قدر وزير الخارجية المصري السابق نبيل فهمي، أن ثمة ملفات رئيسية تتصل بمنطقة الشرق الأوسط على جدول أعمال الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن، وتتعلق بالحريات، وإيران، وإسرائيل. ورغم أن فهمي توقع في حديثه إلى «الشرق الأوسط»، أن «تشهد الشهور الأولى للإدارة الجديدة في واشنطن قدراً من البرود مع العرب»؛ فإنه رأى أن هناك «فرصة» أمام الدول العربية لـ«الاقتراح والمبادرة لتغيير المواقف».
ورأى فهمي، الذي يمتلك خبرة واسعة في الشأن الأميركي اكتسبها خلال عمله سفيراً لمصر في واشنطن، قبل توليه وزارة الخارجية، أن «بايدن سيسعى للتأكيد أنه ليس ترمب في كل الملفات، وسيظهر أثر ذلك في مواقف مختلفة على المدى القصير»، غير أنه عاد ليشير إلى أن «الأمر سيستمر لنحو 6 إلى 10 أشهر، ويمكن أن تشهد خلالها العلاقات العربية - الأميركية قدراً من البرود».
وفي الشأن الإيراني، دعا فهمي إلى النظر لـ«قائمة من اختارهم الرئيس الأميركي الجديد لتولي ملفات الأمن القومي والسياسة الخارجية»، ويقول: «كل الوجوه الجديدة بدون استثناء تقريباً ارتبطت بتطوير علاقات واشنطن - طهران في فترة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، الأمر الذي يجب أن نتوقع معه اتجاه أميركا إلى التحاور مع إيران»، ومع ذلك فإن فهمي يقول «إنه من الصعب العودة لصيغة الاتفاق النووي (الذي جرى توقيعه عام 2015)».
وحدد وزير خارجية مصر السابق 3 مبررات لرأيه بـ«صعوبة العودة للاتفاق النووي مع إيران وفق الصيغة السابقة» قائلاً «أولاً: واشنطن هي التي انسحبت، لذلك فإن إيران تطالبها بتعويضات، ثانياً: طهران تجاوزت الآن في تخصيب اليورانيوم والعودة للاتفاق القديم ستحتاج إلى تنازل يصعب على طهران تقديمه، أما السبب الثالث فيتمثل في قرب إجراء الانتخابات الرئاسية الإيرانية، وهو توقيت غير ملائم لطهران للتحاور دون الحصول على مقابل».
بشأن الدور العربي في الملف الإيراني، يذهب فهمي إلى أن «العالم العربي عليه إبراز مخاطر السياسات الإقليمية، وليس فقط النووية لطهران، وكذلك طرح أفكار تؤمن المصلحة العربية حال تم استئناف العلاقات الأميركية - الإيرانية، إذ لا يجب أن ننتظر حدوث الاتفاق حتى نُظهر موقفنا وصوتنا».
ومع تأكيد فهمي على أن «بايدن لم يكن مؤيداً هو أو حزبه للتراجع عن حل الدولتين أو ضم القدس والجولان، أو توسيع الاستيطان، أو نقل سفارة بلاده للقدس»، فإنه شدد على أن «الرئيس الأميركي الجديد من الصعب أن يتراجع عن أي خطوة (اتخذها ترمب)، تتعلق بمكتسبات إسرائيل، وأنه - أي بايدن - لن يدفع من رصيده السياسي لإلغاء قرارات سلفه».وعلى مستوى العلاقة مع السلطة الفلسطينية، توقع فهمي أن يكون «بايدن منفتحاً على السلطة في رام الله، وأكثر تأييداً لحل الدولتين، وإقامة دولة في الضفة الغربية وقطاع غزة».
ويتبنى فهمي مقترحات يرى أنه «مطلوب من العرب إعلانها في إطار الدعوة لاستئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية»، وحددها في: «الدعوة إلى استئناف عمل القنصلية الأميركية في القدس الشرقية، والاعتراف من حيث المبدأ بدولة فلسطينية على حدود 1967 بما فيها عاصمة في القدس الشرقية مع ترك التفاوض يحدد التفاصيل الدقيقة لذلك وقضايا مثل اللاجئين، والسعي إلى أن تتبنى أو تضع الأمم المتحدة إطار المفاوضات حتى يكون التفاوض ثنائياً وليس متعدد الأطراف، وفي إطار الشرعية الدولية».
ووصف وزير خارجية مصر السابق، الفترة المقبلة بين الدول العربية وأميركا، بأنها «مرحلة الفاعلية العربية»، معتبراً أن هناك «فرصة لتغيير الموقف الأميركي لصالح العرب أو الحد من المواقف غير المريحة بالنسبة لهم، وذلك عبر المبادرة والاقتراح في كل الملفات ذات الصلة».
نبيل فهمي: بايدن سيؤكد أنه ليس ترمب والعرب أمامهم فرصة
نبيل فهمي: بايدن سيؤكد أنه ليس ترمب والعرب أمامهم فرصة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة