«كوفيد ـ 19» يحصد مليوني ضحية عالمياً

بريطانيا تغلق حدودها أمام القادمين من أميركا الجنوبية والبرتغال

عنبر العناية المكثفة لمرضى «كورونا» في أحد مستشفيات مدريد أمس (أ.ب)
عنبر العناية المكثفة لمرضى «كورونا» في أحد مستشفيات مدريد أمس (أ.ب)
TT

«كوفيد ـ 19» يحصد مليوني ضحية عالمياً

عنبر العناية المكثفة لمرضى «كورونا» في أحد مستشفيات مدريد أمس (أ.ب)
عنبر العناية المكثفة لمرضى «كورونا» في أحد مستشفيات مدريد أمس (أ.ب)

تخطت وفيات «كورونا» حول العالم، أمس، حاجز المليوني وفاة، فيما تقترب الإصابات من 100 مليون. وأوضح موقع «ويلردوميترز»، الذي يحصي إصابات العالم المؤكدة ووفياته جراء الفيروس، أن إجمالي الوفيات بلغ 2.006.076. وتخطت حصيلة الإصابات المؤكدة في أوروبا، أمس، عتبة الـ30 مليوناً، وفق تعداد أجرته وكالة الصحافة الفرنسية، استناداً إلى مصادر رسمية. وتعد القارة الأوروبية، التي تضم 52 بلداً، من أكثر منطقة العالم تضرراً من الجائحة على صعيد الإصابات، تليها الولايات المتحدة وكندا، إصابات، ثم أميركا اللاتينية والكاريبي تليها القارة الآسيوية.
وفي 17 ديسمبر (كانون الأول)، أصبحت أوروبا أول رقعة عالمية تتخطى عتبة نصف مليون وفاة بفيروس كورونا. وأغلقت بريطانيا حدودها أمام الوافدين من كل دول أميركا الجنوبية والبرتغال اعتباراً من ظهر أمس بسبب النسخة المتحورة الأخيرة التي رصدت في البرازيل، ووصفتها منظمة الصحة العالمية بأنها «مقلقة». وتصدرت لجنة الطوارئ في منظمة الصحة العالمية توصيات بشأن ظهور نسخ متحورة أشد عدوى من فيروس كورونا المستجد، ما قد يؤدي إلى انتشار أكبر للجائحة.
وفي ألمانيا، تجاوز عدد الإصابات المليونين، وفق ما أعلن معهد «روبرت كوخ» للمراقبة الصحية، الجمعة، فيما دفعت المستشارة الألمانية إلى تشديد «كبير» للقيود للجم انتشار الفيروس. وأحصت ألمانيا، أكثر الدول تعداداً للسكان في الاتحاد الأوروبي، 22 ألفاً و368 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، ليصل بذلك مجموع الإصابات إلى مليونين و958.
كذلك سجلت البلاد خلال المدة الزمنية نفسها ألفاً و113 وفاة، ليرتفع بذلك مجموع وفيات «كوفيد - 19» في البلاد إلى 44 ألفاً و994.
وقررت البرتغال فرض الإغلاق العام مجدداً اعتباراً من الجمعة، في حين ستوسع فرنسا، السبت، نطاق حظر التجول ليشمل كامل أراضيها اعتباراً، وستشترط على الوافدين من بلد من خارج الاتحاد الأوروبي إبراز فحص «كوفيد – 19» سلبي النتيجة لدى وصولهم. وسجلت في المكسيك خلال الأسبوع المنصرم أعلى حصيلة وفيات على أراضيها منذ بدء الجائحة مع معدل 983 حالة وفاة في اليوم على مدى الأيام السبعة الأخيرة.
وتجتمع لجنة الطوارئ في منظمة الصحة العالمية عادة كل ثلاثة أشهر إلا أن المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، دعا الخميس أعضاء اللجنة قبل أسبوعين من موعد اجتماعهم للبحث في المستجدات الأخيرة على صعيد الفيروس، وفي استخدام شهادات تلقيح وفحوصات للرحلات الدولية. ومن الآن، شكلت شركات معلوماتية أميركية، من بينها «مايكروسوفت» ومؤسسات صحية ومنظمات غير حكومية، ائتلافاً لاعتماد بطاقة تلقيح.
وقالت منظمة الصحة العالمية، إن نسخة متحورة أخيرة منشأها منطقة الأمازون البرازيلية، وأعلنت اليابان عن رصدها مؤخراً، قد تؤثر على الرد المناعي. وقبل ذلك، رصدت نسختان متحورتان بريطانية وجنوب أفريقية، وهما أشد عدوى من الفيروس الأساسي، وتنتشران على التوالي فيما لا يقل عن 25 دولة، فيما العالم يكافح لمواجهة موجة جديدة من الإصابات مع فرض حظر تجول ومباشرة حملات تلقيح، من دون أن يتمكن من لجمها.
ولم توفر هذه الموجة الجديدة الصين، حيث ظهر الوباء للمرة الأولى نهاية عام 2019 في ووهان (وسط). وكانت الصين سيطرت على الجائحة، لكنها سجلت الخميس الماضي أول حالة وفاة منذ مايو (أيار) في مقاطعة خبي. ووصل خبراء من منظمة الصحة العالمية، الخميس، إلى الصين للتحقيق في منشأ المرض. وترتدي الزيارة حساسية كبيرة للسلطات الصينية التي تحاول إزالة أي مسؤولية لها في الجائحة التي تسببت حتى الآن بوفاة ما لا يقل عن مليون و979 ألفاً و596 شخصاً في العالم، وفق تعداد لوكالة الصحافة الفرنسية. في إيطاليا، مددت الحكومة حال الطوارئ حتى 30 أبريل (نيسان). وأعلن الفاتيكان أن البابا فرنسيس (84 عاماً) والبابا الفخري بنديكتوس السادس عشر (93 عاماً) تلقيا اللقاح. وفي تركيا، بوشرت حملة التلقيح، الخميس، مع استخدام اللقاح الصيني «كورونافاك»، مع تطعيم الطواقم الطبية في مناطق مختلفة.
وبدأ تطبيق إغلاق تام صارم لمدة 11 يوماً في لبنان الذي يسجل ارتفاعاً مطرداً في الإصابات، فيما بلغت المستشفيات قدرتها الاستيعابية القصوى. وفرضت تونس كذلك الإغلاق لمدة أربعة أيام بسبب الوضع الوبائي «الخطر جداً»، حسب السلطات الصحية. في البرازيل أعلنت ولاية الأمازون (شمال) فرض حظر التجول بسبب بلوغ المستشفيات قدرتها الاستيعابية القصوى بسبب العدد الكبير للمصابين، فيما تواجه مشكلات كبيرة للتزود بالأكسجين. وقال حاكم الولاية ويلسون ليما، «منطقتنا تنتج كميات كبيرة من الأكسجين (بفضل الغابة)، لكن اليوم شعبنا بحاجة إلى أكسجين وتضامن».


مقالات ذات صلة

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))
صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.