دراجة بايدن تربك البيت الأبيض

مقتنيات الرؤساء الخاصة في وجه الاحتياطات الأمنية

بايدن راكباً دراجته في ولاية ديلاوير (نيويورك تايمز)
بايدن راكباً دراجته في ولاية ديلاوير (نيويورك تايمز)
TT

دراجة بايدن تربك البيت الأبيض

بايدن راكباً دراجته في ولاية ديلاوير (نيويورك تايمز)
بايدن راكباً دراجته في ولاية ديلاوير (نيويورك تايمز)

انتقل الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن إلى البيت الأبيض أمس، حيث سيواجه العديد من القضايا الصعبة: جائحة عالمية، وركود ساحق، وظلم عنصري، وتطرف يميني.
لكن يبدو أن روتين بايدن الشخصي للتحكم في وزنه وممارسة التمارين الرياضية سيواجه نوعاً مختلفاً من الأسئلة: هل يمكنه إحضار دراجته الـ«بيلوتون» الرياضية الرقمية معه إلى مقر إقامته الجديد؟، ويقول خبراء الأمن السيبراني إن الإجابة هي نعم، نوعاً ما، ولكن هناك المزيد من التفاصيل التي قد تظهر لاحقاً.
دراجة «بيلوتون» هي دراجة ثابتة تُستخدم داخل المنازل، وهي من الدراجات باهظة الثمن، حيث يزيد سعرها عن 2500 دولار للقطعة الواحدة، ويتم اتصالها بأجهزة لوحية، مما يتيح لمستخدميها استخدام تقنية البث المباشر أو أخذ دروس حسب الطلب، أو التواصل مع بعضهم بعضاً عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ويكون لكل مستخدم اسم معين على منتدى خاص بمستخدمي الدراجة، وهو الاسم الذي يظهر على الشاشة بجانب بعض الأرقام التي تكشف عما أنجزه المستخدم من تقدم وهو يمارس الرياضة.
وعندما كان بايدن منعزلاً خلال موجة فيروس كورونا المستجد هذا الربيع، ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز»، الأميركية، أنه يبدأ يومه كل يوم «بممارسة التمارين في صالة ألعاب رياضية بالطابق العلوي تحتوي على دراجة بيلوتون وأوزان وجهاز للمشي، ولكن لم يستجب فريق بايدن لطلبات التعليق على هذا التقرير، لكن شخصاً مقرباً من الرئيس المنتخب قال إن بايدن وزوجته جيل ينخرطان في مفاوضات صباحية يومياً حول من سيركب الدراجة أولاً.
لكن الأجهزة اللوحية المثبتة في دراجة بيلوتون تحتوي على كاميرات وميكروفونات مدمجة تسمح للمستخدمين برؤية وسماع بعضهم البعض إذا اختاروا ذلك، وبالنسبة لبايدن، فإن المشكلة تكمن في هذه النقطة تحديداً، وذلك لأن آخر شيء قد تريده وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي إيه) هو أن ينظر الروس والصينيون أو يستمعون إلى صالة الألعاب الرياضية في البيت الأبيض، ففي الأسبوع الماضي، حذرت شركة Popular Mechanics من المخاطر الأمنية للأمر في مقال تحت عنوان «لماذا لا يستطيع جو بايدن إحضار بيلوتون معه إلى البيت الأبيض؟».
وأثار المقال ردود فعل واسعة في عالم بيلوتون، ولكن في الحقيقة، يقول خبراء الأمن السيبراني، إنه إذا أراد بايدن اصطحاب دراجته معه للبيت الأبيض، فإنه بإمكانه بالتأكيد القيام بذلك، ولكنها لن تكون شبيهة بتلك التي قد يحصل عليها أي شخص، حيث سيتم تعديلها لتكون مناسبة لمطالب الخدمة السرية وكالة الأمن القومي (كانت هناك تقارير إخبارية تفيد بأن ميشيل أوباما كان لديها دراجة بيلوتون معدلة، لكن المتحدثة باسمها لم تؤكد المعلومة).
ولن يكون بايدن أول شاغل للبيت الأبيض تصطدم رغبته في امتلاك الأجهزة الإلكترونية بمطالب الأمن السيبراني لمنصب الرئيس، فقد استهزأ الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترمب بالبروتوكولات الأمنية للبيت الأبيض من خلال الاتصال بأصدقائه القدامى على هاتف آيفون الخاص به، كما أصر الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما على إحضار جهاز بلاكبيري الخاص به إلى البيت الأبيض، وأراد لاحقاً استخدام جهاز آي باد، مما أثار استهجاناً كبيراً في ذلك الوقت، ولكن وجد خبراء الأمن طريقة لتحقيق ذلك.
وتقول غاريت غراف، مديرة مبادرة الأمن السيبراني في معهد آسبن، وهو منظمة بحثية: «يتعلق الأمن الرئاسي دائماً بالموازنة بين الاحتياجات والرغبات الرئاسية والمخاطر الأمنية النسبية لأي شيء بشكل فردي، وصحيح أن التهديد حقيقي، لكن يُفترض أنه خطر يمكن التحكم فيه إذا أخذنا في الاعتبار ما يكفي من التفكير والاستعداد».
لكن يبدو أن دراجة بيلوتون لا تتوافق تماماً مع الشخصية السياسية لبايدن المتمثلة في كونه «الرجل العادي من سكرانتون»، حيث تعرضت الشركة المصنعة للاستهزاء على نطاق واسع قبل الوباء بسبب إعلان ظهرت فيه امرأة شابة وهي في حالة من الذعر لعدم تحقيق توقعات زوجها في جسدها بعد أن أعطاها بيلوتون كهدية عيد الميلاد، كما أنه دائماً ما تعد إعلانات الشركة والتي تعرض دراجات ثابتة في أماكن فخمة بمثابة مادة للسخرية على وسائل التواصل الاجتماعي.
كما اتُهمت الشركة، التي لم ترد على طلب للتعليق، بتقديم الكثير من الإعلانات تتضمن أشخاصاً من ذوي البشرة البيضاء، وفي مقال رأي لشبكة «إن بي سي نيوز» في مايو (أيار) الماضي، قال الكاتب ديفيد كوفمان، وهو من السود، إن بيلوتون بحاجة إلى «إعادة تفكير فيما يتعلق بالعرق».
ويبدو أن عشاق بيلوتون غير مقتنعين بأن بايدن سيتخلى عن دراجته، حيث يقول لاري أبيل، المدير التنفيذي المتقاعد في غرينسبورو بولاية نورث كارولينا: «لن يتحرك أي شخص لديه ببيلوتون إلى بيت جديد ولا يأخذها معه».
ويقول ريتشارد ليدجيت جونيور، النائب السابق لمدير وكالة الأمن القومي، إنه من أجل جعل هذه الدراجة مناسبة للبيت الأبيض، فإنه يجب إزالة الكاميرا والميكروفون من الجهاز اللوحي، كما أنه يجب على بايدن اختيار اسم مستخدم غير معروف وتغييره كل شهر، فضلاً عن إبقاء الدراجة بعيداً عن أي مكان قد تكون فيه محادثات حساسة، وأكد ليدجيت، الذي اعترف بكونه «مستخدم بيلوتون هو الآخر»: «إذا كان بايدن من النوع الذي يتحدث إلى الناس بينما يمارس الرياضة، فقد تكون تلك مشكلة».
إن كون الشخص رئيساً هو أمر مرهق، فقد كان معظم الرؤساء الأميركيين يمارسون تدريبات روتينية في السنوات الأخيرة، حيث كان بيل كلينتون يمارس الركض، كما كان جورج دبليو بوش يركض هو الآخر حتى بدأت الآلام تؤثر على ركبتيه، ثم تحول إلى أشكال أخرى من التمارين، بما في ذلك ركوب الدراجات الجبلية في مزرعته في كروفورد، تكساس، فيما كان باراك أوباما يلعب كرة السلة، وظل ترمب متمسكاً بلعب الغولف.
وبالنسبة لبايدن، الذي سيكون أكبر شخص سيُؤدي اليمين الدستورية كرئيس في سن الثامنة والسبعين، فإن ركوب بيلوتون له معنى سياسي جيد، وذلك حتى لو كان الأمر يتعارض مع الطبقة العاملة، فقد أمضى ترمب جزءاً كبيراً من حملة العام الماضي في محاولة لإقناع الأميركيين بأن بايدن شخص ضعيف جسدياً، وهي حجة نفاها بايدن عندما انتشر مقطع فيديو لقناة «فوكس نيوز» وهو يركب دراجته في شوارع ديلاوير.
وتقول قالت جينيفر لوكساس، الموظفة الفيدرالية التي تقود بيلوتون في منزلها في كنسينغتون بولاية ماريلاند: «لم أكن أتصور أن بايدن رجل نشيط، لكن حقيقة أنه يركب بيلوتون لممارسة الرياضة تعني لي أن لديه طاقة أكثر مما كنت أعتقد».
وهناك آخرون، مثل الدكتور ستيفن برافرمان، الذي يدير نظام للرعاية الصحية في وزارة شؤون المحاربين القدامى في لوس أنجليس، الذين يستمتعون بما يعرفون أنه سيكون بمثابة تخيلات لن تتحقق حول ركوب الدراجة ذات يوم وممارسة الرياضة مع زعيم العالم الحر، وقال: «سيكون من الرائع أن نستطيع إلقاء التحية على الرئيس في المنتدى الداخلي للدراجة».
* خدمة «نيويورك تايمز»



رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».