ما أثر السلالة الجديدة لـ«كورونا» على عودة الأطفال إلى المدارس؟

أشد فتكاً وتزيد من سرعة انتقال المرض بنحو 50 %

ما أثر السلالة الجديدة لـ«كورونا» على عودة الأطفال إلى المدارس؟
TT

ما أثر السلالة الجديدة لـ«كورونا» على عودة الأطفال إلى المدارس؟

ما أثر السلالة الجديدة لـ«كورونا» على عودة الأطفال إلى المدارس؟

الانتشار السريع للسلالة الجديدة من فيروس «كورونا»، التي ظهرت في بريطانيا وأعلن يوم الجمعة الماضي أظهر أنها أشد فتكاً من السلالة الأصلية، وسلط الضوء على دور الأطفال في جائحة «كوفيد - 19». إذ أشارت البيانات المبكرة على أن السلالة الجديدة أكثر انتشاراً في الأطفال من البالغين مقارنة بالسلالات الأخرى. لكن الباحثين يقولون إنها تنتشر في جميع الفئات العمرية وليس فقط في الأطفال. ومع ذلك لا يزال الكثير غير معروف بشأن انتشار الفيروس لدى الأطفال مما تسبب في إغلاق المدارس.
تقول كاترين بينيت عالمة الأوبئة في جامعة ديكين في ملبورن بأستراليا إنه بسبب الاختلافات البيولوجية لدى الأطفال فهم أقل عرضة للإصابة بالفيروس من البالغين. وإذا كانت السلالة الجديدة للفيروس تزيد من معدلات الإصابة لدى الأطفال فلا بد من مراجعة أسلوب انتقال العدوى في المدارس. وتضيف أن معظم البلدان تختبر الأشخاص الذين يعانون من الأعراض فقط، لذا فهناك حاجة إلى بيانات أفضل لأن الحالات في الأطفال عادة ما تكون من دون أعراض. أما كالوم سيمبل أخصائي تفشي الأمراض بجامعة ليفربول البريطانية فيقول إن المدارس والجامعات لم تكن بؤرة انتشار العدوى، ولا يمكن مقارنة البيانات بسهولة بين مختلف البلدان بسبب اختلاف ممارسات الحفاظ على النظافة والتعقيم والتباعد الاجتماعي.
- صورة متغيرة
تم اكتشاف السلالة الجديدة المسماة B.1.1.7 لأول مرة في المملكة المتحدة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2020 وقد أشارت البيانات التي نشرت في 4 يناير (كانون الثاني) 2021 في نسخة ما قبل النشر في موقع medRxiv من قبل مجموعة من الباحثين برئاسة نيل فيرغسون إلى أن إصابة الأطفال بالسلالة الجديدة، مقارنة بالسلالات الأخرى المعروفة قد زادت مقارنة بالفئات العمرية الأخرى مما ولد الشك بأن السلالة الجديدة كانت تنتشر بين الأطفال بسهولة أكبر من البالغين. لكن تقريرا صدر في يناير 2021 من قبل وكالة الصحة العامة البريطانية وجد أن السلالة الجديدة تنتقل بسهولة أكبر في جميع الفئات العمرية وأن الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 10 سنوات تزيد احتمالية نقلهم للسلالة الجديدة إلى الآخرين.
كما أن هناك صورة مماثلة حول سلالة أخرى سريعة الانتشار تم اكتشافها لأول مرة في جنوب أفريقيا وتعرف باسم 501Y.V2 ويقول ريتشارد ليسيلز اختصاصي الأمراض المعدية في جامعة كوازولو ناتال في ديربان في جنوب أفريقيا «إذا كان الأطفال يمثلون نسبة أكبر من إصابات (كوفيد – 19) الجديدة في المملكة المتحدة فقد يكون ذلك جزئياً لأن المدارس ظلت مفتوحة في حين تم إغلاق أماكن العمل ومنافذ البيع بالتجزئة في نهاية العام الماضي».
- اختلافات بيولوجية
تشير التقديرات إلى أن الأطفال أقل عرضة للإصابة بعدوى الفيروس من البالغين بما يعادل النصف. ويقول سيمبل أن ذلك يعود إلى الاختلافات في عدد ونوع مستقبلات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين 2 ACE2)) في الجهاز التنفسي، حيث إن الفيروس يستخدم هذه المستقبلات للدخول إلى خلايا الجسم ويعتقد أن الأطفال لديهم مستقبلات أقل من البالغين، وقد تكون موجودة في الجهاز التنفسي العلوي فقط على عكس البالغين الذين توجد لديهم هذه المستقبلات في جميع أنحاء المجاري التنفسية، وهو ما يفسر عدم انتشار الفيروس لدى الأطفال الصغار.
من جهة أخرى، يقول باحثون آخرون إن الأطفال غالباً ما يتمتعون بحماية أفضل من مسببات الأمراض من البالغين لأن لديهم جهازاً مناعياً أكثر استجابة وفيه أعداد أكبر من الخلايا التائية المناعية لكن هناك حاجة إلى مزيد من الأدلة لتحديد ما إذا كان هذا هو الحال.
- أخطار على الأطفال
تشير إحدى الدراسات إلى أن الشخص المصاب بالنسخة الأصلية من الفيروس يصيب نحو 10 بالمائة من الأشخاص المعرضين للاتصال به، بينما يصيب الشخص المصاب بالسلالة الجديدة نحو 15 بالمائة، لذا فإن السلالة الجديدة تزيد من قابلية الانتقال بنحو 50 بالمائة وأن الزيادات الطفيفة في معدل العدوى تؤدي إلى نمو تفشيات بسرعة أكبر وإلى أعداد أكبر بكثير.
وفي وقت سابق قال نيل فيرغسون أستاذ وعالم الأوبئة والأمراض المعدية في لندن إمبريال كوليدج وعضو المجموعة الاستشارية أن السلالة الجديدة لها ميل أعلى لإصابة الأطفال لأسباب لا تزال غير معروفة، بينما قالت ويندي باركلي وهي أستاذة في المجموعة الاستشارية ومتخصصة في علم الفيروسات في لندن إمبريال كوليدج أن الطفرات في السلالات الجديدة لها إمكانية عالية في طريقة دخولها الخلايا البشرية مما يعني أن الأطفال قد يكونون معرضين كذلك للإصابة بالفيروس مثل البالغين، ولذلك من المتوقع أن تزداد عدد الإصابات لدى الأطفال مما قد يتسببوا في نقل الفيروس إلى الآخرين وتفشي المرض.
ويتفق العلماء إنه في ضوء زيادة الإصابات بين الأطفال فإن هناك حاجة إلى بيانات أكثر دقة حول كيفية نقلهم للفيروس بما في ذلك عدد المخالطين المقربين من الأطفال مقارنة بالبالغين. لكن كيم مولهولاند طبيب الأطفال في معهد مردوخ لأبحاث الأطفال في ملبورن أستراليا يحذر من ردود الفعل السريعة على المعلومات المبكرة وغير الكاملة حول زيادة انتقال السلالات الجديدة لدى الأطفال ويؤكد على أنه يمكن أن يكون لتكلفة إغلاق المدارس آثار اجتماعية مدمرة تصيب جيلاً من الأطفال. كما أن إغلاق المدارس يمكن أن يكون له عواقب غير مقصودة لأن إبقاء الأطفال في المنزل يمكن أن يزيد من انتقال العدوى في المنزل إذا أحضر الآباء المربيات إلى منازلهم.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.