بدء موسم زراعة البردي في المتحف المصري

النبات الفرعوني الشهير يزيّن مدخله

بدء موسم زراعة البردي في المتحف المصري
TT

بدء موسم زراعة البردي في المتحف المصري

بدء موسم زراعة البردي في المتحف المصري

مع انطلاق العام الجديد، بدأ موسم استزراع وتجديد نبات البردي في المتحف المصري بالتحرير، وهو تقليد سنوي للحفاظ استمرار النبات الفرعوني الشهير داخل نافورة المدخل الرئيسي، عبر غرس شتلات جديدة مأخوذة من جذور القديمة، حيث يشكل النبات التاريخي جزءاً من شخصية المتحف ويُبرز تركيز مُقتنياته على العصر الفرعوني، بينما أضفت أضواء النافورة التي رُكّبت أخيراً ضمن منظومة جديدة في المتحف ترتبط بمشروع إضاءة ميدان التحرير بُعداً جديداً لرمزية البردي وارتباطه بمقتنيات المتحف.
يبدأ التقليد السنوي للحفاظ على استمرار نبات البردي في حديقة المتحف المصري بالتحرير خلال شهري ديسمبر (كانون الأول) ويناير (كانون الثاني) من كل عام، حيث تجف أوراق النبات الفرعوني الأشهر ويتوقف عن النمو.
ويحمل المسطح المزروع بالبردي داخل النافورة التي تقع في المدخل الرئيسي دلالات أكبر من مساحته الصغيرة، فهو يعد طريقة للتّعبير عن شخصية المتحف وتخصص مقتنياته في العصر الفرعوني بكل تفاصيله، وفق صباح عبد الرازق مدير عام المتحف المصري بالتحرير، التي تقول لـ«الشرق الأوسط» إنّ «الحرص على وجود نبات البردي في حديقة المتحف وإلى جواره أيضاً نبات اللوتس تعبير عن شخصية المتحف وتركيز مقتنياته على العصر الفرعوني بما يعطي فكرة مبدئية للزوار عن طبيعة المتحف، ويؤثر بقدر كبير في تشكيل انطباعاتهم الأولى، فضلاً عن نُدرة البردي التي تحتم علينا الحرص على استمرار زراعته».
في مساحة صغيرة داخل النافورة التي تقع في المدخل الرئيسي تطل رؤوس البردي على الزوار من عمق المياه، حيث يتطلب النبات الفرعوني وجوداً دائماً في الماء، وهو سبب اختيار زراعته في بركة النافورة، وانتهى مهندسو الإدارة الزراعية بالمتحف أخيراً من تقليدهم السنوي للحفاظ على استمرار النبات الأشهر تاريخياً من خلال عمليات استزراع تطلبت قص رؤوس النبات الجافة كي يعاود النمو، إلى جانب غرس شتلات جديدة تؤخذ من جذور النبات القديم، وبدأت بالفعل تظهر علامات نمو مجموعات جديدة من النبات، وهو ما سيستمر تدريجياً ليصل إلى ذروة نموه مع حلول فصل الصيف حسب المهندسة سحر حسين فرغلي، المهندسة بالإدارة الزراعية في المتحف المصري، وتقول فرغلي لـ«الشرق الأوسط» إنّ «نمو نبات البردي يضعف في الشتاء، لذلك نقصّ الأجزاء الظاهرة منه فوق المياه وتكون جافة ويساعدها ذلك على معاودة النمو، كما نأخذ جذوراً من النبات نفسه ونفصّصها لتصبح مجموعة شتلات جديدة نغرسها في الطمي الموجود بقاع بركة النافورة، ونضع السماد عليها لتعاود النمو تدريجياً والذي يصل إلى ذروته مع بدء حلول فصل الصيف، كما نحرص من وقت لآخر على إضافة شتلات جديدة نحصل عليها من القرية الفرعونية».
ويضم المتحف المصري الكثير من القطع والآثار المتنوعة التي يوثّق بعضها لزراعة النبات الفرعوني الشهير واستخداماته المختلفة، ومن أبرز المقتنيات آلة لصقل ورق البردي من مقتنيات الملك توت تعود إلى الدولة المصرية الحديثة، ومئات البرديات التي توثق استخدامه في صناعة الورق، فضلاً عن العديد من النقوش الموجودة على بعض الجداريات تصور مشاهد دفن الموتى، حيث يقدّم أهل الميت نبات البردي إليه خلال الدفن كي يحظى بالشباب في العالم الآخر وفق المعتقدات وقتها.
وتقول جيهان عرفات، أمين أول في المتحف المصري، لـ«الشرق الأوسط»: إنّ «نبات البردي من النباتات الفرعونية المقدسة، التي ارتبطت بفكرة البعث والخلود إلى جانب استخداماتها الصناعية المختلفة، فبينما ارتبطت زهرة اللوتس ببعث الميت في العالم الآخر، ارتبط البردي بالحفاظ على الشباب عقب البعث، وهو ما كان يدفع أهالي المتوفى إلى تقديم البردي واللوتس خلال تشييع الميت إلى العالم الآخر».
وتشير عرفات إلى أنّ «ارتباط البردي بفكرة الشباب عقب البعث له علاقة بأسطورة حورس الشهيرة، حيث أخفته حتحور وهو طفل حتى يكبر وسط نبات البردي الموجود بالبراري في أحراش الدلتا».
ويُعد البردي أحد النباتات العشبية التي تنمو في الماء الضحل، حيث ازدهر منذ آلاف السنين على جوانب نهر النيل وفي المستنقعات وأماكن تجمع مياه الأمطار، وينمو في مجموعات متلاصقة تشبه حقول قصب السكر أو البوص، ويصل طوله في بعض الأحيان إلى نحو 5 أمتار، واشتهر منذ العصر الفرعوني باستخداماته المتنوعة التي كان أبرزها صناعة أوراق البردي للكتابة، وهي أول أوراق للكتابة في التاريخ، كما استخدمه الفراعنة في صناعة القوارب والحبال وسلال حفظ الطعام والخبز.


مقالات ذات صلة

كوكتيلات مخدرة وطقوس سحرية: كشف أسرار أكواب المصريين القدماء

يوميات الشرق إناء شرب على شكل رأس بيس من واحة الفيوم في مصر يعود إلى العصر البطلمي - الروماني (القرن الرابع قبل الميلاد - القرن الثالث الميلادي)... (جامعة جنوب فلوريدا)

كوكتيلات مخدرة وطقوس سحرية: كشف أسرار أكواب المصريين القدماء

كشف الباحثون عن استخدام أكواب خاصة لتقديم مزيج من العقاقير المخدرة، والسوائل الجسدية، والكحول.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق مشهد من جامع بيبرس الخياط الأثري في القاهرة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

بعد 5 قرون على إنشائه... تسجيل جامع بيبرس الخياط القاهري بقوائم الآثار الإسلامية

بعد مرور نحو 5 قرون على إنشائه، تحوَّل جامع بيبرس الخياط في القاهرة أثراً إسلامياً بموجب قرار وزاري أصدره وزير السياحة والآثار المصري شريف فتحي.

فتحية الدخاخني (القاهرة )
يوميات الشرق كلب ضال أمام هرم خوفو في منطقة أهرامات الجيزة (أ.ف.ب)

بفضل «أبولو»... «كلاب الأهرامات» تجذب السياح وتنشِّط المبيعات

مقطع مصور غير اعتيادي لكلب يتسلق الهرم يجذب الزوار والسائحين.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق طريقة بناء الأهرامات تُمثل لغزاً كبيراً (الشرق الأوسط)

فيديو مولد بالذكاء الاصطناعي يُجدد الجدل بشأن طريقة بناء الأهرامات المصرية

جدّد مقطع فيديو قصير مُولد بالذكاء الاصطناعي، يشرح طريقة بناء الأهرامات، الجدلَ بشأن نظريات تشييد هذه الآثار الضخمة.

عبد الفتاح فرج (القاهرة)
يوميات الشرق اكتشاف عدد من اللقى الأثرية والأدوات الشخصية للجنود (وزارة السياحة والآثار المصرية)

مصر: اكتشاف ثكنات عسكرية ومخازن أسلحة أثرية بالدلتا

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، الخميس، عن اكتشاف «ثكنات عسكرية ومخازن أسلحة» أثرية تعود لعصر الدولة الحديثة.

فتحية الدخاخني (القاهرة)

امرأة تلد في سن الـ61 وتصبح أكبر أم جديدة في مقدونيا الشمالية

امرأة مع طفلها المولود (رويترز - أرشيفية)
امرأة مع طفلها المولود (رويترز - أرشيفية)
TT

امرأة تلد في سن الـ61 وتصبح أكبر أم جديدة في مقدونيا الشمالية

امرأة مع طفلها المولود (رويترز - أرشيفية)
امرأة مع طفلها المولود (رويترز - أرشيفية)

أصبحت سيدة تبلغ 61 عاماً أكبر امرأة تلد طفلاً في مقدونيا الشمالية، وفق ما أعلنت السلطات الصحية في الدولة الواقعة في منطقة البلقان، الثلاثاء.

ولجأت الأم الجديدة -التي لم يُكشف عن هويتها- إلى التخصيب المخبري، وفق مديرة العيادة الجامعية لأمراض النساء والتوليد في سكوبيي إيرينا، ألكسيسكا بابستييف.

وأضافت ألكسيسكا بابستييف أن المرأة الستينية خضعت سابقاً لعشر محاولات تلقيح اصطناعي، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

ولا تفرض مقدونيا الشمالية أي حد عمري على النساء اللائي يسعين إلى التخصيب في المختبر.

وخرجت الأم والمولود الجديد من المستشفى الثلاثاء، ويبلغ الأب 65 عاماً، حسب السلطات.

وتشير الإحصاءات الرسمية إلى أن معدل الخصوبة في مقدونيا الشمالية بلغ 1.48 طفل لكل امرأة في عام 2023.

ومنذ استقلالها في عام 1991، واجهت البلاد هجرة جماعية على خلفية ركود الاقتصاد.

ويبلغ عدد السكان حالياً 1.8 مليون نسمة، أي بانخفاض 10 في المائة تقريباً في أقل من 20 عاماً، وفق بيانات التعداد السكاني الأخير عام 2021.