شركات سعودية وعالمية تحضّر لإنشاء أول صندوق استثماري للذكاء الصناعي

اهتمام من القطاع الخاص السعودي لتبني الاستثمار في مجالات الذكاء الاصطناعي (الشرق الأوسط)
اهتمام من القطاع الخاص السعودي لتبني الاستثمار في مجالات الذكاء الاصطناعي (الشرق الأوسط)
TT

شركات سعودية وعالمية تحضّر لإنشاء أول صندوق استثماري للذكاء الصناعي

اهتمام من القطاع الخاص السعودي لتبني الاستثمار في مجالات الذكاء الاصطناعي (الشرق الأوسط)
اهتمام من القطاع الخاص السعودي لتبني الاستثمار في مجالات الذكاء الاصطناعي (الشرق الأوسط)

تعتزم مجموعة شركات سعودية وعالمية إنشاء صندوق استثماري للذكاء الصناعي في إطار سعيها لمواكبة المشروعات السعودية العملاقة التي تتصدرها مشروعات «رؤية المملكة 2030»، في خطوة تعزز أحد محاور الاقتصاديات البديلة التي تسعي لها البلاد.
وتخطط شركة التميز السعودية المختصة في مجال التقنية والأمن السيبراني والذكاء الصناعي بالتعاون مع مجموعة شركات عالمية متخصصة في الأنظمة المتقدمة وكذلك تعمل مع شركات استثمارية متخصصة في الاستثمار في شركات الذكاء الصناعي الجديدة في الاستحواذ على حصص وتمويل مشاريعها، لإنشاء أول صندوق استثماري في هذا المجال، لدعم دخولها للسوق السعودي.
وقال لـ«الشرق الأوسط» عبد الله المليحي، رئيس شركة التميز السعودية المختصة في مجال التقنية والأمن السيبراني والذكاء الصناعي: «قطعنا شوطا كبيرا في صنع تكتل من مجموعة شركات لإنشاء صندوق استثماري للذكاء الصناعي بالمملكة، لدعم التوجه الذي يقوده ولي العهد الأمير محمد بن سلمان للتنمية والتطوير لتعزيز الاقتصاديات البديلة»، موضحا أن هناك إنفاقا لما يقرب من 20 مليار ريال (5.3 مليار دولار) خلال السنوات الـ10 المقبلة حتى العام 2030 وإنشاء 300 شركة متخصصة في التقنية والمعلومات والبيانات.
وأضاف المليحي: «طرحنا فكرة إنشاء الصندوق الاستثماري لدعم وتطوير الشركات السعودية وكذلك الاستحواذ على شركات عالمية ناشئة للاستثمار فيها والحصول على هذه التقنيات الحديثة للمملكة، وكذلك تدريب الكوادر السعودية ليكون لدينا متخصصون في الابتكار في مجال الذكاء الصناعي للمنافسة العالمية».
وتابع المليحي أن «فكرة إنشاء الصندوق ستكون بالمشاركة مع أحد البنوك السعودية وكذلك أحد البنوك العالمية المهتمين بالاستثمار في هذا المجال الذي يعتبر استثمار المستقبل، ما يجعل منه فرصة للمستثمر في خطوة تمهد لإنشاء شركة مساهمة سعودية في مجال الذكاء الصناعي».
وبحسب المليحي، يخطط أن يكون الصندوق المزمع إنشاؤه الأول على مستوى منطقة الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن سياسة الصندوق ستعمل على الاستثمار في شركة التقنية الناشئة لشراء حصص والحصول علي التقنية للسوق السعودي وأسواق منطقة الشرق الأوسط.
من جهته، قال رجل الأعمال السعودي الدكتور خليل خوجة، لـ«الشرق الأوسط»، إن مثل هذه الخطوة تعد خطوة مطلوبة وتتناغم مع واقع وتطور السوق السعودي وتعزز السياسات الرامية لتنويع الاقتصاد من بوابة اقتصاد المعرفة، مستطردا: «تعد المشروعات العملاقة التي تعمل عليها المملكة حاليا هي الحاضن العالمي والمحلي الأول لمثل هذه الشراكات التي تسلح الاقتصاد بأهم مقومات وأسس الذكاء الصناعي كأحد محاور الاقتصاديات البديلة».
ووفق خوجة، يأتي ذلك تعزيزا للتوجه السعودي، لبناء بنية أساسية لتكنولوجيا الذكاء الصناعي كمكون اقتصادي ذي نقلة نوعية، من شأنه أن يزيد من فرص العمل ويدعم الإنتاجية ويضاعف الناتج المحلي غير النفطي ويحفز لزيادة الشركات الناشئة وشركات.
وتوقع خوجة، أن يسهم الصندوق المنتظر في استقطاب الخبراء، وإنشاء المختبرات الخاصة بالذكاء الصناعي، وبدء إدخال هذه التكنولوجيا على الأنظمة الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص، وتوقيع اتفاقيات تستثمر هذه التكنولوجيا في كل المجالات، فضلا عن الإسهام في المستهدفات السعودية العامة المتمثلة في أن تصبح المملكة ضمن أكبر 15 اقتصادا عالميا، وإحدى أفضل 10 دول وفقاً لمؤشر التنافسية العالمية.
ولفت خوجة إلى أن هذا التوجه الذي تقطع فيه السعودية أشواطا كبيرة من خلال مشاريع عملاقة تتصدرها «نيوم»، من شأنه أن يعمل على زيادة الإيرادات غير النفطية من 43 مليار دولار إلى 263 مليار دولار، وزيادة حصة القطاع الخاص من 40 إلى 65 في المائة، وتعزيز المشاريع الصغيرة والمتوسطة من 20 إلى 35 في المائة، كأحد أهم مستهدفات الرؤية 2030.


مقالات ذات صلة

وزير السياحة السعودي: الرياض تتجه لتصبح مركزاً عالمياً للمعارض والمؤتمرات

الاقتصاد وزير السياحة متحدثاً للحضور مع انطلاق النسخة الأولى من القمة الدولية للمعارض والمؤتمرات بالرياض (الشرق الأوسط)

وزير السياحة السعودي: الرياض تتجه لتصبح مركزاً عالمياً للمعارض والمؤتمرات

أكد وزير السياحة أحمد الخطيب، أنَّ الرياض تتجه لتصبح مركزاً عالمياً لقطاع المعارض والمؤتمرات، مع مشروعات تشمل مطارات جديدة، ومنتجعات، وبنية تحتية متطورة

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد وزير الصناعة والثروة المعدنية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)

الخريف: قطاع إعادة التصدير السعودي ينمو ويسجل 16.2 مليار دولار عام 2024

كشف وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، بندر الخريف، عن تسجيل بلاده صادرات بلغت 61 مليار ريال (16.2 مليار دولار) من قطاع إعادة التصدير خلال العام الحالي.

زينب علي (الرياض)
إحدى أسواق المنتجات الغذائية بالسعودية (الشرق الأوسط)

الأقل في مجموعة العشرين... التضخم في السعودية يسجل 2 %

بلغ معدل التضخم السنوي في السعودية 2 في المائة، خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد الجاسر متحدثاً للحضور في النسخة السادسة من مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية (الشرق الأوسط)

السعودية: توقيع عقود لإنشاء 18 منطقة لوجيستية بـ2.6 مليار دولار

قال وزير النقل والخدمات اللوجيستية، المهندس صالح الجاسر، إن السعودية نجحت في جذب الاستثمارات من الشركات العالمية الكبرى في القطاع اللوجيستي.

زينب علي (الرياض)
الاقتصاد صورة جماعية للمشاركين في مؤتمر «كوب 16» في اختتام أعماله (واس)

«كوب 16» يختتم أعماله بالموافقة على 35 قراراً لتعزيز جهود مكافحة التصحر

أنتج مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (كوب 16) الذي عقد في الرياض، 35 قراراً حول مواضيع محورية.

عبير حمدي (الرياض)

«مؤتمر الأطراف الـ16» في الرياض يضع أسساً لمواجهة التصحر والجفاف عالمياً

استطاع «كوب 16 - الرياض» تأسيس مسارات عالمية جديدة لمكافحة التصحر والجفاف (الشرق الأوسط)
استطاع «كوب 16 - الرياض» تأسيس مسارات عالمية جديدة لمكافحة التصحر والجفاف (الشرق الأوسط)
TT

«مؤتمر الأطراف الـ16» في الرياض يضع أسساً لمواجهة التصحر والجفاف عالمياً

استطاع «كوب 16 - الرياض» تأسيس مسارات عالمية جديدة لمكافحة التصحر والجفاف (الشرق الأوسط)
استطاع «كوب 16 - الرياض» تأسيس مسارات عالمية جديدة لمكافحة التصحر والجفاف (الشرق الأوسط)

بعد أسبوعين من المباحثات المكثفة، وضع «مؤتمر الأطراف السادس عشر (كوب 16)» لـ«اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر» الذي يعدّ الأكبر والأوسع في تاريخ المنظمة واختتم أعماله مؤخراً بالعاصمة السعودية الرياض، أسساً جديدة لمواجهة التصحر والجفاف عالمياً، حيث شهد المؤتمر تقدماً ملحوظاً نحو تأسيس نظام عالمي لمكافحة الجفاف، مع التزام الدول الأعضاء باستكمال هذه الجهود في «مؤتمر الأطراف السابع عشر»، المقرر عقده في منغوليا عام 2026.

وخلال المؤتمر، أُعلن عن تعهدات مالية تجاوزت 12 مليار دولار لمكافحة التصحر وتدهور الأراضي والجفاف، مع التركيز على دعم الدول الأشد تضرراً، كما شملت المخرجات الرئيسية إنشاء تجمع للشعوب الأصلية وآخر للمجتمعات المحلية، إلى جانب إطلاق عدد من المبادرات الدولية الهادفة إلى تعزيز الاستدامة البيئية.

وشهدت الدورة السادسة عشرة لـ«مؤتمر الأطراف» مشاركة نحو 200 دولة من جميع أنحاء العالم، التزمت كلها بإعطاء الأولوية لإعادة إصلاح الأراضي وتعزيز القدرة على مواجهة الجفاف في السياسات الوطنية والتعاون الدولي، بوصف ذلك استراتيجية أساسية لتحقيق الأمن الغذائي والتكيف مع تغير المناخ.

ووفق تقرير للمؤتمر، فإنه جرى الاتفاق على «مواصلة دعم واجهة العلوم والسياسات التابعة لـ(اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر) من أجل تعزيز عمليات اتخاذ القرار، بالإضافة إلى تشجيع مشاركة القطاع الخاص من خلال مبادرة (أعمال تجارية من أجل الأرض)».

ويُعدّ «مؤتمر الأطراف السادس عشر» أكبر وأوسع مؤتمر لـ«اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر» حتى الآن، حيث استقطب أكثر من 20 ألف مشارك من مختلف أنحاء العالم، بمن فيهم نحو 3500 ممثل عن منظمات المجتمع المدني. كما شهد المؤتمر أكثر من 600 فعالية ضمن إطار أول أجندة عمل تهدف إلى إشراك الجهات غير الحكومية في أعمال الاتفاقية.

استدامة البيئة

وقدم «مؤتمر الأطراف السادس عشر» خلال أعماله «رسالة أمل واضحة، تدعو إلى مواصلة العمل المشترك لتحقيق الاستدامة البيئية». وأكد وزير البيئة السعودي، عبد الرحمن الفضلي، أن «الاجتماع قد شكّل نقطة فارقة في تعزيز الوعي الدولي بالحاجة الملحة لتسريع جهود إعادة إصلاح الأراضي وزيادة القدرة على مواجهة الجفاف». وأضاف: «تأتي استضافة المملكة هذا المؤتمر المهم امتداداً لاهتمامها بقضايا البيئة والتنمية المستدامة، وتأكيداً على التزامها المستمر مع الأطراف كافة من أجل المحافظة على النظم البيئية، وتعزيز التعاون الدولي لمكافحة التصحر وتدهور الأراضي، والتصدي للجفاف. ونأمل أن تسهم مخرجات هذه الدورة في إحداث نقلة نوعية تعزز الجهود المبذولة للمحافظة على الأراضي والحد من تدهورها، وبناء القدرات لمواجهة الجفاف، والإسهام في رفاهية المجتمعات في مختلف أنحاء العالم».

التزامات مالية تاريخية لمكافحة التصحر والجفاف

وتطلبت التحديات البيئية الراهنة استثمارات ضخمة، حيث قدرت «اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر» الحاجة إلى 2.6 تريليون دولار بحلول عام 2030 لإصلاح أكثر من مليار هكتار من الأراضي المتدهورة. ومن بين أبرز التعهدات المالية خلال المؤتمر «شراكة الرياض العالمية لمواجهة الجفاف» حيث جرى تخصيص 12.15 مليار دولار لدعم 80 دولة من الأشد ضعفاً حول العالم، و«مبادرة الجدار الأخضر العظيم»، حيث تلقت دعماً مالياً بقيمة 11 مليون يورو من إيطاليا، و3.6 مليون يورو من النمسا، لتعزيز جهود استصلاح الأراضي في منطقة الساحل الأفريقي، وكذلك «رؤية المحاصيل والتربة المتكيفة» عبر استثمارات بقيمة 70 مليون دولار لدعم أنظمة غذائية مستدامة ومقاومة للتغير المناخي.

وأكدت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة، أمينة محمد: «عملنا لا ينتهي مع اختتام (مؤتمر الأطراف السادس عشر). علينا أن نستمر في معالجة التحديات المناخية؛ وهذه دعوة مفتوحة للجميع لتبني قيم الشمولية، والابتكار، والصمود. كما يجب إدراج أصوات الشباب والشعوب الأصلية في صلب هذه الحوارات، فحكمتهم وإبداعهم ورؤيتهم تشكل أسساً لا غنى عنها لبناء مستقبل مستدام، مليء بالأمل المتجدد للأجيال المقبلة».

مبادرات سعودية

لأول مرة، يُعقد «مؤتمر الأطراف» في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مما أتاح فرصة لتسليط الضوء على التحديات البيئية الخاصة بالمنطقة. وضمن جهودها القيادية، أعلنت السعودية عن إطلاق 5 مشروعات بيئية بقيمة 60 مليون دولار ضمن إطار «مبادرة السعودية الخضراء»، وإطلاق مرصد دولي لمواجهة الجفاف، يعتمد على الذكاء الاصطناعي؛ لتقييم وتحسين قدرات الدول على مواجهة موجات الجفاف، ومبادرة لرصد العواصف الرملية والترابية، لدعم الجهود الإقليمية بالتعاون مع «المنظمة العالمية للأرصاد الجوية».

دعم الشعوب الأصلية والشباب

وفي خطوة تاريخية، أنشأ «مؤتمر (كوب 16) الرياض» تجمعاً للشعوب الأصلية والمجتمعات المحلية لضمان تمثيلهم في صنع القرار بشأن إدارة الأراضي والجفاف. وفي هذا السياق، قال أوليفر تيستر، ممثل الشعوب الأصلية: «حققنا لحظة فارقة في مسار التاريخ، ونحن واثقون بأن أصواتنا ستكون مسموعة»، كما شهد المؤتمر أكبر مشاركة شبابية على الإطلاق، دعماً لـ«استراتيجية مشاركة الشباب»، التي تهدف إلى تمكينهم من قيادة المبادرات المناخية.

تحديات المستقبل... من الرياض إلى منغوليا

ومع اقتراب «مؤتمر الأطراف السابع عشر» في منغوليا عام 2026، أقرّت الدول بـ«ضرورة إدارة المراعي بشكل مستدام وإصلاحها؛ لأنها تغطي نصف الأراضي عالمياً، وتعدّ أساسية للأمن الغذائي والتوازن البيئي». وأكد الأمين التنفيذي لـ«اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر»، إبراهيم ثياو: «ناقشنا وعاينّا الحلول التي باتت في متناول أيدينا. الخطوات التي اتخذناها اليوم ستحدد ليس فقط مستقبل كوكبنا؛ بل أيضاً حياة وسبل عيش وفرص أولئك الذين يعتمدون عليه». كما أضاف أن هناك «تحولاً كبيراً في النهج العالمي تجاه قضايا الأرض والجفاف»، مبرزاً «التحديات المترابطة مع قضايا عالمية أوسع مثل تغير المناخ، وفقدان التنوع البيولوجي، والأمن الغذائي، والهجرة القسرية، والاستقرار العالمي»