تصاعد القلق العالمي من النسخ الجديدة للفيروس... ودول تشدّد القيود

ممرضة تستعد لتلقيح موظفي الخطوط الأمامية بلقاح فيروس «كورونا» بأحد مستشفيات حيدر آباد (أ.ف.ب)
ممرضة تستعد لتلقيح موظفي الخطوط الأمامية بلقاح فيروس «كورونا» بأحد مستشفيات حيدر آباد (أ.ف.ب)
TT

تصاعد القلق العالمي من النسخ الجديدة للفيروس... ودول تشدّد القيود

ممرضة تستعد لتلقيح موظفي الخطوط الأمامية بلقاح فيروس «كورونا» بأحد مستشفيات حيدر آباد (أ.ف.ب)
ممرضة تستعد لتلقيح موظفي الخطوط الأمامية بلقاح فيروس «كورونا» بأحد مستشفيات حيدر آباد (أ.ف.ب)

فرضت دول عدة قلقة من انتشار نسخ جديدة من فيروس «كورونا» المستجد، ومنها الولايات المتحدة وفرنسا وإسرائيل، قيوداً جديدة على دخول أراضيها، وتشديداً في التدابير الصحية، ما أثار تظاهرات كما الحال في هولندا خصوصاً؛ حيث وقعت مواجهات بين محتجين على حظر التجول والقوى الأمنية.
وسيعيد الرئيس الأميركي جو بايدن الاثنين العمل بقيود الدخول إلى الولايات المتحدة، ولا سيما بالنسبة للأجانب الذين زاروا بريطانيا وجنوب أفريقيا؛ حيث ظهرت نسختان جديدتان أشد عدوى من فيروس «كورونا» المستجد الأساسي.
وسيطبق منع الدخول إلى الولايات المتحدة على غالبية المواطنين غير الأميركيين الذين توجهوا إلى بريطانيا وجزء كبير من أوروبا فضلاً عن البرازيل وجنوب أفريقيا، على ما أعلن مسؤول في البيت الأبيض.
وتجاوزت الولايات المتحدة رسمياً الأحد عتبة 25 مليون إصابة بفيروس «كورونا» المستجد منذ بدء انتشار الوباء.
وأحصت جامعة «جونز هوبكنز» المرجعية إصابة 25 مليوناً وثلاثة آلاف و695 شخصاً، لافتة إلى أن أكثر من 417 ألف شخص قضوا بـ«كوفيد- 19» في البلاد.
وتسببت الجائحة في وفاة مليونين و121 ألفاً و70 شخصاً في العالم، وأصاب الفيروس 98.6 مليوناً منذ ظهوره نهاية عام 2019، وفق تعداد لوكالة الصحافة الفرنسية.
وأدى القلق من الفيروس المتحور إلى تشديد التدابير والقيود في كثير من الدول، ما أثار معارضة جزء من السكان.
فقد شهدت مدن هولندية عدة مواجهات مع الشرطة وعمليات نهب، الأحد، خلال تظاهرات احتجاج على فرض حظر التجول، ما استدعى توقيف عشرات الأشخاص في مناطق مختلفة من البلاد.
وفي لاهاي وأيندهوفن أُحرقت سيارات ومتاجر. والسبت أُضرمت النيران في مركز لفحوص «كوفيد- 19» في بلدة أورك في شمال هولندا.
وفي الدنمارك، أوقفت الشرطة ثلاثة أشخاص يشتبه في أنهم أحرقوا دمية على هيئة رئيسة الوزراء خلال تظاهرة مساء السبت في كوبنهاغن. وكان آلاف الأشخاص قد تظاهروا السبت في مدريد، معتبرين أن الفيروس «خدعة» بينما رأى بعض المتظاهرين أنه «غير موجود».
وبدأت البرازيل (ثانية أكثر دول العالم تضرراً بعد الولايات المتحدة مع 217037 وفاة) للتو حملة التلقيح. وبعد عشرة أيام من حظر تجول ليلي ستلجأ ولاية أمازوناس إلى الإغلاق لمدة أسبوع بدءاً من الاثنين.
وشهدت ماناوس عاصمة هذه الولاية الواقعة في شمال غربي البلاد، أكثر من ثلاثة آلاف عملية دفن خلال يناير (كانون الثاني) الأكثر فتكاً على صعيد الجائحة، بينما تجاوزت المستشفيات طاقتها الاستيعابية القصوى بسبب الارتفاع الكبير في الإصابات.
وأفيد رسمياً بأن الفيروس مسؤول عن نصف هذه الوفيات. وباشرت مقبرة «نوسا سينيورا أبارايسيدا» الأكبر في المدينة، أعمال توسيع لاستقبال ألفين إلى ثلاثة آلاف جثمان إضافي.
وفي المكسيك؛ حيث حصدت الجائحة أرواح أكثر من 146 ألف شخص، أعلن الرئيس أندريس لوبيز أوبرادور (67 عاماً) الأحد، أنه مصاب بـ«كوفيد- 19»، إلا أنه يعاني من «أعراض طفيفة» فقط.
وفُرضت قيود جديدة في كثير من الدول لمواجهة المخاوف حيال النسخ الجديدة من الفيروس.
فقد شددت فرنسا التي فرضت في الأساس حظر تجول صارماً، الأحد، عمليات التدقيق عند الحدود، واشترطت إبراز فحص سلبي النتيجة على المسافرين الآتين من الاتحاد الأوروبي. وكان هذا الإجراء مطلوباً من الوافدين من دول أخرى؛ إلا أن رئيس المجلس العلمي جان فرنسوا ديلفريسي، اعتبر أنه «ينبغي على الأرجح التوجه إلى الإغلاق» لمواجهة فيروس «كورونا» المتحور «الذي يغير المعطى كلياً» على الصعيد الصحي في فرنسا.
ومنعت السويد الأحد لمدة ثلاثة أسابيع دخول أراضيها للوافدين من النرويج، بعد ظهور بؤرة للنسخة البريطانية الجديدة للفيروس قرب أوسلو، مع تمديد الإجراء نفسه حيال الوافدين من بريطانيا والدنمارك.
وأعلنت النرويج من جهتها، السبت، إغلاقاً جزئياً في أوسلو وضواحيها، في تدبير هو الأكثر صرامة منذ بدء الجائحة. وفي النمسا بات وضع الكمامة من نوع «إف إف بي 2» إلزامياً بدءاً من الاثنين في وسائل النقل المشترك والمتاجر.
وأعلنت إسرائيل التي لقحت 2.5 مليون من سكانها البالغ عددهم تسعة ملايين، تعليق الرحلات الجوية الدولية حتى 31 يناير.
وأعلنت وزيرة الصحة المصرية هالة زايد، الأحد، بدء حملة تلقيح ضد الفيروس من أحد مستشفيات العزل في محافظة الإسماعيلية المطلة على قناة السويس. وعددت الوزيرة المصرية الفئات المتلقية للجرعات، بدءاً بالطواقم الطبية التي تتصدى للوباء، ثم الطواقم الطبية الأخرى، يليهما كبار السن والذين يعانون من أمراض مزمنة، وصولاً إلى المواطنين العاديين.
واختارت ثاني دولة أفريقية بعد سيشل تطلق حملة واسعة للتطعيم، اللقاح الصيني الذي تنتجه «سينوفارم». وهي تنتظر أيضاً جرعات من لقاح «أسترازينيكا- أكسفورد».
وبدأت السلطات المغربية الأحد تحديد مواعيد التطعيم ضد فيروس «كورونا» تجهيزاً لحملة التلقيح الوطنية المجانية و«التدريجية» التي من المقرر أن تنطلق الأسبوع المقبل.
وأعطيت أكثر من 63.5 مليون جرعة من اللقاحات، فيما لا يقل عن 68 بلداً ومنطقة، وفق تعداد لوكالة الصحافة الفرنسية.
وفي أوروبا يرتفع منسوب التنديد بالتأخر المعلن في تسليم لقاحات «أسترازينيكا» و«فايزر». وطالب رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال بأن تتوخى شركات الصيدلة «الشفافية».
وأكد وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو الأحد، أن ملاحقات قضائية أعلنتها إيطاليا تستهدف «الحصول على الجرعات» الموعودة من المختبرين.
وستكون ألمانيا التي تعاني بقوة من عودة انتشار الفيروس، الأسبوع المقبل، أول دولة في الاتحاد الأوروبي تستخدم علاجاً تجريبياً يستند إلى الأجسام المضادة أعطي للرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب عند إصابته بالفيروس.
وأصدرت أستراليا من جهتها أول ترخيص للقاح هو «فايزر» على ما أعلن رئيس الوزراء سكوت موريسون الاثنين. وسيبدأ التلقيح في نهاية فبراير (شباط).
وصوَّت الناخبون البرتغاليون وسط إغلاق عام شامل في انتخابات رئاسية، أدت إلى إعادة انتخاب الرئيس مارسيلو يبيلو دي سوزا.
وكانت البرتغال مع أكثر من 85 ألف إصابة ونحو 1500 وفاة خلال الأسبوع المنصرم، الدولة التي سجلت أكبر عدد من الإصابات الجديدة والوفيات على الصعيد العالمي، نسبة إلى عدد مواطنيها باستثناء جبل طارق.
في المقابل، رفعت هونغ كونغ إجراء الإغلاق الذي فرضته على أحد أحيائها خلال عطلة نهاية الأسبوع، وهو الأول من نوعه منذ بدء الجائحة، بعدما سمح برصد 19 إصابة من أصل سبعة آلاف مواطن خضعوا لفحوص، ما أثار نقاشاً حول فعالية هذا التدبير.
واستمرت الجائحة في التسبب في اضطرابات اقتصادية، مع حرمان ملايين الأشخاص من العمل أو المداخيل، بينما لم يتأثر أغنى الأغنياء؛ لا بل حسنوا وضعهم خلال الأزمة الصحية، على ما ذكرت منظمة «أوكسفام» غير الحكومية في تقريرها السنوي الذي صدر الاثنين.
وعلى الصعيد العالمي، ازدادت ثروات أصحاب المليارات 3900 مليار بين 18 مارس (آذار) و31 ديسمبر (كانون الأول) 2020، وفق المنظمة التي جددت دعوتها إلى فرض ضرائب على الثروة لمكافحة «فيروس انعدام المساواة».


مقالات ذات صلة

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))

«الجمعية العامة» تطالب بأغلبية ساحقة بوقف فوري لإطلاق النار في غزة

من عملية تصويت للجمعية العامة للأمم المتحدة (أرشيفية - إ.ب.أ)
من عملية تصويت للجمعية العامة للأمم المتحدة (أرشيفية - إ.ب.أ)
TT

«الجمعية العامة» تطالب بأغلبية ساحقة بوقف فوري لإطلاق النار في غزة

من عملية تصويت للجمعية العامة للأمم المتحدة (أرشيفية - إ.ب.أ)
من عملية تصويت للجمعية العامة للأمم المتحدة (أرشيفية - إ.ب.أ)

صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية ساحقة يوم الأربعاء لصالح المطالبة بوقف فوري وغير مشروط ودائم لإطلاق النار بين إسرائيل ومقاتلي حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في قطاع غزة والإفراج الفوري عن جميع الرهائن.

وتمثل المطالبة بوقف إطلاق النار الواردة في القرار الذي جرت الموافقة عليه بأغلبية 158 صوتا تصعيدا من جانب الجمعية العامة التي تضم 193 عضوا والتي دعت في أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي إلى هدنة إنسانية فورية في غزة ثم طالبت بها بعد شهرين.