سجلت الولايات المتحدة أسوأ يوم من الوباء مع وفاة ثلاثة أميركيين كل دقيقة، بينما اتخذت الصين خطوات حاسمة أمس (الأربعاء) لوقف انتشار طفيف لفيروس «كورونا» المستجد.
وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية، ارتفع عدد الإصابات في العالم إلى أكثر من 91 مليوناً، بينما أرغم الانتشار السريع للوباء حكومات في مختلف أنحاء العالم على إعادة فرض قيود، مثل إجراءات إغلاق، رغم تداعياتها الاقتصادية، بما يشمل أوروبا التي تحارب موجة ثانية من الوباء.
وسجلت الولايات المتحدة، أكثر دولة تضرراً بالوباء في العالم، حصيلة قياسية بلغت 4470 وفاة في 24 ساعة الثلاثاء، بينما تواجه ارتفاعاً في الحالات خلال فصل الشتاء، ما أدى إلى ضغوط كبرى على طاقات المستشفيات والعيادات رغم بدء عمليات التلقيح.
وقالت كاري ماغواير، وهي مسؤولة طب العناية التلطيفية في مستشفى «سانت ماري» في آبل فالي، وهي بلدة ريفية صغيرة في كاليفورنيا: «إنها بالتأكيد الفترة الأكثر قتامة في كل مسيرتي المهنية». وأضافت: «لقد اضطررت لرؤية أشخاص أعرفهم وأهتم لأمرهم يراقبون أحباءهم يرحلون. كان الأمر صعباً جداً». وكان مرضى «كورونا» يتكدسون في الممرات وفي أسرَّة عناية فائقة أعدت على عجل وحتى في قسم طب الأطفال. وأشارت إلى أعداد هائلة من الوفيات بـ«كوفيد- 19»؛ حيث إن الولايات المتحدة تسجل حوالى خُمس عدد الوفيات الإجمالي في العالم والبالغ مليوني وفاة.
وأعلنت السلطات الثلاثاء أنه بدءاً من 26 يناير (كانون الثاني)، فإن كل الوافدين الذين يدخلون الولايات المتحدة جواً يجب أن يحملوا فحصاً سلبياً لـ«كوفيد- 19» قبل الصعود إلى الطائرة.
كما أمرت كندا المجاورة السكان في أونتاريو، المحرك الاقتصادي للبلاد والأكثر اكتظاظاً بالسكان، بالبقاء في منازلهم. وحذر رئيس وزراء أونتاريو دوغ فور من أن النظام الصحي «على وشك الانهيار».
في غضون ذلك، سجلت بريطانيا أمس 1564 وفاة جديدة بكوفيد-19 في غضون 28 يوما من إثبات الفحوص إصابة تلك الحالات بالمرض، وذلك في حصيلة يومية قياسية، مما يعني أن وفيات الموجة الثانية للجائحة أكثر من الأولى، بحسب {رويترز}. وتجاوز ذلك العدد الرقم القياسي المسجل في الثامن من يناير (كانون الثاني) وهو 1325، ويأتي بينما تكافح بريطانيا سلالة جديدة من الفيروس أكثر قدرة على العدوى.
وتمكنت الصين بشكل كبير من السيطرة على تفشي فيروس «كورونا» المستجد منذ ظهوره في ووهان، عبر إجراءات الإغلاق والفحوصات المكثفة وتتبع المخالطين؛ لكن سُجلت في الأسابيع الأخيرة إصابات قليلة، ما دفع بالسلطات إلى فرض تدابير حجر محلية، وقيود فورية على التنقل، وإجراء حملة فحوص واسعة شملت عشرات ملايين الأشخاص للكشف عن إصابات.
ويخضع أكثر من 200 مليون شخص حالياً لنوع من تدابير الإغلاق في المناطق الشمالية.
والأربعاء أعلنت حكومة إقليم هيلونغجيانغ (شمال الشرق) البالغ عدد سكانه 37.5 مليون نسمة: «حالة طوارئ» وطلبت من المواطنين عدم مغادرة الإقليم إلا للضرورة القصوى، وإلغاء المؤتمرات والتجمعات.
وجاءت التدابير بعد رصد 28 إصابة بـ«كوفيد- 19» الأربعاء، بينها 12 إصابة من دون عوارض. وسجلت ثلاث إصابات في هاربين عاصمة الإقليم التي تستضيف مهرجاناً شهيراً لمنحوتات الثلج يجتذب أعداداً كبيرة من السياح.
وبينما لا تزال الأعداد منخفضة مقارنة بعديد من البلدان الأخرى، تسعى الصين لمنع إصابات جديدة قبل احتفالات السنة القمرية الجديدة الشهر المقبل، التي يتوقع أن يتنقل خلالها ملايين الأشخاص في أنحاء البلاد.
من جهتها تعتزم اليابان توسيع حالة الطوارئ الصحية المفروضة في طوكيو وضواحيها الأربعاء، لتشمل سبع مناطق من أجل وقف انتشار الإصابات.
وبينما تبقى الحصيلة في اليابان متدنية مع حوالى 4100 وفاة، يقول أطباء أن المستشفيات تعاني من ضغط بسبب ارتفاع عدد الإصابات.
وتسابق الحكومات في مختلف أنحاء العالم الزمن لشراء اللقاحات وتسلمها في سبيل وقف أزمة انتشار فيروس «كورونا» المستجد، رغم أن منظمة الصحة العالمية حذرت من أن اللقاحات لن تكون كافية لتأمين مناعة جماعية هذه السنة. وأظهر أحد اللقاحات المطورة في الصين «كورونافاك» نسبة فاعلية بلغت 50 في المائة، إثر اختبارات جرت في البرازيل، كما أعلنت الشركة المكلفة بإنتاجها في هذه الدولة بأميركا الجنوبية الثلاثاء. وفي حين أن هذه النسبة أقل بكثير من تلك التي تسجلها لقاحات «موديرنا» و«فايزر- بيونتيك»، أطلقت إندونيسيا، إحدى الدول الأكثر اكتظاظاً بالسكان في العالم، حملة التلقيح، الأربعاء.
وكان الرئيس جوكو ويدودو أول من تلقى اللقاح، كما نقل التلفزيون في بث مباشر.
حصيلة قياسية للوفيات في أميركا وبريطانيا... وقيود جديدة في الصين
حصيلة قياسية للوفيات في أميركا وبريطانيا... وقيود جديدة في الصين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة