بدء موسم زراعة البردي في المتحف المصري

النبات الفرعوني الشهير يزيّن مدخله

بدء موسم زراعة البردي في المتحف المصري
TT
20

بدء موسم زراعة البردي في المتحف المصري

بدء موسم زراعة البردي في المتحف المصري

مع انطلاق العام الجديد، بدأ موسم استزراع وتجديد نبات البردي في المتحف المصري بالتحرير، وهو تقليد سنوي للحفاظ استمرار النبات الفرعوني الشهير داخل نافورة المدخل الرئيسي، عبر غرس شتلات جديدة مأخوذة من جذور القديمة، حيث يشكل النبات التاريخي جزءاً من شخصية المتحف ويُبرز تركيز مُقتنياته على العصر الفرعوني، بينما أضفت أضواء النافورة التي رُكّبت أخيراً ضمن منظومة جديدة في المتحف ترتبط بمشروع إضاءة ميدان التحرير بُعداً جديداً لرمزية البردي وارتباطه بمقتنيات المتحف.
يبدأ التقليد السنوي للحفاظ على استمرار نبات البردي في حديقة المتحف المصري بالتحرير خلال شهري ديسمبر (كانون الأول) ويناير (كانون الثاني) من كل عام، حيث تجف أوراق النبات الفرعوني الأشهر ويتوقف عن النمو.
ويحمل المسطح المزروع بالبردي داخل النافورة التي تقع في المدخل الرئيسي دلالات أكبر من مساحته الصغيرة، فهو يعد طريقة للتّعبير عن شخصية المتحف وتخصص مقتنياته في العصر الفرعوني بكل تفاصيله، وفق صباح عبد الرازق مدير عام المتحف المصري بالتحرير، التي تقول لـ«الشرق الأوسط» إنّ «الحرص على وجود نبات البردي في حديقة المتحف وإلى جواره أيضاً نبات اللوتس تعبير عن شخصية المتحف وتركيز مقتنياته على العصر الفرعوني بما يعطي فكرة مبدئية للزوار عن طبيعة المتحف، ويؤثر بقدر كبير في تشكيل انطباعاتهم الأولى، فضلاً عن نُدرة البردي التي تحتم علينا الحرص على استمرار زراعته».
في مساحة صغيرة داخل النافورة التي تقع في المدخل الرئيسي تطل رؤوس البردي على الزوار من عمق المياه، حيث يتطلب النبات الفرعوني وجوداً دائماً في الماء، وهو سبب اختيار زراعته في بركة النافورة، وانتهى مهندسو الإدارة الزراعية بالمتحف أخيراً من تقليدهم السنوي للحفاظ على استمرار النبات الأشهر تاريخياً من خلال عمليات استزراع تطلبت قص رؤوس النبات الجافة كي يعاود النمو، إلى جانب غرس شتلات جديدة تؤخذ من جذور النبات القديم، وبدأت بالفعل تظهر علامات نمو مجموعات جديدة من النبات، وهو ما سيستمر تدريجياً ليصل إلى ذروة نموه مع حلول فصل الصيف حسب المهندسة سحر حسين فرغلي، المهندسة بالإدارة الزراعية في المتحف المصري، وتقول فرغلي لـ«الشرق الأوسط» إنّ «نمو نبات البردي يضعف في الشتاء، لذلك نقصّ الأجزاء الظاهرة منه فوق المياه وتكون جافة ويساعدها ذلك على معاودة النمو، كما نأخذ جذوراً من النبات نفسه ونفصّصها لتصبح مجموعة شتلات جديدة نغرسها في الطمي الموجود بقاع بركة النافورة، ونضع السماد عليها لتعاود النمو تدريجياً والذي يصل إلى ذروته مع بدء حلول فصل الصيف، كما نحرص من وقت لآخر على إضافة شتلات جديدة نحصل عليها من القرية الفرعونية».
ويضم المتحف المصري الكثير من القطع والآثار المتنوعة التي يوثّق بعضها لزراعة النبات الفرعوني الشهير واستخداماته المختلفة، ومن أبرز المقتنيات آلة لصقل ورق البردي من مقتنيات الملك توت تعود إلى الدولة المصرية الحديثة، ومئات البرديات التي توثق استخدامه في صناعة الورق، فضلاً عن العديد من النقوش الموجودة على بعض الجداريات تصور مشاهد دفن الموتى، حيث يقدّم أهل الميت نبات البردي إليه خلال الدفن كي يحظى بالشباب في العالم الآخر وفق المعتقدات وقتها.
وتقول جيهان عرفات، أمين أول في المتحف المصري، لـ«الشرق الأوسط»: إنّ «نبات البردي من النباتات الفرعونية المقدسة، التي ارتبطت بفكرة البعث والخلود إلى جانب استخداماتها الصناعية المختلفة، فبينما ارتبطت زهرة اللوتس ببعث الميت في العالم الآخر، ارتبط البردي بالحفاظ على الشباب عقب البعث، وهو ما كان يدفع أهالي المتوفى إلى تقديم البردي واللوتس خلال تشييع الميت إلى العالم الآخر».
وتشير عرفات إلى أنّ «ارتباط البردي بفكرة الشباب عقب البعث له علاقة بأسطورة حورس الشهيرة، حيث أخفته حتحور وهو طفل حتى يكبر وسط نبات البردي الموجود بالبراري في أحراش الدلتا».
ويُعد البردي أحد النباتات العشبية التي تنمو في الماء الضحل، حيث ازدهر منذ آلاف السنين على جوانب نهر النيل وفي المستنقعات وأماكن تجمع مياه الأمطار، وينمو في مجموعات متلاصقة تشبه حقول قصب السكر أو البوص، ويصل طوله في بعض الأحيان إلى نحو 5 أمتار، واشتهر منذ العصر الفرعوني باستخداماته المتنوعة التي كان أبرزها صناعة أوراق البردي للكتابة، وهي أول أوراق للكتابة في التاريخ، كما استخدمه الفراعنة في صناعة القوارب والحبال وسلال حفظ الطعام والخبز.


مقالات ذات صلة

الأردن يعلن اكتشاف نقش هيروغليفي للملك رمسيس الثالث

يوميات الشرق اكتشاف أثري جديد جنوب شرقي محمية وادي رم بالأردن يتمثل في نقش هيروغليفي لقدماء المصريين يحمل ختماً ملكياً (خرطوشاً) يعود للملك المصري رمسيس الثالث (1155-1186 ق.م)... (وزارة الآثار الأردنية)

الأردن يعلن اكتشاف نقش هيروغليفي للملك رمسيس الثالث

وزارة الآثار الأردنية تعلن اكتشافاً أثرياً جديداً جنوب شرقي محمية وادي رم، جنوب الأردن، يتمثل في نقش هيروغليفي يعود للملك المصري رمسيس الثالث.

«الشرق الأوسط» (عمان)
الاقتصاد توجه لإنشاء صندوق عقاري مشترك بين السعودية ومصر

توجه لإنشاء صندوق عقاري مشترك بين السعودية ومصر

أعلن رئيس مجلس الأعمال السعودي المصري، بندر العامري، عن توجه لإنشاء صندوق عقاري مشترك بين السعودية ومصر يتضمن محفظة من الأراضي، في زيارة لوفد سعودي للقاهرة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (يمين) يصافح رئيس الحكومة الآيرلندية سيمون هاريس خلال زيارة إلى دبلن (أ.ف.ب)

مصر تستعيد مجموعة قطع أثرية من آيرلندا

أعلنت وزارة الخارجية المصرية استعادة مجموعة من القطع الأثرية من آيرلندا، وذلك عقب الزيارة التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى العاصمة الآيرلندية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي رئيس الوزراء المصري يستعرض إجراءات تخطيط المنطقة المحيطة بالأهرامات والمتحف المصري الكبير

رئيس الوزراء المصري يستعرض إجراءات تخطيط المنطقة المحيطة بالأهرامات والمتحف المصري الكبير

عقد الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء المصري اجتماعاً، الأحد، لاستعراض إجراءات الطرح العالمي لتخطيط المنطقة المحيطة بالأهرامات والمتحف المصري الكبير.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق إناء شرب على شكل رأس بيس من واحة الفيوم في مصر يعود إلى العصر البطلمي - الروماني (القرن الرابع قبل الميلاد - القرن الثالث الميلادي)... (جامعة جنوب فلوريدا)

كوكتيلات مخدرة وطقوس سحرية: كشف أسرار أكواب المصريين القدماء

كشف الباحثون عن استخدام أكواب خاصة لتقديم مزيج من العقاقير المخدرة، والسوائل الجسدية، والكحول.

«الشرق الأوسط» (لندن)

3 دقائق من النشاط المعتدل يومياً تفيد القلب

تقدم الأنشطة العرضية مثل التسوق جملة من الفوائد الصحية (رويترز)
تقدم الأنشطة العرضية مثل التسوق جملة من الفوائد الصحية (رويترز)
TT
20

3 دقائق من النشاط المعتدل يومياً تفيد القلب

تقدم الأنشطة العرضية مثل التسوق جملة من الفوائد الصحية (رويترز)
تقدم الأنشطة العرضية مثل التسوق جملة من الفوائد الصحية (رويترز)

وجدت دراسة جديدة أن ثلاث دقائق فقط يومياً من النشاط البدني المعتدل قد تقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية لدى كبار السن.

وكشفت النتائج المنشورة في مجلة «سيركيوليشن»، أن العديد من الأنشطة اليومية، مثل القيام بالأعمال المنزلية أو التسوق لشراء البقالة، قد لا تُعتبر نشاطاً بدنياً، ولكنها قد تُقدم، بغض النظر عن ذلك، جملة من الفوائد الصحية. ويشير الباحثون عادة إلى هذا النوع من الأنشطة على أنها مجرد أنشطة عرضية.

وكانت أبحاث سابقة قد أظهرت أنه مع التقدم في السن، يُقلل الكثيرون من نشاطهم البدني، مما يزيد من احتمالية إصابتهم بأمراض القلب والأوعية الدموية. وقد وُجد أن البعض يُقلل من ممارسة الرياضة إلى ما يقارب الصفر.

وكما أفاد بيان، نشر الجمعة، أن باحثي الدراسة الجديدة التي قادها فريق بحثي في مجال أمراض القلب والأوعية الدموية والصحة العامة، من عدة مؤسسات في جميع أنحاء المملكة المتحدة بالتعاون مع مركز ماكنزي لأبحاث الأجهزة القابلة للارتداء في أستراليا، قاموا بتحليل المعلومات الموجودة في البنك الحيوي البريطاني لأشخاص يرتدون أجهزة مراقبة المعصم التي تتتبع مستويات أنشطتهم اليومية.

ولمعرفة المزيد عن احتمالات وقوع أي مخاطر صحية، اطلع الباحثون على بيانات أكثر من 24 ألف شخص (بمتوسط ​​عمر 62 عاماً) مُدرجين في البنك الحيوي البريطاني، ارتدوا أجهزة قياس التسارع على معصمهم لمدة سبعة أيام على الأقل خلال عامي 2013 و2015، والذين عرّفوا أنفسهم بأنهم لا يمارسون الرياضة.

أجهزة قياس التسارع

قارن الباحثون بين من أظهرت أجهزة قياس التسارع على معصمهم ممارستهم لنشاط معتدل بانتظام، وبين من كانوا أكثر أو أقل نشاطاً. ووجدوا أن من مارسوا نشاطاً عرضياً معتدلاً بانتظام انخفض لديهم بشكل ملحوظ احتمالية الإصابة بنوبة قلبية أو الوفاة بسببها.

وبشكل أكثر تحديداً، وجد الفريق أن من مارسوا نشاطاً معتدلاً لمدة ثلاث دقائق على الأقل بانتظام انخفضت لديهم احتمالية الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية أو أي نوع آخر من أمراض القلب والأوعية الدموية.

كما وجدوا اختلافات بين الجنسين؛ فعلى سبيل المثال، وُجد أن الرجال يمارسون تلك الأنشطة العرضية بمعدلات أقل من النساء. كما لاحظوا تحسناً في الصحة لكلتا الفئتين مع زيادة عدد الأنشطة العرضية وزيادة شدتها.

ويقترح الفريق البحثي أنه يمكن للأشخاص تقليل احتمالية إصابتهم بأمراض القلب والأوعية الدموية مع تقدمهم في السن من خلال المشاركة في أنشطة يومية عرضية، مثل تحضير الوجبات بدلاً من الخروج، والحفاظ على نظافة المنزل، وجزّ العشب، أو القيام ببعض أعمال البستنة المنزلية. ويشيرون إلى أن الحل يكمن في محاولة القيام بعدة أنشطة قصيرة المدة يومياً.