كافيار جبال الألب النمساوية من أغلى المأكولات في العالم

والتر غرويل صاحب متجر بالقرب من سالزبورغ يعرض علبة من الكافيار الأبيض الفاخر (أ.ف.ب)
والتر غرويل صاحب متجر بالقرب من سالزبورغ يعرض علبة من الكافيار الأبيض الفاخر (أ.ف.ب)
TT

كافيار جبال الألب النمساوية من أغلى المأكولات في العالم

والتر غرويل صاحب متجر بالقرب من سالزبورغ يعرض علبة من الكافيار الأبيض الفاخر (أ.ف.ب)
والتر غرويل صاحب متجر بالقرب من سالزبورغ يعرض علبة من الكافيار الأبيض الفاخر (أ.ف.ب)

تنافس مزارع أسماك خاصة جداً أسواق الكافيار الروسية وتصدر نوعاً من بيض السمك الثمين بأسعار خيالية إلى بلدان العالم المختلفة ليقدم على موائد أثرياء العالم. وحسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية ففي بلدة غروديغ بالقرب من مدينة سالزبورغ توجد إحدى مزارع أسماك «الحفش» النادرة حيث تُرّبى أسماك أنثى يكلّف بيضها غالياً جدّاً.
ويقوم مدير هذه المنشأة لتربية الأسماك، فالتر غرول، بشقّ جلد سمكة تبلغ من العمر 16 عاماً لاستخراج بيض فاتح اللون، ويقول وهو يغسل الغلّة: «البيض أكثر طراوة من الكافيار الأسود».
وهذه الغلّة التي لا يتخطّى وزنها 600 غرام تكلّف ثمانية آلاف يورو، وهو سعر أغلى بثلاث مرّات من الكافيار الأسود الذي يعدّ أصلاً من المأكولات الفاخرة.
ويؤكّد فالتر غرول أن «هذا البيض هو من أغلى المأكولات في العالم. وهو يشكّل واحداً في المائة لا غير من إنتاجنا الإجمالي للكافيار».
وفي القاعة المجاورة، تحضّر ألكساندرا، ابنة فالتر، نحو أربعين علبة «ستصدّر إلى ألمانيا وإيطاليا وإسبانيا»، حسبما تكشف الشابة مستعرضة قسائم الطلبيات.
ولا شكّ في أن أزمة وباء «كوفيد - 19» انعكست سلباً على الطلبيات نتيجة إغلاق المطاعم والفنادق الفخمة، غير أن مبيعات التجزئة ازدهرت في المقابل.
وتشكّل احتفالات رأس السنة نحو 40% من حجم الأعمال السنوي. ويقول غرول الذي ما انفكّ هاتفه يرنّ لإيداع الطلبيات إن «الناس يريدون التلذّذ بالوقت الحاضر».
ويحجم مربّو الأسماك عن الكشف عن أسماء زبائنهم الذين يعيش كثيرون منهم في آسيا وروسيا والشرق الأوسط، إذ إن التحفّظ هو أحد أسرار النجاح في المهنة.
وقد اتّصلت به ماركة للسيّارات الفارهة للتوّ وهو تلقّى عرضاً قبل مدّة من شركة خطوط جوّية ترغب في تقديم كافيار «صُنع في النمسا» لزبائن درجة الامتياز.
وقد حرص فالتر غرول الذي انطلق في مشروعه بموارد متواضعة سنة 1981 مع سمك الشار القطبي والتروتة، على التمايز عن غيره من المزارع السمكية في العالم من خلال التركيز على جعل سمك حفش ناصع لا يشوبه أي تصبّغ يتكاثر في الأسر.
وفي جوار قصر هيلبرون العائد لحقبة النهضة، تقع مزرعته التي باتت تضمّ مئات الأسماك وسط كاميرات مراقبة وحواجز شبكية لحمايتها من السرقة، إذ إن هذا المورد النفيس يثير المطامع وقد تعرّضت منشآت أخرى من هذا النوع لسرقات كثيرة في السنوات الأخيرة.
وتربية سمك الحفش الأبيض أو الأسود التي تزدهر منذ ربع قرن في الصين وإيطاليا وفرنسا خصوصاً نتيجة حظر صيد هذه الأسماك، تُجاري روح العصر باعتباراته البيئية، متيحة في الوقت عينه الحفاظ على النوع.
وقد يعيش هذا الصنف من الأسماك حتّى 120 عاماً وهو موجود منذ عصر الديناصورات لكنّه بات على وشك الانقراض من موئله الطبيعي في روسيا وإيران.
وقد تهاوى الإنتاج العالمي لبيض سمك الحفش في المياه الطبيعية في الثمانينات، من جرّاء الصيد المفرط والتلوّث.
وحسب أحدث الإحصاءات المتوافرة في هذا الصدد التي أعدتها جمعية «وورلد ستوردجون كونسرفايشن سوسييتي» في 2018، تنتج 2480 مزرعة في 55 بلداً 415 طنّاً من الكافيار في السنة.
وثمة 30 إلى 40 مزرعة من بين هذه المنشآت، بينها اثنتان أو ثلاث في النمسا، توفّر الكافيار الأبيض، حسب الأكاديمي توماس فريدريش الذي ينسّق في فيينا برنامجاً لتعزيز تكاثر حفش الدانوب.
وفي الماضي، عندما كانت سمكة مهقاء بالغة من نوع الحفش النادر الوجود تُصطاد في بحر قزوين، كان بيضها يقدّم حصراً لشاه إيران، على قول فريدريش.



هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.