أعلنت قبرص، اليوم الجمعة، أنها ستفرض إغلاقا على المستوى الوطني للمرة الثانية لكبح تفشي فيروس كورونا المستجد بعدما تبين أن مجموعة القيود السارية لم تؤد الى خفض عدد الإصابات اليومية.
وقال وزير الصحة القبرصي كونستانتينوس يوانو إن الاجراءات الجديدة التي ستطبق اعتبارا من الاحد وتستمر إلى 31 يناير (كانون الثاني) هدفها حماية القطاع الصحي في الجزيرة. وأضاف: «في الأسابيع الثلاثة المقبلة، يجب أن نبقى في منازلنا لوقف تفشي الفيروس»، موضحا ان ذلك يهدف الى «خفض التجمعات المهنية والاجتماعية في المنازل وأماكن العمل الى حد كبير لانها كانت مصدر معظم الحالات».
بموجب الاجراءات الجديدة سيسمح للاشخاص بمغادرة منازلهم مرتين يوميا فقط للقيام بالاعمال الضرورية أو التمارين الرياضية، فيما ستغلق كل الأعمال غير الأساسية. لكن خلافا للاغلاق الأول في مارس (آذار) الماضي ستبقى المطارات والموانئ مفتوحة.
وسيتعين على الاشخاص الراغبين في الخروج من منازلهم لممارسة الرياضة او للتسوق والعمل او لحالات طارئة الحصول على موافقة مسبقة من السلطات عبر رسالة نصية من هاتف نقال، كما كان يحصل في مارس.
وستغلق المدارس أبوابها ويعود التلاميذ الى التعلم من بعد، لكن الحضانات ستبقى مفتوحة. وستغلق المحلات وصالونات تصفيف الشعر ودور السينما والمسارح والنوادي الرياضية والمتاحف.
وكانت الحكومة القبرصية قد فرضت منذ 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حظر تجول في الليل سعياً لوقف تفشي الوباء، وأغلقت مراكز التسوق والمطاعم والمقاهي قبل عيد الميلاد، ثم منعت الزيارات في المنازل خلال عطلة الأعياد، كما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية.
وسيبقى حظر التجول الليلي سارياً من التاسعة مساء حتى الخامسة فجرا، كما ستحظر كل التجمعات العامة والاجتماعية.
لكن رغم القيود السارية، استمر ارتفاع الاصابات بـ«كوفيد-19»، وكان ديسمبر (كانون الأول) الشهر الذي سجل فيه أعلى معدل وفيات حتى الان، فيما ارتفع عدد الاشخاص الذين دخلوا المستشفيات بشكل قياسي. ووصل عدد الإصابات الشهر الماضي الى 12 ألفاً و86 حالة، وهو أعلى من عدد الاصابات التي سجلت في الأشهر التسعة الماضية مجتمعةً.
وسجل ديسمبر أكثر من نصف مجموع الوفيات البالغ 140 منذ بدء انتشار الوباء. وأعلنت وزارة الصحة تسجيل 427 إصابة جديدة الخميس مما يرفع مجموع الاصابات إلى 26 ألفاً و208.
وكانت قبرص قد تمكنت من ضبط الوضع الوبائي الى حد كبير عبر فرض إغلاق عند بدء انتشار الوباء في مارس (آذار) وتم تخفيفه تدريجا اعتبارا من مطلع مايو (أيار). لكن السلطات الصحية تنسب ارتفاع عدد الاصابات الى عدم التزام القبارصة بالقيود بما يشمل وضع الكمامات والتباعد الاجتماعي، مع العلم أن وضع الكمامة إلزامي في الداخل والخارج باستثناء المنازل.
وتأمل الحكومة في أن يؤدي الاغلاق الى السيطرة على الفيروس عبر زيادة الفحوص السريعة والتلقيح الذي شمل حتى الآن حوالى أربعة آلاف شخص، مع هدف يقضي بتلقيح ما يصل الى 20 في المائة من السكان بحلول منتصف أبريل (نيسان).
وقال يوانو إن الموجة الثانية من الوباء ضربت الجزيرة بشكل كبير خصوصا بعد وصول السلالة الجديدة من الفيروس المتحور التي ظهرت في بريطانيا الى قبرص. وأوضح أن «ارتفاع عدد المرضى الذين يحتاجون إلى عناية خاصة هو المؤشر الرئيسي الذي يحدد قرارات كل الحكومات التي تواجه الأزمة الصحية».
قبرص تفرض إغلاقاً عاماً للمرة الثانية في مواجهة «كوفيد-19»
قبرص تفرض إغلاقاً عاماً للمرة الثانية في مواجهة «كوفيد-19»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة