160 مليار دولار للاقتصاد الأميركي حال تخفيض 7% من الرسوم الجمركية على الصين

في تقرير لمجلس الأعمال الأميركي ـ الصيني

160 مليار دولار للاقتصاد الأميركي حال تخفيض 7% من الرسوم الجمركية على الصين
TT

160 مليار دولار للاقتصاد الأميركي حال تخفيض 7% من الرسوم الجمركية على الصين

160 مليار دولار للاقتصاد الأميركي حال تخفيض 7% من الرسوم الجمركية على الصين

كشف تقرير نشره مجلس الأعمال الأميركي الصيني أن خفضاً «ولو معتدلاً» في الرسوم الجمركية المفروضة على المنتجات الصينية سيكون له تأثير مفيد على النمو الاقتصادي والتوظيف في الولايات المتحدة.
وقال المجلس الذي يضم مئتي شركة أميركية تتعاون مع الصين: «في تصورنا لسيناريو خفض التصعيد في الحرب التجارية تقوم بموجبه الحكومتان بتخفيض تدريجي لمتوسط معدلات التعريفة الجمركية إلى نحو 12% (من 19% حالياً)، يمكن للاقتصاد الأميركي أن يحقق 160 مليار دولار إضافية من إجمالي الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي خلال السنوات الخمس المقبلة، ويسمح بتوظيف 145 ألف شخص إضافي بحلول عام 2025».
وأنجزت التقريرَ الذي يحمل عنوان «شراكة حاسمة في وقت حرج»، شركةُ الأبحاث والاستشارات «أكسفورد إيكونوميكس».
بالإضافة إلى ذلك سيرتفع دخل الأسر الأميركية بمقدار 460 دولاراً لكل أسرة، بسبب زيادة العمالة والمداخيل وكذلك انخفاض الأسعار نظراً لاستيراد العديد من المنتجات الاستهلاكية من الصين.
ويأتي نشر هذا التقرير قبل أيام من توضيح الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن، تفاصيل سياسته التجارية، الخميس المقبل، في اليوم التالي لدخوله البيت الأبيض. وينتظر المراقبون تعليقاته حول العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين التي تدهورت كثيراً في عهد دونالد ترمب.
وحتى الآن ألمح الرئيس المنتخب إلى أنه قد يستمر في السياسة المتّبعة حيال الصين، في حين تراود الجمهوريين والديموقراطيين المخاوفُ نفسها بشأن الأمن القومي.
وفي أوائل ديسمبر (كانون الأول)، أكد جو بايدن نفسه نيته اعتماد موقف حازم حيال الصين من خلال تشكيل جبهة موحدة مع الحلفاء التاريخيين للولايات المتحدة مثل الاتحاد الأوروبي، في تغييرٍ في الاستراتيجية لا في السياسة.
وتضمّن التقرير سيناريو معاكساً يشمل تصعيد الحرب التجارية واستمرار تدهور العلاقات الثنائية.
وحذّر معدو التقرير من أن «الاقتصاد الأميركي سيدرّ (في هذه الحالة) مبالغ أقل بـ1,6 تريليون دولار في السنوات الخمس المقبلة ويفقد 732 ألف وظيفة في 2022 و320 ألف وظيفة في 2025».
أما الأسر الأميركية، فبحلول نهاية 2025 سينخفض دخلها بمقدار 6400 دولار.
وفي الأسبوع الماضي، حضّ الممثل التجاري في الإدارة الأميركية المنتهية ولايتها، الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن، على إبقاء الرسوم المفروضة على السلع الصينية، معتبراً أنها رجّحت كفة واشنطن على صعيد موازين القوى.
وفي مقابلة أجرتها معه صحيفة «وول ستريت جورنال» دافع الممثل التجاري الأميركي روبرت لايتهايزر، عن نهج الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترمب الذي فرض رسوماً على سلع صينية بمئات مليارات الدولارات اعتباراً من عام 2018.
ويعد لايتهايزر مهندس سياسة فرض الرسوم التي تعد أنها صبّت في مصلحة العمال الأميركيين، علماً بأن خبراء اقتصاديين يخالفونه الرأي. وقال لايتهايزر: «لقد غيّرنا نظرة العالم إلى الصين، لقد حوّلنا نطرة العالم للصين كما حوّلنا النماذج التي كانت قائمة... آمل أن يستمر هذا الأمر».
وحذّر من عودة واشنطن إلى السياسات التي كانت معتمَدة في تسعينات القرن الماضي حين كان اهتمامها منصبّاً بشكل كبير على حوار مع بكين «لم يثمر شيئاً»، معتبراً أن كل تلك الجهود «كانت مضيعة للوقت».
وكان ترمب قد تعهد خلال حملته الانتخابية بتقليص العجز الأميركي في الميزان التجاري مع الصين، واصفاً ممارسات بكين التجارية بأنها «غير منصفة»، كما اتّهم سلطات البلاد بإجبار الشركات الأجنبية على نقل درايتها التكنولوجية إلى الصين من أجل السماح لها بالعمل في السوق الصينية.
وتسبب النزاع التجاري باضطرابات في الأسواق العالمية، وأوجد أجواء ضبابية كما قلّص التبادل التجاري بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم.
وإزاء رسوم جمركية أميركية بـ370 مليار دولار، وقّعت الصين اتفاقاً مطلع العام الماضي تعهّدت بموجبه بزيادة مشترياتها من السلع والخدمات الأميركية بمقدار 200 مليار دولار، وفتح أسواقها المالية وتخفيف القيود المفروضة على الشركات الأميركية.


مقالات ذات صلة

البيت الأبيض: سياسات بايدن تجذب استثمارات اقتصادية أميركية بقيمة تريليون دولار

الاقتصاد الرئيس الأميركي جو بايدن يوقع على قانون الاستثمار في البنية التحتية بالبيت الأبيض 15 نوفمبر 2021 (رويترز)

البيت الأبيض: سياسات بايدن تجذب استثمارات اقتصادية أميركية بقيمة تريليون دولار

أعلنت الإدارة الأميركية يوم الاثنين أن الشركات تعهدت باستثمار أكثر من تريليون دولار في قطاعات صناعية أميركية، مثل أشباه الموصلات والطاقة النظيفة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد متداولون يعملون في بورصة نيويورك (رويترز)

ترشيح بيسنت يدفع عقود «داو جونز» الآجلة لأعلى مستوياتها على الإطلاق

سجلت عقود «داو جونز» الآجلة أعلى مستوى لها على الإطلاق يوم الاثنين، محققة مكاسب ملحوظة بين عقود مؤشرات الأسهم الأميركية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد يتجه المتسوقون إلى المتاجر في «وودبيري كومون بريميوم أوتليتس» في سنترال فالي، نيويورك (رويترز)

ارتفاع مؤشر نشاط الأعمال الأميركي لأعلى مستوى خلال 31 شهراً

ارتفع مؤشر نشاط الأعمال في الولايات المتحدة إلى أعلى مستوى خلال 31 شهراً في نوفمبر (تشرين الثاني)، مدعوماً بالتوقعات بانخفاض أسعار الفائدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد بورصة نيويورك للأوراق المالية (وكالة حماية البيئة)

هيمنة الأسهم الأميركية تزداد قوة مع فوز ترمب

تواصل الأسهم الأميركية تعزيز تفوقها على منافسيها العالميين، ويعتقد العديد من المستثمرين أن هذه الهيمنة قد تزداد إذا تمكن دونالد ترمب من تنفيذ برنامجه.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الولايات المتحدة​ حاكم ولاية تكساس غريغ أبوت يتحدث خلال فعالية (رويترز-أرشيفية)

حاكم تكساس الأميركية يأمر أجهزة الولاية بوقف الاستثمار في الصين

أمر حاكم ولاية تكساس الأميركية الذي ينتمي إلى الحزب الجمهوري غريغ أبوت، الأجهزة المعنية بوقف استثمار أموال الولاية في الصين، وبيع هذه الاستثمارات في أقرب فرصة.

«الشرق الأوسط» (أوستن (تكساس))

بيسنت يدفع «وول ستريت» نحو مكاسب تاريخية

متداولون يعملون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)
متداولون يعملون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)
TT

بيسنت يدفع «وول ستريت» نحو مكاسب تاريخية

متداولون يعملون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)
متداولون يعملون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)

ارتفعت الأسهم الأميركية إلى مستويات قياسية، مما أضاف إلى المكاسب التي حققتها الأسبوع الماضي. فقد حقق المؤشر القياسي «ستاندرد آند بورز 500»، ومؤشر «داو جونز» الصناعي مستويات قياسية جديدة خلال تعاملات يوم الاثنين، بينما شهد أيضاً مؤشر «ناسداك» ارتفاعاً ملحوظاً، مدعوماً بترشيح سكوت بيسنت وزيراً للخزانة في إدارة ترمب المقبلة، مما عزز معنويات المستثمرين بشكل كبير.

وارتفع مؤشر «داو جونز» الصناعي 459.25 نقطة، أو بنسبة 1.03 في المائة، ليصل إلى 44,753.77 نقطة، وزاد مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بمقدار 43.12 نقطة، أو بنسبة 0.72 في المائة، ليصل إلى 6,012.50 نقطة، بينما سجل مؤشر «ناسداك» المركب قفزة قدرها 153.88 نقطة، أو بنسبة 0.81 في المائة، ليصل إلى 19,157.53 نقطة. كما شهد مؤشر «راسل 2000»، الذي يتتبع أسهم الشركات الصغيرة المحلية، زيادة بنسبة 1.5 في المائة، مقترباً من أعلى مستوى له على الإطلاق، وفق «رويترز».

وانخفضت عائدات الخزانة أيضاً في سوق السندات وسط ما وصفه بعض المحللين بـ«انتعاش بيسنت». وانخفضت عوائد السندات الحكومية الأميركية لأجل 10 سنوات بنحو 10 نقاط أساس، بينما تراجعت عوائد السندات لأجل عامين بنحو 5 نقاط، مما أدى إلى انقلاب منحنى العوائد بين العائدين على هذين الاستحقاقين.

وقد أدت التوقعات باتساع عجز الموازنة نتيجة لتخفيضات الضرائب في ظل إدارة ترمب الجمهورية إلى ارتفاع عائدات السندات في الأسابيع الأخيرة. ومع ذلك، رأى المستثمرون أن اختيار بيسنت قد يخفف من التأثير السلبي المتوقع لسياسات ترمب على الصحة المالية للولايات المتحدة، ومن المتوقع أيضاً أن يحد من الزيادات المتوقعة في التعريفات الجمركية.

وكان بيسنت قد دعا إلى تقليص عجز الحكومة الأميركية، وهو الفارق بين ما تنفقه الحكومة وما تحصل عليه من الضرائب والإيرادات الأخرى. ويُعتقد بأن هذا النهج قد يساعد في تقليل المخاوف التي تراكمت في «وول ستريت» من أن سياسات ترمب قد تؤدي إلى تضخم العجز بشكل كبير، مما قد يضغط على عوائد الخزانة.

وقال المدير العام في مجموعة «ميشلار» المالية، توني فارين: «إنه رجل (وول ستريت)، وهو جيد جداً فيما يفعله. ليس متطرفاً سواء من اليسار أو اليمين، إنه رجل أعمال ذكي ومعقول، وأعتقد بأن السوق تحب ذلك، كما أنه ضد العجز».

وفي التداولات المبكرة، الاثنين، كانت عوائد السندات لأجل 10 سنوات نحو 4.3 في المائة، منخفضة من 4.41 في المائة يوم الجمعة. كما كانت عوائد السندات لأجل عامين، التي تعكس بشكل أكثر دقة توقعات السياسة النقدية، عند نحو 4.31 في المائة، منخفضة من 4.369 في المائة يوم الجمعة.

وأضاف فارين: «كثير من الناس كانوا يعتقدون بأن ترمب سيكون سيئاً للأسعار، وكانوا يراهنون ضد ذلك، وأعتقد بأنهم الآن يتعرضون للعقاب».

وشهد منحنى العوائد بين السندات لأجل عامين و10 سنوات انقلاباً بمقدار 1.3 نقطة أساس بالسالب، حيث كانت العوائد على السندات قصيرة الأجل أعلى من العوائد على السندات طويلة الأجل.

وتابع فارين: «مع وجود ترمب سيكون الاحتياطي الفيدرالي أقل عدوانية، وهذا ما تجلى بوضوح في الفترة الأخيرة، لذلك لا أفاجأ بتسطح منحنى العوائد خلال الأسابيع الماضية».

وكانت عقود الفائدة المستقبلية، الاثنين، تشير إلى احتمال بنسبة 52.5 في المائة لخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس من قبل الاحتياطي الفيدرالي في ديسمبر (كانون الأول)، مقارنة باحتمال 59 في المائة في الأسبوع الماضي، وفقاً لبيانات مجموعة «فيد ووتش».

وقال الاستراتيجيون في «بيمو كابيتال ماركتس» في مذكرة إن منطق انتعاش السندات، الاثنين، كان «بسيطاً نسبياً»، حيث كان يعتمد على رؤية أن بيسنت سيسعى إلى «التحكم في العجز، واتخاذ نهج مدروس بشأن التعريفات الجمركية».

وقال بيسنت في مقابلة مع «وول ستريت جورنال» نُشرت يوم الأحد إنه سيعطي الأولوية لتحقيق وعود تخفيضات الضرائب التي قدمها ترمب أثناء الانتخابات، بينما سيركز أيضاً على تقليص الإنفاق والحفاظ على مكانة الدولار بوصفه عملة احتياطية عالمية.

وأضاف استراتيجيون في «بيمو كابيتال ماركتس»: «بيسنت لن يمنع استخدام التعريفات أو زيادة احتياجات الاقتراض، لكنه ببساطة سيتعامل معهما بطريقة أكثر منهجية مع الالتزام بالسياسة الاقتصادية التقليدية».

أما في الأسواق العالمية، فقد ارتفعت المؤشرات الأوروبية بشكل طفيف بعد أن أنهت الأسواق الآسيوية تداولاتها بشكل مختلط.

وفي سوق العملات المشفرة، تم تداول البتكوين حول 97,000 دولار بعد أن اقتربت من 100,000 دولار في أواخر الأسبوع الماضي لأول مرة.