هل تعمل أنجلينا جولي جاسوسةً لصالح وكالة المخابرات المركزية؟

الممثلة أنجلينا جولي في مشهد من فيلم سولت الذي يعود لعام 2010 (أرشيفية - رويترز)
الممثلة أنجلينا جولي في مشهد من فيلم سولت الذي يعود لعام 2010 (أرشيفية - رويترز)
TT

هل تعمل أنجلينا جولي جاسوسةً لصالح وكالة المخابرات المركزية؟

الممثلة أنجلينا جولي في مشهد من فيلم سولت الذي يعود لعام 2010 (أرشيفية - رويترز)
الممثلة أنجلينا جولي في مشهد من فيلم سولت الذي يعود لعام 2010 (أرشيفية - رويترز)

يزعم خبراء أن تكون الممثلة الأميركية أنجلينا جولي، وهي واحدة من أكبر نجوم هوليوود، «جاسوسة سرية تعمل لصالح وكالة المخابرات المركزية»، وفقاً لتقرير نشره موقع صحيفة «الصن».
وهناك ملف متزايد من الأدلة يشير إلى أن مثل هذا الادعاء المرتبط بالممثلة البالغة من العمر 45 عاماً قد لا يكون بعيداً عن الواقع تماماً.
وبحسب أحد الخبراء البارزين في العلاقة بين هوليوود والحكومة الأميركية، فربما تم تجنيد أنجلينا جولي بالأصل من قبل وكالة التجسس في مرحلة ما في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
منذ ذلك الحين، تم اتهام النجمة الحائزة على جائزة الأوسكار مرتين من قبل مسؤولين أجانب غاضبين بأنها «عميلة» لوكالة المخابرات المركزية، وعقدت اجتماعات ولعبت دوراً في سقوط مدير وكالة المخابرات المركزية، ومثلت دور البطولة في فيلمين تدعمهما الوكالة.
وانضمت جولي أيضاً إلى واحدة من أكثر مراكز الفكر في السياسة الخارجية نفوذاً في واشنطن العاصمة، وأجرت مقابلة مع الرئيس المنتهية ولايته لجهاز المخابرات البريطانية، أحد أقوى حلفاء وكالة المخابرات المركزية.
وقضى الخبير توم سيكر سنوات في استخدام قانون حرية المعلومات للتحقيق في العلاقة بين صناعة السينما ومجتمع الاستخبارات، ويقول إن الأدلة تشير إلى أن «شيئاً ما يحدث» بين أنجلينا ووكالة المخابرات المركزية.
وقال المؤلف، الذي كتب كتاباً بعنوان «سينما الأمن القومي»، إنه يعتقد أن جولي هي «واجهة» مثالية لمجتمع الاستخبارات.
وقال لصحيفة «الصن»: «في عهد إدارة الرئيس السابق باراك أوباما الأولى كانت هناك محاولة لإعادة رسم السياسة الخارجية للولايات المتحدة». وتابع: «استمر الأمر في الظهور، كما لو كانت السياسة الخارجية للولايات المتحدة هي نفسها على مدى عقود، لكنها عززت إلى حد كبير فكرة التدخل الإنساني... إن فكرة الحصول على نجم هوليود ليبرالي كواجهة تتناسب تماماً مع الطريقة التي تم بها إعادة تصميم السياسة الخارجية في تلك الفترة».
وقال سيكر: «لم أكن لأظن أن أنجلينا هي عنصر في وكالة المخابرات المركزية وتتلقى أجراً - ولكن يمكن أن تكون كذلك... أعتقد أنه في مكان ما بالعقد الأول من القرن الحالي، تم تجنيدها في الواقع كنوع من أنواع العلاقات العامة». وأضاف: «طوال الحرب الباردة، كان كل من وكالة المخابرات المركزية ومكتب التحقيقات الفيدرالي يجند أشخاصاً في هوليوود لأغراض مختلفة».
وقُدمت ادعاءات مماثلة قبل ست سنوات عندما أشادت أنجلينا بالحكومة التركية بعد زيارتها لمخيمات اللاجئين السوريين في سبتمبر (أيلول) عام 2012.
وسأل نائب في حزب المعارضة الرئيسي في تركيا محمد كيسيم أوغلو: «هل أنجلينا جولي عميلة لوكالة المخابرات المركزية، وهل هناك أي تقرير استخباراتي عن أنجلينا جولي يشير إلى أنها تُستخدم كواجهة لسياسات حرب وكالة المخابرات المركزية؟».
كما تم ربط اسم أنجلينا بمدير وكالة المخابرات المركزية السابق ديفيد بترايوس.
وأجرى الاثنان محادثات ووقفوا لالتقاط صورة في بغداد في فبراير (شباط) عام 2008 بينما كان بترايوس يشغل منصب القائد الأعلى في العراق.
كما تم توثيق تعاون أنجلينا السينمائي مع وكالة المخابرات المركزية بشكل جيد. حتى الآن، لعبت دور البطولة في فيلمي تجسس على الأقل تم دعمهما بشكل مباشر من قبل وكالة المخابرات المركزية «ذا غود شافيرد» في عام 2006 و«سولت» في عام 2010.
وفي الماضي، ادعت الممثلة أنها لا يمكن أن تكون جاسوسة على الإطلاق، وقالت لوكالة الصحافة الفرنسية في عام 2010، «لم أستطع الاحتفاظ بحياة سرية، لأنها ليست طبيعية بالنسبة لي ولعائلتي، لكنني أعتقد أنها تضحية كبيرة يقوم بها الناس».


مقالات ذات صلة

مهرجان للفيلم الأوروبي في العاصمة طرابلس لكسر حاجز الانقسام

يوميات الشرق بوستر فيلم «عاصفة» الفرنسي المشارك في مهرجان الفيلم الأوروبي بطرابلس (السفارة الفرنسية)

مهرجان للفيلم الأوروبي في العاصمة طرابلس لكسر حاجز الانقسام

في خطوة عدّها الاتحاد الأوروبي «علامة فارقة في الشراكة الثقافية مع ليبيا»، يواصل مهرجان للأفلام الأوروبية عرض الأعمال المشاركة في العاصمة طرابلس حتى الخميس.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق انطلاق مهرجان بيروت للأفلام الفنية (المهرجان)

انطلاق «بيروت للأفلام الفنية» تحت عنوان «أوقفوا الحرب»

تقع أهمية النسخة الـ10 من المهرجان بتعزيزها لدور الصورة الفوتوغرافية ويحمل افتتاحه إشارة واضحة لها.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق د. سعد البازعي رئيس «جائزة القلم الذهبي للأدب الأكثر تأثيراً» (الشرق الأوسط)

البازعي: «جائزة القلم الذهبي» متفردة... وتربط بين الرواية والسينما

بدأت المرحلة الثانية لـ «جائزة القلم الذهبي للأدب الأكثر تأثيراً» لتحديد القائمة القصيرة بحلول 30 ديسمبر قبل إعلان الفائزين في فبراير.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
يوميات الشرق فيلم «فخر السويدي» تناول قضية التعليم بطريقة فنية (الشركة المنتجة)

فهد المطيري لـ«الشرق الأوسط»: «فخر السويدي» لا يشبه «مدرسة المشاغبين»

أكد الفنان السعودي فهد المطيري أن فيلمه الجديد «فخر السويدي» لا يشبه المسرحية المصرية الشهيرة «مدرسة المشاغبين» التي قدمت في سبعينات القرن الماضي.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق تجسّد لبنى في «خريف القلب» شخصية السيدة الثرية فرح التي تقع في ورطة تغيّر حياتها

لبنى عبد العزيز: شخصية «فرح» تنحاز لسيدات كُثر في مجتمعنا السعودي

من النادر أن يتعاطف الجمهور مع أدوار المرأة الشريرة والمتسلطة، بيد أن الممثلة السعودية لبنى عبد العزيز استطاعت كسب هذه الجولة

إيمان الخطاف (الدمام)

«العلاقات المشوهة» تجلب الانتقادات لصناع «وتر حساس» في مصر

لقطة من مسلسل «وتر حساس» (حساب صبا مبارك على «إنستغرام»)
لقطة من مسلسل «وتر حساس» (حساب صبا مبارك على «إنستغرام»)
TT

«العلاقات المشوهة» تجلب الانتقادات لصناع «وتر حساس» في مصر

لقطة من مسلسل «وتر حساس» (حساب صبا مبارك على «إنستغرام»)
لقطة من مسلسل «وتر حساس» (حساب صبا مبارك على «إنستغرام»)

تعرَّضت بطلات المسلسل المصري «وتر حساس»، الذي يُعرَض حالياً، لانتقادات على «السوشيال ميديا»؛ بسبب ما وصفها البعض بـ«علاقات مشوهة»، ووصل الأمر إلى تقدم نائبة مصرية ببيان عاجل، طالبت خلاله بوقف عرض المسلسل.

وأثار العمل منذ بداية بثه على قنوات «ON» جدلاً واسعاً؛ بسبب تناوله قضايا اجتماعية عدّها مراقبون ومتابعون «شائكة»، مثل الخيانة الزوجية، والعلاقات العائلية المشوهة، وطالت التعليقات السلبية صناع العمل وأداء بطلاته.

وقالت النائبة مي رشدي، في البيان العاجل: «إن الدراما تعدّ إحدى أدوات القوة الناعمة في العصر الحديث، لما لها من دور كبير ومؤثر في رسم الصورة الذهنية للمجتمعات والشعوب سلباً أو إيجاباً لسرعة انتشارها، وهي انعكاس ومرآة للمجتمع».

وأضافت: «هناك عمل درامي (وتر حساس) يُعرَض هذه الأيام على شاشات القنوات التلفزيونية، يحتاج من المهمومين بالمجتمع المصري إلى تدخل عاجل بمنع عرض باقي حلقات هذا المسلسل؛ لما يتضمّنه من أحداث تسيء للمجتمع المصري بأسره؛ فهو حافل بالعلاقات غير المشروعة والأفكار غير السوية، ويخالف عاداتنا وتقاليدنا بوصفنا مجتمعاً شرقياً له قيمه الدينية».

وتدور أحداث المسلسل، المكون من 45 حلقة، حول 3 صديقات هن «كاميليا» إنجي المقدم، وابنة خالتها «سلمى» صبا مبارك، و«رغدة» هيدي كرم، وتقوم الأخيرة بإرسال صورة إلى كاميليا يظهر فيها زوجها «رشيد»، محمد علاء، وهو برفقة مجموعة فتيات في إحدى السهرات، في حين كانت «كاميليا» تشك في زوجها في ظل فتور العلاقة بينهما في الفترة الأخيرة.

صبا مبارك ومحمد علاء في مشهد من المسلسل (قناة ON)

بينما تغضب «سلمى» من تصرف «رغدة» وتؤكد أنها ستكون سبباً في «خراب بيت صديقتهما»، وعند مواجهة كاميليا لزوجها بالصورة ينكر خيانته لها، ويؤكد لها أنها سهرة عادية بين الأصدقاء.

وتتصاعد الأحداث حين يعترف رشيد بحبه لسلمى، ابنة خالة زوجته وصديقتها، وتتوالى الأحداث، ويتبدل موقف سلمى إلى النقيض، فتبلغه بحبها، وتوافق على الزواج منه؛ وذلك بعد أن تكتشف أن كاميليا كانت سبباً في تدبير مؤامرة ضدها في الماضي تسببت في موت زوجها الأول، الذي تزوجت بعده شخصاً مدمناً يدعى «علي»، وأنجبت منه ابنتها «غالية».

وتعرف كاميليا بزواج سلمى ورشيد، وتخوض الصديقتان حرباً شرسة للفوز به، بينما يتضح أن الزوج الثاني لسلمى لا يزال على قيد الحياة، لكنه كان قد سافر للخارج للعلاج من الإدمان، ويعود للمطالبة بابنته وأمواله.

ويتعمّق المسلسل، الذي يشارك في بطولته لطيفة فهمي، ومحمد على رزق، وأحمد طارق نور، ولبنى ونس، وتميم عبده، وإخراج وائل فرج، في خبايا النفس الإنسانية، وينتقل بالمشاهدين إلى قضايا اجتماعية مثل فكرة الانتقام، والتفريط في الشرف، وتدهور العلاقات بين الأقارب، وصراع امرأتين على رجل واحد.

وتعليقاً على التحرك البرلماني ضد المسلسل، عدّ الناقد المصري محمد كمال أن «الأمر لا يستدعي هذه الدرجة من التصعيد». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن العمل بالفعل مليء بالعلاقات المشوهة، التي لا تقتصر على الخيانة الزوجية، وإنما تمتد إلى خيانة علاقة الأقارب والأصدقاء فيما بينهم؛ فيظهر معظم أبطال العمل غير أسوياء، فالشخصية الرئيسة الثالثة في العمل (رغدة) تخون أيضاً صديقتيها سلمى وكاميليا، وكل ما تسعى وراءه هو جني المال، والإساءة إليهما!».

ويتابع كمال: «فاجأتنا الأحداث كذلك بأن طليق سلمى، ووالد ابنتها كان ولا يزال مدمناً، وكان قد عقد اتفاقاً معها في الماضي بتزوير أوراق تفيد بوفاته؛ كي يثير شفقة والده، ويكتب ثروته بالكامل لابنته غالية، ويسافر هو للعلاج، مع وعدٍ بأنه لن يرجع، وهو جانب آخر من الأفعال المنحرفة».

كاميليا وسلمى... الخيانة داخل العائلة الواحدة (قناة ON)

ويتابع: «وهكذا كل شخوص المسلسل باستثناءات قليلة للغاية، فهناك مَن اغتصب، وسرق، وخان، وقتل، وانتحر، لكن على الرغم من ذلك فإني أرفض فكرة وقف عمل درامي؛ لأن المجتمعات كلها بها نماذج مشوهة، والمجتمع المصري أكبر مِن أن يمسه أي عمل فني، كما أن الجمهور بات على وعي بأن ما يراه عملٌ من خيال المؤلف».

ويرى مؤلف العمل أمين جمال أن «المسلسل انعكاس للواقع»، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «إن قضية احتدام الصراع أصبحت سمة غالبة على علاقات البشر عموماً، وموجودة في العالم كله، ولا يمكن أن تنفصل الدراما عن الواقع».

وتابع: «المسلسل يأتي في إطار درامي اجتماعي مشوق، لذلك نجح في أن يجتذب الجمهور، الذي ينتظر بعد عرض كل حلقة، الحلقة الجديدة في شغف، ويظهر ذلك في تعليقات المشاهدين على (السوشيال ميديا)».

وأشار إلى أنه «بالإضافة لتقديم الدراما المشوقة، في الوقت نفسه أحرص على تقديم رسائل مهمة بين السطور، مثل عدم الانخداع بالمظهر الخارجي للعلاقات؛ فقد تكون في واقع الأمر علاقات زائفة، على الرغم من بريقها، مثل تلك العلاقات التي تجمع بين أفراد العائلة في المسلسل، أو العلاقة بين الصديقات».

من جهتها، هاجمت الناقدة الفنية المصرية ماجدة خير الله المسلسل، وتساءلت في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «لماذا هذا الحشد لذلك الكم الكبير من الخيانات بين الأزواج والأصدقاء والأقارب؟»، وقالت: «لست ضد أن تعرض الدراما أي موضوع أو قضية من قضايا المجتمع، على أن تقدم معالجة فنية بها قدر من التوازن بين الأبعاد المختلفة، لا أن تقتصر على جانب واحد فقط».

وعن القول إن العمل يقدم الواقع، تساءلت ماجدة: «هل هذا هو الواقع بالفعل؟ أم أن الواقع مليء بأشياء كثيرة بخلاف الخيانات وانهيار العلاقات بين الناس، التي تستحق مناقشتها في أعمالنا الدرامية، فلماذا يختار العمل تقديم زاوية واحدة فقط من الواقع؟».

وعدّت «التركيز على التشوهات في هذا العمل مزعجاً للغاية، وجعل منه مسلسلاً مظلماً».