخليج ولي العهد السعودي مستقبلاً أمير الكويت اليوم في الرياض (واس)

محمد بن سلمان يستعرض التطورات وتعزيز العلاقات مع مشعل الأحمد والسوداني

التقى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مع أمير الكويت ورئيس الوزراء العراقي كل على حدة وذلك على هامش أعمال المنتدى الاقتصادي المنعقد في الرياض.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مشاركون في حلقة نقاش جانبية خلال الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي بالرياض في 28 أبريل 2024 (أ.ف.ب)

حزمة مشاريع عراقية جاهزة للتنفيذ تعرض خلال المنتدى الاقتصادي العالمي بالرياض

قال مصدر حكومي مطّلع إن العراق سيقدم خلال المنتدى الاقتصادي العالمي المنعقد في الرياض حزمة من المشاريع الجاهزة للتنفيذ أمام كبريات الشركات المشاركة في المنتدى.

حمزة مصطفى (بغداد)
الاقتصاد وزير الاقتصاد والتخطيط السعودي ورئيس المنتدى الاقتصادي العالمي وعدد من المعنين بالتحضير للمنتدى (صفحة وزارة الاقتصاد والتخطيط على «إكس»)

تحضيرات اجتماع منتدى الاقتصاد العالمي في الرياض بين الإبراهيم وبرينده

ناقش وزير الاقتصاد والتخطيط فيصل الإبراهيم مع رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي بورغي برينده، التحضيرات الجارية للاجتماع الخاص بالمنتدى الذي سيُعقد في المملكة في…

«الشرق الأوسط» (الرياض)

ألمانيا تحذر ترمب من تداعيات الرسوم الجمركية على الاقتصاد

سفينة تابعة لشركة شحن صينية في محطة حاويات بميناء هامبورغ الألماني (رويترز)
سفينة تابعة لشركة شحن صينية في محطة حاويات بميناء هامبورغ الألماني (رويترز)
TT

ألمانيا تحذر ترمب من تداعيات الرسوم الجمركية على الاقتصاد

سفينة تابعة لشركة شحن صينية في محطة حاويات بميناء هامبورغ الألماني (رويترز)
سفينة تابعة لشركة شحن صينية في محطة حاويات بميناء هامبورغ الألماني (رويترز)

أعرب وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك، ومرشح حزب «الخضر» لمنصب المستشار، عن اعتقاده بأن ألمانيا والاتحاد الأوروبي على استعداد جيد للتعامل مع رئاسة دونالد ترمب الجديدة، لكنه حذر ترمب من أن الرسوم الجمركية سلاح ذو حدين، وسيضر الاقتصاد الكلي.

وقال هابيك، نائب المستشار الألماني، وفق «وكالة الأنباء الألمانية»: «أقول إنه يتعين علي وأريد أن أواصل العمل بشكل وثيق مع الولايات المتحدة. لكن إذا تصرفت الإدارة الأميركية الجديدة بطريقة قاسية، فسنرد بشكل جماعي وبثقة بوصفنا اتحاداً أوروبياً».

يذكر أن الاتحاد الأوروبي مسؤول عن السياسة التجارية للدول الأعضاء به والبالغ عددها 27 دولة.

وهدد الرئيس الأميركي المنتخب ترمب بفرض رسوم جمركية بنسبة 60 في المائة على جميع البضائع الصينية وما يتراوح بين 10 في المائة و20 في المائة على الواردات من دول أخرى، ومن بينها الاتحاد الأوروبي، والتي ستشمل السيارات الألمانية الصنع، وهي صناعة رئيسية.

وقال هابيك إنه سيتم التوضيح للولايات المتحدة، من خلال الحوار البناء مع الاتحاد الأوروبي، أن العلاقات التجارية الجيدة تعود بالنفع على الجانبين، إلا أن ألمانيا والاتحاد الأوروبي بحاجة إلى إظهار قوتهما.

وأضاف هابيك: «ردي على ترمب ليس بالخضوع، ولكن بالثقة بقوتنا. ألمانيا قوية وأوروبا قوية».

كانت دراسة أجرتها شركة «بي دبليو سي» لمراجعة الحسابات، قد أظهرت أن اختيار دونالد ترمب رئيساً للولايات المتحدة، يُشكل تحدياً لصناعة الشحن الألمانية.

وكشفت الدراسة عن أن 78 في المائة من ممثلي الصناعة يتوقعون تداعيات سلبية من رئاسة ترمب، بينما يتوقع 4 في المائة فقط نتائج إيجابية. واشتمل الاستطلاع على ردود من 124 من صنّاع القرارات في قطاع الشحن.

وتمحورت المخاوف حول احتمالية زيادة الحواجز التجارية، وتراجع حجم النقل تحت قيادة ترمب.

كما ألقت الدراسة الضوء على الأزمة الجارية في البحر الأحمر، حيث تهاجم جماعة الحوثي اليمنية المدعومة من إيران السفن التجارية بطائرات مسيّرة وصواريخ.

وبدأت هجمات الحوثيين في البحر الأحمر في 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وتقول الجماعة إنها تستهدف السفن الإسرائيلية، والمرتبطة بإسرائيل، أو تلك المتوجهة إليها، وذلك نصرة للشعب الفلسطيني في غزة.

وتجنبت عدة شركات شحن قد شملها الاستطلاع، البحر الأحمر خلال فترة الاستطلاع الذي أجري من مايو (أيار) إلى يونيو (حزيران)، فيما لا تزال ثلاث شركات من أصل 72 شركة تبحر عبر المسار بشكل نموذجي، تعمل في المنطقة.

ووفقاً للدراسة، فإن 81 في المائة من الشركات لديها اعتقاد بأن الأسعار سوف تواجه ضغوطاً هبوطية في حال كانت مسارات النقل في البحر الأحمر تعمل بشكل سلس.