شركات إنتاج ومحطات إعلامية لبنانية تواجه «كورونا» بمبادرات فردية

تطالب باستثناء صناعة الدراما من قرار الحظر

توقف تصوير المسلسل بعد يوم واحد من بدايته
توقف تصوير المسلسل بعد يوم واحد من بدايته
TT

شركات إنتاج ومحطات إعلامية لبنانية تواجه «كورونا» بمبادرات فردية

توقف تصوير المسلسل بعد يوم واحد من بدايته
توقف تصوير المسلسل بعد يوم واحد من بدايته

حالة الشلل العام التي تسود لبنان حاليا بفعل تطبيق قرار حظر التجول منذ 14 يناير (كانون الثاني) الجاري تركت تأثيرها السلبي على مختلف القطاعات الانتاجية والحيوية.
ويتصدّر قطاع صناعة الدراما هذه اللائحة بعد أن شمله قرار الحظر ومنعه من اكمال عمليات التصوير لمسلسلات وأعمال تلفزيونية. فكما شركة «الصباح» و»ايغل فيلمز» و»فينيكس برودكشن» هناك نحو 8 شركات انتاج درامية أخرى تتكبد خسائر فادحة من جراء عدم استثنائها من القرار المذكور. فهي أوقفت محركاتها وأرسلت موظفيها وفرق العمل معها الى منازلهم. أما النجوم العرب الذين يتعاونون معها في أعمال رمضانية وغيرها فهم يقبعون في غرف الفنادق في انتظار موعد تصوير جديد يحدد لهم قريبا. وفي المقابل فان تلك الشركات تدفع مبالغ طائلة لقاء اقامتهم الجبرية في لبنان.
وبحسب صادق الصباح صاحب شركة «الصباح أخوان» فان ما يتبع في لبنان في هذا الخصوص لا نشهده في بلد عربي آخر. ويقول في حديث لـ(الشرق الأوسط): «في دول عربية كمصر ودبي يستثنى القطاع الدرامي من قرار الاقفال التام المطبق فيها. وتعد المملكة العربية السعودية أول من أهتم في هذا القطاع وأدرجته على لائحة الأنشطة الحيوية المستثناة».
والمعروف أن هناك نحو 3000 عائلة متضررة من عملية توقيف أعمال الدراما. فهذا القطاع يدخل الى لبنان سنويا نحو 500 مليون دولار كونه يضخ الحياة في الفنادق والمطاعم وشركات تأجير السيارات وغيرها.
ويعتب الصبّاح على الدولة اللبنانية فيقول في سياق حديثه لـ(الشرق الأوسط): «اننا كقطاع انتاجي بادرنا الى اقامة جزيرة صحية خاصة بنا كي لا نشكل حملا ثقيلا على الدولة اللبنانية في حال التقط أحد المتعاونين معنا العدوى. وبالرغم من ذلك رفضت الدولة اللبنانية استثنائنا والسماح لنا بالعودة الى العمل الانتاجي». ويشرح الصباح: «لقد عملنا على تأمين أسرّة احتياطية في مستشفى الشرق الأوسط في منطقة بصاليم. وكذلك استقدمنا 10 ماكينات أوكسيجين من دبي والقاهرة اضافة الى كمية أدوية لا يستهان بها. رغبنا القيام بهذه المبادرة بعيدا عن السوق اللبناني كي نوفر عليه أي ضغوطات وتكلفة اضافية. وقلنا للمسؤولين اعتمدوا هذا القطاع نموذجا حيا فأنتم لم تسطيعوا تأمين امكانيات احتياطية في المستشفيات فدعونا نعمل وننتج بدل أن تدفعونا الى الهجرة. فنحن استطعنا تأمين الحماية لنحو 600 شخص تحت سن الأربعين وبينهم 400 أجنبي عربي يمكث في الفنادق. فاذا توقف هذا القطاع عن العمل نخسر المواسم وتطبع لبنان صورة سلبية معلنة انتهاء دوره الاعلامي الريادي. لقد جاهدنا للوصول الى هنا من أجل وضع لبنان على خارطة الدراما العربية المنتجة. فلماذا لا تساعدونا وتساندونا لنكمل مهمتنا ونبقى في طليعة صناع الدراما والبرامج التلفزيونية في العالم العربي؟
وما قام به أصحاب شركات انتاج الدراما طبقته بعض المحطات تلفزيونية بينها «ال بي سي آي» التلفزيونية. فهي ومن خلال مبادرة فردية أمنت كل المستلزمات الطبية من أسرة في المستشفيات وماكينات أوكسيجين لكل موظف عندها يصاب بعدوى «كورونا» وقد وصل عددهم الى نحو33 شخص. فاستحدثت ادارة المحطة خطا هاتفيا جماعيا لجميع الموظفين. ويوميا كان يجري متابعتهم مع طبيب مختص. وجرى تأمين ماكينة قياس الأوكسيجين (أوكسيميتر) لهم جميعا والذي من المفروض مراقبته عند كل مصاب بالعدوى. وجرى تأمين الأدوية وماكينات الأوكسيجين ووضعت في تصرف أي موظف قد يحتاجها في منزله. وضمن خطة واحدة تمت متابعة هذه الحالات التي دخل بينها ثلاثة فقط الى المستشفيات.
وسجّل تعاونا ملحوظا بين محطات التلفزة وشركات انتاج الدراما في هذا الاطار بحيث حمل بيار الضاهر مدير الـ»ال بي سي آي» على عاتقه الاهتمام بمرضى كورونا من فنانين وممثلين واعلاميين. فاستطاع تأمين المستلزمات الطبية لمن التقط العدوى كما حصل مع الممثل فادي ابرهيم. ومن ناحية أخرى أجرى اتصالاته مع المعنيين من أجل تسهيل مهمة هذه الصناعة كونه أحد المتضررين من توقيف حركتها.
ومن الأعمال التي توقف تصويرها بعد يوم واحد على انطلاقها «للموت» من انتاج «ايغلز فيلم». وهو من بطولة ماغي بو غصن ودانييلا رحمة وخالد القيش وغيرهم. الأمر نفسه يسرى على أعمال أخرى كمسلسل «خرزة زرقا» و»صالون زيزي» وغيرها لشركة «الصباح أخوان».
المنتج والمخرج ايلي معلوف صاحب شركة «فينيكس برودكشن» هو أيضا من المتضررين من قرار ايقاف الأعمال الدرامية. ويواجه اليوم مشكلة كبيرة في مسلسل «رصيف الغرباء» الذي يعرض على شاشة «ال بي سي آي». ويوضح في حديث لـ(الشرق الأوسط): «انني من الأشخاص المتأذيين من هذا القرار خصوصا وأن منتجي (رصيف الغرباء) يعرض حاليا على الهواء. وعدم اكمال عملية تصويره دفعتنا الى اختصار عرضه حلقاته وقد تصل الى ثلاثة أيام في الأسبوع الواحد في حال لم نستثن من القرار.انني من اللبنانيين الذين يعملون تحت سقف القانون ولكن أين كانوا المسؤولين في فترة الأعياد عندما سمحوا باحياء الحفلات؟ نحن اليوم نحصد ما زرعوه وبالرغم من ذلك يمتنعون عن ادراجنا على لائحة الاستثناءات. فنحن على الأقل نعمل على حماية هذا القطاع والعاملين فيه من خلال جزيرة طبية بادرنا الى استحدثاها كشركات انتاج بالتعاون مع محطة «ال بي سي آي». كما أننا نطبق جميع الاجراءات اللازمة من تعقيم واجراء اختبارات «بي سي آر» مع الممثلين وباقي فرق العمل. لقد رفعنا الصوت الى الوزراء المختصين واليوم نحن ننتظر الجواب الشافي منهم».


مقالات ذات صلة

«العلاقات المشوهة» تجلب الانتقادات لصناع «وتر حساس» في مصر

يوميات الشرق لقطة من مسلسل «وتر حساس» (حساب صبا مبارك على «إنستغرام»)

«العلاقات المشوهة» تجلب الانتقادات لصناع «وتر حساس» في مصر

تعرَّضت بطلات المسلسل المصري «وتر حساس»، الذي يُعرَض حالياً، لانتقادات على «السوشيال ميديا»؛ بسبب ما وصفها البعض بـ«علاقات مشوهة».

نادية عبد الحليم (القاهرة )
يوميات الشرق لقطة من مسلسل «رقم سري» (الشركة المنتجة)

«رقم سري» يناقش «الوجه المخيف» للتكنولوجيا

حظي مسلسل «رقم سري» الذي ينتمي إلى نوعية دراما الغموض والتشويق بتفاعل لافت عبر منصات التواصل الاجتماعي.

رشا أحمد (القاهرة )
يوميات الشرق زكي من أبرز نجوم السينما المصرية (أرشيفية)

مصر: تجدد الجدل بشأن مقتنيات أحمد زكي

تجدد الجدل بشأن مقتنيات الفنان المصري الراحل أحمد زكي، بعد تصريحات منسوبة لمنى عطية الأخت غير الشقيقة لـ«النمر الأسود».

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق تجسّد شخصية «دونا» في «العميل» (دانا الحلبي)

دانا الحلبي لـ«الشرق الأوسط»: لو طلب مني مشهد واحد مع أيمن زيدان لوافقت

تُعدّ تعاونها إلى جانب أيمن زيدان إضافة كبيرة إلى مشوارها الفني، وتقول إنه قامة فنية كبيرة، استفدت كثيراً من خبراته. هو شخص متعاون مع زملائه يدعم من يقف أمامه.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق آسر ياسين وركين سعد في لقطة من المسلسل (الشركة المنتجة)

«نتفليكس» تطلق مسلسل «موعد مع الماضي» في «القاهرة السينمائي»

رحلة غوص يقوم بها بعض أبطال المسلسل المصري «موعد مع الماضي» تتعرض فيها «نادية» التي تقوم بدورها هدى المفتي للغرق، بشكل غامض.

انتصار دردير (القاهرة )

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.