رحيل إبراهيم إسحاق... أحد روّاد الرواية السودانية

استخدم اللهجة المحلية في معظم أعماله

إبراهيم إسحق
إبراهيم إسحق
TT

رحيل إبراهيم إسحاق... أحد روّاد الرواية السودانية

إبراهيم إسحق
إبراهيم إسحق

غيب الموت فجر أمس، الروائي والقاص السوداني، إبراهيم إسحاق، عن عمر يناهز 75 عاماً، قضاها بين الكتابة والتدريس. وسيواري جثمانه الثرى بأميركا التي غادر إليها قبل أيام لإجراء عملية جراحية.
ونعى رئيس الوزراء، عبد الله حمدوك، في بيان صحافي، الروائي الراحل «الذي لامست كتاباته الوجدان السوداني بلغة غلبت عليها الفرادة والخصوصية، وأثرى المكتبة السودانية بالعديد من الكتب والمؤلفات والمقالات والدراسات في مجال النقد الأدبي والتراث»، كما جاء في البيان.
ويجمع كثير من النقاد على أن البيئة التي تحدر منها إسحاق، شكلت ثيمة أساسية في كتابة معظم أعماله الروائية والقصصية والشعر، التي استخدم فيها اللهجة الدارجة. وخلال مسيرته الحافلة قدم صوراً فنية مبتكرة للبيئة في غرب البلاد، وحفر عميقاً في بيئته المحلية.
ويقول عنه الأديب والشاعر محمد نجيب محمد علي، إن إسحاق سارد بارع ومتمكن من الكتابة، واستحق عن جدارة صفة عميد الروائيين السودانيين. لقد استقى إسحاق كتابة معظم أعماله من منطقة دارفور التي ولد ونشأ فيها، على وجه الخصوص قريته الصغيرة، ومن أشهر أعماله رواية «حدث في القرية»، ومجموعات قصصية أخرى بعنوان «فضيحة آل نورين»، و«أخبار البنت ماكايا».
ويضيف محمد علي: «لقد أصدر إسحاق روايته الأولى (حدث في القرية) عام 1969 في العام ذاته الذي أصدر فيه الروائي السوداني العالمي الطيب صالح، روايته الشهيرة (موسم الهجرة إلى الشمال)، إلا أن استخدامه للهجة المحلية في العديد من كتاباته، رغم أنها ساعدت على إيصال ما كتبه لكل السودانيين، لم يساعد في انتشار أعماله الروائية والقصصية خارج الحدود، وهو ما يأخذه عليه بعض النقاد».
ولد إسحاق عام 1946 بقرية ودعة شرق دارفور، تلقى فيها تعليمه الأولي والثانوي، إلى دخوله جامعة الخرطوم وتخرجه من كلية التربية.
بدأ إبراهيم إسحاق حياته الأدبية بكتابة الشعر، من ثم انتقل إلى الرواية والقصة القصيرة، وكتب الكثير من المقالات في الصحف السيارة والمجلات العربية والأفريقية.
هاجر إلى المملكة العربية السعودية، وعمل فيها بالتدريس لقرابة 20 عاماً، وعاد في 2005 للاستقرار النهائي بالبلاد.
ومن أهم أعمال الراحل «السيرة الهلالية» في السودان و«أبو زيد الهلالي» التي أصبحت مادة غنية للدارسين، بالإضافة إلى كتابات ودراسات عن الحكاية الشعبية في أفريقيا. وتقلد إسحاق منصب رئيس اتحاد الكتاب السودانيين عام 2009، وعضواً في مجلس تطوير وترقية اللغات القومية في السودان، وشارك في لجان تحكيم لعدد من الجوائز الأدبية بالبلاد.

- أعماله الروائية:
> «حدث في القرية»، الخرطوم، 1969
> «أعمال الليلِ والبلدة»، 1971
> «مهرجان المدرسَة القديمة»، الخرطوم، 1976
> «أخبار البنت مياكايا»، الخرطوم، 1980
> «وبال في كليمندو»، الخرطوم، 1999
> «فضيحة آل نورين»، 2004

- دراسات وقصص:
> «الحكاية الشعبية في أفريقيا» (دراسة)، 1977
> «ناس من كافا» (مجموعة قصصية)، 2006
> «عرضحالات كباشية» (مجموعة قصصية)، 2011
> «حكايات من الحلالات» (مجموعة قصصية)، 2011
> «هجرات الهلاليين من جزيرة العرب إلى شمال أفريقيا وبلاد السودان»، 2013.



سحر إلفيس بريسلي يتوهَّج في ذكرى ميلاده الـ90

الأسطورة (مواقع التواصل)
الأسطورة (مواقع التواصل)
TT

سحر إلفيس بريسلي يتوهَّج في ذكرى ميلاده الـ90

الأسطورة (مواقع التواصل)
الأسطورة (مواقع التواصل)

تعمُّ الاحتفالات أرجاء بريطانيا إحياءً للذكرى الـ90 لميلاد أسطورة الغناء إلفيس بريسلي.

ووُلد بريسلي داخل كوخ خشبي في توبيلو بولاية مسيسيبي الأميركية عام 1935. وسجَّل خلال مسيرته الفنّية أغنيات شكَّلت علامات فارقة بتاريخ عصر موسيقى «الروك آند رول» في خمسينات القرن الماضي، وذلك بدءاً من سنّ الـ21؛ بما فيها «أول شوك آب» و«هارت بريك هوتيل».

في هذا السياق، عرضت «بي بي سي» شهادات لمَن علَّم فيهم إلفيس؛ فروت جان أوين من نيوكواي في كورنوال الإنجليزية، التي حدثت معرفتها الأولى بأغنيات بريسلي عام 1956، أنها رأته بعد 20 عاماً بحفل موسيقي في الولايات المتحدة، فكانت «ليلة لا تنسى»، سادتها «أجواء مثيرة». أما إيان بيلي من ليستر، فجاءت معرفته بأغنيات بريسلي أيضاً عام 1956، قبل أن يلتقي مطربه المفضَّل عام 1972، ويظهر معه في صورة التقطها نادي المعجبين الرسمي بإلفيس في بريطانيا.

وإذ وصفت أوين لحظة اكتشافها إلفيس وأغنياته بـ«بداية عصر جديد»، قالت: «لم نكن نعرف شيئاً عنه. ظنَّ كثيرون أنه شخصٌ لزج ولم يحبّوه، لكنه لم يكن كذلك. كان بارّاً بوالدته، ولطيفاً».

وبعد 20 عاماً، وخلال جولتها في الولايات المتحدة، رأت ملصقات في كاليفورنيا تُعلن حفلاً له. قالت: «اتصل زوجي محاولاً الحصول على تذاكر، لكنها نفدت. ثم حدثت معجزة. قال رجل التقينا به: (أنتِ من إنجلترا، يمكنكِ الحصول على تذكرتي)».

جان أوين الوفية لبريسلي (مواقع التواصل)

وأضافت: «كنا على بُعد 8 صفوف من الصفّ الأمامي. كان الجوّ مشحوناً بالإثارة، والأمر بمثابة حلم يتحقّق. كان صوته رائعاً جداً، واستعان ببعض حركاته القديمة».

وفيما يتعلق ببيلي، فإنّ رحلةً إلى أحد الملاهي المحلّية أتاحت له فرصة سماع إلفيس للمرّة الأولى. عن ذلك، قال: «كنت في الـ12 من عمري. آنذاك، إنْ أردتَ الاستماع إلى هذا النوع من الموسيقى، فستذهب إلى الملاهي».

عام 1972، قصد الولايات المتحدة لرؤية مطربه المحبوب في حفل موسيقي بلاس فيغاس. قال: «أذكر الليلة الأولى عندما كنت جالساً هناك. همَّت الفرقة بالعزف، وفجأة ظهر الرجل ذو البدلة البيضاء. بدا رائعاً».

كما التقى إلفيس، وظهر في صورة بجانبه ضمَّت توني برينس من «راديو لوكسمبورغ»، وتود سلوتر من نادي معجبي إلفيس بريسلي الرسمي في بريطانيا. تابع: «كنا جميعاً في صف واحد وقُدِّمنا له. صافَحَنا وسألنا عن حالنا. أمضينا نحو 12 دقيقة معه».

يُذكر أنّ بريسلي تُوفّي عن 42 عاماً في قصره بغريسلاند، في ممفيس بولاية تينيسي، يوم 16 أغسطس (آب) 1977. وأكد بيلي: «سواء أحببته أو كرهته، تظلُّ الحقيقة أننا لن نرى أبداً مثله مرّة أخرى».