ممثل للأمم المتحدة: «ذا لاين» نهج عالمي يعزز حوكمة البيئة

الفضل يؤكد لـ«الشرق الأوسط» ضرورة إيجاد حل لمشاكل النمط الحضري وتوسع المدن

منطقة نيوم زاخرة ببيئة متنوعة من التضاريس (الشرق الأوسط)
منطقة نيوم زاخرة ببيئة متنوعة من التضاريس (الشرق الأوسط)
TT

ممثل للأمم المتحدة: «ذا لاين» نهج عالمي يعزز حوكمة البيئة

منطقة نيوم زاخرة ببيئة متنوعة من التضاريس (الشرق الأوسط)
منطقة نيوم زاخرة ببيئة متنوعة من التضاريس (الشرق الأوسط)

أكد ممثل رئيس لدى الأمم المتحدة أن مشروع «ذا لاين» الذي أعلن عنه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أخيرا، يؤسس لنهج عالمي صديق للإنسان يعزز حوكمة البيئة وسلسلة القيمة وتطبيقه على المواد الغذائية والبناء والمنسوجات المقرر اعتماده بالاجتماع الجمعية العامة لحوكمة البيئة للأمم المتحدة.
وقال المهندس فيصل الفضل، ممثل رئيس لدى الأمم المتحدة ومراقب البيئة للمنظمات غير الحكومية بالوضع الاستشاري، لـ«الشرق الأوسط»: «من المعروف تقليديا أن المدن ومعظم المراكز الحضرية الكبرى في العالم تأسست بشكل عضوي في تطورها، وعادة ما بدأت كمراكز طبيعية للسكن والعيش قبل أن تنمو لتصبح محاور ديناميكية وقائمة على الاكتفاء الذاتي، تعمل كمغناطيس اقتصادي وتجاري وإداري في مناطقها النائية الإقليمية».
وأضاف «في عام 1990، كانت هناك 10 مدن كبرى تضم 10 ملايين نسمة أو أكثر، وارتفع العدد في عام 2014 إلى 28 مدينة كبرى، تسكنها حوالي 453 مليون نسمة... ربما أدى النمو السريع للمدن في العالم النامي إلى جانب ازدياد الهجرة من الريف إلى الحضر لهذه الزيادة المطردة في أعداد المدن الكبرى، سادت بارتفاع العشوائيات والأمراض والتدهور والتفاوت الاقتصادي الاجتماعي لسكانها».
وزاد الفضل: «من المهم جدا أن يعتمد المجتمع العالمي نهجا أكثر طموحا لمدن صديقة للإنسان والبيئة، كما أعلن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مؤخراً عن مشروع (ذا لاين) بطول 170 كيلومترا، والذي يشكل العمود الفقري لمشروع «نيوم»، ليقود مسار التنمية الحديثة لمدن المستقبل من البحر الأحمر إلى الوديان الصحراوية في الطرف الشرقي من منطقة تطوير (نيوم)».
وأضاف الفضل «إن التجارب الحقيقية لتحسين الأحوال على نطاق المدن سابقا في أكثر من 200 مدينة هو محور الاهتمام برنامج (مؤتل) للأمم المتحدة، زادت تكلفتها عن مليون دولار لكل مدينة وعددها 17 في السعودية بمعدل دعم مالي أولي يتراوح بين 40 ألف و65 ألف دولار فقط للمدينة الواحدة، دلت على أنه من الممكن حل مشاكل النمط الحضري والتوسع والعشوائيات وسكن الفقراء على نطاق المدينة».
ووفق الفضل، فإن هذا التغيير لا يتطلب بالضرورة قدرا كبيرا من التمويل إنما يقتضي اعتماد النهج الصحيح والإرادة السياسية كما قدمه ولي العهد السعودي بمشروع «ذا لاين»، لافتا إلى أنه يمثل نهجا يركز على تسخير طاقة الناس لأغراض تشجيع التغيير بالتعاون مع الشركاء الإنمائية الآخرين في مدنهم.
وزاد الفضل «إذا ما أردنا أن تكون المدن هدفا مهما في خطة التنمية العالمية الجديدة، لا بد أن يكون المجتمع المدني شريك أساسي في موضوعها، حيث لا بد من تضمين المواطنين باعتبارهم قادرين على المشاركة بشكل منطقي في تنمية مدينتهم والمحافظة عليها».
ووفق الفضل «في إحصاء للأمم المتحدة، يعيش اليوم أكثر من نصف سكان العالم في المناطق الحضرية، بينما بحلول عام 2050، سيرتفع هذا الرقم إلى 6.5 مليار فرد، أي حوالي ثلثي البشرية جمعاء»، مضيفا «لا يمكن تحقيق التنمية المستدامة دون إحداث تغيير كبير في طريقة بناء وإدارة الفضاء الحضري».
وزاد الفضل أن أكثر من نصف السكان العرب (57 في المائة) يعيشون في المناطق الحضرية في المتوسط، فيما تسجل المنطقة العربية تحولا حضريا سريعا إذ يشهد معدل التحضر نموا سنويا بمعدل 2.5 في المائة بحسب تقديرات 2015.
وأضاف «إنه كان هناك تفاوت كبير عبر المنطقة، إذ تبلغ نسبة التحضر 99 و98 في المائة في قطر والكويت على التوالي؛ وتصل النسبة إلى 58 في المائة و44 في المائة في المغرب ومصر على التوالي؛ بينما تنخفض إلى 33 و28 في المائة في السودان وجزر القمر».
ولفت إلى أنه عبر المنطقة العربية يعيش نحو 28 في المائة من جميع سكان الحضر في أحياء فقيرة أو مستوطنات غير رسمية (عشوائيات)، بينما في أقل البلدان نموا في المنطقة يعيش ما يقرب من ثلثي سكان الحضر في أحياء فقيرة».
وبدلا من الاعتماد كليا على عدد صغير من المسؤولين المنتخبين، وفق الفضل، يكون بإمكان هذه الجهات الفاعلة من شتى القطاعات التفاعل والنظر في جوانب التنمية الحضرية والتفاوض على اتفاقات بشأن كيفية المضي قدما، مبينا أنه ربما يتيح هذا النهج البسيط مشاركة أوسع من جانب الناس والمجموعات في إدارة المدن وتوجد فرص وأفكار وأشكال تعاون جديدة، فضلا عن أنه يمكنه أن يجعل العملية أكثر اتساما بالحيوية وأكثر تمثيلا.
وشدد على أهمية إدراك أن مدينة «نيوم»، ستكون أكثر بكثير من «ذا لاين»، بل مجموعة من المجمعات الحضرية في إجمالي التنمية، على مساحات إجمالية قدرها 27 ألف كيلومتر مربع، أي تعادل بلدا صغيرا، بمساحة أكبر من دول مثل الكويت والبحرين وقطر ولبنان وتحتوي في داخلها على جميع الأساسيات لتحقيق الاكتفاء الذاتي والحياة الكريمة بعيدا عن التلوث والاستنزاف الغير مبرر للطبيعة.


مقالات ذات صلة

الميزانية السعودية... استدامة مالية واستمرار في الإصلاحات

الاقتصاد ولي العهد في أثناء توقيعه على الميزانية العامة للدولة لعام 2025 (واس)

الميزانية السعودية... استدامة مالية واستمرار في الإصلاحات

أقر مجلس الوزراء السعودي برئاسة الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء أمس (الثلاثاء)، ميزانية عام 2025 بإيرادات متوقعة عند 1.184 تريليون ريال.

مساعد الزياني (الرياض) عبير حمدي (الرياض)
الاقتصاد ولي العهد مترئساً جلسة مجلس الوزراء المخصصة لإقرار ميزانية عام 2025 (واس) play-circle 00:51

الميزانية السعودية 2025... نمو مستدام مدعوم بالإصلاحات الاقتصادية

جاء إعلان السعودية عن ميزانية العام المالي 2025 التي أقرّها مجلس الوزراء السعودي ليظهر مدى توسع الاقتصاد السعودي.

مساعد الزياني (الرياض) عبير حمدي (الرياض)
الاقتصاد ولي العهد يوقِّع على الميزانية العامة للعام المالي 2025 (واس) play-circle 00:51

محمد بن سلمان: ميزانية 2025 تؤكد العزم على تعزيز قوة ومتانة ومرونة اقتصاد السعودية

قال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، إن ميزانية 2025 تؤكد العزم على تعزيز قوة ومتانة ومرونة اقتصاد المملكة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد وزير الاستثمار متحدثاً إلى الحضور خلال «المبادرة العالمية لمرونة سلسلة التوريد» (الشرق الأوسط)

السعودية توسّع صفقاتها للمشاركة في سلاسل التوريد العالمية

تتجه السعودية إلى زيادة الوصول للمواد الأساسية، وتوفير التصنيع المحلي، وتعزيز الاستدامة، والمشاركة في سلاسل التوريد العالمية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
خاص الأمير سعود ووزير الصناعة خلال حفل الهيئة (إمارة منطقة مكة المكرمة)

خاص وزير الصناعة السعودي: هيئة المساحة ستلعب دوراً محورياً في السنوات الـ25 المقبلة في التعدين

تلعب هيئة المساحة الجيولوجية في السعودية دوراً حيوياً في الكشف عن مخزونات الأرض من الفلزات، التي تشمل الذهب والزنك والنحاس.

سعيد الأبيض (جدة)

وزير المالية السعودي: ميزانية العام 2025 تستهدف مواصلة التوسع في الإنفاق الاستراتيجي

وزير المالية السعودي في مؤتمره الصحافي (الشرق الأوسط)
وزير المالية السعودي في مؤتمره الصحافي (الشرق الأوسط)
TT

وزير المالية السعودي: ميزانية العام 2025 تستهدف مواصلة التوسع في الإنفاق الاستراتيجي

وزير المالية السعودي في مؤتمره الصحافي (الشرق الأوسط)
وزير المالية السعودي في مؤتمره الصحافي (الشرق الأوسط)

قال وزير المالية السعودي محمد الجدعان إن ميزانية العام 2025 تستهدف مواصلة التوسع في الإنفاق الاستراتيجي على المشاريع التنموية وفق الاستراتيجيات القطاعية وبرامج رؤية المملكة 2030، واستمرار تنفيذ البرامج والمشاريع ذات العائد الاقتصادي والاجتماعي والبيئي المستدام، وتطوير بيئة الأعمال لتعزيز جاذبيتها، والمساهمة في تحسين الميزان التجاري للمملكة، وزيادة حجم ونوع الاستثمارات المحلية والأجنبية.

وشدد في مؤتمر صحافي، عقب إقرار مجلس الوزراء ميزانية العام المالي لعام 2025، على أن الحكومة استمرت في الإنفاق التوسعي لما يحمل من أثر إيجابي للمواطن.

وأضاف أن 3.7 في المائة هو النمو المتوقع بالاقتصاد غير النفطي بنهاية 2024، موضحاً أن الأنشطة غير النفطية ساهمت في الناتج المحلي بنسبة 52 في المائة خلال النصف الأول من العام الحالي. وقال إن مساهمة النفط في الناتج المحلي اليوم هو 28 في المائة. وأضاف أن الناتج المحلي الاسمي وصل إلى 4.1 تريليون ريال.

ورأى أن مساهمة الاستثمار الخاص في الاقتصاد عملية تحتاج للوقت، مشدداً على أن المؤشرات الاقتصادية تدعو إلى التفاؤل.

وقال: «هناك قفزة بعدد الشركات الصغيرة والمتوسطة بفضل الإنفاق الحكومي... نواصل الالتزام بالتحفظ عند إعداد الميزانية وأرقام الإيرادات دليل على ذلك».

ولفت إلى أن تغيرات هيكلية في اقتصاد المملكة بدأت تظهر نتائجها، كاشفاً أن 33 في المائة هي نسبة ارتفاع في الإنفاق على الاستراتيجيات وبرامح تحقيق «رؤية 2030».